الأربعاء 15 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

نازل..ولا مش نـازل

نازل..ولا  مش نـازل
نازل..ولا مش نـازل


ثورة جديدة.. تمرد جديد.. وطلبات مختلفة.. بس يا ترى المرة دى حد سامع.. حد شايف حد حاسس؟! ولا برضه هيسيبوهم يتسلوا!.. الناس تمردت حتى على نفسها.. انقلبت على سلبيتها اللى كانت سبب كل مشاكلها.. فقررت تشارك.. أما الناس اللى نسيت حق الشهداء.. فضميرهم كمان صحى «عقبال اللى فى بالى» ده غير أصحاب الثورة الحقيقيين اللى اتسرقت ثورتهم منهم.. وكل دول كوم وعاصرى اللمون كوم تانى خالص.. دول بقى نازلين تأنيب ضمير على انتقام على تكفير ذنوب!
 
التمرد المرة دى هيجمعنا بعد فترة تفرقة وتقسيمات كتير.. هنرجع إيد واحدة.. المرة دى ثورة بجد.. والناس ناوية ماتسيبش الميدان.. ناويين ينزلوا من يوم 27 يونيو.. عملنا استفتاء صغير عن اللى نازل ونازل ليه وكانت الإجابات كالتالى:
 
∎ الإخوان مهتزون
 
دكتور سعد الدين إبراهيم.. عالم الاجتماع المعروف واللى وقع حملة تمرد نازلومتوقع فى الساعات الأولى 500 ألف نسمة وتزايد رهيب بعد ذلك، كما يتوقع أن الناس هيهتفوا باسم الجيش.. كنوع من أنواع رد الاعتبار عن هتافهم السابق: يسقط حكم العسكر.. أما عن أسبابه فرؤيته بأن الإخوان فشلوا فشلا ذريعا وأنهم مهزوزون تماما.
 
∎ ثورة بالملايين
 
دكتور رفعت السعيد- رئيس حزب التجمع -أيضا وقع تمرد وأكد أن الحزب كله سينزل 30-6 كباقى أفراد الشعب وأن الناس لم تجد خلال الفترة السابقة إلا التدهور وعلى الرئيس أن يشعر بذلك.. وإلا فستكون جريمة فى حق الشعب.. ويتوقع نزول الملايين من كل المحافظات كما وقع الملايين على حملة تمرد.
 
∎ اليأس خيانة
 
مريم نعوم السيناريست تقول إنها ستكون بالطبع موجودة فى الميدان.. لإكمال الثورة المنهوبة ورجوع حق الشهداء الذى نسيه المسئولون بعد وصولهم للكراسى.. مريم ناعوم كانت من المشاركين فى ثورة 25 يناير ولم تيأس ولن تيأس وتعتبر اليأس خيانة.
 
∎ فى أمل
 
مصطفى شهيب الكاتب صاحب كتاب «خيمة رقم 8» وهى رقم خيمته فى الميدان وقت الثورة.. مصطفى ينتظر يوم 30 -6 وكأنه يوم فرحه على حد قوله.. فهو يعلم أن حق أصدقائه الذين ماتوا فى الميدان أمامه سيعود هذه المرة، فالناس تعلموا ولن يخذلوا «الشهداء» مرة أخرى.. عادة يكون مصطفى متشائما وساخرا من أى لمحة أمل، لكن حملة تمرد أحيت بداخله الأمل من جديد وسينزل الميدان ولن يعود إلا وحق أصدقائه معه.
 
∎ أنا صحيت
 
إبراهيم الرفاعى طالب فى تجارة إنجليزى.. لم ينزل من قبل لا ثورات ولا مليونيات وكان كلما اشتدت الأوضاع يسافر.. شرم، الغردقة إلى أن تهدأ الأحوال التى لم ير وقتها أن لها داعيا وأن ما يفعله الشباب تخريب.. ولكنه هذه المرة سينزل عن اقتناع لأنه يرى «إن كده كتير» والإخوان زودوها وعايزين ياخدوا أكتر من حقهم وكأنها بلدهم لوحدهم.. لأول مرة يحس أن النزول للميدان واجب عليه تجاهبلده لأنه حاسس إنها بتتسرق منه.
 
