الخميس 8 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

أسرار ليلة اقتحام المتحف المصرى

أسرار ليلة اقتحام المتحف المصرى
أسرار ليلة اقتحام المتحف المصرى


لن يغفر التاريخ لكل من شارك يوم 28 ينابر 2011 فى حرق مصر وتدميرها بشكل ممنهج ومنظم.. وغباء العقل وظلمة القلب جعلتهم يفعلون هذا بكل قسوة وبدون رحمة وخير دليل على ذلك ما حدث بالمتحف المصرى فى تلك الليلة وقد أخفى القائمون والمسئولون عن الآثار ـ وقتذاك ـ حقيقة ما حدث لأهم وأغلى مكان فى مصر لما يحتويه من كنوز لاتقدر بثمن حتى لايظهر الشعب المصرى امام العالم بأن صاحب حضارة 5000 سنة فى لحظة أظهر أن أبناءه لايستحقون هذه المكانة لأنهم لا يعرفون قيمة ما تركه لهم أجدادهم..وهذا الأسبوع افتتح وزير الدولة لشئون الآثار معرضا بعنوان (تدمير وترميم) بالمتحف المصرى بالتحرير يضم 29 قطعة أثرية تمت ترميمها بعد أن تم استعادتها من بين مسروقات المتحف التى بلغت 45 قطعة.
 
 افتتح د.محمد إبراهيم وزير الدولة لشئون الآثار معرضا بعنوان «تدمير وترميم» على مدار أسبوعين، تستعرض من خلاله 29 قطعة أثرية تتنوع ما بين 11 قطعة تمت استعادتها من بين مسروقات المتحف المصرى بالتحرير، و18 قطعة نجح فريق العمل فى ترميمها وإعادتها إلى سابق عهدها من بين القطع التى وجدت مهشمة ومحطمة داخل أسوار المتحف، وذلك بعد ما تعرض له من محاولات للسرقة وتحطيم بعض مقتنياته فى ليلة 28 يناير 2011.
 
وهذه القطع التى تمت استعادتها وترميمها تعد من أهم كنوز المتحف المصرى بالتحرير، ويأتى فى مقدمتها التمثال الشهير للملك إخناتون حاملا مائدة القرابين، وتمثال الملك توت عنخ آمون يعتلى الفهد، وأخر للملك توت يُظهره معتليا مركبا من البردى ممسكا بحربته.. وقال د.إبراهيم إن المعرض يأتى فى إطار احتفال الوزارة بعودة هذه القطع إلى صالات العرض من جديد، وذلك بعد الانتهاء من مشروع ترميمها والذى أجرى داخل قسم الترميم بالمتحف المصرى حتى تعود القطع التى تمت استعادتها إلى ما كانت عليه من قبل، بالإضافة إلى ترميم عدد أخر من القطع الأثرية وجدت مبعثرة ومحطمة داخل المتحف وحديقته والتى كان من الضرورى أن تخضع للترميم على يد فريق متخصص.
 
وعن المعرض أيضا يقول أحمد شرف رئيس قطاع المتاحف: إن إجمالى عدد القطع التى لم يتم استعادتها حتى الآن يبلغ 82 قطعة أثرية من إجمالى عدد مسروقات المتحف المصرى والذى يبلغ 54 قطعة، حيث نجحت وزارة الآثار حتى الآن فى استعادة 26 قطعة، والجدير بالذكر أن جميع القطع المفقودة مسجلة فى عداد الآثار المصرية ولا يمكن تهريبها أو الإتجار بها أو اقتناؤها باعتبارها مسجلة على قوائم الايكوم والإنتربول الدولى ـ وهذا معناه أن هذه القطع لايمكن لسارقها أن يبيعها لأى مكان ـ ومن القطع المفقودة حزام من اللازورد الأزرق للأميرة مريت آمون ابنة الملك إخناتون، يرجع إلى الأسرة 18 وتمثال من البرونز للعجل أبيس يرجع للعصر المتأخر، بالإضافة إلى مجموعة من تماثيل الأوشابتى ترجع إلى عصر العمارنة وأخرى من مقبرة تويا ويويا أجداد الملك اخناتون..
 
