الإثنين 11 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

الإخوان من «تجييش» الإسلاميين إلى «تفنيش» المعارضيـن!

الإخوان من «تجييش» الإسلاميين  إلى «تفنيش» المعارضيـن!
الإخوان من «تجييش» الإسلاميين إلى «تفنيش» المعارضيـن!


طوارئ.. داخل تنظيم الإخوان بفعل الإعداد لمظاهرات 30 يونيو المقبل، لتوزيع خطة الانتشار التى تعددت أطرافها ما بين تكليف نواب الحزب بالشورى، بالقيام بجولات فى كل الدوائر الانتخابية للتواصل مع الأهالى وحل مشكلاتهم، وما بين اتصالات مكثفة مع جميع القوى السياسية لمحاولة تهدئة الاوضاع قبل 30 يونيو وصولا إلى القيام باعتقال بعض النشطاء السياسيين قبيل تلك التظاهرات التى أربكت بعضا من الصف الإخوانى.. إلا أن تفاصيل تحركاتها مازالت غير مكشوفة بالكامل، ويتضح ذلك فيما قاله محمد البلتاجى، عضو الهيئة العليا لحزب الحرية والعدالة، على هامش ندوة «إثراء ثقافة الحوار وتداعيات الربيع العربى» بقطر: «إن الجماعة لديها خطط وتدابير لمواجهة يوم 30 يونيو، لكنها لن تفصح عنها الآن وسيتم معرفتها فى هذا اليوم».
 
ورغم سخونة هذهالأحداث مازال هناك من يتحدث عن «ربانية الجماعة» مثل الدكتور عصام العريان نائب رئيس حزب الحرية والعدالة والقيادى فى جماعة الإخوان المسلمين، الذى صرح فى تصريح تليفزيونى له نقله موقع أصوات مصرية: إن الدعوة لاحتجاجات يوم 30 يونيو الحالى، ما هى إلا حلقة من حلقات الصراع بين من يريدون البناء والحياة ومن يريدون الهدم والقتل والعنف.
 
وبناء على قراءة المشهد السياسى الأخير من ذلك الاجتماع الذى ضم الدكتور عمرو موسى والدكتور أيمن نور والمهندس خيرت الشاطر.. كانت إحدى صور تحرك فرق الإخوان نحو المعارضة التى كانت رسالة موجزة الغرض منها إحداث شرخ سياسى داخل صفوفها، ولصعوبة الوصول إلى حركة تمرد «متزعمة إسقاط النظام فى 30 يونيو» لكونها حركة شعبية لا تنتمى إلى أى من الأحزاب السياسية تم توجيه الضربة لجبهة الإنقاذ وعلى وجه الدقة من خلال الدكتور عمرو موسى رئيس حزب المؤتمر وعضو جبهةالإنقاذ، الذى جمعه منذ أيام لقاء «كان سريا فى بدايته» مع خيرت الشاطر نائب المرشد العام للإخوان المسلمين وذلك فى منزل الدكتور، أيمن نور رئيس حزب غد الثورة، الأمر الذى تسبب فى شق جبهة الإنقاذ بل التلويح بمحاسبة موسى لعدم تشاوره مع قياداتها قبل الاجتماع، هذا على الرغم من البيان الذى أصدره موسى «اضطراريا» عقب الإفصاح الاعلامى عن هذا اللقاء مبررا «أنه لا يرى مانعاً من لقاء شخصيات رئيسية فى جماعة الإخوان المسلمين مع قادة وأعضاء بجبهة الإنقاذ للتعرف إلى المواقف الحقيقية والمساهمة فى أى خطوات إيجابية لحل المشكلات الوطنية.
 
معتذرا فى الوقت ذاته عن أى سوء فهم أو ارتباك إعلامى حدث لصدور الأخبار الخاصة بهذا اللقاء بطريقة غير منظمة، وربما شابها أيضاً سوء النوايا، أدى إلى حالة من البلبلة ساعد عليها بعض عوامل الإثارة والتهييج المعروفة، وقد قام المكتب الإعلامى بإصدار بيان عن اللقاء فور انتهائه، كما جرت العادة، وفقاً لقاعدة الشفافية مع المواطن مثلما حدث فى لقاءات سابقة مع الدكتور سعد الكتاتنى وقيادات حزب النور، وغيرها من قيادات الأحزاب المصرية والشخصيات الرئيسية فيها، أو حتى بعد لقاءات مماثلة لقادة فى جبهة الإنقاذ.
 
 تم ترتيب لقاء عاجل فى منزل الدكتور أيمن نور للأهمية القصوى فى أمور تمس أمن مصر وتمت تلبية الدعوة لهذا السبب.
 
