الحكومة غائبة.. والمواطن حيران.. والبنزين في خبر كان
لمياء جمال وريشة احمد جعيصة
اختفاء السولار.. وغلق أبواب محطات البنزين.. ومشاجرات وتكدس وشلل تام فى حركة المرور كل هذه الأزمات وما زالت الحكومة ووزارة البترول فى خبر كان، ليست لديها خطة للخروج من الأزمة سوى بيانات وأرقام مغلوطة لا يشعر بها المواطن المطحون وهو فى النهاية الضحية..
زادت حدة أزمة البنزين والسولار وحالة من الشلل أصابت المرور بسبب طوابير البنزين وتحول المشهد إلى ساحة معارك فى جميع المحافظات مما زاد الأمور تعقيدا بسبب اختفاء بنزين 90و92 مما اضطر بعض المحطات إلى إغلاق أبوابها نظرا لعدم وجود مايكفى من البنزين لسد احتياجات السيارات، بينما حاول السائقون اللجوء لمحطات أخرى من أجل الحصول على احتياجاتهم من البنزين، فقد ازدحمت محطات البنزين مما أدى إلى تزايد المشاجرات بين السائقين والمواطنين للحصول على السولار والبنزين، حيث اصطفتالسيارات، أما محطات الوقود لمسافات طويلة، مما ساعد فى انتشار السوق السوداء وبيع جركن البنزين الـ 80 إلى 100 جنيها بعد أن كان لا يتعدى الـ 20 جنيه، ومازالت طوابير العذاب أمام المحطات، مئات السيارات تتراكم أمام المحطات لدرجة أنها أغلقت الشوارع الرئيسية والفرعية، تعريفة نقل الركاب زادت بسبب نقص الكميات فى المحطات ولجوء السائقين لشراء ما يكفيهم من السوق السوداء. سيارات تخرج من المستودعات ولا تذهب للمحطات المراد تفريغ الحمولة فيها. سماسرة يستعدون بالجراكن فى المحطات للحصول على أكبر كمية ممكنة من بنزين 80 أو من السولار، تكاد حركة الحياة تتوقف فى المحافظات بسبب نقص السولار، الذى تعتمد عليه أفران الخبز، وسيارات النقل، والماكينات الزراعية، الأمر الذى يهددها جميعا بالشلل التام.
∎آراء!!
وكعادتها «صباح الخير» كانت فى قلب الشارع لترصد الزحام أمام محطات الوقود، فى الجيزةوالسيدة زينب والمنيل وترصد مدى استياء السائقين من عدم وجود سولار ومعاناتهم فى الحصول على لتر بنزين.
وقال محمود على ــ سائق تاكسى - مش عارفين نعمل إيه لينا 3 ساعات واقفين فى الطابور، والناس بتتخانق مع بعض على الدور، اليوم بيضيع بسبب الوقوف لأكثر من 5 ساعات للحصول على البنزين، بعد كل ذلك من الممكن أن يأتى دورى ويكون البنزين خلاص فأضطر أشترى من السوق السوداء فهناك عروض أمام المحطات لشراء جراكن البنزين ولكن غالية جدا قد تصل إلى 100 جنيه.
أما أحمد السنى ــ سائق ميكروباص - فيؤكد أن الحالة سيئة للغاية فقد اضطر إلى إلغاء وردية بسبب البنزين حيث أنه مر على أكثر من 4 محطات بنزين ولم أجد السولار، وأشترى الصفيحة من السوق السوداء بـ 80 جنيهاً بدلاً من 22 جنيهاً.. وأضاف مصطفى عبدالحميد عامل فى محطة بنزين أنه يعمل فى المحطة من عام 1945 ولكنه لم ير أزمة مثل الأزمة التى نعانىمنها الآن، وقال أنه مخصص له يوميا 600 ألف لتر سولار و300 ألف لتر بنزين لا يحصل على نصف هذه الكميات وهو الأمر الذى يزيد الأعباء المالية على أصحاب المحطات نظرا لتحملهم أجور العمالة بالمحطة المعطلة وتعرضهم أيضا لبطش المواطنيين للعجز الشديد فى كميات المشتقات البترولية.
وأكد محمود سامى ــ صاحب سيارة ملاكى ــ أنه يقف بالساعات للحصول على بنزين 92 أما طوال الأيام الماضية فاختفى البنزين تماما فذهبت لحوالى 6 محطات ولم أجد بنزين فاضطررت إلى ركن السيارة والوصول إلى العمل من خلال وسائل المواصلات الأخرى.. وأضاف جمال عبدالحميد ــ صاحب سيارة ملاكى ــ أنه يعانى من اختفاء بنزين 92 فطوال 4 أيام أبحث عن البنزين ولم أجده وأنتظر لمدة 5 ساعات متواصلة وفى النهاية وعندما يأتى دورى ينتهى البنزين تماما وتتعطل المحطات تماما، فأضطر للحصول على البنزين من السوق السوداء فى حلوان والتى وصلإلى 100 جنيه بعد أن كان لا يتعدى 25 جنيها.