∎ هحارب الإحباط
 
مجدى راضى - 24 سنة - نزل الثورة الأولى بعد ما كان الإحباط واليأس من المجتمع ده مالى قلبه وكان قرب يبقى زيهم ميت يمشى على قدمين.. لكن لما حصلت الثورة واتحققت المعجزة فرح وطار فى السما.. وعصر اللمون! لكن فى خلال السنتين اللى فاتوا الإحباط نزله لسابع أرض.. ورجع يقعد على القهوة بالعشرين ساعة.. لكن بعد قرار النزول لـ 30-6 قرر ينفض تراب الاكتئاب.. ويحارب الإحباط وينزل عشان مصر تفضل مصر وما تروحش للمستقبل الأسوأ وياخد بإيدها شبابها ويوقفوها على رجليها تانى.. ويكفر عن عصرة اللمون!
 
∎ نازلة بالإكراه
 
سمر السعيد- 23 سنة- من سنتين رفض أهلها نزولها الميدان.. لكن بعد اللى شافته طول السنتين اللى فاتوا على يد التيارات الإسلامية من إهانة للبنات والستات اللى بينزلوا الميدان واتهاماتهم الباطلة والوضع السيئ اللى وصلت له البلدأخلاقيا واقتصاديا وكله قررت إنها هتنزل رغم أنف الجميع مهما حدث حتى لو فيها ضرب نار.
 
∎ حق ابنى
 
والدة محمود خالد شهيد من شهداء الثورة تؤكد أنها نازلة ومش راجعة ونفسها تلحق محمود فى مكانه.. أم محمود بتقول إن ابنها مات عشان يحمى شاب مسيحى من الموت وأن أم الولد ما بتفارقهاش دلوقت لا ليل ولا نهار.. لكنها بتفكر تهاجر بسبب الإهانات اللى بقت علنى للمسيحيين فى التليفزيون والشوارع.. وأم محمود شايفة إن ده لو حصل واستمر الحال كده.. يبقى فعلا دم ابنها راح هدر وده اللى مش ممكن تسمح بيه أم محمود.
 
∎ الثورة مستمرة
 
محمود ترك أحد الناشطين السياسيين والذى كان من أنشط عناصر ثورة 25 يناير، يرى أن ما سيحدث فى 03-6 ما هو إلا استكمال للثورة، والثورة لم تنته يوما ولن تنتهى إلا بتغيير شامل كامل للنظام وليس باستبدال نظام قمعى بآخر.. وهذا ما يحاول الناس عمله الآن.. ويبدى أسفه لأنهم تركوا الميدان فى المرة الأولى، لكنهم اتعلموا ولن يحدث هذا إلا على جثثهم مثل أصدقائهم الذين سبقوهم فى الشهادة.
 
∎ كلام فارغ
 
أما سامح التلبانى فيقول: إن الثورة خلاص ضاعت وأى حديث عن رجوع حق شهدا أو ثورة مستمرة مجرد كلام فارغ لا صحة له وما هو إلا ضحك على الدقون.. سامح مش إخوانى ولا سلفى.. سامح محبط.. وحاسس إننا وقعنا فى الفخ.. ربنا يخيب ظنك يا سامح!
 
∎ حاجة غلط
 
مارى مكرم مديرة تسويق فى شركة معروفة تقول.. أنا نازلة، لأن من أول ما ابتدت الثورة، وإحساسى من الأول إن فيه حاجة غلط والبلد هتتسرق وفى حد بيدبر حاجة رغم سعادتى بيها وبأن الناس اتحركت ضد أوضاع تعبانا.. كلنا كنا مقهورين بطرق مختلفة، دلوقتى أنا هنزل وهحشد كل الناس اللى أعرفها علشان نرجعها أو على الأقل نحاول نرجعها يعنى نعمل اللى علينا ونثور تانى على أوضاع أسوأ بكتير عدت مرحلة قهر الأفراد، بقت قهر بلد ومش أى بلد.
 
