الأحد 28 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

أوبرا عايدة.. ورحلة لم تكتمل!!

أوبرا عايدة.. ورحلة لم تكتمل!!
أوبرا عايدة.. ورحلة لم تكتمل!!


ضمن احتفالات دار الأوبرا المصرية باليوبيل الفضى وفى ذكرى مرور 200 عام على ميلاد الموسيقار الإيطالى العالمى جوزيبى فيردى، قدمت دار الأوبرا المصرية -بالتعاون مع سفارة إيطاليا والمركز الثقافى الإيطالى بالقاهرة -«أوبرا عايدة» على المسرح الكبير لمدة أربعة أيام، حيث توافد إلى دار الأوبرا عاشقو «أوبرا عايدة» للاستمتاع برائعة فيردى الخالدة هذا و قد حضر أول عروضها كضيف شرف كاريرا فيردى أحد أحفاد فيردى الذى أكد: «ورثت عشق مصر من جدى الموسيقار العالمى الذى ارتبط بالحضارة المصرية العظيمة، إن فيردى أشرف بنفسه على بناء منزله حيث أتم به كتابة موسيقى أوبرا عايدة لهذا فإن مقتنيات المنزل والعديد من غرفه تحمل الطابع الفرعونى».
 
هذا وقد صاحب الحفلات معرضان الأول بمقر سفارة إيطاليا بالقاهرة ويضم مقتنيات فيردى الشخصية والآخر يقام بقاعة الفنون التشكيلية بالأوبرا لمجموعة من الصور الفوتوغرافية النادرة للموسيقار العالمى.
 
∎ أوبرا عايدة
 
 
تلك الحالة الفنية المنفردة التى كتب نصها الغنائى (الليبرتو) الإيطالى جيسلا نزونى ونسج قصتها عالم الاثار الفرنسى (أوجست ماريت) تخليداً لانتصار المصريين على الأحباش وتجسيداً للصراع بين الواجب والعاطفة عندما يقع قائد الجيش المصرى «راداميس» فى غرام الأميرة الحبشية «عايدة» بعد أسرها ومحاولة الفرار من فرعون مصر الذى اكتشف خطتهما وحكم على القائد راداميس بدفنه حيا لاتهامه بالخيانة العظمى لتنتهى الأوبرا باستسلامه فى قبره الذى سبقته إليه عايدة.. كُتبت أوبرا عايدة لتقدم فى افتتاح دار الأوبرا الخديوية وضمن الاحتفالات بانتهاء حفر قناة السويس عام 1869 ولكن تأخر وصول الملابس والديكورات الخاصة بها والتى كانت تصنع بإيطاليا حالا دون ذلك نظرا لظروف الحرب الفرنسية الألمانية وحصار باريس كما لم يتمكن فيردى من الحضور وقدمت بدلا منها أوبرا ريجوليتو وتظهر عايدة للنور لأول مرة فى 24 ديسمبر عام 1871 بعد الموعد الذى كان مقرراً لها بعامين على مسرح الأوبرا الخديوية وتميزت بالديكورات الفخمة التى تعكس عظمة تاريخ مصر وتراثها الحضارى والأعداد الضخمة للعارضين والمجموعات، كما نال أحد مقاطعها الموسيقية الذى يصور لحظة الانتصار (مارش النصر) شهرة واسعة ولاقت نجاحاً كبيراً عند عرضها فى مختلف دول العالم.
 
 من جهتها أشارت د.إيناس عبدالدايم إلى سعادتها لاستضافة احتفالية فيردى بمناسبة 200 عام على ميلاده والتى تشمل عدة فعاليات تقام بالتعاون مع سفارة إيطاليا والمعهد الثقافى الإيطالى بالقاهرة وهى ثلاثة عروض لأوبرا عايدة التى تعد نموذجاً متفرداً وحالة فنية شديدة الخصوصية ونموذجا لتفاعل الفنانين الأجانب مع التاريخ والحضارة الفرعونية، حيث تشهد مشاركة مجموعة من أشهر المغنيين الإيطاليين والبلغار مع نجوم فرقة أوبرا القاهرة بمصاحبة فرقة باليه أوبرا القاهرة تحت إشراف أرمينيا كامل وأوركسترا أوبرا القاهرة قيادة المايسترو ناير ناجى وكورالى أكابيلا وأوبرا القاهرة والديكورات والإضاءة تصميم محمود حجاج وياسر شعلان والإخراج للراحل الدكتور عبدالمنعم كامل ويخرجها تنفيذاً الدكتور عبدالله سعد، ويصاحبها معرض بعنوان «من فيلا فيردى إلى القاهرة.. الرحلة التى لم تكتمل أبداً» للفنان ساندرو فانينى ويضم 63 صورة خاصة بمنزل فيردى وبعض ما يحويه من مقتنيات ثمينة إلى جانب 14 لوحة لنسخ من مستندات ووثائق لم يتم نشرها من قبل منها الرسائل المتبادلة بين شخصيتين شهيرتين هما المؤلف الموسيقى ودرانس بك المندوب السامى للخديوى إسماعيل عن الشئون الثقافية المصرية، والرسائل المتبادلة بين فيردى ودو لوكل مؤلف النص الميلودرامى للعمل الأوبرالى والمتعهد الفرنسى ومساعد فيردى بالإضافة الى كتاب «تحيا فيلا فيردى» لروبرتو موتاديلى وساندرو فانينى. من 27 أكتوبر يستضيف المعهد الثقافى الإيطالى بالقاهرة معرض الصور الفوتوغرافية «من فيلا فيردى إلى القاهرة، الرحلة التى لم تكتمل أبداً» كما يقدم أوركسترا القاهرة السيمفونى بمشاركة بعض المغنيين الإيطاليين «القداس الجنائزى» وأيضا خلال شهر مارس 2014 تقدم فرقة أوبرا القاهرة بالاشتراك مع أوركسترا أوبرا القاهرة أوبرا الترافاتورى.
 