الأزمة!!
ومن هنا أكد الخبير البترولى الدكتور إبراهيم زهران أننا أمام أزمة لا تنتهى بسبب ضعف وعجز الحكومة الحالية فى إدارة الأزمة فهى ليس لديها خطة محددة للخروج من الأزمات، فالإدارة العشوائية تنتج المزيد من الأزمات والأعباء على المواطن، فالأزمة تعود إلى نقص فى الإنتاج، وزيادة فى معدلات الاستهلاك، فالسوق المصرى يستهلك نحو 5 ملايين طن بنزين سنويا، و14 مليون طن سولار، فى حين نستورد بنزين 95الذى يتم خلطه على المادة الخام لتصنيع بنزين 80، و90، و92، وبدونه لن يكون هناك أى منتج من البنزين فى مصر، ومن ثم تحدث الأزمات.
ولا تقتصر الأزمة على نقص كميات البنزين والسولار المطروحة للبيع فى الأسواق، ولكن انتشرت ظاهرة أخرى والكلام لايزال للدكتور إبراهيم زهران ـ وهى عمليات غش البنزين، حيث استغل البعض ضعف الرقابة، والانفلات الأمنى، فىخلط بنزين 90، و92 ببنزين 80 للاستفادة من فارق السعر بين النوعين، فضلا عن قيام بعض المحطات بإضافة مياه على البنزين، الأمر الذى يسبب ضررا شديداً بموتور المركبات، وقد تعرضت الأسبوع الماضى لعملية غش فى إحدى محطات البنزين فى منطقة العامرية، حيث باعت المحطة بنزين 80 على أنه بنزين 90، فتعطلت سيارتى، واضطررت لإجراء عملية صيانة لها، حتى تعاود سيرها مرة أخرى، ولاشك أن عمليات الغش قد انتشرت على نطاق واسع فى سوق المواد البترولية، الأمر الذى يستلزم تكثيف الرقابة على المحطات لمنع عمليات الغش.
وقال إن قطاع البترول يقوم باستيراد مليون طن بنزين 95 لخلطها بنوعيات أخرى لإنتاج البنزين 90 و92 وأضاف إلى أننا نسمع عن جهود وزارة البترول فى ضخ أكثر من 12.7 مليون لتر على مستوى الجمهورية وكل ذلك ليس له تأثير حيث إن القاهرة وحدها نصيبها 5,8 مليون لتر أى ما يقرب من 40 ٪ علما بأن استهلاكالقاهرة وحدها فى الأيام العادية لا يتعدى 6.4 مليون لتر أى تمت زيادة القاهرة وحدها بأكثر من 33٪.
وأشار إلى أن هيئة البترول تعانى من أزمة سيولة فى استيراد المنتجات البترولية، ويرجع ذلك لعجز فى توفير العملة الصعبة للاستيراد حيث تستورد الهيئة منتجات بترولية بأكثر من 600 مليون دولار تتحمل خزينة الدولة 300 مليون دولار وتوفر الهيئة الـ300 مليون الأخرى.
بالإضافة إلى امتناع البنوك عن تمويل شركات توصيل الغاز الطبيعى للمنازل مما يهدد المشروع بالتوقف، وأنه لابد من تدخل الجهات المسئولة والتنسيق بينهما لحل هذه المشكلة التى قد تنذر بكارثة إذا لم تتوافر المنتجات البترولية فى الفترة المقبلة، سواء كانت عن طريق سداد الجهات والوزارات والهيئات الحكومية لمديونياتها لهيئة البترول والتى وصل اجماليها لأكثر من 20 مليار جنيه، أو رفع أسعار بعض المنتجات البترولية والتى وصل دعمها إلى أكثر من 95 مليار جنيه.
∎الغموض !!
وأشار الخبير الاقتصادى سعيد عبدالخالق إلى أن نقص السولار أمر طبيعى بسبب قلة الإنتاج مما يجعلنا نلجأ إلى الاستيراد من الخارج، وليست لدينا أموال لتلبية الاحتياجات الاستيرادية، وهناك مراكب تتعطل، مشيرا إلى أننا ننتج 93٪ من احتياجاتنا، ونستورد 7٪ فقط وهو بنزين 95 الذى يدخل فى تصنيع بنزين 80 و90 و29، وبالتالى فإن إنتاجنا من البنزين يتوقف على نسبة الـ7٪ من بنزين 95 الذى نستورده من الخارج، وفى حالة غياب بنزين 59 فإنه لن يكون هناك إنتاج محلى، وتحدث الأزمات، والاختناقات التى نتابعها باستمرار فى محطات البنزين.