الأحد 19 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

ريبورتات الإخوان تهدد صفحات المعارضة

ريبورتات الإخوان تهدد صفحات المعارضة
ريبورتات الإخوان تهدد صفحات المعارضة


لقد عرفنا الكر والفر فى الشوارع والحروب لكن على صفحات المواقع الإلكترونية، هذا هو الجديد!.. فقد انتقل منطق الكر والفر بالفعل على الصفحات بين المؤيدين والمعارضين ولكنه ليس بإلقاء الطوب وزجاجات المولوتوف هذه المرة، بل عن طريق السطو!.. وهذه تعتبر أحدث وسائل الحروب الآن على المواقع الإلكترونية.. فقد انتقلت السياسة من الميادين والشوارع إلى صفحات «الفيس بوك».. وبدأ السطو عليها بحجة استخدام قانون الفيس بوك الذى يستخدمه الإخوان لأغراضهم.. فقد قام شباب الإخوان بعمل دعوة لغلق كل الصفحات التى لم تنل رضاهم عن طريق إرسال «12 ريبورت» لغلق صفحات المعارضين.. وذلك لأنها تنقل الحقيقة لحظة بلحظة وبمنتهى المصداقية والشفافية على صفحات التواصل الاجتماعى مشيدين بدور الجيش والشرطة وتضحياتهم من أجل الحفاظ على مصر وشعبها.. وبدأت أعداد الناس تتوافد على صفحات المعارضين، مؤيدينمعارضتهم لحكم الإخوان بل أيضا يشاركونهم فى التعليقات على الأحداث والأخبار الجارية.
 
وهذا كان يزيد من حدة وغضب مؤيدى المعزول على صفحاتهم الخاصة.. فقد أنشأوا صفحات يقومون فيها بسب ولعن كل ما هو معارض لحكم الإخوان ويصفونه بالخائن الكافر!.. ينقلون الأخبار من خلال رؤيتهم الخاصة التى يمكن أن تلون وتغير كل الواقع.. يشكرون فى أوباما ويحترمون موقف أردوغان لأن ما يفعلانه هو الصواب.. يصفون جيش مصر بأنه عميل ويحرضون على الثورة ضد الفريق السيسى!
 
ومن ضمن هذه الصفحات صفحة تسمى «فيسبوكراطية» ـ صفحة شبابية إخبارية كوميدية سياسية ثورية تهتم بأحوال الشارع المصرى ـ وهذا على حد تعريفهم للصفحة!!.. لأن ما رأيته كان عكس ذلك تماما.. فبمجرد دخولى على هذه الصفحة وجدت البوست «الصورة الرئيسية للصفحة» مكتوبا عليها «30/8 نهاية الوصاية العسكرية»!.. فكانت هذه الصفحة ما هى إلا تحريض على الثورة ضد العسكر وخصوصا على الفريق عبد الفتاح السيسى.. وإن ما حدث فى البلد هو انقلاب عسكرى.. كما كانوا يشيدون بكلمة البلتاجى التى تم تسجيلها على قناة الجزيرة المباشرة، ووصفوه بالصادق الأمين الذى يبث الثقة والأمل فى قلوب الإخوان.. وأن الرئيس مرسى سيعود ليتولى زمام الحكم فى البلد مرة أخرى!
 
بينما الصفحة الرسمية الوحيدة لحزب الحرية والعدالة كانت مستمرة فى نشر الأكاذيب والخداع لإقناع معجبيها أنها تنقل المصداقية بكل صدق وصراحة وتطمئنهم بمقولة «النصر قريب»!.. ومن ضمن صفحاتهم الرسمية، صفحة «لكشف الفساد وملاحقة الفاسدين».. وهذه الصفحة كانت تحمل بوستات فيها تحريض ليوم 30 أغسطس «فى كل ميادين مصر والعالم بعد صلاة الجمعة» وبوست آخر فيه «30 أغسطس فرصتك لإلغاء التفويض».. كما قاموا بعمل حملة تحدٍ لمواجهة الفريق السيسى «افتح ميدان التحرير 24 ساعة يوم 30 أغسطس».. واصفين أن ميدان التحرير ينادى الأحرار الذين يجاهدون فى سبيل الله!.. كما وصفوا هذه الفترة القصيرة التى أنقذنا فيها الجيش والشرطة من سطوهم على البلد بـ«عهد الانقلابيين».
 