وتابع: اندهشت من موقف الدكتور أيمن نور من استدعائه للصحافة، رغم تأكيده أن اللقاء خاص، كما دهشت من إنكار حدوث اللقاء ذاته، رغم أنه هو صاحب الدعوة، التى أكد فيها خطورة الأمر ومساسه بالأمن القومى. وأوضح موسى قائلاً: «إننى إذ وقعت استمارة تمرد» التى خطها الشباب وتبنيت موقفهم، فإننى قد أبلغت هذه الرسالة بمنتهى الوضوح إلى جماعة الإخوان المسلمين، وإننا نطالب بانتخابات رئاسية مبكرة، وإننا جميعاً، أفرادا وأحزابا، سوف نتظاهر بسلمية لأجل هذا الهدف يوم 30/6 المقبل.
 
كانت هذه هى «القنبلة الدخانية الأولى التى فجرتها الجماعة فى وجه المعارضة ثم أعقبتها حركة اعتقالات لنشطاء سياسيين ولاسيما من شباب حركة تمرد، حيث تمت ملاحقتهم أمنيا وبالفعل فقد أحال المستشار طارق أبوزيد، المحامى العام الأول لنيابات جنوب القاهرة، 6 من النشطاء السياسيين إلى محكمة جنايات جنوب القاهرة بتهمة التحريض على اقتحام مقر جماعة الإخوان بالمقطم.. مما أسفر عن إصابة 130 شخصًا وتحطيم 12 سيارة من بينها سيارة شرطة و4 سيارات إسعاف.
 
وتضمن قرار الإحالة كلاً من: كريم الشاعر، وأحمد عيد الشهير بـ«أحمد الصحفى»، ونوارة نجم وعلاء عبدالفتاح، وأحمد دومة، وحازم عبد العظيم.
 
وصرح تامر العربى، رئيس نيابة جنوب القاهرة الكلية بأن المتهمين تمت إحالتهم لمحكمة الجنايات بناء على تقارير الأمن الوطنى والمباحث الجنائية وإدارة التوثيق والمعلومات بوزارة الداخلية، التى قامت بفحص المواقع الإلكترونية الخاصة بالمتهمين وتبين أنهم حرضوا عددًا من النشطاء السياسيين على إشاعة الفوضى والبلبلة أمام مكتب الإرشاد والتعدى على قوات الشرطة، وإتلاف الممتلكات العامة والخاصة. كما أن قرار الإحالة شمل 6 متهمين آخرين كان قد تم ضبطهم خلال الأحداث.
 
* تعليمات!!!!
 
وبعد أن أخمدت الجماعة صوت معارضيها أو شغلتهم قليلا عنها.. كان الإعداد لتجميل وجه الجماعة فى الشارع المصرى وذلك من خلال تكليف الشعب الخاصة بالجماعة على مستوى محافظات الجمهورية باستعدادها لمواجهة فعاليات تظاهرات 03 يونية المقبل، حيث تم تقسيم المحافظات إلى عدة قطاعات، مدن القناة وسيناء ثم الدقهلية ومحافظات وسط الدلتا ومحافظات شمال وجنوب الصعيد، وتكثيف القوافل الطبية بجميع المحافظات، وإقامة الأسواق الخيرية، بمختلف السلع التموينية بالإضافة إلى ترشيح مجموعة من الأفراد على مستوى كل شعبة ليتولوا مهمة الدفاع عن مقرات الإخوان. كذلك تكليف مجموعة من الشباب بالاستعداد لصد محاولات التعدى على قصر الاتحادية.. وذلك على أن يكون مكان التجمع بمسجد الرحمن الرحيم بطريق صلاح سالم. أما عن مكتب الإرشاد فله احتياطات خاصة، حيث تمت تعلية أسوار المقر من جميع الاتجاهات تحسبا لوقوع أى محاولات اعتداء على المكتب. كما تم استبدال أبواب مكتب الإرشاد الحديدية «الأمامية والخلفية» بأخرى مصفحة، كما تمت إضافة طابق علوى جديد «رغم مخالفته القانونية» سيكون غرفة «الاستخبارات الإخوانية» لرصد تحركات المعارضة.
 
* حشد إسلامى
 
وإلى الضلع الأخير فى خطة الدفاع الإخوانية وهو الحشد الإسلامى من خلال دعوة 13 حزباً إسلامياً لمقر حزب الحرية والعدالة لمناقشة تجاوز الأزمات التى لحقت بأبناء التيار الإسلامى على أساس أنهم يستظلون جميعا تحت راية المشروع الإسلامى، الأمر الذى أثار دهشة الجميع.. لا سيما مع قبول حزب النور الدعوة بعد الخلافات الكثيرة التى دارت بين الفريقين فى الفترة الأخيرة، إضافة إلى موقف الجماعة الإسلامية الذى أعلن وقوفه خلف الشرعية مهما لزم الأمر واستعداد تجرد ليوم 30 يونيو.
 
