الإثنين 26 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

جمال بخيت وخالد جـلال يحكيان حكـايـة أم الدنيـا!

جمال بخيت وخالد جـلال يحكيان  حكـايـة أم الدنيـا!
جمال بخيت وخالد جـلال يحكيان حكـايـة أم الدنيـا!


أنه ليس مجرد حفل فنى أو أوبريت غنائى شارك من خلاله نخبة من النجوم، أكاد أجزم لكم أنه لم يسبق لهم الوقوف معا على خشبة مسرح واحد وإنما هو رسالة بعث بها شعب مصر من خلال أهل الفن إلى جميع شعوب العالم يؤكد من خلالها على بقاء مصر واستمرارها وصمودها فى وجه كل معتد ومحتل.
 
فى احتفالية لم تشهدها مصر منذ أعوام، احتفل الشعب المصرى سواء من داخل ستاد الدفاع الجوى أو عبر الشاشات من البيوت بجيشه، الجيش المصرى فى الذكرى الأربعين لانتصارات حرب أكتوبر أعظم وأهم حدث فى تاريخ هذا الوطن، بمشاركة عدد كبير من كبار رجال الدولة بداية من رئيس الجمهورية ووزير الدفاع وأيضا بعض الشخصيات العربية المرموقة الذين حرصوا جميعا على الحضور على الرغم من الاشتباكات المتفرقة التى وقعت فى شوارع القاهرة قبل ساعات من بدء الحفل.
 
فى مشهد غاية فى الإبهار والروعة من خلال مجموعة من الاستعراضات خرج علينا النجم حسين فهمى الذى قام بتقديم الحفل الذى شارك من خلاله نخبة كبيرة من نجوم الفن والطرب فى مصر والوطن العربى وعدد من الفقرات الغنائية والاستعراضات الفنية التى تفاعل معها الحضور، حيث تغنت النجمة أنغام بـ مصر تتقدم على الدرب وتغنت نانسى عجرم بـ خدوا بالكم دى مصر.
 
أم الدنيا أد الدنيا
 
هذا الأوبريت الذى كتبه لنا شاعرنا الكبير «جمال بخيت» ولحنه «وليد سعد» والذى شارك من خلاله مجموعة كبيرة من الفنانين النجم الكبير محمود ياسين، النجمة يسرا، الفنان هانى رمزى، والفنان صلاح عبدالله، بالإضافة إلى نجوم الطرب والذين نذكر منهم آمال ماهر، وريهام عبدالحكيم، وليد توفيق، وائل جسار، جنات، الأوبريت من إخراج المخرج «خالد جلال».
 
البداية
 
ومع كلمة الفريق اول عبدالفتاح السيسى كانت البداية عندما قال: «مصر هى أم الدنيا وإن شاء الله هتبقى قد الدنيا..» وهنا قال الشاعر جمال بخيت: هذه العبارة التى فتحت لى بوابة الشعر لأجلس مع نفسى أكتب «أم الدنيا قد الدنيا «ليظل الأمر سرا لا يعلم به أحد كما اعتدت فى كل مرة أمكث فيها مع نفسى حتى أكتب وأثناء ذلك إذا بالمخرج خالد يوسف يحدثنى ويطلب رؤيتى لأمر مهم، التقينا وفى مجلس جمع بينى وبين المخرج خالد جلال ومالك جامعة المستقبل خالد عزازى دار الحوار واقتراح الفكرة بإقامة احتفالية لنصر أكتوبر المجيد وبالفعل تعاقدنا ومن أول جلسة صرحت لهم عن اسم الأوبريت وقد كان «أم الدنيا قد الدنيا» والحمد لله لاقت الفكرة استحسانهم وقد بدأت مباشرة بعد ذلك جلسات العمل التى ولظروف انشغاله بدوره ضمن لجنة الخمسين اعتذر عنها المخرج خالد يوسف.
 
