الإثنين 16 يونيو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

عفوا.. ممنوع الكلام فى السياسة

عفوا.. ممنوع الكلام فى السياسة
عفوا.. ممنوع الكلام فى السياسة


ممنوع الكلام فى السياسة.. أيوه زى ما بقولكم كده هى دى الورقة اللى قريتها وأنا داخلة مطعم لقيت فيه ورقة بدل ما يكتبوا الحد الأدنى للطلبات كاتبين بخط عريض «عذرا ممنوع الكلام فى السياسة ولقيت الراجل بيقولى هو حضرتك جاية لوحدك ولا معاكى ناس قولتله معاية صحباتى سألنى: معاكى على نفس الخط..
 
استغربت ولقيته قالى: يعنى كلكم مؤيدين أو معارضين احنا مش ناقصين ده لسه امبارح متكسرلنا 6 أطباق صينى فرنسى والله يا أستاذة عليه إمضة لويس العشرين! .. احنا محل فى حاله وملناش فى السياسة.. ليس هذا الموقف الوحيد الذى وقعت فيه وجدت فى كافيه ورقة كبيرة «برجاء عدم الحديث فى السياسة للحفاظ على هدوء المكان».. فكلمت الجرسون وقولتله: طيب ما كل واحد يبص فى ورقته.. وضحك ضحكة صفرا وقالى: لأ يا أستاذة العبى كوتشينة أو طاولة أو اتفرجى على الماتش.. بدأت أشعر أنى فى محاضرة وسيمنعون الأحاديث الجانبية.. بس كل ده حوار وإنى ألاقى كمان فى محل جزم ورقة كبيرة بدل ما يتكتب فيها ممنوع الفصال.. المدير كاتب «ممنوع الكلام فى السياسة للحفاظ على زبائننا».. حوار تانى بجد خرجت فورا وأنا مستغربة وصلت كمان لمحل الجزم أمال أتكلم فين لمؤاخذة أنا خايفة أدخل حمام فى مول ألاقى ورقة بدل برجاء عدم رمى المناديل فى الأرض.. ألاقى ورقة فيها «بلاش كلام فى السياسة الحمامات لها ودان».. أو اللى ناقص بجد وزراة الصحة تنزل تحذير على علب السجاير تقول فيها «السياسة ضارة بالصحة هتجبلك سكر وضغط دخن أحسن لك»... وأنا من موقعى هذا أحب أقولكم إنى هفضل أتكلم سياسة.. ومش هرجع لأيام زمان أيام مبارك عصر الخرس السياسى فاكرينه؟!.. فاكرين زمان.. لما كان حد بيكلمنا فى السياسة.. كنا بنوطى صوتنا ونقول بلاش كلام فى السياسة احنا ماشيين جنب الحيط لأ ده احنا الحيط نفسه.. ولما كنا نقول نكتة فيها سيرة الرئيس ولا وزارته كنا بنقولها واحنا بنلف ورانا نشوف حد مراقبنا ولا سامعنا عشان نقولها ما إحنا مش حمل أمن دولة.. ولكن قمنا بثورة وركبوا ناس وعاموا ناس وغرقوا ناس تانيين غالبا غرقوا اللى عملوا الثورة وبدأنا فى شد وجذب مؤيد ومعارض.. فاهم ومش فاهم.. مؤامرات وأجندات.. وقلنا ساعتها هنبدأ نتكلم فى السياسة وفعلا مكدبناش خبر الكل اتكلم فى السياسة اللى له فيها واللى ملوش دى الحاجة الوحيدة اللى مسبنهاش لخبازها.. كلنا خبزنا وعجنا حتى عم عثمان البواب خبز معانا وقلنا كويس الشعب فاق ودى الحاجة الوحيدة اللى فعلا كانت نهضة إننا نفوق ونتكلم فى السياسة اللى اتحرمنا نتكلم فيها وقلنا هتحصل الديمقراطية وإننا دلوقتى فى مرحلة النضج السياسى وفضلنا ننضج كده لغاية ما بقينا زى الأرز المعجن فى المحشى وبعد ما استوينا سياسة.. رجعت ريما لعادتها القديمة.. وقالك نضج سياسى قال؟!