مصر فازت!

عزت الشامي
فاز الأهلى..
وفاز الزمالك..
وفازت مصر!
وخرجت المباراة بين قطبى الكرة المصرية كما طالبنا بالضبط، مباراة بين «الزمهلاوية» لصالح مصر.
ضرب الفريقان مثالا فى الانضباط والروح الوطنية العالية.. وكان وراءهم جمهور متعطش للكرة، متعطش للتشجيع المثالى ومتعطش لأن يقول نحن هنا بعيدا عن كل ما التصق بنا طوال العامين الأخيرين! دخل الجمهور الملعب غصب عن الكل، وأكد أنه لا هم إلا أن يقول للجميع نحن هنا لنشجع فقط، ونقول لا.. للتعصب!
تصور البعض أن الزمالك قادر فى هذه المباراة بعد البداية الساخنة له، لكن بمرور الوقت ترك المجال للأهلى، ليذوب الفريق بعد ذلك عشقا فى حب مصر، فلم يعد هم أى منهما الفوز بقدر ما كان هم كل لاعب أن يقول لكل الناس نحن نعشق تراب هذا الوطن!
الوطن الذى عانى ومازال يعانى ضريبة الحرية التى صرخ عاليا من أجلها منذ أكثر من عامين، وكأن الكل يعاقبه من أجل هذا التشجيع على المطالبة بهذا الحق!
وكأن الكل يعاقبه على أنه تجرأ وطالب بحقوقه فى الحرية والعدالة والكرامة.. وكأن هناك من يقول له هذا هو الثمن الذى ستدفعه من أجل هذه المطالب.. الفوضى، ولا شىء غير ذلك!
لكن على الجانب الآخر مازال الشعب مصرا على المضى قدما فى المطالبة بحقوقه وعلى المطالبة بمزيد من الحرية مهما كلفه ذلك من تضحيات!
الوطن ينزف، ولكن هناك من هو مقتنع بأن هذا الاستنزاف ضرورى من أجل أن يولد مجتمع جديد، مجتمع بشر به المصريون منذ سنوات طويلة، من أجل الوصول إلى الهدف الأسمى، الحرية! هذا الحس الوطنى الراقى، هو الذى جعل هذا الشعب يثور وينتفض أكثر من مرة خلال عامين، هذا الحس الوطنى العالى هو الذى جعل هذا الشعب يرفض استبداد آخر بدأ فى الأفق، ومهما حاول هذا الاستبداد الجديد أن يستصرخ ويستنجد بالعالم، فإن الشعب المصرى رفضه ولفظه، وأكد لكل العالم أن هذا الاستبداد لا مكان له بين المصريين وتجلى كل ذلك فى مباراة الأهلى والزمالك التى خرجت بقصيدة حب بين لاعبى الأهلى والزمالك، وجماهير الأهلى، والزمالك، لينتصر العقل والمنطق فى النهاية ويصرخ ويهتف الجميع تحيا مصر.