الثلاثاء 14 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

السينما لم تعط انتصار أكتوبـر حقه حتـى الآن

السينما لم تعط انتصار أكتوبـر حقه حتـى الآن
السينما لم تعط انتصار أكتوبـر حقه حتـى الآن


بعد أيام قليلة سنستعيد معا ذكرى السادس من أكتوبر، هذا اليوم الذى كان له -ولايزال- مكانته داخل كل قلب من قلوب المصريين وكعادتها ستبدأ جميع القنوات الفضائية، بالإضافة إلى شاشة التليفزيون المصرى فى بث مجموعة من الأعمال السينمائية والدرامية والغنائية التى نفذت خصيصا على شرف هذا الاحتفال منذ أكثر من خمسة وعشرين عاما، فمن منا قد يغيب عن ذاكرته مشهد العبور الذى يعود الفضل فيه إلى الرئيس الراحل محمد أنور السادات الذى أفرج عنه لكبار السينمائيين لتأريخه فى سلسلة من الأفلام لكبار النجوم..
 
حيث أمر السادات أن يتم إعادة تنفيذ يوم العبور بعد انتهاء الحرب حتى يدرك العالم كله كيف عبر جنود مصر فوق دمائهم الذكية وكيف كتب لهم النصر.. مجموعة من الأعمال السينمائية حاولت بشتى الطرق نقل بعض ملامح هذه الأيام وبعض الحالات الإنسانية، وأيضا مجموعة من أهم اللحظات ما بين مرارة الهزيمة إلى العزيمة والإصرار على النصر حتى كانت الفرحة والفخر بتحقيق حلم النصر «الرصاصة لاتزال فى جيبى، أبناء الصمت، أغنية على الممر، حتى آخر العمر، العمر لحظة، الوفاء العظيم، الطريق إلى إيلات، أيام السادات، يوم الكرامة»، وغيرها من أهم الأفلام التى اقتحمت ساحة القتال عقب حرب أكتوبر لالتقاط بعض المشاهد الخاصة بهذا الحدث العظيم.
 
∎ سؤال
 
ولكن يظل هناك سؤال يلح على الكثير منا وهل من إجابة محددة تجيب عنه.. ألا وهو: هل نجحت هذه المجموعة من الأفلام لكبار نجومنا فى تأريخ هذه الملحمة التاريخية بالشكل الذى يليق بها وبقيمتها ويلم بشتى تفاصيلها؟!، الحقيقة أن لكل سؤال مما لا شك فيه إجابة ولكن بالنسبة لهذا السؤال فهناك أكثر من إجابة.
 
∎ كوكب آخر
 
من ضمن هذه الإجابات كانت إجابة النجم الكبير محمود ياسين صاحب نصيب الأسد من مجموعة الأفلام السينمائية التى حاولت جاهدة تصوير ولو جزءاً بسيطاً من هذا الحدث الضخم «حرب السادس من أكتوبر» بداية من «الرصاصة لا تزال فى جيبى»، «العمر لحظة» و«بدور» وهنا يقول: منذ عام 1974 وحتى لحظتنا هذه وهذا السؤال يتم تداوله بشكل مبالغ فيه وكأننا للأسف نعيش على كوكب آخر، فهذه الحصون والقلاع والأرض والجنود لم تكن قائمة لصناعة أفلام سينمائية، وإنما لاندلاع حرب شاركت بها مصر أمام هذا العدو الصهيونى والتى نجحت من خلالها بتلقينه درساً لن يسقط من ذاكرة التاريخ ولو بعد آلاف السنين، فهذه الديكورات لم تكن ديكورات وإنما كانت واقعاً حقيقياً صمم بعقلية وروح وعقيدة شعب أراد النصر وتحرير وطنه. فهل يعقل أن تكون هناك أى حسابات أخرى سوى ذلك مثل السينما وصناعة الافلام، فقد كنا شعبا محتلا إلى أن تحقق النصر ولكن حتى بعد ذلك فهذه المناطق العسكرية ظلت بؤرة كبيرة من الأسرار لا يجوز اقتحامها بحجة التصوير ولا ينبغى لها أن تكون مطروحة للجميع للاطلاع عليها ومشاهدتها.
 
