الجماعة تعيش بين الوهم والمستحيل!

هيام هداية وكاريكاتير خضر حسن
فشلت جميع مبادرات المصالحة مع جماعة الإخوان وآخرها المبادرة التى قام بها الفقيه الدستورى الدكتور أحمد كمال أبو المجد.. رفضت الجماعة وساطته التى لم يفوضه أحد للقيام بها - سوى ضميره الأخلاقى والإنسانى - فقام د. أبو المجد بالرد عليهم وطالبهم بالتوقف عن «سياسة التصعيد الإعلامى والإعلانى والتى تجعلها فى مواجهة مع سائر قوى شعب مصر» مشيرًا إلى أن هذا المواجهة «خاسرة» للجماعة وستؤدى إلى مزيد من الخسارة للوطن.
ولكن هل ستفهم الجماعة يا د. أبو المجد؟!.. نشك فى ذلك فكم من مبادرات ووساطات دولية ومصرية لحل أزمة جماعة الاخوان مع المصريين والتى كان منها مبادرة الدكتور عبد المنعم أبوالفتوح ومبادرة المستشار محمود الخضيرى والتى لم تدم طويلا.. فهى جماعة أدمنت الفشل والعناد حتى ضد مصلحتها وبالطبع ضد مصلحة الوطن.
تلك الجماعة التى تفاوض دائما على قيادتها بينما تنسى شبابها الذين تدفعهم إلى الصفوف الأولى للاشتباك والقتل بينما هى مستمرة فى «غيها» السياسى دون إدراكها لجزء من الواقع الذى صارت معه شرعيتهم حلما مستحيلا.
وجاء تصاعد الأحداث خاصة الأخيرة فى السادس من أكتوبر بعد ما شهدته القاهرة والمحافظات من أعمال عنف إخوانية تؤكد على أن أعضاء الجماعة لا علاقة لهم بالوطن، إنما يكون الهدف الأول هو الجماعة ومع ذلك تساءلنا عن جدوى المصالحات مع تلك الجماعة.
ومن هنا تحدثنا مع قيادات إخوانية كان من الصعب الوصول إليها بعد أن رفض بعضها الحوار، بينما كان لنا نصيب مع بعض منها لمعرفة نواياهم نحو مبادرات التصالح مع الدولة المصرية.
∎ الجماعة وقعت فى إطار عصابى
يتحدث الدكتور هشام الدسوقى جودة القيادى بحزب الحرية والعدالة عن المبادرات التى تطرح قائلا: «كلام جميل ولكنها فى إطار الكلام فقط»، ولا توجد مبادرة حقيقية حتى الآن، وأننا لن نكون عائقا أبدا تجاه أى مبادرة نستشعر فيها الجدية والرغبة فى التصالح وحل الأزمة، وقد يكون السبب فى ذلك أنه ليس هناك أساس يبنى عليه مثل تلك المبادرات وهو العودة إلى الشرعية أولا لا أن تتم فى جو من الاعتقالات والإرهاب فكيف تكممنى ثم تطرح علىّ الحوار؟! ومع احترامنا لقيادات الإخوان إلا أنه ليس هناك من يستطيع التفاوض على دم الشهداء الذين وصل عددهم إلى 8 آلاف شهيد، فالجماعة أصبحت مجنيا عليها من الجميع تحت مسميات غير حقيقية إلا الرغبة فى إبعاد هذه الجماعة عن المشهد تماما.
ولكني قاطعته قائلة: مع رؤيتك للمشهد السياسى الحالى ألا ترى أنه من الصعب عودة شرعية الرئيس مرسى؟ فأجاب فى ثقة: ليس هناك حلم بعيد المنال فلم نكن نتوقع ثورة 25 يناير ونتائجها واليوم بعد مرور 100 يوم على الانقلاب لن نرى من الصعب أن يغير الله هذا الأمر وأى مبادرة تتم على دم الشهداء هى نوع من السفه ولا أعتقد أن مبادرة دكتور أبوالمجد قد تطرقت إلى دم الشهداء.
إنما كل ما يحدث يدور فى إطار سياسى بحت ولست معترفا بحل الجماعة أو جمعية الإخوان المسلمين فشأنها شأن ما حدث منذ أيام الملك وحتى الآن بعد أن تم حلها لأكثر من عشرين مرة، ولكن تظل الجماعة باقية رغم هذا الإطار العصابى السياسى الذى يتعمد إقصاء الجماعة.