لم يكتف الإخوان بذلك، بل قاموا بتهديد بعض صفحات المعارضين والبعض الآخر أرسلوا إليه ريبورتات «تقارير» لغلق الصفحة تماما لأن تعليقاتها لم تنل رضاهم - وهذا من وجهه نظرهم.
 
وكانت من ضمن هذه الصفحات التى تم إغلاقها صفحة «ألتراس يوسف الحسينى»، حيث واجهت هذه الصفحة حربا شديدة من قبل مؤيدى المعزول لأنها صريحة فى تعليقاتها وخاصة تعليقات يوسف الحسينى التى لم تخل من الحدة.. فقد نوهوا عن غلق الصفحة قائلين، «سيتم غلق البيدج بسبب كثرة عدد الريبورتات من الجماعات الإرهابية وذلك لظروف خارجة عن إرادتها ولذلك وجب التنويه».
 
بينما وضح يوسف الحسينى سبب ذلك قائلا على صفحته الخاصة: «الفكرة ببساطة، هى أننا سنقوم بعمل مظاهرات إلكترونية على كل صفحات وزارات خارجية الدولة المهمة.. كى تعترف هذه الدول بثورة 30 يونيو، ولا تقول إن ما حدث فى مصر هو انقلاب عسكرى وبالتالى لا تضغط علينا كى نرجع حكم الإخوان مرة أخرى».. ومن لا يعرف معنى المظاهرات الإلكترونية: «هى أننا سندخل كلنا فى نفس الوقت على الصفحات ونكتب نفس التعليق على كل النشرات الموجودة فى الصفحات.. على صفحات وزارة الخارجية الأمريكية والألمانية والفرنسية والبريطانية والكندية وغيرها من الوزارات.. وبعدها أغلقت الصفحة.. وقام بإنشاء صفحة جديدة باسم «يوسف الحسينى عدو الإخوان».
 
لم تكن صفحة يوسف الحسينى وحده هى من أغلقت، بل هناك صفحات أخرى تم إغلاقها بسبب ريبورتات الإخوان ومن ضمن هذه الصفحات، صفحة «كلنا معاك ياسيسى».. فقد أغلقت الصفحة الأساسية لأنها كانت مؤيدة للفريق السيسى ومساندة له.. كما كانت تشيد بالجيش المصرى خير أجناد الأرض.. أيضا لم تسلم صفحة «خالد منصور» من السباب وشتائم الإخوان.. لأنه يقوم بانتقادهم لكن بطريقة باسم يوسف الساخرة فقد تعرضت صفحته للتهديد بالغلق من قبل الإخوان إذا لم يكف عن السخرية وأيضا صفحة «مصر ليست عزبة ليحكمها الخونة من الإخوان والسلفيين».. بينما صفحة «أنا إخوانجى دلدول مستنى لما الجماعة تقول» كانت أيضا من الصفحات البديلة المنتظرة لغلق صفحتها الأساسية.. وكان على غرارها صفحة «أنا إخوان أنا مقطف بودان».
 
لكن السؤال الدائر الآن هو: هل الصفحات الإلكترونية أصبحت ساحة للحرب أم إحدى أدوات الحرب؟!.. وهل من حق الإخوان أن يقوموا بإرسال ريبورتات لإغلاق المواقع التى تعارضهم؟!
 
غلق الصفحات يعتبر جريمة إتلاف مال معنوى ويجب أن يعاقب عليها جنائيا.
 
