بالمستندات.. إنجازات «الفنون التشكيلية» بين الوهم والحقيقة!

زين إبراهيم
شهد قطاع الفنون التشكيلية بوزارة الثقافة عدة تحولات جذرية فى الإدارة والتوجهات المختلفة والتى كانت تصب فى الأعم فى خدمة أغراض خاصة لا تضيف إلى البناء العام للقطاع من حيث الشكل الظاهر والمضمون الباطن.(صباح الخير) تفتح ملف واحد من أهم قطاعات وزارة الثقافة، والتى شهدت تراجعا ملحوظا خلال السنوات الماضية، حيث حصلنا على عدد كبير من الصور الضوئية لمستندات تخص عددا من الموضوعات الشائكة عن طريق عدد من العاملين بالقطاع والمتضررين من الإدارة الخاطئة الموجودة الآن، وذلك بعد العصر الذهبى للقطاع الذى واكب رئاسة د.نوار له.
لا يخفى أن تلك الفترة أضافت الكثير على مستوى البنية التحتية أو الأنشطة، ثم تلا ذلك بداية الانتكاس والاهتمام الموجه نحو البروباجندا فى شكل المعارض والندوات والتى جاءت على مستوى أقل من قاعات العرض الأهلية أو المراكز الثقافية، ولم يخف ذلك محسن شعلان نفسه رئيس القطاع الأسبق، والذى توجت حياته الوظيفية بفضيحة سرقة «زهرة الخشخاش» للفنان فان جوخ نتيجة الاهتمام الظاهرى بالنشاط العادى للقطاع.
ولسنا بصدد الحديث عن شعلان الآن لأن عصره ولى ورحل إلى غير عودة، إلا أن ما استفتحنا به كان ضروريا لما هو مترتب على أثر اختياراته الشخصية لقيادات القطاع الحاليه ، والتى لا يزال العاملون فيه يعانون منها، بل من نفس نهجه فى طريقة الاختيار وما أفرزه بعد ذلك من عدة وقفات ومظاهرات كثيرة بعد ثورة يناير وما تبعها من الكلام عن المسكوت عنه، وتنفس الحرية، فرفعت أمام مبنى القطاع ومكتب الوزير منذ ذلك الحين عدد من اللافتات التى تحمل أسماء بقائمة الفساد ووجوب تطهير القطاع وكان من ضمنها وأبرزها أحمد عبدالفتاح وداليا مصطفى وعلاء شقوير ، وانتهت مؤخرا بمنى أمين القائمة بأعمال رئيس الإدارة المركزية للشئون المالية والإدارية بعد مظاهرة حشدت فى الدور الأول وإحداث فجوة فى باب مكتبها بعد تعنتها ورفضها مقابلة المحتجين، بعد أن تسببت فى ذلك جراء محاولة منها فى عدم تطبيق المادة 25 من القانون رقم 74 للعاملين المدنيين بالدولة بأثر رجعى للذين تمت زيادة رواتبهم بسبب تلك المادة وإعادة ما صرفوه من أموال، وتتعدد الأمثلة التى على تلك الشاكلة وإستخدام ذهب المعز وسيفه، فى التسكيت أوالتنكيل بالمعارضين تبعا لقوة كل شخص ويقود هذه المسيرة أحمد عبدالفتاح الرجل القوى ورئيس الإدارة المركزية للمتاحف والمعارض، بما استطاع به أن يقوى نفوذه، ويعلم الجميع أنه المدير الفعلى للقطاع فى ظل تهاون و «رضاء» د.صلاح المليجى رئيس القطاع، والذى تأتى قراراته دائما مبنية على توجهات أساسها الثالوث الأكبر أحمد عبدالفتاح وداليا مصطفى وطارق مأمون وكلهم من الصاعدين على أكتاف شعلان - برغبته- ويذكر القارئ ماذا قاله شعلان نفسه فى تصريحات صحفية عن داليا وإيهاب اللبان أقوى المقربين من شعلان وفضحه لهما بعد أن أدارا ظهريهما له فى فترة المحاكمة وكيف أنه صعدهما من عاملين عاديين إلى قيادات لها الباع والقوة فى إدارة القطاع، والغريب أن د. صلاح قام بنفس طريقة شعلان، الذى كان رئيسه من قبل ووبخه أمام الكثيرين، والأكثر غرابة وهو ما يثير عدة تساؤلات على ألسنة العاملين بالقطاع، أبسطها أنهم لديهم ورق عليه، والتساؤل هو: لماذا يبقى صلاح على من كانوا ينادونه باسمه حين كان رئيس الإدارة المركزية للمتاحف والمعارض- بالرغم من أنه يبدأ توقيعه على المكاتبات بـ«أ.د» -
والغريب أيضا أن يحافظ على مساحة الود وتنفيذ توجهات أحمد عبدالفتاح رغم أنه علم أن قيادات القطاع ذهبت إلى مكتب الوزير عقب ثورة 30 يونيه لترشيح أحمد رئيسا للقطاع وهو ما يطمح ويطمع ويقاتل من أجله عبدالفتاح، ولكن طلبهم قوبل بالرفض بحجة عدم وجود توافق على شخصية عبدالفتاح واتفق على عودة المليجى مرة آخرى رئيسا للقطاع وتهدئة الأمور حتى إشعار أخر.