∎ جيل محظوظ
 
ويضيف نجمنا الكبير محمود ياسين: جزئية أخرى شديدة الأهمية لابد أن نضعها أمامنا أثناء الإجابة عن هذا السؤال ألا وهى التكلفة الجبارة التى قد يستلزمها تنفيذ هذه النوعية من الأفلام السينمائية، فإنتاج فيلم لا يعنى فقط التصوير وتوفير التكلفة الخاصة به وإن كانت فى حد ذاتها مسئولية كبيرة وإنما أيضا هناك اقتصاديات وأسواق وتعويض للتكلفة التى وضعت فى هذا الفيلم إلى جانب طموحات لتوزيع هذا الفيلم بتقديم نسخة لأوروبا وأسيا وغيرهما، وبالتالى شروط ووجهات نظر سينمائية مختلفة ورقابة والكثير من الأمور التى ليس من السهل التجاوب معها، ففى الوقت الذى يراودنا من خلاله طموح بفتح أسواق أمام الفيلم العربى هناك أيضا كرامة وكبرياء الفن المصرى وحتى يتحقق هذا الطموح قد يستغرق أمامه أزمنة، فقد كنا جيلا محظوظا توافرت لديه الفرصة بوجود ديكورات حقيقية لولا وجودها لتطلب تنفيذ مثل هذه الأعمال التى تم بالفعل إنتاجها عقب حرب أكتوبر أضعاف التكلفة التى استلزمها تنفيذ هذه الأفلام، بل فى اعتقادى كان من الصعب تنفيذها لأنها أيضا ليست مجرد تكلفة وإنما أيضا الكثير والكثير من التفاصيل على امتداد قناة السويس فهذا الديكور الحى ساهم بالكثير حتى تخرج هذه الأفلام إلى النور، فنحن لدينا من الاستديوهات والفنيين ما يؤهلنا لبناء مدن بأكملها ولكن أين هى التكلفة ؟!، لكن حتى مع افتراض بناء هذه الديكورات فإن تكرار هذه الديكورات من وجهة نظرى لن يكون فى صالح هذه الأفلام إذا تم بناؤها فلابد من وجود جديد وهنا نعود إلى عنصر التكلفة من جديد أيضا، لهذا لا يجوز الحديث عن صناعة فيلم من هذه النوعية طالما لا ندرك شيئا عن صناعة فيلم وتسويقه بكل مراحله الصناعية والتقنية التى لا تقل فى التكلفة عن التصوير.
 
∎ نفور عام
 
أما المخرج «خالد يوسف» فيقول: للأسف حتى هذه اللحظة لا يوجد فيلم واحد يليق بعظمة وقيمة حرب أكتوبر وعظمة المقاتل المصرى من خلالها، ولعل السبب الرئيسى جزء منه يتحمله السينمائيون، ولكن الجزء الأكبر منه يتحمله نظام الرئيس الأسبق مبارك الذى حاول وباستماتة اختصار حرب أكتوبر فى الضربة الجوية، فكثير من السينمائيين حاولوا بالفعل تقديم أفكار مختلفة عن حرب أكتوبر ولكن دائما ما كان الرد أين الضربة الجوية، مما أدى إلى نفور عام ساد بين السينمائيين تجاه هذه النوعية من الأعمال لتقديم عظمة هذا الحدث التاريخى فى حياة الشعب المصرى وبالتالى، ففى تصورى الخاص فالسبب الرئيسى حول هذه الأزمة هو إصرار الرئيس السابق حسنى مبارك على اختصار حرب بهذه العظمة والمكانة لدى الشعب المصرى وهى حرب أكتوبر فى الضربة الجوية ولكن اليوم وبعد سقوط هذا النظام أعتقد أن المناخ الآن أصبح مهيئا لتقديم عمل يليق بحرب أكتوبر وعظمة بطولات المقاتلين المصريين وما على السينمائيين الآن سوى التفكير جديا فى ذلك الأمر وأنا واحد منهم بالفعل بدأت فى التفكير كيف يمكن تقديم عمل يليق بعظمة حرب أكتوبر.
 