عبء نفسى
 
فى الوقت الذى كان القلق على مصير الأوبريت والصورة التى سيخرج من خلالها إلى الملايين عبر الشاشات واستقبالهم له كان شاعرنا جمال بخيت مرعوبا لماذا؟! أجاب: «فقد كنت أنظر إلى هذا الأوبريت باعتباره حدثا تاريخيا فى موعد تاريخى، فهذا العام الاحتفال غير أى احتفال فالوضع مختلف تماما فلابد أن تكون الرسائل الفكرية التى يتضمنها الأوبريت على أرقى مستوى، فهذا العام الاحتفال هدفه ترسيخ لحدث شعبى وليس ترسيخا لصالح فرد واحد وفكرة وحيدة وهى الضربة الجوية كما اعتدنا خلال الأعوام الطويلة الماضية، وإذا أخذنا فى الاعتبار الاحتفال الذى أقيم العام الماضى والذى فى اعتقادى كان مجرد إساءة لذكرى حرب أكتوبر ستشعرون جميعا بالعبء النفسى الذى كنت أشعر به أثناء ذلك بالإضافة إلى مستواى الذى اعتاد على من خلاله الجميع، فهما شهران من أصعب الشهور فى حياتى فقد كنت أكتب بدمى دون مبالغة، لذلك جاء قرارى بالمكوث بمنزلى يومها ومشاهدة الأوبريت عبر الشاشة والاطمئنان على ما هو باق وهو ما شاهدناه جميعا عبر الشاشات من وجهة نظرى».
 
مشهد
 
شهران هما مدة العمل على أوبريت «أم الدنيا أد الدنيا» ومن هنا كان التحدى الذى واجه جميع فريق العمل والذى قال عنه الشاعر جمال بخيت: «دافع واحد كنا جميعا نعمل من أجله وهو خروج هذا الأوبريت إلى النور وبتحدى عمل الجميع وعلى الرغم من حقيقة أن شهرين ليست بالمدة الكافية على الإطلاق حتى يتم تنفيذ العمل بالصورة التى نرجوها جميعا إلا أن المشاعر المتدفقة التى كانت بداخل كل واحد منا وإصرارنا على تنفيذ الأوبريت وبأفضل صورة لتوصيل الرسالة التى اجتمعنا جميعا من أجلها استمررنا فى العمل، فهناك مشهد لم يلتفت اليه البعض وهو سلام الفنانين على بعضهم البعض أثناء الصعود إلى المسرح وهذا دليل أنهم لم يلتقوا من قبل وأن التقاءهم ببعض اليوم لأول مرة فلم يكن هناك وقت لعقد بروفات تجمع بين النجوم فحتى آخر لحظة كانوا جميعا يتوافدون لتسجيل المقاطع الخاصة بهم ولكن على الرغم من كل ذلك فالحمد لله نجاح كبير شهده الأوبريت منذ عرضه سعداء جميعا به وسعداء أن الرسالة وصلت كما كنا ننوى وأكثر».
 
 الفن.. السياسة
 
دائما ما يوحد الفن ما تفرقه السياسة هكذا عبر لنا الشاعر جمال بخيت عن الرسالة التى بعث بها وجميع فريق العمل من خلال مشاركة نجومنا العرب من خلال الأوبريت مؤكدا: «رسالة اعتدنا عليها جميعا ولم تكن بالظاهرة الجدية علينا المطرب العربى الذى طالما كان جزءا من الغناء المصرى واحتفالاتنا القومية وحرصنا الشديد على مشاركته وترحيبه هو بذلك وما يحمله ذلك من رسالة غاية فى الأهمية بالنسبة لنا وهو أننا أمة واحدة بعيدا عن السياسة التى بمجرد تدخلها تحدث التفرقة التى سرعان ما يبدأ الفن فى إذابتها والتوحيد فيما بيننا، فلم تكن مشاركة نجومنا العرب مبادرة شخصية منى أو من شخص بعينه وإنما كانت بديهية من قبلنا جميعا والحقيقة أنهم جميعا رحبوا بالفكرة وحرصوا على المشاركة».
 