ومما يتعجب له العاملون أن القطاع رغم وجود الكثير من الخبرات به فإنهم دأبوا على تعيين شخص واحد فى عدة مناصب، كأحمد عبدالفتاح رئيس الإدارة المركزية للمتاحف والمعارض ومدير عام مركز الصيانة والترميم، وقد تنازل عن المنصب الأخير فى تمثيلية جمعت عددا من المحتجين مع رئيس القطاع الأسبق د. أشرف رضا، معتبرا أن الكرة مازالت فى ملعبه فسوف يختار بنفسه خليفة له ويرشحه لرئيس القطاع، وكذلك باعتبار أن الترميم يتبع الإدارة المركزية، فى تغفيل لعدد من رؤساء القطاع ومنهم المليجى نفسه، ولم يتضح أن تلك الإدارة تتبع رئيس القطاع مباشرة بقرار وزارى إلا منذ أشهر قليلة وبعد الشكاوى، ثم داليا مصطفى التى تشغل منصب مدير عام المعارض القومية والعالمية ومدير المكتب الفنى لرئيس القطاع، وعلاء شقوير الذى هو مدير عام لبنك المعلومات ورئيس لمركز تكنولوجيا المعلومات، والذى تنازل عنه لأحد العاملين لديه فى زمرة الاحتجاج، وطارق مأمون مدير عام المتاحف القومية ومدير مركز سعد زغلول الثقافى والذى تنازل عنه أيضا لإحدى العاملات لديه وكاتم أسراره.
وتستمر وتيرة الاحتجاج بين ترويض البعض منهم بالمناصب أو المكافآت ورفض البعض الآخر حتى يضطر رئيس القطاع «الصورى» إلى إبعاد المكتب الفنى عن داليا مصطفى، والتى رفضت ذلك من قبل بعد أن طلبته منها رئيسة القطاع السابقة ناهد رستم، لكن الأمر الآن اختلف بعد أن جاء ضمن قضية رقم 149 لسنة 2012 بالنيابة الإدارية، وكان استدعاء الحضور فى الساعة 9 من يوم الأحد الموافق20/10/2013 لعلاء شقوير وداليا مصطفى، والجدير بالذكر أن داليا من مواليد 4/8/1970 خريجة كلية الآداب وحاصلة على دبلوم الترجمة الفرنسية بتقدير جيد فى دور سبتمبر عام 4991 ومدته عامان، وليست فنانة أو تحمل أى مؤهل فنى.. وفى هذا الصدد نتذكر ما جاء على لسان الدكتورة ضحى أحمد المدير الحالى لمتحف الفن المصرى الحديث فى تصريحات صحفية قائلة: «رفعت قضية على الأستاذة داليا مصطفى منذ عامين، وكانت النتيجة أن أقصانى رئيس القطاع عن العمل، رغم اعترافه أمام الزملاء فى دورة تدريبية على كفاءتى فى العمل؛ لأننى كنت أجهر بالأخطاء التى تحدث فى الإدارة، وحينما نشر إعلان عن مسابقة لمدير عموم معارض قومية وعالمية فى وزارة الثقافة تقدمت للمسابقة ووضعت أوراقى، إلا أننى فوجئت أنه لم يتم الإعلان عن نتيجة المسابقة، وفوجئنا بترشيح الأستاذة داليا مصطفى للمنصب وصدور قرار وزارى بذلك، على الرغم من أنها خريجة كلية «آداب» وهذا المنصب لابد أن يرشح له خريج فنون، وأنا حينما تقدمت لهذه الوظيفة كنت حاصلة على درجة دكتوراة، وحينما تقدمت بتظلم قالوا لى «ارفعى قضية فى المحكمة»؛ ولذلك رفعت قضية للمطالبة بحقى لأنه لم يتم الاختيار للمسابقة بشكل عادل''...