∎ إرادة سياسية
 
ويختلف فى الرأى مع المخرج الكبير خالد يوسف النجم محمد رياض الذى أتيحت له الفرصة حتى يشارك من خلال هذه التجارب السينمائية المحدودة من خلال فيلم «يوم الكرامة» للمخرج على عبدالخالق والذى أكد أن لا علاقة للأمر بسياسة نظام أو فكر رئيس سابق والدليل تقديمه لفيلمه (يوم الكرامة) عام 2005 حيث قال: الميزانية الضخمة هى أهم الأسباب التى تعوق تنفيذ عملا حقيقيا يتناول حرب أكتوبر بالشكل المطلوب، ولعلها السبب الوحيد من وجهة نظرى، فهذه النوعية من الأفلام قد تستلزم ملايين الجنيهات لتنفيذها كما ينبغى، وهذا ما لا يستطيع أى منتج خاص توفيره وبالتالى فإنه من الضرورة ظهور دور الدولة أو القوات المسلحة فى مبادرة حقيقية لتقديم عمل جيد الصنع عن حرب أكتوبر، فالقوات المسلحة مشكورة سبق أن وقامت بتوفير جميع الخدمات والجنود والمعدات لصانعى هذه الأفلام، وبالتالى فالأزمة الحقيقية هى الميزانية ولاعلاقة لها بأى سياسة أو فكر لنظام سابق أو فى القدرة على طرح أفكار متنوعة ومختلفة تلم بجميع تفاصيل حرب أكتوبر ولعل الدليل فيلم «يوم الكرامة» الذى شاركت فى بطولته والذى تناول إغراق «المدمرة إيلات»، فهذ الفيلم تناول فكرة مختلفة تماما عن الأفكار الأخرى التى تم طرحها من قبل وأيضا فقد حظى هذا العمل بتشجيع الجميع وتوفير جميع الخدمات والمعدات حتى خرج إلى النور لتكمن الأزمة فى التكلفة، خاصة أن هذه النوعية من الأفلام لا تهدف إلى تحقيق الربح وإنما هدفها الوحيد هو توثيق لحرب أكتوبر أهم حرب فى تاريخنا الحديث، وبالتالى فالأمر فى حاجة إلى إرادة سياسية وتمويل.
 
∎ الفكرة
 
ومع تباين الإجابات النابعة من تباين الآراء الواضح جدا من خلال كل إجابة كانت هناك إجابة معارضة بالتأكيد لرأى الفنان محمد رياض لكاتبنا الكبير «رءوف توفيق» الذى أكد وشدد على اختفاء الفكرة ثم الفكرة: بالتأكيد ليس هناك تسجيل حقيقى لحرب أكتوبر من خلال أحد الأفلام السينمائية حتى الآن ولعل السبب وراء ذلك هو افتقادنا للفكرة والموضوع، فالأفلام الأمريكية عندما تناولت الحربين العالميتين الأولى والثانية كانت مبنية على قصص إنسانية تم تحويلها إلى فيلم يأتى على خلفيته الحدث التاريخى، وهو الحرب من خلال مجموعة من الشخصيات والجنود وعرض لأهم الظروف التى أحاطت بهذا الحدث، سواء إنسانية أو اجتماعية أو عسكرية وللأسف هذه الحدوتة غير متوافرة لدينا والسبب العجلة التى تهيمن على كل فعل نقوم به، فنحن بالفعل لدينا النية بتقديم فيلم حقيقى عن حرب أكتوبر ولكن أين هو الكاتب الذى لديه من المعلومات والتفاصيل ولديه أيضا القدرة على التعمق فى الموضوع وصياغته من خلال قصة إنسانية جيدة، واليوم هل بالفعل نجحنا فى تسديد المطلوب؟!، الحقيقة أن هذا ليس هو المطلوب فالمطلوب تقديم عمل يظل خالدا فى ذاكرة السينما المصرية حول هذا الحدث التاريخى المهم، فكعادتنا من كل عام لا نتذكر حرب أكتوبر سوى قبل ذكراها بأسبوع وبعدها يتناسى الجميع الأمر.
 
