الإخوان ضربوا موسم العيد
صباح الخير
بدأ العد التنازلى لهذا الشهر الكريم.. وفى هذا الشهر من كل عام، خصوصا النصف الأخير من شهر رمضان.. تبدأ الشوارع فى الازدحام.. والتكدس يظهر بشكل ملحوظ داخل محلات الملابس.. استعدادا لاستقبال عيد الفطر المبارك.. والملابس بألوانها المتعددة تجذب الصغير قبل الكبير إلى الدخول والفصال فى الأسعار.. ومظاهر البهجة والفرحة تظهر على وجوه الناس خلال هذه الأيام.. ولكن هل سنرى هذه المشاهد مرة أخرى هذا العام أم ستكون ذكرى فى مخيلتنا؟!.. وهل سيكون العيد هذا العام زائرا خفيفا علينا لم نشعر به مثل رمضان!!.. وهل ستصمم الناس على النزول لشراء الملابس أم ستخشى تهديدات الإخوان المسلمين وما يفعلونه فى البلد !!.. وما هى استعدادات المحلات ، هل سيكون لهم خطط لعرض بضائعهم بشكل آمن لا يخسرهم شيئا!!.. أم سيحجبون بضائعهم حتى تستقر الأوضاع فى البلد.. فقد تحدثنا مع الناس وأيضا مع بائعىالمحلات لنعرف استعداداتهم لهذا اليوم..
∎أفكر فى النزول ألف مرة
فتقول سحر محمد - 28سنة- كل يوم أنوى النزول بعد الفطار لشراء ملابس العيد لأطفالى.. لكن مايحدث فى البلد وحصار الإخوان وإغلاقهم للطرق.. يرجعنى عن قرارى.. ويجعلنى أفكر ألف مرة فى النزول.. رغم زعل أطفالى، لكنى أخشى النزول فى هذه الظروف.. ولا أعرف ماذا أفعل .. وهل سنتخلص من الإخوان قبل قدوم العيد حتى نستطيع النزول والاحتفال به مثل كل سنة أم سنقضيه فى البيت خوفا من الإرهاب الذى نعيشه الآن.
∎ اشتريت الملابس بصعوبة
بينما دعاء حسن - 30سنة - ترى أن علينا النزول الاحتفال بطقوس العيد من ملابس وتنزهات حتى لاننول أعداءنا ما يريدون.. فإن خوفنا منهم وعدم احتفالنا بالعيد هو ما يشجعهم على ارتكاب الأعمال الإجرامية فى البلد.. وهذا ما فعلته دعاء فقد نزلت بالفعل وتسوقت واشترت ملابس العيد لها ولأطفالها.. لكن بصعوبة لأن على حد قولها واجهتها قلة الملابس فى السوق وارتفاع أسعارها!!..
∎ من له نفس للشراء
أما عن لبنى موسى - 45 سنة- فتقول: لم أشعر بقدوم العيد مثل رمضان.. فكلها أيام «بتمر والسلام»!!.. وبالأخص بعد قدوم الإخوان المسلمين للحكم لم نر يوما حلوا، فكل الأيام مر.. نسمع فقط أعداد الشهداء تزداد يوما بعد يوم والتفجيرات و تخريب فى البلد!! قلنا سيأتى رمضان وسيهدأون ويتفرغوا للعبادة وإن أجواءه ستصيبهم بالهداية لكننا رأينا عكس ذلك.. ورأينا أحداث العنف تتصاعد قبل الإفطار، وكأننا لم نكن فى رمضان وضيعوا علينا روحانيات الشهر المبارك.. فمن له نفس أن يحتفل أو حتى ينزل لشراء لبس العيد فى هذه الأجواء المضطربة..!!.. لذلك قررت مقاطعة شراء لبس العيد تضامنا مع أحداث البلد ودماء الشهداء.
∎ لم أر أى جديد
تركت لبنى وهى حزينة على مايحدث لألتقى ببسمة عادل- 37 سنة- لتقول: لقد نزلت بالفعل أنا وأسرتى الصغيرة لنشترى ملابس العيد.. لكن للأسف لم نر شيئا جديدا فى محلات الملابس.. فالملابس غير مبهجة بالمرة، حتى الموديلات قديمة ومعظم المحلات الموجودة فى المولات الكبيرة لم يكن بها ملابس، لدرجة أن المانيكان الموضوع داخل المحل لم يكن عليه شىء والأسعار تتراوح مابين المتوسط والعالى.. وهذا ملحوظ فى الفترة الأخيرة وعندما تساءلت عن قلة الملابس فى المحلات.. قالوا نظرا للظروف التى تعيشها البلد الآن نخاف أن نعرض البضاعة حتى لايحدث هجوم من الإخوان فى أى وقت.. ونخسر بضاعتنا.. فسنعرضها قبل العيد بأيام قليلة .