 نحن لسنا رهائن أحد
 
وعن الرسالة التى بعث بها شعب مصر وجيشنا بإقامة الحفل فى التوقيت المحدد حتى فى ظل ما شهدته مصر من توتر فى الأحداث فى نفس توقيت الاحتفال قال شاعرنا جمال بخيت: «خطورة هذا الأمر أنه إذا تم تنفيذه وتم بالفعل الغاء الحفل فهو انسحاب هذه الخطورة على جميع مظاهر الحياة، فنحن اعتدنا خروج المظاهرات ولكن فى الوقت نفسه الحياة مستمرة ولابد من دستور ولابد من انتخابات، فنحن لم نكن فى احتفال راقص بل كنا فى احتفال بأهم حدث فى تاريخ مصر الحديث، هؤلاء يتصرفون ضد الدولة والفكرة الوطنية ونحن نحاول تكريم أبطالنا بعد مرور أربعين عاما على هذا الحدث المجيد الذى لابد أن نتوارثه جيلا بعد جيل ليظل خالدا بمرور الأعوام والعقود، فأنا أقدر مشاعر من اقترح هذا ولكننى لا أحبذه لأن إلغاء الحفل يعنى نجاح المؤامرة ضد مصر وهى أن يفترض العالم أن المشاهد الوحيدة لمصر الآن هى مشاهد الدمار والقتل والدماء ولكن إتمام الحفل يعنى رسالة مغايرة تماما لذلك وهى أن مصر موجودة ومستمرة وقادتها مستمرون فى النهوض بها».
 
أكبر من أى قوة احتلال :
 
وفى رواية أخرى قريبة الشبه من رواية الشاعر جمال بخيت روى لنا المخرج خالد جلال قصته مع أم الدنيا أد الدنيا: «بناء على ترشيح خالد عزازى الذى سبق لى العمل معه أبريل الماضى من خلال أوبريت حبيبى يا وطن جاء ترشيحى لاخراج أم الدنيا قد الدنيا والذى كانت رسالته واضحة وصريحة وهى أن مصر عبر العصور لم يكن هناك من يقهرها، وقد بدأنا العمل فى شهر أغسطس وخلال شهر استمرت كتابة الشاعر جمال بخيت لكلمات الأوبريت بعدها بدأنا أنا والملحن وليد سعد ومروة عودة مصممة الملابس ومجدى صابر وعمرو عبدالله وغرباوى مصممى الديكور وعلا فهمى منفذة هذا العرض فى العمل خلال شهر من أصعب المراحل لضخامة الأوبريت فحتى اللحظة الأخيرة كان هناك داثما ما هو جديد، فقد جاءت فكرة الأغانى الفردية والأغانى ليست مجرد لحن وإنما أيضا استعراض وملابس وإضاءة، والاستعراض الضخم عادة ما يتطلب حركات بسيطة من أجل التوافق الحركى بين الراقصين على المسرح ففى هذه اللحظة أنت كالطائر الذى يرى بعينه المشهد فهذا العدد الضخم على المسرح لابد أن يكون متوافقا فى الحركة وهنا فقط تلمس جمال العرض بدون تعقيد والوصول بهذا المركب الضخم ونجومه وديكوراته الضخمة إلى بر الأمان وهنا فقط تكتمل سعادتى وينهى خالد جلال حديثه بقوله: الحمد لله الاحتفال هذا العام أعاد الفرحة إلى قلوب الجميع على الرغم من محاولة البعض تخريب هذه اللحظة إلا أننا دائما سنظل يدا واحدة «مسلم ومسيحى» وأنا واثق أننا قريبا جدا سنعود إلى سابق عهدنا يدا واحدة رغما عن أى محاولات لأعدائنا لتقسيمنا وتقسيم وطننا مصر الحبيبة».