∎ الضربة الجوية
 
ومن جهته أكد الكاتب والسيناريست «عاطف بشاى» على إجابة الكاتب الكبير «رءوف توفيق»: عدد محدود لا يحاكى شيئا من واقع هذه المعركة وفى النهاية ما هى إلا أفلام تجارية، أما الحديث عن فيلم من وحى المعركة فلا يجوز الحديث عنه، وكالعادة مجموعة من الأحداث الاجتماعية مع تلميح طفيف عن حرب أكتوبر وهكذا بالنسبة لجميع الأفلام التى تم تقديمها فى هذا الإطار، ولعل السبب هو غياب دور الدولة، فعلى حد علمى القوات المسلحة على أتم استعداد للمساهمة فى هذا الحدث ولكن ماذا عن تضافر جهود جميع الجهات المعنية لتقديم هذا العمل، من جهة أخرى فهناك أزمة فى كاتبى السيناريو فهم ليس لديهم من الدأب لتجميع المادة العلمية بالشكل المطلوب والاطلاع على الوثائق المختلفة لما تستلزمه من مجهود ووقت، وفى المقابل فالعائد أقل بكثير من عائد أى فيلم تجارى سريع التنفيذ، ومن وجهة نظرى أن نفس المصير الذى واجهته حرب أكتوبر سيكون هو نفسه مصير ثورة يناير من التوثيق، فالفنان الحقيقى هو من يأخذ من الحدث تيمة بسيطة جدا وتحويلها إلى عمل سينمائى ضخم لديه رسالة، زمان كان فى فيلم اسمه «أغنية على الممر» للمخرج الكبير على عبدالخالق هذا الفيلم عبارة عن حكايات خمسة أشخاص حوصروا فى موقع لليهود وبين ذعر الموت وأحلامهم وماضيهم ومستقبلهم كان الفيلم الذى حقق نجاحا كبيرا، فقد كان هناك مشروع سينمائى كان من المفترض تنفيذه بعنوان الضربة الجوية، ولكن للأسف أجهض بعد اندلاع ثورة يناير وتوقف جهاز السينما عن الإنتاج، بالإضافة إلى اسم الفيلم الذى أثار هجوما ليس فى محله باعتباره يتحدث عن الضربة الجوية، والحقيقة أن حسنى مبارك لم يظهر من خلاله سوى من خلال مشهد أو مشهدين، فهو مشروع طموح يتناول سنة الخداع الاستراتيجى منذ عام1972 حتى عام 1973.
 
∎ الناصر صلاح الدين
 
أما من الجهة الإنتاجية والقائمين عليها من ذوى الخبرة فكان هذا رأى المنتج محمد حسن رمزى الذى أكد: على مدار أربعين عاما ونحن بالفعل نحاول البحث عن سبل للإجابة عن هذا السؤال بعمل جيد الصنع فقد سبق وقلت ومازلت أؤكد أنه ليس هناك فرصة لأى من المنتجين المصريين حتى يقدم عن حرب أكتوبر ما يليق بها إلا إذا تدخلت الدولة كشريك متكامل معه، فهذه النوعية من الأعمال ماليا احتمال تحقيقها لإرادات ضخمة احتمال ضعيف جدا لأنها ببساطة أعمال ذات طابع خاص وإذا ضربنا مثلاً على ذلك سنجد فيلم «الناصر صلاح الدين» هذا الفيلم الرائع عندما تم عرضه فى القاعات السينما لم يمكث سوى أسبوع واحد ثم تم رفعه من دور العرض، بالإضافة إلى خسارة مئات الآلاف من الجنيهات، وبالتالى فللأسف فإن هذا الفيلم الذى من المفترض أن نفتخر به بحرب لا يوجد أعظم منها فى التاريخ لن يتوافر لدينا إلا إذا تدخلت الدولة، وأيضا الجيش لتوفير معداته وجنوده فهذه المعدات باهظة الثمن لمن لا يدرك هذا، وبالتالى إذا توافرت الإمكانيات، فنحن لدينا الكثير من الموضوعات التى تستحق أن نعرضها من خلال عمل جيد، فحرب أكتوبر مصدر لمخزون ضخم من الشخصيات والأحداث والبطولات والمشاعر والتفاصيل الدقيقة التى يحب يتم تناولها من خلال عمل مميز يعرض للعالم كله.
 
