ربيع الغضب يعيد ذكرى ثـورة يناير
هشام الشريف
رغم أن العديد من المسلسلات التى عرضت فى موسم دراما رمضان الماضى تناولت أحداث ثورة يناير بشكل هامشى إلا أن مسلسل «ربيع الغضب» للمؤلف مجدى صابر والذى يقدم لنا هذا العام وجبة درامية دسمة عن الثورة المصرية، بدءًا من أحداث المحلة مرورًا بحادث كنيسة القديسين الذى اعتبرنا أن النظام السابق هو الذى قاده واغتيال خالد سعيد وحبس الصحفيين وملف التوريث، وأخيرًا تزوير انتخابات مجلس الشعب 2010التى كانت المسمار الأخير فى نعش النظام السابق وأدت إلى نهايته وأحداث أخرى فى المسلسل الذى يعرض الآن على القناة الأولى ونايل دراما.
فى البداية يقول الكاتب والسيناريست مجدى صابر أن مسلسل «ربيع الغضب» كان من المفترض عرضه العام الماضى، إلا أن صلاح عبدالمقصود وزير الإعلام السابق وضع اسمه فى توقيت غير مناسب على قناة النيل الثقافية وهذا لا يليقبقيمة المسلسل لما يملكه من نجوم لهم تاريخ وبصمة فى الدراما المصرية، وعلى رأسهم الفنان عزت العلايلى وفردوس عبدالحميد، ذلك تم تأجيله لهذا العام والذى طلب منا الوزير السابق أيضا تغيير اسم المسلسل من «ويأتى النهار» إلى «ربيع الغضب» حتى لا يصير المسلسل عن الثورة المصرية والطريف قبل 30 يونيو علمنا أن هناك تعليمات شفهية من صلاح عبدالمقصود بعدم عرض المسلسل هذا العام أيضا، حتى لا تكون هناك إعادة لذكرى الثورة مرة أخرى خاصة بعد علمهم أن الشعب المصرى على مشارف ثورة جديدة يوم 30يونيو والتى أنهت حكم الإخوان المسلمين فى مصر، وهذا المسلسل يتناول أحداث ثورة يناير بشكل كامل والأسباب التى أدت إلى قيام الثورة منذ بدايتها حتى مشهد يوم التنحى.
وعن رأيه فى الدراما هذا العام قال مجدى صابر إن العمل الجيد هو الذى يفرض نفسه على المشاهد ويجبره على متابعته والحكم أولاً وأخيرًا يعود للجمهور، وأشار أنه بكل تأكيد تسويق المسلسل له دور كبير فى الترويج له، وأنه كان يتمنى عرضه على جميع القنوات الفضائية ولكن الجهة المنتجة رفضت عرضه وأصرت أن تعرضه على قنواتها فقط وبعد رمضان سيعرض على العديد من المحطات الفضائية.
وعن اختيار محمد صابر عرب وزيرًا للثقافة ودوره فى تفعيل الفن فى المرحلة القادمة، قال إنه اختيار موفق خاصة أنه كان يتولى هذه الحقيبة قبل علاء عبدالعزيز الوزير السابق الذى أصبح أمير الانتقام منذ اللحظة الأولى، وتأمل أن تعود الدراما إلى التليفزيون المصرية مرة أخرى لما يملكه من إمكانيات لم تتوافر فى أى جهة إنتاجية أخرى.
أما الفنان عزت العلايلى قال أنه يجسد شخصية محام قبطى مصرى فى حقوق الإنسان، ومؤمن أنه رجل يتعبد بطريقته كما يتعبد المسلم ويحيى حياة اجتماعية وأسرية هادئة ومطمئنة فى مجتمع عاش طول عمره فى عدم الفصل بين المسلم والمسيحى وفجأة جاء من يفرق بينهما فى لحظة من اللحظات التى تمر بها مصر.
وعن توقيت الدور فى هذا الوقت قال أنه من أفضل الأوقات والصدى الذى يحدث فى الشارع المصرى يؤكد ذلك.
وعن تأخير المسلسل من العام الماضى لهذا العام والضرر الذى ربما يكون لحق به قال كل شىء بإذن الله ورغم أننى كنت أتمنى عرضه العام الماضى بعد توقف مسلسل «أرواح منسية» خاصة أن كل أبطال العمل بذلوا جهدًا كبيرًا لتقويمه فى موسم رمضان الماضى ولكن قدر الله وما شاء فعل وأشكر ربى أنه عرض هذا العام حيث أن الأحداث التى شهدتها مصر متقاربة من أحداث المسلسل والذى يجعل المشاهد يقبل على متابعته.