∎ اقتحام المتحف
 
كان المتحف المصرى بالتحرير قد تعرض للاقتحام من قبل بعض المجموعات فى الثامن والعشرين من يناير 1102 حيث استطاع اللصوص المحترفون (وهم يعلمون جيدا إلى أين يتجهون مباشرة) ودخول بيت الهدايا الموجود خلف المتحف مباشرة، وتمكنت مجموعة من بينهم من اقتحام المتحف ذاته من خلال سلم الطوارئ مستخدمين الحبال للنزول إلى الدور العلوى، حيث تعلوه قبة من الزجاج تم تحطيمها ودخلوا إلى حجرة من حجرات آثار الملك الذهبى توت عنخ آمون حيث قاموا بتحطيم بعض الفتارين وسرقة القطع الأثرية المعروضة بداخلها وتحطيم البعض الآخر، كما اقتحموا مخزن المومياوات وقاموا بتحطيم إحدى المومياوات الموجودة بداخله والتى كانت معدة لإجراء بعض الدراسات التى نتعرف من خلالها على أسرار جديدة من أسرار الفراعنة. 
 
ورغم أن هناك بشرا غير آدميين وجهلاء ولصوصا يوجد أيضا الشرفاء.
 
ويذكر أن الجيش المصرى قد تولى آنذاك مسئولية تأمين المتحف تأمينا كاملا من الداخل والخارج، كما تطوعت مجموعات من المواطنين بعمل سلاسل بشرية حول المتحف لحمايته ضد أى اعتداء أو محاولات للاقتحام، الأمر الذى مكن مسئولى المتحف بمساعدة قوات الجيش من جرد مقتنيات المتحف على الفور ومراجعة القطع المعروضة بالفتارين وإعداد قائمة بالمسروقات.
 
كما قام د.محمد إبراهيم بعد افتتاح المعرض بتكريم كل من ساهم فى استعادة القطع الأثرية المسروقة من المتحف المصرى بالتحرير من شرطة السياحة والآثار وفى مقدمتهم اللواء ممتاز فتحى مساعد وزير الداخلية مدير شرطة السياحة والآثار، واللواء كمال قلاوى مدير إدارة البحث الجنائى والعميد أحمد عبدالظاهر مدير مباحث شرطة السياحة والآثار، كما كرم د.إبراهيم كل من شارك من أخصائى الترميم بالمتحف المصرى فى مشروع ترميم القطع الأثرية التى تمت استعادتها، وترميم ما تم العثور عليه داخل أسوار المتحف من قطع مهشمة فى أعقاب أحداث الانفلات الأمنى يوم 28 يناير 2011 .
 
∎ حوار خاص
 
قلت للدكتور إبراهيم وزير الآثار: فى العام الماضى التقيت بوزير الداخلية من أجل حل الأزمة الأمنية التى تواجه المناطق الأثرية ورغم ذلك مازالت التعديات والسرقات مستمرة - هل هناك جديد لحل المشكلة؟!
 
ـــ اجتمعت منذ يومين مع قيادات شرطة السياحة والآثار وناقشنا الأوضاع الأمنية بمختلف المواقع الأثرية وآليات العمل على تطوير حركة التأمين وفقاً لمجريات الأحداث، بما يضمن تضافر جميع الجهات المعنية بتأمين المواقع والمتاحف الأثرية بجميع أنحاء الجمهورية لمتابعة ما يطرأ على أرض الواقع من مستجدات لحظة بلحظة والتصدى إلى أى محاولات للتعدى أو العبث بتراث هذا الوطن.
 
بالإضافة إلى دراسة آليات تطوير شارع المعز بالتعاون مع وزارة الإسكان ومحافظة القاهرة، وسوف تتم مخاطبة مجلس الوزراء لاستصدار قرار بوقف حركة المرور بشارع المعز من جديد باعتباره متحفا مفتوحا للمارة.
 
 كما تناول اللقاء ضرورة وقف نزيف سرقة الآثار الإسلامية.
 
واللقاء قد تطرق إلى عدة موضوعات جاء فى مقدمتها ضرورة إزالة التعديات الواقعة على بعض المواقع الأثرية والمحافظة على المنقولات الموجودة داخلها بالتنسيق مع وزارة الأوقاف، مشيرا إلى أن الوزارة تبحث حاليا إمكانية نقل المخازن الفرعية الموجودة بمختلف المواقع الأثرية إلى المخازن الرئيسة لتيسير أعمال التـأمين والمراقبة.
 
 
∎ ما أكثر شىء يقلق الآن على الآثار المصرية؟
 
- (الحفائر الخلسة)... وقد اجتمعت مع وفد من وزارة الاتصالات المصرية برئاسة د. هشام الديب «المشرف على قطاع البنية المعلوماتية بوزارة الاتصالات» بحضور المهندس محمد فاروق «نائب مدير مركز توثيق التراث الحضارى والطبيعى» للتباحث بشأن إمكانية تسجيل وتوثيق جميع القطع الأثرية المحفوظة بمختلف المخازن الأثرية على مستوى الجمهورية توثيقا إلكترونيا، وربطها إلكترونيا بجميع قطاعات الوزارة وتوصيلها مباشرة من خلال شبكة معلوماتية بمراكز شرطة السياحة والآثار ومكتب وزير الآثار مباشرة.
 
