الأربعاء 15 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

سينمـا الحـى ما بين العـودة والاختفـــاء

سينمـا الحـى ما بين العـودة  والاختفـــاء
سينمـا الحـى ما بين العـودة والاختفـــاء


على مدار ثلاث حلقات سابقة رصدنا خلالها قضية اختفاء سينما زمن الفن الجميل وهى دور العرض التى كانت تتواجد فى المناطق الشعبية «سينما الحى» وقد قدمنا لكم المشكلة بكل جوانبها وتحليل كامل لهذه الظاهرة بكل أبعادها السياسية والثقافية والاجتماعية والاقتصاديه نختتم هذا الملف بآراء المهتمين بهذه الصناعة المهمة من مثقفين وفنانين حول إمكانية إعادة سينما الحى مرة أخرى بعد ما امتدت يد الإهمال فقضت على هذه الصروح المهمة.
 
خالد يوسف يقول: أولا لابد أن نعرف جيدا أن الصراع الموجود حاليا ثقافى وليس سياسيا ولو نفرض أن التيار المعارض أصبح هو القائد غدا لن ينتهى أيضا الصراع لأن أصحاب الأفكار المتخلفة موجودون فى المجتمع، الذى سيحسم هذا الصراع هو الفن والثقافة وليس السياسة.
 
 
وأضاف يوسف.. أن الذى سيحسم هذا الصراع هو النُخب التى توجد فى المجتمع والتى تعمل على تنوير العقل المصرى لأنه مورث على هذا العقل على مدار ثلاثين عاما لأنه حدث فى هذه الفترة تجريف للثقافة ولم يهتم بها على الإطلاق، كانت توجد قصور للثقافة فى كل الأقاليم وأفلام توعوية تجوب كل القرى إلى جانب.
 
 السينمات التى كانت توجد فى الأحياء فعندما هدم كل هذا ظهرت لنا الأفكار المتخلفة.
وإذا بقيت دور السينما فى الأحياء والأفلام التوعوية وظل دور قصور الثقافة كما هو لن تظهر هذه الأفكار المتخلفة والمتطرفة ولن يوجد لها أنصار حاليا.
 
لابد لكى ترجع سينما الأحياء وقصور الثقافة مرة أخرى أن تعرف جميع النُخب مسئوليتها الآن تجاه هذه الأفكار وكل شخص يحاربها بوسيلته بمعنى أن كل شخص يملك أداة من أدوات التعبير الإنسانى سواء سينمائياً أو أديباً أو شاعراً أو فناناً تشكلياً يجب عليهم العمل بكل طاقتهم من خلال الإبداع الذى يمارسه، هذه الحالة الوحيدة التى ستهزم هذه الأفكار وليس الصراع السياسى وإذا كسبنا هذه المعركة الثقافية سنقدر بعد ذلك أن نعيد كل شىء كما كان.
 

 
∎الإنتاج الغزير
 
أما يحيى الفخرانى فيقول: فى اعتقادى أن السبب الوحيد الذى من الممكن أن يرجع سينما الأحياء مرة أخرى أن يكون هناك إنتاج غزير للسينما سأعطى لك مثالا فى الهند إنتاجها السينمائى كبير للغاية هذا يسمح بوجود سينمات فى أحيائها، للأسف الشديد هذا لا يوجد عندنا الآن ولا نغفل أبدا دور التليفزيون الذى أثر بشكل كبير وأصبح بديلا عن السينما وأصبحت الناس تتكاسل عن الذهاب إلى دور العرض نظرا للكثافة السكانية والمواصلات وغيرها.
 
∎الحكومة وسينما الحى
 
رأفت الميهى يقول: لكى ترجع سينما الحى يجب وضع تكلفة مختلفة لها عن سينمات الدرجة الأولى لأن التذاكر المنخفضة تناسب دخل جمهورها ويجب أن يكون للدولة دور فى مسألة الضرائب على سينما الأحياء وأن تكون منخفضة وأسعار المياه والكهرباء وتقدم لها تسهيلات خاصة وهذا نوع من التشجيع، وعندما يقدم أحد على إنشاء دار عرض فى أى حى من المفروض أن الدوله تقدم له أيضا تسهيلات فى شراء الأرض والمبانى.
 

 
∎الموضوع محتاج دراسة منيب شافعى يقول: كان يوجد فى الأحياء دور عرض جميلة جدا لم يتبق منها إلا عدد ضئيل للغاية وجميعنا كنا نذهب إلى سينما الحى نشاهد الأفلام فيها وهذا كان فى فترة الأربعينيات والخمسينيات والستينيات وبدأت تتدهور هذه الصروح ووصلت لحالة مزرية وأصحاب هذه الدور سعوا إلى تخريبها وتحويلها إلى مشروعات وعندما فعلنا قانونا بعدم هدم دور العرض وهذا القانون طعن عليه بعدم الدستورية وتم إلغاؤه وسعى المنتجون أن ينشئوا دور عرض جديدة بتقنيات حديثة.
 
وقال شافعى: من الصعب للغاية رجوع سينما الأحياء مرة أخرى لأسباب عديدة منها ارتفاع سعر الأرض. 
 

 
∎للتفاؤل مكان
 
أما عادل أديب فكان متفائلا وقال: تقدمنا بمشروع ترميم قصور الثقافة ودور العرض مع المعنيين فى وزارة الثقافة واتفقنا على دفع التكلفة مقابل دار عرض كبيرة وسنجلب لها جميع معداتها لمدة 55 سنة حق انتفاع، وبالفعل جهزنا الدراسات الخاصة بهذا المشروع ورصدنا له 600 مليون جنيه تكلفة وقسمنا العمل على مراحل على حسب المناطق وبعد ذلك لم يأت لنا رد من الوزارة على هذا المشروع وقد تغير 3 وزراء ثقافة وجميعهم لم يردوا على هذا المشروع لغاية ما فقدنا الأمل تماما، وأضاف أديب: بالفعل هناك أمل كبير فى رجوع سينما الحى مرة أخرى ولا يوجد شىء مستحيل، ولكن عندما تكون هناك إرادة للدولة فى إعادتها ويكون هناك قانون يحمى ذلك فصناعة السينما أثقل من الأسلحة الثقيلة نفسها توازى سياسة الدولة ودخلها القومى، وسأعطى لك مثالا بسيطا جدا: السينما تشغل أكثر من مهنة بجوارها لو شخص قرر الذهاب إلى السينما سيدفع بنزين لسيارته وسيدخل للمول أو لدار العرض يأكل ويشرب كل هذه المهن تشغلها السينما هذا غير دورها الثقافى والتوعوى والترفيهى.