الجمعة 17 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

«مواطن مالوش فيه» أروح فين.. وآجى منين؟!

«مواطن مالوش فيه» أروح فين.. وآجى منين؟!
«مواطن مالوش فيه» أروح فين.. وآجى منين؟!


ثورة 25 يناير.. ثورة 30 يونيو.. أمن دولة.. أمن وطنى.. طرف ثالث.. بلطجية.. ثوار.. إخوان.. سلفيين ليبراليين يساريين وغيرهم.. وشعب.. شعب كان أقصى اهتماماته لقمة العيش كانت أشهر كلماته «مصر مافيهاش حد بينام من غير عشاء» فجأة السياسة بقت حياته.. فى كل شارع وكل حارة.. كل شقة وكل فرقة.. اختلافات.. انقسامات.. شد وجذب.. لكن ماكنش حد يتصور أن الخلافات توصل للدم..لكنها وصلت!!
 
 الدم بقى «زى المايه» فى شوارع المحروسة.. فى كل محافظاتها وشوارعها.. والميادين انقسمت.. الشوارع بقى فيها المحظور وفيها المسموح كله على حسب انتمائك.. يعنى لو شايف نفسك وعامل فيها ليبرالى.. أو ناصرى مثلاً.. إياك ثم إياك تعدى على رابعة.. هتطحن وتبقى أمك داعية لك لو خرجت عايش.. ولو كنت من اللهم احفظنا من بتوع الذقون ومدعي الدين والتقوى «وأنت مش كده أصلا» وفكرت تعدى من التحرير.. هتروَّح زعلان.. هيزعلوك.. «لأنك فعلا تستاهل تزعل».
 
المعارض امبارح بقى النهاردة مؤيد.. والمؤيد امبارح بقى النهاردة معارض.
 
واللى ضايع ما بين الاثنين الـ«مواطن مالوش فيه» يمكن لأنه مش فاهم حاجة.. ويمكن مش عايز يفهم.. لكن الأكيد أنه خايف يفهم.. فينشغل عن رزقه ورزق عياله بكلام فى نظره لا بيودِّى ولا بيجيب.. «مواطن مالوش فيه» برغم أنه شارى دماغه ولا هو مع «دول» ولا «دولاهمَّ».. إلا أنه.. غصب عنه.. ملطوط بالحكاية.. رغم أنه واخد قراره وعازم عزمه أنه يمشى جنب الحيط.. ولا ليه دعوة لا بزيد ولا عبيد.
 
إلا أنه مجبور يحس بالأزمة.. مغصوب يفتح عينه ويشوف ويطرطأ ودانه ويسمع.. يكتئب شوية يمكن.. أعصابه تتوتر حبتين ربما.. لكن اللى بيحرق دمه بجد ومخليه نفسه يناضل وينزل يموِّت دول على دولاهمَّ.. وقف الحال.. اللى بيتمثله فى قطع الطريق.. والمسيرات اللى برضهبالنسبة له مجهود ملوش لازمة وكل اللى بتمثلهوله تعطل على الفاضى!!
 
والمسيرات والوقفات الاحتجاجية.. بقت أشكال وأنواع.. يوم أمهات الشهداء.. يوم المصابين يوم حرائر مصر.. ده غير الموظفين والعمال اللى الثورة شجعتهم ينطقوا ويطالبوا بحقوقهم.. يقوم عم «مواطن مالوش فيها» بدل ما يفرح أن الناس فاقت وبقت قادرة تتكلم وتنطق وتعترض.. يسب ويلعن فيهم مليون لعنة.. لأ ده كمان يصر ويحكم أن الشهداء مش شهدا.. وأنه عايز أمارة على أنهم شهداء، يعنى يعطلوا الدنيا.. ويقلبوا البلد فوقانى تحتانى.. ولما البوليس يموتهم يبقوا شهداء؟!! ثم «مواطن مالوش فيه» دونًا عن خلق الله كلهم فى الإشارة اللى عمارته بتطلُ عليها.. جم العالم المؤيدة سابقًا والمعارضة حاليًا.. اعتصموا تحت باب بيته.. لأ ومش كده وبس.
 
