الأحد 19 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

«فراج» أسـاءلموهبته و«حورية» اختارت «طريق بلا عودة»

«فراج» أسـاءلموهبته و«حورية» اختارت «طريق بلا عودة»
«فراج» أسـاءلموهبته و«حورية» اختارت «طريق بلا عودة»


عندما أتساءل: لماذا حققت أفلام محمد رمضان إيرادات فى شباك التذاكر، بينما أخفق فيلم «القشاش» لمحمد فراج لا أجد سوى تفسير واحد وهو «الحظ» نعم فكل من محمد رمضان وفراج لم يكونا فى يوم من الأيام من نجوم شباك التذاكر.
 
محمد رمضان بدأ مشواره السينمائى منذ 6سنوات تقريبا وبدايته كانت تبشر بأننا أمام ممثل جيد، خاصة فى أفلام «احكى ياشهر زاد» لوحيد حامد و«الشوق» للمخرج خالد الحجر وغيرهما وبالمناسبة أدواره بهذه الأعمال لم تكن بطولة مطلقة،
وعندما فكر المنتج فى إسناد البطولة المطلقة له فى فيلم «الألمانى» كان فيه إجماع على تعجل رمضان لهذه الخطوة رغم إيماننا الشديد بموهبته ولم يحقق «الألمانى» النجاح المتوقع، لكن خبرة السبكى كمنتج دفعته لتقديم محمد رمضان فى شخصية البلطجى بخلطته السحرية وكان «عبده موته» ومن بعده فيلم «قلب الأسد»،وكلاهما حققا إيرادات فاقت التوقعات لكن المؤكد أن الفيلمين ساهم فى نجاحهما عامل الوقت والزمن، ففى وقت عرضهما كانت الشكوى من الانفلات الأمنى والبلطجة وعائلة السبكى هى الوحيدة التى كانت تنتج، بينما أغلقت باقى الشركات أبوابها. لكن بعدما هدأت الأمور وبدأت شركات الإنتاج فى استئناف عملها أصبح الجمهور فى غنى عن مشاهدة البطل الشعبى، سواء كان مجرما أو شريفا على الأقل فى الوقت الراهن والدليل تصاعد إيرادات فيلم مثل «هاتولى راجل» نظرا لاختلاف فكرته وبعده عن الأجواء الشعبية، وبالعودة لفيلم «القشاش» ستجد أول شىء يلفت انتباهك به هو الإعلان الدعائى للفيلم ليؤكد لك أنك أمام فيلم يحمل توقيع الخلطة السبكية الشهيرة، رغم أن الفيلم إنتاج شركة أخرى وهى «دولار»، وإذا حاولت إقصاء رقصة «صافيناز» من الفيلم والتعامل معه على أنه شريط سينمائى حاول صناعه إثبات نواياهم الحسنة فى صنعه فيلم جيد عن المهمشين ستجد نفسك أمام مشروع سينمائى متوسط القيمة، خانته الظروف واختيار الموضوع، فالمتفرج اليوم تشبع من البطل الشعبى، سواء كان خارجا على القانون أو مظلوما، فلماذا إذن يتحمس الجمهور لفيلم من هذه النوعية، خاصة أن أفيشه لا يحمل أسماء جذابة تجاريا فمحمد فراج يفاجئك بتعجله للبطولة المطلقة ونحن لا ننكر أنه ممثل جيد ودوره العام الماضى فى مسلسل «بدون ذكر أسماء» كان نقطة فارقة فى مشواره الفنى لكن سينمائياً لم يحالفه التوفيق فى اختيار الدور الذى سيتصدر أفيشه لأنه بشكل متتالٍ يقدم لنا شخصية من الحارة الشعبية مع الفارق أنه فى الأولى كان مع مؤلف بحجم وحيد حامد والمخرج محمد ياسين والمؤكد أن هذه الكفة لها بريق يستند على تراكم الخبرة والحرفية مقارنة بالعناصر المماثلة فى فيلم «القشاش».
 
∎ فيلم «القشاش» مزدحم بالشخصيات الفرعية تجعلك تنسى قضية الفيلم والأسباب التى دفعت البطل للهروب وهذا أبرز سلبيات الفيلم وأمام مواقف درامية ساذجة لا يصدقها أحد تذكرك بالأفلام الهندى الرديئة وإذا كان مؤلف الفيلم محمد سمير مبروك ومخرجه إسماعيل فاروق قد أكدا أن الهدف من فيلمهما هو تسليط الضوء على المهمشين الذين تعرضوا للظلم وتعاطف المجتمع معهم، فالمؤكد أنهما فشلا فى توصيل رسالتهما، لأنك أمام أحداث غير منطقية وأمام بطل يحاول إثبات براءته من تهمة قتل «تيتيانا» زوجة أحد رجال الأعمال «إيهاب فهمى» ونراه أثناء رحلة هروبه من إسكندرية للصعيد يقابل نماذج من البشر تحدث بينهم مواقف ساذجة تؤدى لتعاطفهم مع البطل سيد القشاش «محمد فراج» ومن هذه الشخصيات دلال عبدالعزيز التى لعبت دورالأم المكلومة فى فقدان ابنها بعد سفره لإحدى الدول وتضطر ابنتها حنان مطاوع خداعها وتوهمها أن شقيقها عاد من السفر مستغلة فى ذلك الشبه الكبير بينهما لنكتشف قبل نهاية الأحداث أن الأم تعلم بكذبة ابنتها من البداية، أيضا هناك مروة عبدالمنعم التى لعبت دور المرأة التى تركت وليدها لبطل الفيلم سيد القشاش كأمانة يوصلها إلى أهلها بعد وفاتها وسيد القشاش «محمد فراج» يسعى لتوصيل الأمانة لجد الطفل «حسن حسنى» متجاوزا أزمته مع حبل المشنقة وتصل قمة السذاجة ذروتها عندما نرى المسئولين بالكنيسة هبة مجدى وسميرة محسن وأحد رجال الكنيسة يتسترون عليه لإحساسهم ببراءته بعدما ساعدهم فى القبض على أحد اللصوص الذين هاجموا الكنيسة وبالطبع كان الضابط محمد سليمان يصل فى اللحظات الأخيرة بعد هروب البطل من الأماكن المختبئ بها لكنه فى كل مرة كان يسمع رأى هذه الشخصيات فى سيد القشاش من منطلق تعايشهم معهم وكانت الآراء كلها تصب فى صالح «سيد القشاش».
 
«وزيادة فى حالة الاكتئاب التى يعيشها المتفرج منذ بداية الفيلم اختار المخرج والمؤلف نهاية معتبرة تليق بالمناخ العام للفيلم، حيث اجتمع جميع من قابلهم البطل أثناء رحلة هروبه فى مشهد زواجه من الراقصة حورية فرغلى ليطلق عليه الفتوة «محسن منصور» الرصاص انتقاما منه على فوزه بالحبيبة التى كان يحلم بالزواج منها.
 
مشكلة الفيلم الرئيسية متمثلة فى السيناريو والإخراج والخاسر هو جميع المشاركين به خاصة محمد فراج ودلال عبدالعزيز وحنان مطاوع وحسن حسنى وأحمد فؤاد سليم، أما حورية فرغلى فهى لديها إصرار غريب على اختيار أدوار سينمائية تمحو بها التألق الذى حققته فى عالم الدراما.