الخميس 1 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

بسبب الطوارئ والحظر: ضاعت الإجازة والجوازة

بسبب الطوارئ والحظر: ضاعت الإجازة والجوازة
بسبب الطوارئ والحظر: ضاعت الإجازة والجوازة


ياما فى الغربة مظاليم ومساكين.. قد أكون حرفت المثل القائل «ياما فى الحبس مظاليم» حقا من هم فى الغربة أشبه بالمساجين هم مغتربون مثل مدة الحكم ولهم أشغال شاقة وإن لم تكن مؤبدة فهى شاقة جدا، الفارق الوحيد أن هؤلاء المغتربين لهم الحق فى السفر شهراً فى السنة..
 
فتبنى الأحلام وترسم الآمال خلال الـ 11 شهراً ورائحة مصر وشكلها وهواؤها فى طيفهم منتظرين أن تطأ أقدامهم مطار القاهرة الدولى ليبدأوا رحلتهم وتنفيذ خططهم.. ولكن لم يكونوا يعلمون أن الحظر أتى وسيدمر كل أحلامهم.. فهذا حلمه الزواج وهذا حلمه المصيف وغيره يحلم بشهر العسل وكل من حلم إن كان حلمه كبيراً أو صغيراً ذهب فى مهب الريح.. فحظر التجول قضى على الإجازة والجوازة!
 
∎عايز أتجوز
 
أحمد محمود 27 سنة صيدلى ومغترب رفض أن تكون إجازته فى شهر رمضان قائلا: أنا عايز اتجوز فالغربة فى منتهى القسوة على العازب ثم إن سنوات من عمرى تمر وأنا منهمك فى الشغل ولم يكن لى فرصة للزواج إلا فى شهر الإجازة، لذلك أفضل أن تكون إجازتى بعد شهر رمضان حتى أحصل على الوقت الكافى لرؤيه العرائس.. وقد كان فاستطاع أحمد أن ينزل فى أيام العيد ولكن «يا جوازة ما تمت» فكل العرائس التى استطاعت والدته أن تجمعهن وتحصرهن حتى يقابلهن ويختار شريكة حياته.. لم يستطع رؤيتهن بسبب الحظر الذى جعله فقط يشاهد العرائس من خلال الصور الفوتوغرافية فأيام الإجازة تمر سريعا ولابد أن يخطب حتى يسافر وهو مطمئن البال.. وبعد الجدولة والفرز تم الارتياح لثلاث بنات وقرر الذهاب ليدرس الصفات ويتحدث إليهن وفى يوم ذهب أحمد متقدما إلى إحداهن ولكن للأسف كانوا قد سافروا إلى المنصورة بلدهم حتى يكونوا بجوارأهلهم وقت الحظر بمبدأ «يا نعيش عيشة فل يا نموت احنا الكل» فقرر الذهاب إلى الثانية وإذا به قد اتفق على ميعاد المقابلة ذهب إلى العروسة فى الساعة الرابعة ولكن الأحاديث والكلام أخذهم إلى وقت الحظر وإذا به تحول كـ «سندريلا» وقال: أنا لازم أستأذن، الحظر بعد ربع ساعة يادوب أروح مع الحاجة.. سنحدد يوماً آخر وجاء الحظر فى وقته لأنه لم يشعر بالارتياح النفسى أما الثالثة والأخيرة فقداتفقا أن يتقابلا وسط الأهل خارج البيت فى أحد النوادى وعندما رأى العروس وتحدث معها شعر بانجذاب ولكن المشكلة تكمن فى أن العروس خجولة وقليلة الكلام وكان يقول: أرجوكى مفيش وقت نضيعه الحظر قرب يهل علينا حتى جاءهم الجرسون قائلا: يا أساتذة ده آخر طلب عشان هنمشى باقى على الحظر ساعة.. أحمد عقد النية والعزم على ألا يضيع الحظر فرصته فقال: عندك أكونت على الفيس بوك.. ردت العروس: نعم؟ بذهول فقال لها: احنالازم نتكلم والحظر مانعنى وبالفعل تبادلوا أرقام الهواتف والإيميلات وهو منجذب تماما لها وتكلم معها على الهاتف و الإيميل قائلا: واحشنى والحظر حايشنى فضحكت وبدأت تنجذب له و تبادلا أطراف الحديث حتى الآن ولكن لم نعلم هل سيدعهم الحظر يتمون قراءة الفاتحة وسط الأهل والأصدقاء أم سيتم مع الأب والأم والأخوات فقط أم ستنتهى قصتهم فحتى الآن لا أجزم أن الحظر سيدعهم يعيشون فى تبات ونبات.
 