دول بقى مش معتصمين عاديين.. دول معتصمين سلميين.. جداااا.. معتصمين بزوجاتهم وأولادهم وأحفادهم.. وحماماتهم ومراحيضهم ومطابخهم وحللهم ومعالقهم وأسلحتهم.. ومولوتوفهم «وأزايز» الويسكى «عشان الجروح» والثلج.. «الكدمات».. «مواطن ملوش فيه» بعد ما كان بيعمل مليون تليفون وتليفون عشان يعرف خط سيره.. يروح فين وبيجى منين.. يمسك الصورة اللى عليها إكس ولا صورة المؤيدين؟!
 
بقى لا عارف لا يروح ولا يجى.. وإذا راح يتفتش وهو خارج من بيته ويتفتش وهو داخل بيته.. والأدهى والأمر.. أن عم «مواطن مالوش فيه» بقى يخبط على باب بيته وهو خارج منه ويتنحنح عشان لا مؤاخذة المعتصم بيكون مقيل شوية هو ومراته على البسطة برة!! وساعات فى المدخل.. يعنى فى الطراوة بدل الشمس على الرصيف.. الميزة الوحيدة فى الاعتصام تحت بيت عم «مواطن» أن موقف الميكروباص بقى جنب البيت.. فبدل ما يمشى للمحطة المحطة مشيت له.. وبقى يركب الميكروباص لكن مفيش فايدة، يركب الميكروباص من هنا وكأنه دخل برنامج توك شو لايف.
 
ناس معوناس ضد.. ووجهات نظر عماله تتنطور حواليه زى المطر.. وهو بيسأل نفسه سؤال واحد «الناس دى بتعمل كده ليه؟! فاضيين؟! مأجورين؟! طيب لو مأجورين بياخدوا كام؟! ما هو لو المبلغ يستاهل ما هو ينزل معاهم.. ويبقى أكل ومرعى وقلة صنعة.. وخصوصًا أصحابه المعتصمين بأسلحتهم.. دول.. الأكل بيجيلهم فى عربيات والماية فى كراتين ده غير الأتوبيسات اللى بتوديهم وتجبهم.. ويومية ماشية والعداد بيعد.. عم «مواطن مالوش فيها» اتطور إحساسه من الغضب والخنقة من الناس اللى شايفهم معطلين حياته وواقفين حال بلده.. للحسد.. والحقد عليهم.. اللى هيجننه زيادة وبيخليه يشد فى شعره ويكلم نفسه قدام المرايا أنهم مش بس بيجيلهم الفطار مليان من خيرات ربنا.. من لحمة وفراخ وحمام وبط وكفتة وكباب.. لأ ده كمان جابوا أفران عشان يحضروا لكحك العيد.. وهو لسة خابط خناقة لرب السما مع مراته عشان قالها أنه مش عايز كحك السنةدى عشان المصاريف.. عم «مواطن مالوش فيه» قرر أخيرًا وبعد تفكير طويل.. أنه هينزل يعتصم مع الناس المليانة بعد طبعًا ما عمل مقارنة ما بين معتصمي التحرير اللى عايشين على البقسماط والجبنة والمعتصمين الأبهة بتوع اللحمة وكعك العيد.. وقرر أنه ياخد مراته وأولاده ينزل ويعتصم معاهم وحلف ميت يمين أنه مش رايح الشغل.. وهيقعد معاهم يعيشوا عيشة فل.. وقال لنفسه «ليه يحرم ولاده ومراته من الخير طالما موجود قدامهم؟!» عم «مواطن مالوش فيه» الزمن داس عليه بالجامد.. وفى السكة ضاعت منه حاجات كتير.. «كرامته..
 
إنسانيته.. انتماؤه» ومش باقى منه غير نفس خارج ونفس داخل وعشان يفضلا داخل.. خارج لازم يأكل ويشرب.. وده مهما حصل هيفضل أول.. وآخر اهتماماته.. آه.. وحاليًا.. يروح فين.. وييجى منين!!.