الأحد 30 يونيو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

مخطط توريط السيسـى

مخطط توريط السيسـى
مخطط توريط السيسـى


تساؤل أصبح يؤرقنى ليس من كثرة سائليه، لكن من استنكارى له؟ .. كل من يرانى يسألنى: هل سيرشح الفريق السيسى نفسه فى الانتخابات الرئاسية،، وقبل أن أشرع فى الرد يباغتوننى بالإجابة: بحكم عملك كمحرر عسكرى،، أكيد عارفة كل حاجة بس مش هتقولى دلوقتى، لدرجة أننى فوجئت ذات مرة بإحدى جاراتى تسألنى: هو السيسى ممكن يعمل زى عمر سليمان ويقول إنه مش هيترشح وفى آخر وقت يترشح.
 
فعلى الرغم من أن السيسى أكد مرارا وتكرارا أنه لن يترشح،، لدرجة أنه أقسم فى إحدى المرات بأن شرف حماية الوطن أغلى من المنصب.. مازال هناك بعض الناس لا يستطيعون أن يتفهموا أن الشعب المصرى نفسه هو من يتوق لانتخابه، ليس فقط لأنه وجد فيه الزعيم الوطنى الذى وقف أمام أمريكا، وأعاد العلاقات المصرية- الخليجية بعد انقطاعها.
يكفى دوره الرئيسى فى تخليص الشعب من جذور إرهاب الإخوان.. وبالرغم من كلذلك فالرجل لن يرشح نفسه.
 
وبالرغم من دعوات الملايين النقية المحبة للفريق بأن يترشح،، لكن للأسف، تخللتها دعوات من عناصر الطرف الثالث الذى تأكدنا أخيرا من ماهيته، وماهية من يدعمه لخراب الوطن.. إنها حقا مؤامرة دنيئة لمحاولة توريط الفريق السيسى، وإثبات نظرية الإخوان فى أن ما حدث فى 03 يونيه هو انقلاب من الجيش لتولى السلطة.
 
وعلى الرغم من أن الجيش برىء من حملات تأييد الفريق عبدالفتاح السيسى رئيسا، لكن بعض الأطراف مازالت تريد إقحام القوات المسلحة فى هذه الحملات، وتدعى أن الجيش هو الممول لحملات التأييد.
 
وبالرغم من أن مصادر عسكرية مقربة أكدت لى أن الفريق السيسى طلب إيقاف جميع حملات تأييده، كما أنه منشغل فقط بالقوات المسلحة، ودورها فى حماية الوطن فى الداخل، وأيضا فى الخارج بعد المتغيرات المحيطة بنا سواء على المستوى العربى أو الإقليمى، وأيضا الدولى.
 
∎صفحات إخوانية
 
أماالأمر الغريب حقا فهو تدشين صفحات إخوانية تابعة للرئيس المعزول حملات تأييد للفريق السيسى للمطالبة بترشيحه.
 
لكن بالنظر قليلا إلى المقصود من ذلك، سنجد أن هدفهم الرئيسى من وراء ذلك هو تأكيد نظرية الانقلاب التى يسعون وراءها ووراء إثباتها.
 
∎الجميع يتساءل
 
حتى وسائل الإعلام المكتوبة والمرئية المحلية وأيضا العالمية، أصبح شغلها الشاغل هو الحديث عن هذه الحملات، والتساؤل عن رد فعل الفريق السيسى عليها.
 
ووصل الأمر إلى الوكالات الأجنبية، فهناك وكالة «فرانس برس» التى خصصت ملفا كاملا عن ذلك الموضوع، والتى جاءت تحت عنوان: الجميع يتساءل عن ترشح «السيسى» للرئاسة.. والرجل القوى فى البلاد «صامت».
 
وقالت فى مقدمته: هل يترشح وزير الدفاع المصرى عبدالفتاح السيسى للرئاسة؟ سؤال يتردد على كل الألسنة فى مصر، لكن الرجل القوى فى البلاد يلتزم الصمت.
 
وذكرت الوكالة أن الفريق السيسى ربما يميلإلى عدم الترشح للرئاسة. ويقول إنه «من الواقعية الإقرار بأن القوات المسلحة سيظل لها دور فى المرحلة المقبلة، والفريق السيسى سيكون له نفوذ خصوصا فى المسائل المتعلقة بالأمن القومى».
 
فى نفس السياق، أبرزت صحيفة «الدايلى نيوز إيجيبت» أن التصريحات الأخيرة للمتحدث الرسمى باسم المجلس الأعلى للقوات المسلحة، العقيد أحمد محمد على جاءت فى إطار سؤاله حول الشعبية المتزايدة للفريق أول عبدالفتاح السيسى، وأن العقيد، كان صريحا كالمعتاد فى الإجابة عن السؤال، حيث قال بوضوح: إن السيسى لا يعتزم الترشح للرئاسة، مشيرة إلى أن المتحدث الرسمى كان يؤكد باستمرار أن المؤسسة العسكرية ليست لديها سيطرة علي من يترشح للانتخابات الرئاسية حتى وإن كان عسكريا سابقا.
 
كما أن المتحدث العسكرى كان واضحا للغاية بشأن ابتعاد المؤسسة العسكرية عن الحياة السياسية.
 
واعترفت الصحيفة بأن القوات المسلحة تتبع سياسة الصراحة الكاملة مع وسائل الإعلام وهو ما منحها الفرصة لطرح جميع الأسئلة وأن الصحيفة سألت حول إذا ما كان ممكنا أن يترشح السيسى فأجاب المتحدث العسكرى.
 