وربما تتشابه حالتها مع من جعلوها على خلاف دائم مع د. ضحى، وهى الفنانة سلوى حمدى التى جاءت على غير رغبتهم مديرا عاما للمتاحف الفنية وإن كانت تحاول استمالتهم، إلا أنهم لا يعترفون بها، حتى أن أحمد عبدالفتاح يصحب معه طارق مأمون فى زيارته للمواقع، وكذلك جعل متحف راتب صديق بالمنيب يتبعه بالمتاحف القومية، رغم أنه متحف فنى، وليس راتب شخصية قومية، وإنما فنان ترك تركته الفنية وبيته ليقام متحف لأعماله، والغريب أن هناك حركة بناء واهتمام كبيرة بالمتحف الذى أصبح اسمه على الأوراق الخاصة بمشروع تطويره وإعادة تأهيله «مركز راتب صديق الثقافى»، ويقع فى 41 ورقة، واستخرج الشيك للشركة قبل البدء فى المشروع بمبلغ قارب الـ10 ملايين جنيه، فى منطقة شديدة العشوائية تحت حجة أنه هام لهذه المنطقة ودور القطاع فى توعية أهلها، ويذكر أنهم كانوا يجدون حقن المخدرات وزجاجات الخمور ملقاة داخله، فأصبح دور القطاع العظيم الذى يعجز عن زياردة أعداد الزائرين فى المتاحف المهمة كالفن الحديث ومختار، هو التأهيل المجتمعى، ويتشدق عبدالفتاح والمليجى بسرعة الإنجاز فيه.
فلماذا الاهتمام براتب صديق الآن ومتحف زكريا الخنانى وصرف الملايين فى ظل الأزمة الاقتصادية وتقليص المصروفات الحكومية وفى أماكن غير جاذبة للزيارة من ناحية الموقع؟!!
∎ ومن المضحكات المبكيات داخل قطاع الفنون التشكيلية أن تجد أن من بين المواقع التى تحت التطوير بها اتصال لشبكة المعلومات يكلف القطاع عبئا ماليا بمباركة السيد علاء شقوير مدير عام بنك المعلومات، فترى أن إجمالى الاتصال بالنت لأماكن القطاع العامل منها والعاطل هو 29470 جنيها خلال عام 2011، وكانت هناك عدة شكاوى ضده، ليست لشغله عدة مناصب أو عمله فى صندوق التنمية ومكتب الوزير والحضور للقطاع فى الغالب بعد مواعيد العمل، وإنما كانت الشكاوى بسبب فساد مالى فى شراء أجهزة الحاسب ولوازمها، إلا أن الأمر انتهى بسلام بعد الرقابة الإدارية.
∎ الجزء المهم أيضا وهو مبكى دائما، ما يتعلق بالنواحى المالية بالقطاع والتى ترتب تبعا للمحسوبية فيما عدا ما هو أساسى «المرتب» وإن كان هو الآخر تشوبه بعض العيوب وهو تكرار أسماء عدد من العاملين فى كشوف المرتبات برقم استمارة مختلف، وللرصد شهد أحد الشهور وجود اسم «أمل عبدالعظيم» فى استمارتين رقمهما 52، 92»، ومحمد محمد خميس فى رقمى 26 و73، وسيلفيا وجدى أمين فى 17 و89، أى أن العامل الواحد يستطيع أن يتقاضى نفس الراتب فى شهر واحد مرتين .
∎ والملف مازال مفتوحا حيث أبدى عدد كبير من العاملين فى القطاع رغبتهم فى الحديث عن مخالفات من وجهة نظرهم تتعلق بالإدارة السيئة داخل القطاع، ومنها المقتنيات الفنية وخريطة توزيعها على المحاسيب والمقربين أو أصحاب المصالح المتصالحة من الفنانين أو أنصافهم داخل القطاع أو خارجه، بعد أن تمتلئ جيوب قيادات القطاع- من المحسوبين على الفنانين بموجب وظائفهم وليس امتداد نشاطهم الفنى- ولكل درجة وظيفية مبلغ مالى، فالعمل الفنى للمدير العام يقل عن رئيس الإدارة، والمبلغ نفسه لايقل عن 0004جنيه مهما كانت قيمة العمل أو حجمه، إضافة إلى اقتناءات وزارة الخارجية وغيرها من الهيئات الحكومية أو العامة، والملف الساخن المسكوت عنه، وهو ملف سرقات الأعمال الفنية واختفاء عدد كبير من اللوحات للفنانين وأبرزهم إنجى أفلاطون!