∎ الشارع لنا
 
مرفت عودة طالبة فى معهد السون تقول: أنا نازلة.. عشان لازم نرجع الشارع.. وده مش معناه بالضرورة إنى أكون مقتنعة 100٪ بأجندة تمرد أو غيرهم.. لكن أنا مقتنعة أن الحل من الشارع وفى الشارع.. الشارع لنا.. ومصر كلها لنا.
 
∎ مش نازل
 
ممدوح مجدى مدير تسويق: مش نازل لأنى حاسس إنها ما بقتش بلدى وما تستهلش أنزل عشانها يمكن تقولوا عليا ندل أو أى حاجة بس ده إحساسى.. أنا نزلت وكان كلى أمل إننا نتغير.. بس اللى حصل إننا بقينا أسوأ من الأول والقساوة ملأت قلوبنا.. كفاية بقى!
 
∎ زهقت .. اتخنقت
 
ضحى 55 سنة أم وجدة، ومع ذلك مصرة على النزول لأنها ترى أن الأحوال مقلوبة واللى بيحصل من الناس اللى بتقول قال الله وقال الرسول شىء يشوه الإسلام السمح واللى اتربينا عليه فى مصر طول عمرنا.. ضحى تقول.. أنا نازلة عشان زهقت واتخنقت.
 
∎ الشهادة حلم ..
 
سمير نادر يقول: ما كنتش ناوىأنزل والله بس لقيتهم فى التليفزيون (الإسلاميين) بيهددوا وبيتوعدوا الناس ويقولوا هننزل ونموت ودم.. ونستشهد.. فقلت حاجة غريبة يعنى هم أشجع مننا على الأقل أنا هدافع عن وطنى اللى هم عايزين يبيعوه والاستشهاد بالنسبة لى حلم نفسى أوصل له من زمان. 
 
∎ بقول يا رب
 
شيرين العالم أم لثلاثة أطفال أجلت سفرها لألمانيا حتى تستطيع النزول يوم 30-6 وتقول.. الإخوان خدعونا.. افتكرناهم هيخلونا زى تركيا.. لقينا نفسنا هنبقى زى الصومال فعلا طمعنا وبنينا بيت، مفلس جه وسكن فيه ومش عايز يمشى.. فعلا فلس فى كل شىء.. فلس سياسى واقتصادى وعلمى.. وأنا بقول يا رب يمشوا مش عايزة ولادى يكبروا فى عهد الإخوان.
 
∎ نازلين أكيد..
 
يوسف الجزار طالب فى ثانوى يقول: نازل أنا ومدرستى كلها.. عشان المدرس بتاع العربى اللى بيحاول يستقطب أصحابنا ويخليهم إخوان ونجح فعلا وفى واحد ما بقاش يكلمنا.. مع أننا كنابنصلى مع بعض فى الجامع ونلعب كورة لكن مش عارف عمل له إيه.. إحنا كلنا نازلين عشان نفضل كلنا أصحاب وما حدش يفرق بينا.
 
∎ إحنا تعبنا
 
شيم فاروق .. 48 سنة تقول: انتظرنا المائة يوم ومفيش حاجة حصلت.. وانتظرنا الوزارة الجديدة ولا جديد وانتظرنا والحال فى النازل.. والكهرباء بتقطع والمية وكأننا فى حرب والغاز بيغلى ودايرين نشحت من طوب الأرض.. كدة كتير.. طالما مش قادرين يمشوها لازم يسيبوها.. مصر كبيرة عليهم قوى.. احنا بجد تعبنا ومحتاجين نرتاح ونفرح.. هم المصريين ليه مش عارفين يفرحوا؟!!