؟ تجرد ستحمى الشرعية
 
وهذا ما أكده المهندس عاصم عبدالماجد، عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية والداعى إلى إطلاق حملة «تجرد» لدعم بقاء الرئيس محمد مرسى فى السلطة، أنه ليس هناك خوف من إسقاط شرعية الرئيس واصفا الدعوات المطلقة لذلك أنها بلا مرجعية تمكنها من ذلك، كما أن حملة تجرد سيكون لها فعاليات من التواجد ببعض الميادين وتوعية الناس بالرغبة فى البناء والاستقرار كذلك ستظل مستعدة إذا دعت الحاجة إلى نزولها ضد دعوات الفوضى التى تستهدف مصالح سياسية لا أكثر.
 
وعن الرغبة فى إسقاط الرئيس بدعوى سوء أحوال البلاد يقول عبدالماجد: الرئيس الحالى رئيس منتخب جاء بشرعية الصندوق لذلك ليس من المنطقى إسقاطه بهذه السهولة إلا بعد إتمام فترته الرئاسية أربع سنوات وبعدها نستطيع الحكم عليه. وبسؤالى عن موقف تجرد من لقاء خيرت الشاطر بعمرو موسى وأيمن نور يقول عاصم: نحن نأمل أن يتم التوافق بأى شكل بين جميع أطراف القوى السياسية وأن تجمعهم لغة حوار مشتركة بدلا من تبادل الاتهامات والأخطاء.
؟أسوار الاتحادية خط أحمر
 
وعن رأى الجماعة يقول ياسر محرز، المتحدث باسم جماعة الإخوان المسلمين لاشك أن هناك قلقاً من مظاهرات 30 يونيو، لأننا نخشى الفئة التى تجر البلاد إلى العنف والرجوع مرة أخرى إلى مربع صفر.. لذلك فالاقتراب من أسوار قصر الاتحادية يعد خطا أحمر لأنه تعد على شرعية منتخبة لا تقبل مثل هذه الأفعال. أما عن اللقاء الذى جمع خيرت الشاطر نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين وعمرو موسى القيادى بجبهة الإنقاذ ورئيس حزب المؤتمر.. فكان الهدف منه تقريب وجهات النظر بين كلا الجانبين، حيث كان اللقاء بمبادرة شخصية من قبل أيمن نور الذى دعا الطرفين لإيجاد مساحة من التواصل بينهما. وخاصة أن هناك من يتعمد تشويه صورة الإخوان والإيقاع بين أبناء الشعب الواحد للدخول بالبلاد إلى حالة من الفوضى المتكررة.
بينما يصف الدكتور جمال حشمت، وكيل لجنة الأمن القومى والشئون الخارجية بمجلس الشورى، الذى تعرض لمحاولة اعتداء واقتحام على منزله منذ أيام. بوادر الحديث عن يوم 30 يونيو بأنه غير مبشر خاصة بعد محاولة بعض شباب القوى السياسية من شباب حزب الدستور والتيار الشعبى وحركة تمرد اقتحام منزله ورشقه بالحجارة، وأكد أنه لا يعرف ما هو السبب فى القيام بمثل هذه الأفعال المبتذلة فى التعبير عن الرأى ولماذا منزلى، فهناك جهات مسئولة يتم التوجه لها وهذا يؤكد افتقاد مثل هؤلاء الرؤية حتى فى توجيه النقد.
 
* المعارضة مخترقة!!
 
وفى إطار البحث عن رؤية الدكتور رفعت سيد أحمد فى محاولة لقراءة هذا المشهد السياسى المرتبك بأن 30 يونيو سيكون حلقة من حلقات الصراع المستمر بين النظام الإخوانى وبين القوى الوطنية المصرية الأخرى، وأتوقع أن يحدث نفس سيناريو واقعة الاتحادية من تظاهر يليه اعتصام ومن ثم اشتباكات، لأن هذه ليست نهاية الحلقات لإسقاط الإخوان... بل إننا فى حاجة إلى أكثر من 03 يونيو آخر لتحقيق ذلك.. لأن الوضع هنا ليس كما فى أيام مبارك من نظام تداعت أركانه فمن السهل كسره فى حين أن الإخوان وراءهم قوة سلفية إخوانية كبيرة وهى لن تقبل أن تترك الحكم بسهولة ولكن هذا لا ينفى أن كل ما يحدث ينتقص من قوة الإخوان وشرعيتهم فى الشارع. وفى تقديرى أن الأمر يحتاج إلى حوار وطنى حقيقى يقوم على المصداقية والشفافية لا على التذاكى الذى يتبعه الإخوان.
 