كما أكدت: «إن الفعاليات التى تقام بالتعاون مع الجانب الإيطالى خير دليل على عمق الروابط التى تجمع بين مصر وإيطاليا.
 
مشيرة أنه تجرى حاليا دراسة لإقامة عروض أوبرا عايدة فى مدينة الغردقة بالتعاون مع سفارة إيطاليا والمركز الثقافى الإيطالى بالقاهرة».
 
أما دكتور «عبدالله سعد» المخرج المنفذ لأوبرا عايدة فقد أشار: «واحدة من أكثر الأوبرات إبهارا وعناصر مشاركة من خلالها حيث الأوركسترا، الكورال، الباليه، المجاميع وغيرها بالإضافة إلى عناصر الديكور ومن خلال المسرح الكبير لدار الأوبرا وما يتسم به من عمق تتاح الفرصة والمساحة للديكور والحركة نظرا لضخامة المبانى والأعمدة للأماكن التاريخية الأثرية الفرعونية، وباختلاف الرؤى الإخراجية لكل مخرج قام بإخراج العرض كنت حريصا على مراعاة اللمحة الفرعونية لأوبرا عايدة كتاريخ مصرى و قصة بطولة.. كما أضاف: «يا حبذا إذا تم عرض أوبرا عايدة على أحد المسارح المفتوحة لما لها من دور سياحى فى استغلال للأماكن الأثرية التاريخية مثل الأهرامات ومدينة الأقصر وذلك من خلال برنامج سنوى تقدم من خلاله أوبرا عايدة فقط كما يحدث فى جميع مسارح العالم وهو ما لم يحدث فى مصر وهذا فى حد ذاته خطأ كبير لابد من تداركه فى تحد لكل الظروف حتى تلعب أوبرا عايدة دورها الحقيقى».
 
أما دكتور «عماد عادل» أحد أبطال العرض فى دور «أموناصرو» ملك الحبشة فقد أكد: «لأكثر من هدف نحن فى حاجة إلى تلك الأسطورة أوبرا عايدة، فمن جهة هناك هدف قومى ومن جهة أخرى هناك هدف إنسانى قدمت من أجلهما أوبرا عايدة وعرض لحال المجتمع الذى أراد أن يرى الأمل فى فرد محدد، اجتمعت حوله الأمة وانتخبته الألهة حسب عقائد المجتمع فى ذلك الوقت وكالعادة يكون لهذه الأمة أعداء ومفهوم الأعداء الذى قام فيردى بوصاية من الخديو بتناوله من خلاله أسطورته يمكن النظر إليه من زاويتين الأولى اعتقاد المصريين أنهم يدافعون عن أرضهم ضد هجمات الأحباش والعكس اعتقاد الأحباش أنهم لابد من محاربة المصريين وفقا لفكر ملكهم أموناصرو لتدور أحداث الأوبرا والتى تتوالى، حيث يأسر ملك الحبشه ولكن بدهاء وعن طريق السم الذى عادة ما تبلى به الحضارات وهو المرأة أو الحب والخيانة ذلك المدخل الناعم القاهر تنتهى القصة حيث التضحية من أجل الحب الذى جمع بين عايدة وراداميس القائد المصرى المنتصر».
 
أخيرا كان اللقاء مع أحد أعضاء باليه دار الأوبرا المصرية والذى شارك أيضا فى إخراج العرض «أحمد يحيى» الذى أكد: «أوبرا عايدة لما تمثله من مكانة كبيرة لى فهى من أشهر الأوبرات فى مصر، والعالم كله عاشق لأوبرا عايدة فى مصر، فقد تم عرضها من قبل على المسرح المكشوف فى الهرم وللعلم كانت هذه المرة من أروع وأبدع المرات التى تم فيها عرض أوبرا عايدة حيث قام بإخراجها د.عبدالمنعم كامل أفضل من قام بإخراج أوبرا عايدة، صاحب الفضل فى توصيل أوبرا عايدة مصر إلى العالم كله حيث تم اختيارها من قبل الصين وفرنسا، ولكن للأسف نظرا للظروف التى نمر بها فأوبرا عايدة لم تحظ بحقها شأنها شأن كل شىء فى مصر اليوم، فالجمهور الذى يشاهد أوبرا عايدة، هو جمهور من جميع بلدان العالم فقط 10 ٪ إجمالى الحضور المصرى، لذا أتمنى أن يتم الانتباه إليها والعمل على تقديمها على أكثر من مسرح مكشوف فقد كانت بدايتى مع أوبرا عايدة عام 1994 بالأقصر وكنت مازلت طفلا أما فى عام 2001 كانت أول رقصة لى فى أوبرا عايدة ورقصة النصر التى من وقتها وأنا أقوم بتقديمها سنويا بدار الأوبرا المصرية، بالإضافة إلى اختيار د.عبدالمنعم كامل ولـ هانى حسن، ود.مجدى كامل للمشاركة فى الإخراج فأنا مساعد مخرج بأوبرا عايدة، وأحد المسئولين عن حركة العساكر هذا العدد الضخم والذى يحتاج إلى استعانة لأحد راقصى الباليه لتولى مسئولية هؤلاء العساكر وحركتهم على المسرح».