الخميس 24 أكتوبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

إنتوا فين يامنتجين مصــر!

إنتوا فين يامنتجين مصــر!
إنتوا فين يامنتجين مصــر!


لا أحد يستطيع توقع نتيجة أفلام أى موسم سينمائى، فقد يوفر المنتج وفقاً لحساباته الخاصة توليفة النجاح لفيلمه ويكون للجمهور حسابات مختلفة تطيح بفيلم هذا المنتج وقد يتم تصعيد نجم ليقلب حال الخريطة السينمائية، فمن كان بالأمس أحد نجوم الملايين يصبح فى ذيل قائمة نجوم شباك التذاكر ومن كان فى الصفوف الثانية للممثلين يصبح هو نجم شباك الموسم،
 
وهذا الموسم تعرض 5 أفلام هى: «توم وجيمى» لهانى رمزى و«نظرية عمتى» لحورية فرغلى وحسن الرداد ولبلبة والفيلمان للمخرج أكرم فريد و«كلبى دليلى» لسامح حسين و«البرنسيسة» لعلا غانم و«قلب الأسد» لمحمد رمضان والمنتج أحمد السبكى.. وبالنظر لأسماء أبطال الأفلام ستجد أن هانى رمزى هو الأكثر نجومية وطبيعى توقع أن يحصد فيلمه أكبر الإيرادات، إلا أن فيلم «قلب الأسد» لمحمد رمضان جاء ليغير خريطة إيرادات موسم أفلام العيد ليصبح هو رقم واحد فى شباك التذاكر، والمثير أننا اعتقدنا أن «قلب الأسد» فيلم لن يهتم به سوى جمهور وسط البلد نظرا لتركيبة الأسماء التى ضمها أفيش الفيلم، لكن المفاجأة فجرها جمهور المولات خاصة فى المدن الجديدة فقد أقبلوا على فيلمه لدرجة أن هناك بعض أصحاب السينمات بهذه المدن كانوا لايحبذون عرض أفلام تحمل اسم عائلة السبكى، لكن الجمهور فرض رغبته على أصحاب السينماتليسحب هذا الفيلم من رصيد الأفلام الأخرى التى تعرض معه فى نفس الموسم.
 
والسؤال هنا هل الإيرادات التى حققها فيلم «قلب الأسد» تعنى أنك أمام عمل فنى جيد ؟!.
 
 المؤكد أنك أمام فيلم نجح مُنتجه فى إثارة ضجة دعائية للفيلم مما حمس الجمهور لمشاهدته وأمام عمل لعب الحظ معه دورا كبيرا، ويكفى أن عنصر المنافسة أمامه ضعيف فهو يعرض وسط 4أفلام لايحمل أى منها اسم نجم يستطيع جذب الجمهور سوى هانى رمزى، والمؤكد ان اسم فيلم هانى رمزى«توم وجيمى» أعطى انطباعا أن فيلمه للأطفال، وهذا يعنى انصراف شريحة من الجمهور لفيلم محمد رمضان وثانيا التوليفة السبكية المتوائمة مع شخصية الممثل التى ترفع أسهم الممثل فى شباك التذاكر ثم تهبط به للأرض مثلما حدث مع محمد سعد، حيث تم استثمار شخصية اللمبى لأكثر من 10سنوات ولايزال سعد مصرا على تقديمها لكنه خسر نفسه فنيا نفس الشىء يتكرر مع رمضان لكن بتوليفة مختلفة مضمونها مشاهد أكشن على طريقة أحمد السقا وقصة تشبه الأفلام الهندى الرديئة التى يفقد فيها الطفل أسرته ثم يعثر عليها وهو شاب من خلال مشهد يفتقد للمنطقية بالإضافة لأغنية شعبية مطرقعة.. لا ننكر أن فيلم «قلب الأسد» حقق أعلى الإيرادات لكن ليس كل ما يجلب مالا يعتبر بضاعة جيدة.. صحيح السينما مرآة للواقع لكن ليس مطلوبا من السينمائيين تصدير كل ما هو قبيح وسطحي وبلا عمق فى المحتوى الثقافى للمتلقى بحجة «الواقعية»، المفروض أن الفن رسالة فما هى الرسالة التى يريد أن يوصلها صناع «قلب الأسد» للجمهور..؟ نحن أمام بطل لص يجيد القفز من الأماكن المرتفعة وبارع فى الدفاع عن نفسه رغم ضآلة حجمه أمام نظرائه من البلطجية ويدعى أن لديه قيما ومبادئ لكننا نراه مصرا على الخروج عن القانون فى مشهد النهاية.. محمد رمضان ممثل موهوب قد تبهره إيرادات فيلمه وتجعله أسيرا لتجسيد شخصية «البلطجى» والتى سبق أن قدمها فى أفلامه «الألمانى» و«عبده موتى»، وإذا لم ينتبه لأهمية اختيار شخصيات متنوعة تبرز إمكاناته التمثيلية سيخسر كثيرا لأن قيمة الممثلوثقله تستمر من تنوع أدواره.
 