وعن لقاء عمرو موسى بخيرت الشاطر والدكتور أيمن نور يقول رفعت: أظن أن الإخوان يحاولون الاقتراب من هذه القوة وفتح قناة مع جبهة الإنقاذ أو المعارضة لأنه قد ثبت لهم أخيرا أن لديهم معارضة حقيقية تكاد أن تزعزع كيانهم وهى حركة ذكية من الإخوان حيث ركزوا فيها على شخصيات محددة من التى ستقبل الحوار معهم فجلسوا مع عمرو موسى وأيمن نور، وعن سؤالى عن كون قبول هذه الدعوة سببا فى تمزيق جبهة الإنقاذ «المعارضة» من الداخل وتفكيكها قبل 30 يونيو.. أجاب رفعت بأن الجبهة ليست فى حاجة إلى من يفتتها لأنها مفتتة من الأساس بين قيادات لا يجمعها للأسف قاسم مشترك سوى كراهية الإخوان وليس الرغبة فى التحدى والبناء والمواجهة الفعلية للقوى الإخوانية التى تجتاح الدولة المصرية، وعلى الجانب الآخر نجد خطة الإخوان فى الاستقواء بحلفائهم من مؤيدى المشروع الإسلامى ولاسيما السلفيين من خلال عقد مؤتمر ضم ما يقرب من 31 حزبا إسلاميا فى رسالة صريحة لما تبقى من قوى المعارضة أن الإخوان يعملون على قدم وساق سواء مع أبناء مشروعهم الإسلامى أو مع بعض قوى المعارضة التى تم اختراقها والتى قد يكون من الصعب احتواؤها إلا أنه يكفى إثارة الفرقة فيها وتبادلها الاتهامات فيما بينها ما بين التخوين والمصلحة الخاصة.
 
* رجل الصفقات والتفاهمات..
 
بينما يرى الدكتور محمد الجوادى، المفكر والمؤرخ السياسى أن الفكرة فى حضور الدكتور عمرو موسى لقاء الدكتور أيمن نور والمهندس خيرت الشاطر أن يظهر الأول بصورة رجل الاعتدال ويحاول أن يجمع بين الأيدولوجيات المختلفة.. فيظهر الثلاثى الذى شاهدناه خيرت رجل الصفقات وأيمن نور رجل التوفيقات وموسى رجل التفاهمات.. وكل ذلك بهدف طرحه بديلا على القائمة الإخوانية إذا تأزم الموقف حول الرئيس مرسى. كما أن الإخوان اتبعوا على الجانب الآخر نفس نظرية مبارك لتأكيد الزعامة بدعوة الأحزاب الإسلامية جميعها على طاولة الحزب بما فيها النور الذى يطرح نفسه كقوى موازية للإخوان لذلك جاءت رسالة الإخوان حاسمة بدعوة حزب النور ضمن باقى الأحزاب الصغيرة ليجلسوا جميعا على طاولة الإخوان.
 
 د. عمرو هاشم ربيع الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية:
 
 لاشك أن الدعوة ليوم 30 يونيو هى دعوة للسخط والغضب والذى سيترتب عليه مزيد من الفوضى العارمة لأن الثورة عندما حدثت كانت عفوية ولم تعلم الشعب ما هو الفرق بين الفوضى والحرية وأنا أعتبر هذا اليوم تحديدا هو دعوة صريحة للعنف كما لا أعتقد بنجاحها.
 
 وعن سبب فشل هذه التظاهرات يقول ربيع إن إسقاط الرئيس لن يكون بهذه السهولة لأن الرجل لديه جماعته التى تحميه وتقف خلفه وتحول دون إسقاطه، كما أن أعداد المشاركين بهـذه التظاهرات لن يزيد على 60 ألفاً فى المحافظات الكبرى كالقاهرة والإسكندرية وعن سؤالى بأن الداعين لتلك المظاهرات هى حركة تمرد والتى وصل عددها فقط ما يتجاوز العشرين مليونا وكيف تتوقع هذه الأعداد البسيطة يقول ربيع ليس العبرة فى الأعداد والاستمارات الموقعة، ولكن من سينزل من هذه الأعداد المليونية؟!
 
وأنا أتوقع أن معظم الموقعين على هذه الاستمارات لن ينزلوا.؟