نزلت الأسواق ودخلت محلات الملابس سواء الموجودة فى المولات الكبيرة أو المحلات الموجودة فى وسط البلد.. لأتفقد الأوضاع داخلها.. وبالفعل وجدت حالة من الركود العام داخل المحلات.. والبائعين جالسين واضعين أيديهم على وجنتيهم.. يشكون وقف حالهم.. حتى موسم رزقهم الذى ينتظرونه من السنة للسنة يكاد يكون «اتضرب» بسبب الأحداث الجارية فى البلد والتى جعلت الناس تخشى النزول من البيت.. وبالتالى أصبح الإقبال ضعيفا على شراء لبس العيد..
∎ الواحد اتخرب بيته
وهذا ما وضحه لى الحاج محمد- 50 سنة - صاحب أحد محلات الملابس بوسط البلد فيقول: الإخوان ضربوا لنا موسم العيد زى ما عملوا فى رمضان.. الوقت ده من كل سنة كانت الناس بتقبل على شراء لبس العيد.. والمحلات كانت بتفضل فاتحة للصبح .. ورجل الناس لا تنقطع أبدا من المحل.. لكن دلوقتى بنقفل من الساعة عشرة.. وإحنا اتوقف حالنا.. والناس خايفة تنزل.. إحنا كتجار مش عارفين نشترى بضاعة جديدة للعيد!!.. وخايفين نطلع بضاعة العيد من المخازن.. ونعرضها فى الفترينات تحسبا لحدوث أى اعتداءات من الإخوان على المحلات، نخسر فيها كل البضاعة.. الزبون نفسه بيدخل المحل ويقلب فى البضاعة المعروضة ثم يغادر لأن الموديلات تعتبر كانت معروضة من قبل.. ويضيف عم محمد قائلا: إحنا أكتر ناس متضررين فى عملية البيع والشراء نظرا لقربنا من الميدان.. فغند حدوث أى اشتباكات بين المتظاهرين والإخوان نجد شوارع وسط البلد انقلبت لمعارك.. ونضطر لإغلاق المحلات خوفا من أن يتم تكسيرها.. الواحد اتخرب بيته بسبب الإخوان.. وقفوا حالنا الله يوقف حلهم!
∎ تأخير العرض نظرا لتخوفاتنا
تركته لأتحدث مع عمر - 20 سنة - بائع فى مول تجارى فى أحد المحلات المعروفة فيقول:
إن قدوم الناس على شراء لبس العيد يعتبر ضعيفاً جدا ليس مثل كل سنة.. نظرا لما يحدث فى الشوارع من الإخوان وخوف الناس من النزول.. وهذا سبب لنا خسارة كبيرة.. وعن عدم وجود ملابس فى المحل بالشكل الكافى، يجيب قائلا: إن ما نعرضه الآن ما هو إلا تصفيات لمدة أسبوع حتى نجس نبض الناس فى عملية البيع والشراء!!.. وبعدها سنقوم بعرض ملابس العيد.. وعن تأخر عرض الملابس، أجاب قائلا: هذا صحيح، فقد تأخرنا هذه السنة فى عرض الملابس وهذا نظرا لتخوفاتنا من حدوث أى هجوم من الإخوان على المول!!.. لذلك قررنا عرض الملابس قبل العيد بعدة أيام قليلة حتى نضمن بيعها!!..
∎ السوق فى حالة ركود تام
بينما يوسف - 40 سنة - صاحب أحد المحلات التجارية يقول: إن الفترة بين الإفطار والسحور قريبة جدا.. وهذه أحد أسباب عدم نزول الناس وتسوقها فى المحلات التجارية وشراء الملابس فهم يرون أن المدة صغيرة جدا لعمل التسوق.. بالإضافة أيضا لما يحدث فى البلد وقطع الطرق.. لذلك يضطر الزبون للجلوس فى البيت.. ولذلك نضطر أيضا لحجب الملابس حتى يأتى الوقت المناسب لعرضها.. وغالبا سيكون هذا الوقت فى الأسبوع الأخير من شهر رمضان.. حتى نضمن الحفاظ على الملابس إذا حدث سوء.. أما بالنسبة للأسعار فلا أستطيع أن أتحدث عنها الآن.. لأن السوق فى حالة ركود تام .. فمن المتوقع أن تكون الأسعار عالية.. تعويضا عن الخسائر التى تخسرها المحلات!!