∎ استغلالا للمناسبة ليس إلا
 
وفى هجوم واضح وصريح على حال السينما المصرية كانت إجابة المخرج الكبير «داود عبدالسيد» عن سؤالنا حيث أشار من خلال هذه الإجابة إلى أكثر من سبب حتى يظل هذا السؤال مطروحا فيما بيننا حتى مع مرور أربعين عاما على حرب أكتوبر: متى تناولت السينما المصرية أى أحداث مهمة بالشكل المطلوب؟! هذا هو سؤالى الأهم، فالسينما المصرية عادة سينما تجارية وهذه السينما من المعروف أنها محدودة فى طرحها للموضوعات وأيضا لديها من الحسابات حول الإيرادات والتى على أساسها يتم تحديد التكلفة، وعلى الفرض أننا بالفعل بدأنا فى العمل على فيلم عن حرب أكتوبر خاصة أننا من خلاله نستطيع عمل أكثر من فيلم وليس فيلما واحدا فلنبدأ من الميزانية أين هى؟! ومن أين آتى بها؟!، ثم نجد بعد ذلك دور الجيش أين هو ؟!، فهذه النوعية من الأعمال فى حاجة إلى مصدر لتوفير جميع المعلومات عن الواقعة التى سنتحدث عنها، من أين سنأتى بهذه المعلومات؟! إذا سألت أجابوا سرية وإذا بادرت أنت بأى فكرة أو خطوة وجدت اعتراضا من الجهات المعنية، بالإضافة إلى تدخل الرقابة كل ذلك لن يؤهلنا لتقديم العمل المطلوب وإنما بالتأكيد سيؤهلنا لتقديم عمل دعائى، ساذج، تافه الهدف منه استغلال المناسبة وليس إلا.
 
∎ يوم الكرامة
 
أما المخرج الكبير على عبدالخالق فقد أخذت إجابته جانبا آخر مختلفا تماما ألا وهو: للأسف فالدولة لا تعى أهمية هذه النوعية من الأفلام بالنسبة لها، فمنذ عامين وقع فى يدى مقال عن وزارة الدفاع الأمريكية يتناول من خلاله ميزانية 4 ملايين دولار قامت بوضعها وزارة الدفاع من أجل إنتاج هذه النوعية من الأفلام الحربية كنوع من التشجيع وهذا لأنهم يدركون ببساطة أهمية ذلك بالنسبة للسياسة الأمريكية، من خلال تصدير هذه الأفلام للعالم حتى يرهبوا الجميع، أمريكا التى شاهدناها تهزم من الصومال أفقر دول العالم مازالت حتى الآن كل عام تحرص على تقديم مجموعة من الأعمال عن الحرب العالمية الأولى والثانية حتى تظهر للعالم الجندى الأمريكى الذى لا يقهر والتكنولوجيا التى تتميز بها، وبالتالى توفر على الدولة الكثير من الحروب التى من الممكن خوضها خشية من الدول الأخرى من التكنولوجية الأمريكية غير العادية فأنا أتذكر أيام حرب العراق والتى أذاعت وقتها وزارة الدفاع الأمريكية أنهم لديهم من الأجهزة ما يتيح لهم معرفة نوع الملابس الداخلية لصدام حسين، للأسف هذا ما نفتقده فقد كان من المفترض أن تساهم الدولة فى تقديم مجموعة من الأعمال الجيدة وبشكل مستمر، خاصة أنه بالفعل وعلى حد علمى هناك أكثر من سيناريو تمت الموافقة عليه من قبل الجيش، إلا أنه تعثر تنفيذه بعد ذلك وللعلم فكلما تأخر الوقت كلما كان من الأصعب تنفيذ هذه الأعمال، فالجغرافيا تغيرت وبالتالى فقد يطلب منا توفير جغرافيا مشابهة لما كانت عليها وقت 73، فالأفلام التى تم إنتاجها عقب حرب أكتوبر مباشرة توافرت لديها جميع الإمكانيات حتى العبور الذى تمت إعادته من جديد وعلى آثار المعدات الحقيقية وآثار الحرب والألغام كان التصوير، وبالتالى صورة حية للأحداث، وبالتالى فإنصافا للحقيقة لهذه الأفلام فقد حاولت جاهدة المشاركة فى الانتصار بسرعة، ولعل هذا ما أضر بها فالأحداث الكبيرة الضخمة عادة ما تحتاج إلى وقت حتى يتم التعمق من خلال التفاصيل الخاصة بها والتعرف على معلومات أكثر.
 
ويضيف المخرج على عبدالخالق: بالفعل تم تقديم أعمال وكل الشكر والتقدير على المحاولة ولكن السؤال هو أين الدولة؟!، فهذه النوعية من الأفلام تستلزم من الوقت والتكلفة الكثير فمثلا فيلم «يوم الكرامة» استغرق من تحضير وتصوير وحتى الانتهاء تماما منه ما يقرب من الثلاث سنوات فهناك ساعة وعشر دقائق فقط معارك ساهمت فى تسهيل الوضع القوات البحرية بتوفيرها لكل الإمكانيات لذلك، ولابد من مشاركة الدولة للمنتج بشكل كبير.