الأحد 30 يونيو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

السوق الإعلانية فــــى رمضـــــــــان: فواصل مملة .. خسائــر متلاحقـة!

السوق الإعلانية فــــى رمضـــــــــان: فواصل مملة .. خسائــر متلاحقـة!
السوق الإعلانية فــــى رمضـــــــــان: فواصل مملة .. خسائــر متلاحقـة!


هربت الإعلانات.. وخسرت القنوات.. وساءت الفواصل الإعلانية، بسبب هروب المعلنين من السوق الإعلانية هذا العام بسبب الحالة الاقتصادية الطاحنة التى فرضت نفسها على البلاد ولكن مازالت الفواصل الإعلانية المملة تطارد المشاهد بسبب التكرار، ولحقت الخسائر بالجميع، مما أثر على التليفزيون المصرى وخرج تماما من السوق.
 
يبدو أن الحالة الاقتصادية المتدهورة فى البلاد أثرت بشكل ملحوظ على الإعلانات فى رمضان، فبعد أن كانت القنوات الفضائية والتليفزيونية تتهافت وتتسابق على من يلحق بالسباق بالكم الهائل من الإعلانات والمسلسلات التى يصيبها الملل بسبب كثرة الإعلانات، إلا أن رمضان هذا العام مختلف تماما فقد اختفت الإعلانات عن شاشة التليفزيون ومن هنا كعادتها «صباح الخير» تلاحظ وتراقب مدى الانخفاض فى الإعلانات، ففى قنوات الحياة على سبيل المثال نجد أن القنوات لاتذيع إلا إعلانات المسلسلات التى تقدمها القناة على الرغم من كثرة الفواصل الإعلانية، فنجد أن هناك من 3 إلى 5 فواصل إعلانية فى البرنامج الذى لا تتعدى مدته نصف ساعة، بالإضافة إلى المسلسلات فالمسلسل مدته ساعة، ومن هنا تتجه القناة إلى عرض فواصل كثيرة على الرغم من تكرار الإعلانات مقارنة بالأعوام السابقة ثم تأتى قنوات النهارو الـcbc لتعيد نفس المشهد وتكرار الإعلانات بشكل ملحوظ، والملاحظ أيضا أن عدد المسلسلات التى تعرضها القنوات معدودة لا تتعدى 5 مسلسلات مقارنة بالأعوام السابقة وكذلك قنوات القاهرة والناس التى تعد الموزع والرابح الأكبر فى سوق الإعلانات ويبدو أنها أيضا أصابها نفس المرض وتراجعت تماما الإعلانات وتكرر إعلانات المسلسلات.
 
أما عن التليفزيون المصرى فحدث ولا حرج، فقد خرج تماما من السباق الإعلانى فقد فشل فى رمضان فى أن يصنع شاشة مبهجة بسبب هروب المعلنين والاعتصامات وفسخ عقود كثيرة، منها عقود صوت القاهرة تسببت فى خسائر فادحة له فنجد أن قناة النايل دراما استعانت بالمسلسلات التى تم إنتاجها مسبقا فى قطاع الإنتاج وكذلك قنوات النيل كوميدى التى استعانت بمسلسلات قديمة ورفعت شعار «رمضان بين القديم والحديث» و«على الأصل دور».
 
فقد لحقت الخسائر بجميع القطاع حسب التقديرات الأولية للوكالات الإعلانية فى السوق المصرية والتى قدرت خسائرها حتى الآن بـ500 مليون جنيه، وهى مجموع خسائر الإعلانات على التليفزيون المصرى وباقى القنوات الحياة وبانوراما وموجة كوميدى وقنوات ميلودى والمحور وقنوات دريم والقاهرة والناس بالإضافة إلى القنوات الجديدة سى بى سى، وذلك مقارنة بحجم الإعلانات فى موسم رمضان الماضى، والتى تعدت الـ950 مليون جنيه حسب تقديرات الوكالات الإعلانية الراعية لهذه القنوات وعلى رأسها وكالة ميديا لاين ـ واد لاين ـ وبروموميديا ـ وأخيرا وكالة صوت القاهرة التى حققت مكاسب إعلانية العام الماضى للتليفزيون المصرى بلغت 140 مليون جنيه فى حين حصلت الحياة على نحو 350 مليون جنيه وبانوراما 150 مليون جنيه و100 مليون لقنوات دريم و70 مليونا لقناة المحور و50 مليونا لقناة القاهرة والناس، حيث كان يصل الفاصل الإعلانى فى كل مرة داخل المسلسلات والبرامج إلى 13 دقيقة تقريبا. أما الآن فإنه لا يتعدى خمس دقائق، كما اضطرت الوكالات الإعلانية هذا العام أيضا لتخفيض أسعار بيع الثوانى والاسبوتات والرعاية الإعلانية على كل قناة تخفيفا للخسائر المتوقعة بعد تجنب عدد كبير من المعلنين العمل فى موسم رمضان بسبب الأوضاع الاقتصادية والأزمات المالية التى يعانى منها الاقتصاد المصرى بعد ثورة 52 يناير، ولهذا اعتمدت الوكالات على رعايات الشركات الكبرى فى المياه الغازية وشركات الاتصالات لتخفيف جزء من خسائر الوكالات، كما قامت أيضا إحدى الوكالات التى لها علاقات فى السوق الخليجية بالاعتماد على بعض الاسبوتات الإعلانية لبعض الشركات العربية، بالإضافة إلى إعلانات الجمعيات الخيرية التى تعرض فى موسم رمضان فقط، كما قامت الوكالات أيضا بضم سعر الباكدج الإعلانى لإعلانات رمضان لكل قناة لنفس باكدج إعلانات عيد الفطر وبسعر واحد، وذلك من أجل إغراء المعلنين وذلك لأول مرة حيث كانت الوكالات تتعامل مع أيام الأعياد على أنها مواسم إعلانية منفصلة تماما عن موسم رمضان فى سعر الباكدج الإعلانى وذلك بسبب الأعمال السينمائية الحصرية التى تسعى الوكالات لشرائها من أجل العرض الأول على القنوات الراعية لها فى الأعياد.
 