هذا المشروع جاء بمبادرة تم طرحها على وزير الاتصالات خلال جلسات مجلس الوزراء ولاقت قبولا وتم تفعيلها على الفور بهذا الاجتماع.
 
 والمشروع يأتى فى إطار جهود الوزارة لإحكام السيطرة على جميع المخازن الأثرية بمختلف أنحاء الجمهورية من خلال شبكة الإلكترونية تمنح الفرصة لرصد أى قطعة أثرية قد تتعرض للسرقة أو الفقدان على الفور لاتخاذ الإجراءات اللازمة حيالها وتتبعها تمهيدا لاستردادها.
 
أضاف د. إبراهيم أن اللقاء تناول دراسة كل الاحتياجات التقنية اللازمة وآليات توفر التكلفة الإجمالية المطلوبة لبدء تنفيذ هذا المشروع الضخم، وإمكانات مخاطبة مختلف الجهات المعنية للمساهمة فى تنفيذ المشروع سواء من الناحية التقنية أو المادية.
 
أيضا نقوم بمراقبة الأماكن الأثرية والأماكن التى توجد بها آثار لم تكتشف عن طريق تكنولوجى وعن بعد لوقف نزيف الحفائر الخلسة
 
كارتر يستضيف توت عنخ آمون
 
قررت اللجنة الدائمة للآثار المصرية فى جلستها التى عقدت مؤخرا برئاسة د.مصطفى أمين، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، اختيار المنطقة التى تقع بجوار بيت كارتر بالبر الغربى بالأقصر لوضع نموذج مطابق لمقبرة توت عنخ أمون، وذلك حتى يتمكن المشاهد من زيارة بيت كارتر ونموذج المقبرة فى جولة واحدة، إلى حين الانتهاء من مشروع المتحف المصرى الكبير الذى سوف تنقل إليه المقبرة بصفة دائمة.. أوضح د.مصطفى أمين أن اختيار الأقصر لعرض نموذج المقبرة الذى يعتبر صورة طبق الأصل من المقبرة الأصلية من حيث مساحتها ومقتنياتها ونقوشها وكتابتها وذلك لتخفيف الضغط على المقبرة الأصلية أثناء الزيارة.. مشيرا إلى أن جمعية محبى المقابر الملكية بسويسرا سوف تتحمل تكاليف النقل وإعادة الفك والتركيب بالمتحف الكبير مرة أخرى.
 
الإكوادور وبيرو وآثارهما المسروقة
 
قام د. محمد إبراهيم وزير الآثار على هامش المؤتمر الصحفى الذى عقده بمناسبة افتتاح معرض «تدمير وترميم» بالمتحف المصرى، بتسليم كل من سفير الإكوادور وبيرو القطع الأثرية التى تمكنت وحدت المنافذ الأثرية بمطار القاهرة من ضبطها أثناء محاولة تهريبها داخل احد الطرود المرسلة من الولايات المتحدة الأمريكية إلى الإسكندرية.
 
 أعرب سفيرا الإكوادور وبيرو عن بالغ تقديرهما للجهود التى تبذلها وزارة الآثار حفاظا على الملكية الفكرية والكنوز التراثية للدول ذات الحضارات، لافتين إلى حرصهم على تكريم كل من ساهم فى استعادة القطع المضبوطة إلى أراضيه، مؤكدين على دعم بلادهم حكومة وشعباً للصداقة التى تجمع البلدين بمصر.. كما قام د. محمد إبراهيم بتكريم كل من ساهم فى استعادة القطع الأثرية المسروقة من المتحف المصرى بالتحرير من شرطة السياحة والآثار وفى مقدمتهم اللواء ممتاز فتحى مساعد وزير الداخلية مدير شرطة السياحة والآثار، واللواء كمال قلاوى مدير إدارة البحث الجنائى والعميد أحمد عبد الظاهر مدير مباحث شرطة السياحة والآثار، كما كرم د. إبراهيم كل من شارك من أخصائى الترميم بالمتحف المصرى فى مشروع ترميم القطع الأثرية التى تمت استعادتها، وترميم ما تم العثور عليه داخل أسوار المتحف من قطع مهشمة فى أعقاب أحداث الانفلات الأمنى يوم 28 يناير 2011.