الإثنين 24 يونيو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

شبح تنظيم الإخوان يتلاشى خلف القضبان

شبح تنظيم الإخوان يتلاشى  خلف القضبان
شبح تنظيم الإخوان يتلاشى خلف القضبان


محاكمة جمعت فى قفص اتهامها رئيسا وجماعة، كانت على مدار أكثر من ثمانين عاما قد تحولت من إمبراطورية الأمس إلى محظورة اليوم ورئيس أدت به أفعاله إلى سجين يحمل ملفا جنائيا بدلا من وسام شرفى، بينما كعادة الإخوان من رفض سياسة الأمر الواقع إلا بما يتوافق مع واقعهم الإخوانى، كانت لهم الرؤية المتوحدة كسياستهم فى عدم الاعتراف بتلك المحاكمة، فعلى الرغم من تطور الموقف السياسى بما شهده من محاكمة الرئيس المعزول محمد مرسى الذى وقف فى قفص الاتهام رافضا معاملته كشخص عادى إنما جاء تأكيده على أنه الرئيس الشرعى لمصر ومعه «رابطة» من مؤيديه وهم 14 قيادة إخوانية ملوحين بإشارات رابعة «بديلا عن علامة النصر» والتى تعطى مزيدا من حالة الكوميديا السوادء التى تعيشها قيادات الجماعة من استمرارهم على درب الصمود الواهى.
 
حيث وصف «التحالف الوطنى لدعم الشرعية ورفض الانقلاب» محاكمة الرئيس المعزول محمد مرسى بـ «الهزلية العبثية» مشددًا فى الوقت ذاته على أنها باطلة وأن مرسى مازال الرئيس الشرعى للبلادب، كما تحدى التحالف من سماهم الانقلابيين الذين يحاكمون مرسى أن يذيعوا جلسات محاكمته لأنهم يعلمون ماذا سيفعل بهم الرئيس الصامد كما كانت دعوته إلى الاحتشاد والتظاهر فى مختلف الميادين.
 
وأشار البيان إلى أن «دستور 2012» نص على آلية لمحاكمة الرئيس عن طريق مجلس النواب ونص على هيئة المحكمة معلّقًا على محاكمة مرسى بالقول «إن الانقلابيين تناسوا أن الدكتور مرسى هو الرئيس الشرعى حتى الآن، ونسوا أنهم لم يستطيعوا التعامل مع مبارك إلا بشكل قانونى صحيح».
 
أما عن الجماعة الإسلامية فقد صرحت عقب زيارة وزيرةالخارجية الأمريكية فى محاولة منها لكشف المستور وراء هذه الزيارة حيث قالت: ترى الجماعة الإسلامية وحزب البناء والتنمية أن تصريحات وزير الخارجية الأمريكية التى أدلى بها أثناء زيارته لمصر جاءت كاشفة عن الموقف الأمريكى الداعم للانقلابات المناهض للإرادة الشعبية والمبادئ الديمقراطية والمتغافل عن حقوق الإنسان والنساء والباحث عن نظام يكون كنزا استراتيجيا لإسرائيل وتابعا لأمريكا.
 
ولم ينطق وزير الخارجية الأمريكى واحدة عن قتل الآلاف من المتظاهرين والمعتصمين السلميين أو عن إطلاق الرصاص واعتقال النساء والفتيات أو إغلاق الفضائيات أو منع ئبعض البرامج المعارضة أو استمرار الطوارئ وحظر التجوال أو كتابة ئدستور فى غرف مغلقة أو الزج برؤساء الأحزاب فى السجون باتهامات ملفقة مع الآلاف من أعضاء تلك الأحزاب.
 
∎ انتحار جماعى..
 
وتحليلا لهذا المشهد يرى الشيخ كرم زهدى أمير الجماعة الإسلامية سابقا أن مظاهرات الإخوان على خلفية محاكمة مرسى وقيادات الإخوان لن يتخلف عنها سوى مزيد من الدماء والتى تزيد الوضع احتقانا فى المشهد المصرى، وللأسف ينضم إليهم فى ذلك من تحالف بعض الإسلاميين لإعادة الشرعية والتى سقطت أساسا مع ثورة 30 يونيو بما يمثل حالة من الانتحار الجماعى لذلك فهذه المحاكمة كانت متوقعة لمحاسبتهم عما بدر منهم من أخطاء خلال فترة حكمهم، أما إثارة الفوضى والعنف على الجانب الآخر فهذا لن يقدم ولا يؤخر إنما يكون أشد حرمانية عند الله، وأنصحهم بالوقوف على أرض الواقع وإعادة التفكير والمراجعة حتى لا ندخل فى دوامة من التخوين والثأر.
 
∎ الإخوان تورطوا..
 
الأزمة ستستمر إلى أن يكون هناك صوت حكيم يحتوى الموقف.. هكذا يرى الشيخ محمد حجازى رئيس الحزب الإسلامى، الذراع السياسية لتنظيم الجهاد موضحا أن التظاهرات لن تكون هى الحل ولكن فى نفس الوقت هناك حالة انتقامية من الطرف الآخر «الخصم» ولكن أعود لأقول إن الإخوان هم من وضعوا أنفسهم بهذا المأزق بعد أن ورطهم الأمريكان، وكل ذلك يصب فى مصلحة إسرائيل لأن ضعف مصر خيار استراتيجى لأمن إسرائيل، وعن استمرار تصميم الإخوان على موقفهم بأنهم أصحاب الشرعية وقت مثولهم أمام المحكمة يقول حجازى: الإخوان من الصعب عليها أن تتراجع لأنها ليس لديها ما تخسره كما أن حالة العداء التى يقابلون بها جعلتهم لا يفكرون إلا فى محاولة رفع السيف عن رقابهم بكل الطرق والوسائل.
 
∎ نكسة القيادات..
 
بينما يؤكد القيادى السابق بجماعة الإخوان المحامى مختار نوح أن من نزل لدعم جماعة الإخوان والرئيس المعزول ليس أكثر من «قرية» فى توضيح لقلة عددهم.. والذى فسره أنه جاء لعدم اقتناع الكثير من صفوف الجماعة بما يحدث كما أن المراجعات التى يقوم بها شباب الجماعة الإخوان خير دليل على تغيير سير المشهد الإخوانى الذى بدأ فى الخروج عن مسار قياداته. وعن موقف هذه القيادات الآن بعد إصرارها على موقفها حيال الشرعية التى كانت لدى نظام الرئيس السابق يقول نوح إن القيادات لديها حالة من الغضب الشديد لأنهم لم يكونوا يتوقعون أن تسير الأمور بهذه الطريقة إنما كان هناك مخطط لإفساد المحاكمة بإثارة الفوضى والضغط على الشارع من خلال محاصرة دار القضاء العالى والمحكمة الدستورية وغيرهما من الهيئات القضائية لإرهاب الموقف وإحداث حالة من الشلل لبعض المؤسسات فى محاولة لتعديل خطة التحرك التالية لذلك أتوقع أن تنهار عزيمتهم لأنه لم يعد لديهم الثقة فى جدية الاستمرار.