ولم يقتصر الأمر على الإعلام فقط، بل وجدنا شخصيات سياسية مسئولة تروج لهذا الأمر، فوجدنا السيد عمرو موسى يخرج علينا ويؤكد أن السيسى رئيس مصر القادم بتفويض شعبى، حيث إن البلد يغرق والبلد محتاج لرئيس قوى مثل السيسى.
 
فبدون أن يدرى السيد عمرو فهو يقوم بالترويج لتوريط السيسى.
 
∎لن يترشح
 
وبانفعال شديد عقب اللواء حسام سويلم - الخبير الاستراتيجى، قائلا: السيسى غير مسئول عن حملات الترويج لترشيحه، فالشعب المصرى هو الذى يتمسك بترشيحه بعد الدور الوطنى الذى قام به خلال الفترة الماضية، فبعد الفترة السابقة التى تخبط فيها المصريون كثيرا، وبعد شعورهم القوى بالخوف وعدم الأمن أو الاستقرار فى فترة حكم الإخوان وما بعدها، شعر المصريونبأن السيسى هو الزعيم الوطنى الوحيد الذى سيشعرهم بالأمان والاستقرار.
 
فى نفس الوقت لا يجد المصريون الشخص المناسب لهم، أو الذى يشعرون معه بالأمان والسكينة، فى ظل عدم وجود أحزاب قوية، وعدم وجود الشخص الكاريزما فيهم، فهل هناك شخص يراه الشعب المصرى غير السيسى يناسب هذا المكان؟ وبرغم كل ذلك، فالفريق يؤكد فى كل مرة أنه لن يترشح للرئاسة.
 
يضيف اللواء سويلم: أما بالنسبة للمجموعة التى تشيع أن الفريق السيسى سيترشح، وأنه قام بعزل مرسى من البداية حتى يستأثر بالحكم بعد ذلك، ويصبح الحكم عسكريا، فكلهم إخوان، وما يقولونه شائعات، لتأكيد نظرية الانقلاب التى ينادون بها.
 
وأنا أؤكد أن الجيش برىء من حملات التمويل، وبعيد عنها كل البعد، فالحمد لله أن الشعب المصرى عرف مع الأيام من هو مروج الشائعات ومن هم وراءها، ومن وراء المصلحة فى توريط الفريق السيسى.
 
∎تشويه الصورة
 
يحلل لنا المشهد اللواء مختار قنديل-الخبير العسكرى، قائلا: الحقيقة أن من يقول إن السيسى سيرشح نفسه، يسئ له لأن الرجل قال أكثر من مرة إنه لن يترشح للرئاسة وأن شرف حماية الوطن أهم من كرسى الرئاسة، فهو صادق فى كلامه.
 
فلو أتى أى رئيس جمهورية مدنى أو ذا خلفية عسكرية لن يستطيع الإطاحة بوزير الدفاع، كما فعل مرسى مع المشير طنطاوى، يكفى أن الناس تحبه وتعتبره قائدها بدون أن يكون رئيسا.. ويكفى أن الفريق السيسى يقود الجيش فى مثل هذا الوقت الحساس بالنسبة للبلد، فإدارته حكيمة.. عاقلة، غير عنيفة مع المظاهرات، فبالفعل الجيش يحتاج له أكثر فى هذا الوقت.. فهل معقول أن يخرج الفريق كل فترة ويؤكد أنه لن يترشح حتى يصدقه الناس؟!
 
وعلى الحملات التى تؤيد ترشيحه أنها بهذا الشكل تحرق صورته، ولاتعضده، بل هى تؤذيه.. أما بالنسبة لشائعات حملات الفلول التى تؤيده، فنحن لا نستطيع أن ننكر وجود الحزب الوطنى، فمصركانت طالما فيها قوتان رئيسيتان: الإخوان والحزب الوطنى وبينهما الجيش الذى يعتبر رمانة الميزان، والقوة التى ظهرت الآن وهى الأغلبية الصامتة، ولكل منهما مواقفه التى لادخل للجيش وقياداته بها.
 
المتحدث العسكرى:
 
الفريق السيسى لن يترشح وقيادتـــه للمؤسســــــة العسكرية أقصى طموحاته
 
أكد العقيد أركان حرب أحمد محمد على المتحدث العسكرى باسم القوات المسلحة، أن الفريق أول عبد الفتاح السيسى وزير الدفاع نفى أكثر من مرة نيته الترشح لرئاسة مصر، وأن جمع توقيعات لمطالبته بالترشح هى مشاعر شعبية لا يمكن منعها.
 
ونفى المتحدث العسكرى خلال مداخلة له مع إحدى القنوات، ترشيح القوات المسلحة أحدا بعينه أو تدعيمه، مشيرا إلى أن الفريق سامى عنان أو الفريق أحمد شفيق مواطنان مصريان لهما حرية الترشح فى الانتخابات.
 
وحول تعليقه على حملة «كمل جميلك» التى تطالب بالفريق السيسى رئيسا، قال العقيد أركان حرب إن كل هذه الأمور تأتى فى إطار المشاعر الوطنية، ولكن الفريق السيسى أكد أكثر من مرة أن حماية إرادة الشعب المصرى أعز بكثير من حكم مصر، وأكد أنه لا يفكر فى هذا الأمر، وأن قيادته للمؤسسة العسكرية هى أقصى طموحاته.
 
وقال المتحدث إن المؤسسة العسكرية لها موقف ثابت هو أنها لن ترشح أحدا للرئاسة، ولن تتدخل فى العمل السياسى عبر دعم مرشح بعينه.