وأخيرا:
 
لست ضد الأفلام التى تحمل توقيع عائلة السبكى ولا ألوم على صانعى هذه الأفلام فهى فى النهاية لها جمهور يدفع ثمن التذكرة فى شباك التذاكر عن طيب خاطر، لكن هذه النوعية من الأفلام لا تُمثل السينما بالنسبة لى و لا للمهتمين بالسينما، والمؤكد أن اللوم لايقع على عائلة السبكى لأنهم لم يتوقفوا عن الإنتاج ولا عن نوعية مايقدمونه، بل يقع على كبار المنتجين الذين أعطوا ظهرهم للسينما خوفا على فلوسهم رغم المكاسب التى حققوها من ورائها، والمصيبة أنهم شركاء بشكل غير مباشر فيما يقدمه السبكى من أفلام هابطة من خلال عرض أفلامه فى شاشات العرض التى يمتلكونها .
 
فيلم «توم وجيمى»
 
فكرة جيدة وصناعة رديئة
 
هانى رمزى فى فيلمه «توم وجيرى» استهدف جمهورا محددا يضمن له نجاح فيلمه وهم الأطفال والمؤكد أن فيلمه سيحقق كثافة فى مشاهدته بعد موسم العيد ليس لجودة فيلمه بل لعنصر الجذب الموجود بفيلمه بالنسبة للفئة العمرية التى يستهدفها فيلمه وهو للطفلة «جنا» وطبعا نحن لسنا ضد استثمار الممثل للأطفال الموهوبين بشرط توظيفهم بشكل جيد فى العمل الفنى مثلما كان يفعل أنور وجدى مع الطفلة فيروز، وقتها وجميع الأفلام التى صنعها من أجلها حققت نجاحا ولم تستطع أى طفلة من اللائى ظهرنا بعدها تحقيق ولو جزءا من نجومية فيروز.
 
فكرة فيلم «توم وجيمى» تم تقديمها من قبل فى العديد من الأفلام الأجنبية بمعالجات مختلفة وطبعا لا مجال للمقارنة بين هذه الأفلام وبين فيلم هانى رمزى لأن الأخير تم تنفيذه بهدف تحقيق أكبر كمية من الضحك على حساب القضية الرئيسية للفيلم وأول العناصر التى كانت ضد الفيلم هو شكل الشخصية الخارجى وما وضعه بطل الفيلم فى فمة ليبدو مُنتفخا بطريقة منفرة، وبالتالى انعكاس ذلك على طريقة نطقه، والمؤكد أن هانى رمزى ممثل موهوب يستطيع التعبير عن شخصية المُعاق ذهنيا بدون ملء فمه بأشياء تظهر الشخصية بشكل قبيح أيضا نشاهده يصدر مؤخرته فى وجه جيمى «حسن حسنى» والتجشؤ فى وجهه من أجل انتزاع الضحك من الجمهور فجميعها مواقف ليمباوية مُقززة لا تثير الضحك ولسنا فى حاجة لمشاهدتها من نجم فى حجم هانى رمزى.