وعن متابعته للمسلسلات الدرامية قال غير متابع باستمرار ولكن هناك بعض المسلسلات أتابعها مثل «نظرية الجوافة» لإلهام شاهين و«الشك» بطولة الفنان حسين فهمى ورغدة وصابرين ومى عز الدين ومسلسل «حكاية حياة» لغادة عبدالرازق وطارق لطفى وأحمد زاهر وروجينا وخالد سليم، وعن مسلسل «خلف الله» للفنان نور الشريف قال لم أشاهده وطلب منى اسم القناة التى تعرضه حتى يتابعه.
سألت العلايلى.. ما رأيك فى المشهد السياسى الآن؟
- أرى أن هناك فوضى كبيرة فى الشارع المصرى قبل وبعد سقوط الإخوان والتعديات على المنشآت الحيوية فى مصر وهو ما يضر بالأمن القومى المصرى، وأتمنى أن تهدأ الأمور وتستقر مصر حتى نجنى ثمرة الثورات المصرية التى أشاد بها العالم كله.
أما الفنانة فردوس عبدالحميد وتقول أقدم دور فتحية وهو من الأدوار التى أحببتها خاصة أنها قريبة من الواقع المصرى لذلك كنت حريصة على تقديمها، وهى تتناول البلطجة التى كانت تحدث فى الأحياء الشعبية من فرض إتاوات ورشاوى حتى نعيش فى هذه المناطق وهى قصة حقيقية لبائعة شاى فى ميدان التحرير تعمل بالليل والنهار حتى تقوم بإجراء عملية لابنها الذى كاد أن يفقد بصره ولأنها ذاقت الأمرين فى علاج ابنها منخلال ترددها على أعضاء مجلس الشعب الفاسدين لمساعدتها على علاج ابنها على نفقة الدولة رأت أنه لابد من قيام الثورة لذلك لم تتردد فى خروجها مع الشباب للمطالبة بإسقاط دولة الظلم والفساد.
وأشارت إلى أنه ليس هناك اختلاف بين النظامين السابق والأسبق لأن كليهما متفقان فى أشياء كثيرة منها تكميم الأفواه ومحاربة المثقفين والإعلاميين وكل من يقف أمام هذا النظام بل يزيد الحكم السابق عليه الخيانة العظمى للوطن، وأنا أصفهم بالإخوان المجرمين وليس المسلمين، وأنها سعيدة بعرض المسلسل هذا العام، حيث إنه من الأدوار الجديدة بالنسبة لها وتتمنى أن ينال إعجاب المشاهدين، وقالت أنها سعيدة أيضا بعودة المرأة إلى مكانتها مرة أخرى من خلال التشكيل الوزارى الذى ترى أنه يمتلك شخصيات قادرة على قيادة المرحلة الانتقالية، خاصة أن النظام السابق أثبت أنه رجعى لمحاولته إرجاعنا للعصور الوسطى متجاهلاً التطور الحديث الذى تشهده الشعوب العربية خاصة مصر.
وعن المشهد السياسى سعيدة بالتخلص من الإخوان المسلمين والتى ترى أنه كان كابوس على صدر الشعب المصرى وأن له عواقب وإن شاء الله ستنتهى قريبًا.
وعن متابعتها للمسلسلات الدرامية أكدت أن المسلسل الأهم هو «مصر» بالنسبة لها لذلك لم تتابع حتى الآن أى مسلسل.
وأخيرًا المخرج محمد فاضل سعيد بعرض المسلسل هذا العام مما يتناوله من أحداث تنطبق على النظام السابق الذى سقط يوم 30 يونيو.
وعن تصريحه بعدم تعامله مع شركة صوت القاهرة مرة أخرى قال إنها كانت فى لحظة ضيق وأنه لا ينسى أنه تعامل معها فى العديد من المسلسلات أهمها مسلسل «سنوات الحب والملح» قصة عطية إبراهيم سيناريو وحوار أبو العلا السلامونى، وهو من المسلسلات التى أتمنى أن تعرض فى هذه الأيام لما تقدمه من أحداث شبيهة بالواقع الذى نعيشه ونفى أن يكون المسلسل ترسيخا لثورة يناير بل أكد أنه من المسلسلات المتميزة وأن المشهد السياسى هو الحدث الأقرب للمشاهدة فى هذه المرحلة.
وعن عودة الدراما مرة أخرى أكد عندما يتم كنس بقايا جماعة الإخوان المسلمين وبداية الحكومة الجديدة فى خطواتها الإصلاحية لرفع الاقتصاد المصرى وإخراجه من النفق المظلم الذى وضعنا فيه النظام السابق