∎ تغير مسار
 
مؤمن ممدوح دكتور أسنان ومغترب قال: إجازتى أربعون يوما مر منها 15 فقط وطالبت بعودتى إلى العمل وحفظ إجازتى لوقت لاحق.. فأنا وزوجتى لم نستطع القيام بأى أنشطة كما كنا مخططين سوى الذهاب إلى شرم الشيخ أسبوعاً أما عن الأسبوع الثانى فقضيناه فى الزيارات العائلية مع الاحتفاظ بوقت الحظر والالتزام به.. لذلك لم يبق لدى بديل سوى أن اذهب لتكملة أسبوع آخر فى الإمارات أو أى دولة أخرى والعودة إلى العمل من جديد محتفظا برصيد الإجازة لعل وعسى ينتهى الحظر فى عيد الأضحى ونستطيع تكملة ما تبقى من الإجازة فى مصر.. لأننا نشعر بالوحدة والغربة بسبب الحظر.. قد يكون ذلك هو الأفيد للبلد ولكن أنا لا أملك سنويا سوى رصيد قليل من الإجازات بعد سنة كاملة من المشقة والغربة والضغط النفسى والعصبى ... لذلك سأغير مسار الإجازة وأعود من جديد إلى عملى متمنيا أن أقضى باقى إجازتى فى وقت لاحق.
 
∎ فى وضح النهار
 
أما أحمد رامى مهندس مدنى ومغترب وقال: خطبت منذ عامين وكان سبب غربتى هو إنشاء بيت للزوجية والإقدام على الزواج وبالفعل كنت قد طلبت من خطيبتى أن تبحث عن قاعة ملائمة فى فندق ما وبعدما وجدنا القاعة قمت بحجزها قبل نزولى مصر بـ 5 أشهر ولم أكن أعلم أن الحظر سيجعلنى أقيم فرحى الساعة الواحدة ظهرا.. وهو ما جعلنى أذهب إلى الحلاق من الساعة التاسعة صباحا أما عن زوجتى فكانت ممتعضة كثيرا وكان ولابد أن ندفع الضعف للكوافير حتى تأتى فى سويت الفندق.. وعلى الرغم أننى بحثت عن قاعه لـ 300 فرد إلا أننى لم أستفد بها لأن من حضر كان عددهم 521 فقط لدرجه جعلتنى أعزم أشخاصا لا صلة لى بهم ليملئوا كراسى القاعة.. لم يمر اليوم بالشكل الذى تمنيته أنا وزوجتى.
 
∎ تأجيل لحين ميسرة
 
أما عن كريم الفولى دكتور أشعة فقال: كنت قد حجزت قاعة لإتمام مراسم الزواج فيها من بنت خالتى التى خطبتها العام الماضى ولكن للظروف التى تمر بها البلاد قمنا بتأجيل الفرح لحين ميسرة حتى تستقر الأوضاع ونتوقع أن نستطيع الزواج فى عيدالاضحى إذا تم إلغاء الحظر بالإضافة إلى أن المعازيم وهم أساس الفرح لم يكن فى مقدرتهم المجئ فصديقات العروس من الإسكندرية وسيمنعهن أهلهن بالطبع أما عن الأهل فى القاهرة وأيضا لن يستطيعوا المجئ خوفا من أعمال العنف التى أصابت الشارع المصرى مؤخرا.. وكل هذه الظروف جعلتنى أؤجل فرحى مما جعلنى أفقد الكثير من المال الذى ضاع فى حجز القاعة والحجز لشهر العسل.
 
∎ يا أهلا بالعمل
 
أما محمد إمام صيدلى فقال: كل عام عندما أكن فى مطار القاهرة ذاهبا للغربة أشعر بوجع فى قلبى وأودع أهلى والدموع تملأ عينى أما هذه المرة فكانت مختلفة فأنا لأول مرة يكون لدى أسبوع من المفترض أن أقضيه فى مصر ولكن لم أستطع تحمل قضاء الإجازة السنوية فى البيت كالسجن الجماعى فأنا أرى كل يوم نفس الوجوه ولا أستطع الخروج خارج مدينتى فأنا من سكان بنها متزوج ولدى طفل رضيع وكانت طموحاتى أن أذهب يوميا إلى القاهرة مع أسرتى لقضاء الإجازة فى الفسح والاستجمام ولكن حتى البحر الذى انتظره سنويا لم أستطع السفر إليه.. وطلبت السفر قبل ميعادى وسأقضى ما تبقى من الإجازة فى الغربة بين المولات والكافيهات حتى انتهى من إجازتى وأعود للعمل من جديد.
 
∎يوم عسل
 
مصطفى أحمد صيدلى مغترب قال: حظر التجول جعل شهر العسل مجرد يوم عسل.. فأنا كنت قد تزوجت ثانى أيام العيد قبل الحظر بأيام لأننى أتيت إلى مصر فى اليوم الأخير من رمضان وبعد إتمام مراسم الزواج ذهبت الى شرم الشيخ لحسن الحظ ليس بها حظر وفى نفس الوقت ليس بها بشر لم نستطع المكوث سوى ثلاثة أيام فقط فى الفندق كان منها يوم للذهاب ويوم للرجوع إلى القاهرة قبل موعد الحظر وفى الذهاب والعودة تم تفتيشنا أكثر من 11 مرة وبدلا من المكوث فى الطريق لتسع ساعات سافرنا فى 13 ساعة... حقا لم أر شهر عسل، فكل شىء محظور.