يعلق الدكتور جمال عبدالباقى - عضو جمعية مكافحة جرائم الانترنت ـ على سطو الإخوان وحربهم الشرسة لغلق صفحات المعارضين لميولهم الإخوانية قائلا:
 
إن غلق الصفحات ناتج عن إرسال 55000 ألف رسالة.. والتى بعدها يتم وقف الحساب وإغلاقه تماما.. وهذه تعتبر جريمة لأننى بذلك مسئول عن جريمة إتلاف مال معنوى نتيجة لتوجيه مجموعة كبيرة من الرسائل التى أدت الى اضطرابه.. وبالتالى جعلته غير صالح للاستعمال مؤقتا.. وهذا ما فعله الإخوان عن طريق إرسالهم العديد من الريبورتات لغلق الصفحات التى لا تتماشى مع مصالحهم.. وهنا يجب أن يتدخل القانون لأن هذه تعتبر جريمة جنائية يجب أن يسألوا عليها جنائيا.. أما عن المعارضين الذين أغلقت صفحاتهم فمن حقهم أن يقوموا بعمل محضر حتى يستطيعوا فتح الصفحات التى تم إغلاقها.. ثم يضيف قائلا: وهذه ليست المرة الأولى التى يحدث فيها سطو على المواقع الإلكترونية لكن المختلف هذه المرة أن السطو بين فصائل سياسية.. لذلك يجب أن يعاقب عليها بالقانون.
 
 القوانين المصرية تجرم كل من يقوم باختراق الصحف الإلكترونية المستشار محمد الألفى - مستشار بوزارة العدل ورئيس الجمعية المصرية لمكافحة جرائم الإنترنت - يتحدث حول ضحايا وجناة الموقع الإلكترونية فيقول:
 
القوانين المصرية قادرة على تجريم مثل هذه الأفعال.. فجاء قانون التوقيع الإلكترونى فى مواده العقابية «المادة 12» منه، وجرمت كل من يقوم باختراق صفحة إلكترونية وذلك بغرض إتلافها أو تغيير محتواها أو إسقاطها وتكون عقوبته الحبس وفق ذلك.. ولذلك جاء قانون التوقيع الإلكترونى فى 2004 فى مادته العقابية جرمت هذه الأفعال.. أما بشأن هل توجد فى مصر جهات معنية بتلقى مثل هذه البلاغات؟!.. بالتأكيد توجد فى وزارة الداخلية إدارة شاملة وهى الإدارة العامة للتوثيق والمعلومات وبها إدارة مكافحة جرائم شبكة الإنترنت، بها ضباط فنيون متخصصون معنيون بمثل هذه الموضوعات وقادرين على تتبع الجناة وفحص هذه الصفحة لبيان مرتكب الواقعة عن طريق برمجيات فنية تستطيع تتبع القائم على ذلك من خلال قيامه باستخدام برنامج إرسال كثيرا من التعليقات أو كثيرا من الاستفسارات أو كثيرا من الإضافات لهذه الصفحة.. مما تعجز عنه الصفحة فى التفاعل ويتم إغلاقها أو إيقافها عن العمل بشكل مؤقت.. مما يضار به صاحب هذه الصفحة.. وأيضا النيابة العامة بها نيابة متخصصة قادرة على التحقيق فى هذه الجرائم من خلال نيابة الشئون المالية والتجارية بمكتب النائب العام وبها أعضاء من النيابة متخصصون وقادرون على التحقيق فى هذه الجرائم والتحقيق مع المتهمين فيها وتفنيد الدليل وتكييف الوقائع والقانون الصحيح.. وأيضا إن القضاء المصرى له السبق على الأنظمة القضائية العربية بأن لديه محاكم متخصصة للنظر فى مثل هذه الجرائم وهى المحاكم الاقتصادية فمن ضمن القوانين التى تنظرها المحاكم الاقتصادية الجرائم التى ترتكب وفق قانون التوقيع الإلكترونى وبه أيضا قضاة قادرون على النظر فى مثل هذه القضايا والفصل فيها.