∎ الجماعة لا تموت
بينما يضيف المهندس محمد إبراهيم عامر عضو بحزب الحرية والعدالة أن المبادرة للتصالح هى خطوة محمودة وأنه يرحب بأى وساطة مادام هذا الوسيط وطنيا مخلصا محايدا، وإن كان يشك فى وجود قيادات تتحمل هذه المسئولية بنزاهة وشفافية ولا تبغى من وراء هذه الوساطة إلا مصلحة الوطن، وعن تفاؤله بنتيجة هذه المبادرات يقول إبراهيم: لا أظن أنها ستصل إلى نتيجة فى ظل الوضع الحالى الذى يقضى تماما على فكرة المصالحة أو جدية الحوار من اعتقال معظم قيادات الإخوان والاتجاه لحل الحزب والحل القضائى للجماعة، فكل هذا يدفعنا إلى الاستمرار فى طريقنا لأنه لا أحد يستطيع الرجوع إلى الوراء ويتناسى دم الشهداء، وإن كنت ألوم على جانب كبير من الشعب الذى خذلنا رغم ما قدمناه له من الخير، إنما لم نجد منهم سوى الجحود.. ويستوقفنى المشهد الحالى فى منهج التعامل بمنهج عبد الناصر ولكن الظروف متغيرة لأننا لا نقبل باستمرار هذه الأوضاع وإن كنت أرى أن جدوى هذه المبادرات مشكوك فيها لأن عليهم لإثبات حسن النوايا أن يوقفوا تلك الهجمة الشرسة ضد الإخوان وحزبها وجماعتها.
ونأمل من الله أن يسلم مصر مما هى مقبلة عليه.
∎ الإخوان تستعد لـ 25 يناير القادم
هذا فيما أكد إسلام الكتاتنى العضو المنشق عن جماعة الإخوان، أن الجماعة تحاول كسب وقت لكى تجذب تعاطف الشعب معها ولن تقبل بأى مبادرات لحل الأزمة لأن الإخوان يتعاملون مع الأمر الواقع الراهن بأنهم هم الأقوى، بل إصرارهم على شروط على رأسها عودة المعزول!
ويضيف الكتاتنى: إنه عند لقائنا مع الرئاسة كانت من الأفكار التى طرحناها فكرة «فكر وارجع» والغرض منها إيجاد حل فكرى إلى جانب المواجهة الأمنية مع قيادات الجماعة للتواصل إلى حل مجتمعى يرضى جميع الأطراف، هذا بالإضافة إلى المبادارات التى عرضت لاحقا مثل مبادرة الدكتور أحمد كمال أبوالمجد، ولكنى أرى أنه لا جدوى من كل هذه المبادرات مادام الإخوان غير معترفين بخطئهم ويرفضون الاعتذار للشعب عما بدر منهم، بل يتعاملون بمنطق المستهتر ويقومون باللعب بكل الأوراق للوصول إلى مرحلة من التفاوض ويعطيك إحساسا وهميا بوجوده، ولكنه بعد أن فقد شرعيته والتأييد الشعبى ليحدث حالة من الارتباك للمشهد السياسى لإحداث سيناريو أشبه بسوريا ويبدأ فى تطويعها عبر حقوق الإنسان ومجلس الأمن أملا فى التفاوض من منطق قوة، ولكن فى النهاية سنكتشف أنه ليس هناك حل سياسى مع الإخوان والحل فى السعى بخطى سريعة نحو خارطة طريق واضحة لنفوت عليهم الفرصة ولتكون أمرا واقعا وعيد الأضحى سيستغله الإخوان فى جذب أى تعاطف شعبى والذى سيشتعل بشكل أكبر فى 52 يناير القادم، والإخوان الآن يقومون بعمل تكتيك لكل شعبة مثل شعبة المعادى وغيرها لإحداث نوع من الفوضى ولو القليلة.
وعن الوضع الحالى وتمييز الجماعة له يقول الكتاتنى: الإخوان لا يرون إلا بأعينهم ولا يسمعون إلا بآذانهم ولايزال بعض نجوم الصف الأول الإخوانى موجودين أمثال عصام العريان ومحمود عزت ويقودون هذه القواعد كذلك لايزال هناك الصف الثانى والثالث وأعضاء مجلس شورى الجماعة طلقاء.