الأربعاء 26 يونيو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

سيدات الحكومة يكشفن كواليس اختيــار الــوزراء

سيدات الحكومة يكشفن كواليس  اختيــار الــوزراء
سيدات الحكومة يكشفن كواليس اختيــار الــوزراء


ثلاث سيدات فقط حلفن اليمين فى حكومة حازم الببلاوى بعد ثورة يونيو التى أطاحت بحكم الإخوان المسلمين، وبعد مطالبات من اتحاد النساء المصريات بألا يقل عدد الوزيرات عن سبع وزيرات فى الحكومة الجديدة.
 
عدد قد يكون قليلا جدا، بالمقارنة بما انتظرته الكثيرات، من تمثيل أكبر للنساء فى حكومة جاءت بعد ثورة شعبية، شاركت فيها النساء جنبا إلى جنب مع الرجال، لإسقاط حكم، عرف بعدائه للحقوق التى حصلت عليها المرأة بعد نضال سنوات طويلة.
لكن المتأمل لمشهد ترشيح النساء فى حكومة الببلاوى وكواليس اللحظات الأخيرة قبل حلف اليمين، يمكنه أن يضع يده على الكثير من الإيجابيات فى هذه المشاركة، لكنها فى الوقت نفسه تشير إلى عدد من المحاذير التى يجب الانتباه إليها خلال هذه المرحلة.
 
ست سيدات جاءت أسماؤهن ضمن الترشيحات لحكومة الببلاوى، وانكان من حلف اليمين ثلاث فقط منهن، لكن اللافت للنظر هذه المرة هو أن الحقائب الوزارية التى رشحت لها النساء الست قد تجاوزت تلك الوزارات التقليدية التى ترشح لها النساء عادة، والتى لا تخرج عن وزارات البيئة والشئون الاجتماعية والأسرة والبحث العلمى.
 
فبالإضافة للبيئة والبحث العلمى، شملت الترشيحات هذه المرة وزارات التربية والتعليم والإعلام والثقافة والصحة، لأول مرة، بما يعنى أننا خرجنا عن الترشيحات التقليدية، وعن الوهم الذى يروج له البعض لتحقيق بعض المصالح، بأن هناك وزارات تصلح لكى تقودها النساء، وأخرى أكبر من إمكانياتهن.
 
وترشحت د. ايناس عبد الدايم لوزارة الثقافة، ود. درية شرف الدين للإعلام، وبثينة عبد الله كشك للتربية والتعليم، ود. مها الرباط للصحة، وداليا السعدنى للبحث العلمى، ود. ليلى إسكندر للبيئة، لتبقى فى النهاية درية ومها وليلى.
 
وقبل أن نحاول اكتشاف ماحدث فى كواليس الاستبعاد، نتوقف عن النساء الست قليلا.
 
 

 
 
∎المرشحات .. تاريخ ونضال
 
الدكتورة إيناس عبد الدايم، التى رشحت لوزارة الثقافة ولدت فى 28 يوليو 1960، وبدأت دراستها فى سن مبكرة فى كونسر فتوار القاهرة، وبعد حصولها على البكالوريوس بدرجة امتياز، سافرت فى منحة دراسية إلى فرنسا حتى يناير 1990، فحصلت على الماجستير ثم الدكتوراه فى آلة الفلوت من المدرسة العليا للموسيقى بباريس.
 
أصبحت رئيسا لدار الأوبرا فى نوفمبر 2012، ورغم التهاب الشارع بالسياسة، إلا أنها استطاعت أن تجعل من دار الأوبرا منبرا يضىء فى وقت تراجعت فيه الأنشطة الفنية على مستوى مصر كلها، لكن ذلك لم يشفع لها لدى آخر وزراء الثقافة فى حكومة الإخوان المسلمين، فقرر التخلص منها، لكن فنانى مصر ومثقفيها والعاملين فى دار الأوبرا، وقفوا بجانبها وظلوا معتصمين حتى سقطت حكومة قنديل بثورية يونيو.
 
أما د. ليلى راشد إسكندر، وزيرةالبيئة الآن، فاسم يعرفه سكان حى الزبالين بالمقطم، حيث أمضت فيه 51 عاما على الأقل تطبق خبرتها ودراستها الأمريكية فى تعليم أبناء الزبالين، بجانب خبرتها الكبيرة فى المجال البيئى.
 
د. ليلى حاصلة على بكالوروس الاقتصاد والعلوم السياسية، من جامعة القاهرة، وتزوجت وهاجرت مع زوجها الى الولايات المتحدة الأمريكية فى 1968، وحصلت شهادة من جامعة كاليفورنيا فى التربية.
 
تطبق ليلى أسلوبها فى تنمية المجتمعات الفقيرة بالتعليم وتنمية مهارات الناس واستغلال الموارد البيئية المتاحة لهم،
 
ونقلت ليلى خبرتها فى التعليم من أمريكا إلى تعليم أطفال حى الزبالين ومحو أميتهم، ومع الفلاحين فى بلدتها بمحافظة المنيا، حيث ربطت بين التعليم والقروض الصغيرة وعمل المرأة والحرف اليدوية.
 