 ويأتى السبب الرئيسى لفشل القطاع الاقتصادى فى التسويق الإعلانى هذا العام لعدم وجود منتج يستطيع التصرف فيه، سواء برنامجا أو مسلسلا وإصرار مسئوليه على وضع قائمة أسعار عالية للدقائق الإعلانية طوال اليوم على الرغم من عدم وجود أى برامج أو مسلسلات حصرية أو متميزة قد تكون السبب فى جلب الجهات المعلنة والقبول بالأسعار التى وضعها القطاع فى تحقيق أى وجود على ساحة المشاهد أو حتى ساحة المشاهدة وفشلت قنواته المتعددة فى الحصول على أعلى نسبة مشاهدة باستثناء يوم واحد فقط فى رمضان وهو يوم محاكمة الرئيس المخلوع مبارك عندما تابع المشاهدون المحاكمة على شاشته فقط ورغم ذلك حقق فيها خسائر تقدر بملايين.
 
∎الخسائر !
 
ومن هنا أكد الدكتور فاروق أبوزيد أستاذ الإعلام وعميد كلية الإعلام بجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا أن الحالة الاقتصادية أثرت كثيرا على سوق الإعلانات فمعظم الشركات هربت تماما من السوق الإعلانية، أن يصل إجمالى الإنفاق الإعلانى هذا العام من 200 إلى 220 مليون جنيه، وهو رقم يمثل تراجعاً كبيراً مقارنة بالعام الماضى الذى بلغ إنفاق الإعلانات خلاله 053 مليون جنيه، بما يعنى أن الهبوط تجاوز 40٪ والسبب الأساسى فى تلك الأزمة هو عدم الاستقرار لأن رأس المال جبان بطبيعته، فالشركات التى تنتج سلعاً معمرة كالثلاجات والسخانات وغيرها، امتنعت عن الإعلانات بسبب تراجع حركة البيع والشراء، والغريب أن شركات السلع الاستهلاكية كالزيوت والسكر وغير ذلك خفضت إعلاناتها بشكل كبير أيضاً.
 
وأضاف إن خروج التليفزيون من السوق الإعلانية جاء بسبب إلغاء عقد صوت القاهرة قبل رمضان بأيام، هو ما جعل الوكالة لا تستطيع أن تقوم بواجبها فى إحضار إعلانات كافية لأن القرار الذى اتخذه الدكتور سامى الشريف بإلغاء عقد الوكالة جعلها تتنازل عن عقود إعلانية استطاعت الحصول عليها تقدر بـ200 مليون فى رمضان، بالإضافة إلى عقود رعاية لبرنامج بتوقيت القاهرة أكثر من 10 ملايين جنيه وهو البرنامج الذى تم إلغاؤه، وهذا الإلغاء الذى جعل يد صوت القاهرة مغلولة أصاب التليفزيون بهذه الخسائر الفادحة فى رمضان حيث كان من المفترض أن يحقق التليفزيون فى رمضان أكثر من 150 مليون فى حالة وجود صوت القاهرة كراع رئيسى ووحيد لاتحاد الإذاعة والتليفزيون.
 
∎الهروب
 
وقالت - الدكتور هالة الطلحاتى - أستاذ الدعاية والإعلان بكلية الإعلام جامعة القاهرة - إن السوق الإعلانية فى مصر تأثرت كثيرا بالأحداث السياسية والاقتصادية التى تمر بها البلاد فقد تراجعت جميع الشركات مثل شركات الاتصالات والمياه الغازية وغيرهما من شركات المأكولات مما جعل هذه الشركات تخرج من السباق الإعلانى هذا العام، حيث إن خسائر الإعلانات على جميع القنوات فى رمضان هذا العام وصلت لـ110٪ .
 
 وأشارت إلى أن خسائر الإعلانات زادت عن العام الماضى بنسبة 60٪ نتيجة انسحاب كثير من المصانع والشركات، وبالتالى غير متوقع أن تزيد الإعلانات مع نهاية رمضان ولكن سيتم تعديل خريطتها، حيث ستنتقل الإعلانات من القنوات الأقل مشاهدة إلى الأعلى، وبشكل عام فإن سوق الدراما وحجم الإنتاج العام المقبل سيتأثر بخسائر هذا العام.
 
∎الأزمة
 
وأشارالخبير الاقتصادى الدكتور سعيد عبدالخالق إلى أن الخسائر الاقتصادية لاحقت أيضا القنوات التليفزيونية سواء الخاصة أو المالكة للتليفزيون المصرى وانخفاض إعلانات جاء نتيجة لتراجع الإنتاج فى الشركات الكبرى، بالإضافة إلى أن السوق المصرية تعانى من أزمة طاحنة والتليفزيون المصرى يعانى من أزمات لا حصر لها مما أثر على طبيعة عمله وهروب شركات الإنتاج منه والدليل على ذلك لجوؤه إلى عرض مسلسلات قديمة وعدم قدرته على المسلسلات الحصرية، مشيراً إلى توقف عجلة الإنتاج تماما بعد إلغاء تعاقدات بعض الشركات بسبب أزمة السيولة التى تعانى منها.