أما د. درية شرف الدين، وزيرة الإعلام الآن، فهى المذيعة التى اعتمدت على العمق والتناول الجاد فى كل ماتقدمه، مما جعلها صاحبة اطول وأقدم برنامج استمر على شاشة التلفزيون المصرى، حيث بدأت تقديم برنامجها نادى السينما، فى نهاية السبعينيات من القرن الماضى، حتى إزاحة الوزير الأسبق أنس الفقى فى 2009 ضمن مشروع تطويره للتليفزيون.
 
شغلت عدة مناصب، منها رئاسة الرقابة على المصنفات الفنية فى وزارة الثقافة، وخاضت من خلالها معارك شرسة ضد موجات الفن الهابطة، التى ظهرت فى الثمانينيات، كما شغلت منصب وكيل أول وزارة الإعلام، ثم رئيس قطاع القنوات الفضائية، والتليفزيون أما بثينة كشك، مديرة إدارة مصر القديمة التعليمية، التى رشحت لحقيبة وزارة التربية والتعليم، فتعمل بالوزارة منذ نحو 30 سنة، بداية من تعيينها مدرسة علوم، ثم تدرجت فى المناصب، حتى وصلت لوكيل مدرسة، وأثناء ذلك حصلت على دراسات عليا فى الإدارة المدرسية، وحصلت على الماجستير فى الإدارة المدرسية والجودة، ورقيت منذ عامين إلى مدير إدارة تعليمية.
 
والدكتورة مها الرباط ، وزيرة الصحة الآن وأول سيدة تشغل هذا المنصب، فهى أستاذ بقسم الصحة العامة بكلية طب قصر العينى، التى ينتظرها كثير من الملفات الشائكة فى الوزارة، فى مقدمتها كادر الأطباء وقانون التأمين الصحى.
 
 

 
 
 
∎كواليس ومواقف
 
أما داليا السعدنى التى تناقل بعض وسائل الإعلام خبرا عن ترشحها لحقيبة البحث العلمى، فهى مهندسة ديكور شابة، وحاصلة على العديد من الجوائز العالمية فى مجال الإبداع فى التصميمات المعمارية، لكن الغريب أنها قالت إن أحدا لم يبلغها رسميا بهذا الترشيح، وإن كل ماجرى هو اتصال هاتفى بمكتبها، قيل لها إنه من رئاسة الجمهورية، يسأل عن هل لديها مانع من الترشح أم لا، ولم يطلب المتصل الحديث معها شخصيا.
 
وإذا توقفنا عند كواليس اللحظات الأخيرة فى كواليس استبعاد بثينة عبد الله من حقيبة وزارة التربية والتعليم، فتحكيها بثينة قائلة: بعد مقابلتى للدكتور الببلاوى فى الحادية عشرة والنصف من صباح الثلاثاء الماضى، وقبل أن أصل إلى مكتبى اتصلوا بى من رئاسة الوزراء فى نحو الواحدة و17 دقيقة، وطلبوا منى التوجه إلى قصر الاتحادية لحلف اليمين فى الثالثة والربع، وقبل ساعة من الموعد المحدد اتصلوا بى مرة أخرى، وقالوا لى لا تذهبى للاتحادية، حدث تغيير فى التشكيل الحكومى .
 
وتصف بثينة ما حدث معها خلال الترشيح، ثم استبعادها فى آخر لحظة، بأنه صدمة و تخبط يدعو المصريين للقلق، على الطريقة التى يتم بها اختيار الوزراء، ويدعو الجميع للتساؤل عن المعايير التى يتم بها الاختيار، والأسباب التى تدعو مجلس الوزراء للتراجع عن القرار.
 
وترى بثينة أنها لم تستبعد لكونها امرأة، لكن لأن عددا ممن كانوا مشتاقين إلى المنصب من وكلاء الوزارة قد ضغطوا من أجل استبعادها، لكونها مرؤستهم ويصعب أن يتقبلوا العمل معها.
 
أما استبعاد د. إيناس عبد الدايم من وزارة الثقافة، فقد جاء بسبب ما وصفه د.الببلاوى نفسه بالضغوط، التى عرفت فيما بعد أنها ضغوط من حزب النور السلفى.
 
وأصدر المجلس القومى للمرأة بحضور قيادات من النساء والرجال، بيانا أعربوا فيه عن خوفهم من ممارسة نفس هذه الضغوط التى استبعدت إيناس ضد كل خطوة قد تتخذ لصالح تقدم الدولة المدنية واحتياجات المرأة المصرية، خاصة أنها تأتى بعد ثورة قادت فيها نساء مصر بجانب رجالها وشبابها نضالا وطنيا ضد الاعتداء على هوية وتراث وحضارة هوية مصر الممتدة، كما قد يمثل هذا الضغط هاجسا أمام تنفيذ خارطة الطريق التى خرجت ملايين النساء المصريات مؤيدة لها .
 
وقالت القيادات التى مثلت أغلب الأحزاب والكتاب والمفكرين والأكاديميين إن الشعب المصرى برجاله ونسائه، لن يسمح لقوى الظلام أن ترد مصر إلى الوراء بأى حال من الأحوال.