الأربعاء 26 يونيو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

من أصدر قرار القبـض علـى ياسـر برهامـى؟!

من أصدر قرار القبـض علـى ياسـر برهامـى؟!
من أصدر قرار القبـض علـى ياسـر برهامـى؟!


هاهى طبول الحرب الإخوانية- السلفية عادت لتدق من جديد على إثر احتجاز «الرمز السلفى» الشيخ ياسر برهامى فى مطار برج العرب بالإسكندرية لثلاث ساعات، تلك الواقعة التى ثار فيها أبناء التيار السلفى بل وخرجوا مطالبين بالثأر ممن سولت له نفسه إيقاف الشيخ عقب عودته من أداء العمرة، تناثرت الأقاويل السلفية حول «يد الإخوان» التى عادت لتعبث بحزب النور ممثلا فى «قرصة ودن» للشيخ برهامى لمواقفه ضد الإخوان بينما ينفى الإخوان مؤكدين أن الفاعل ليس بعيدا عن جهاز الأمن الوطنى «أمن دولة سابقا»، وإن كان ما خفى أعظم !!
 
فى خضم هذه الأزمة خرج الشيخ ياسر برهامى، نائب رئيس الدعوة السلفية مطالبا فى أحد البرامج التليفزيونية الرئيس محمد مرسى أن يأخذ له حقه، بعدما تم التحفظ عليه فى مطار برج العرب بالإسكندرية، لوضعه على قوائم ترقب الوصول، وأضاف: «جميع الجهات تقول إنها ليست جهة الإدراج، طيب مين أدرج؟»، كما شدد بقوله: «أطالب بفتح تحقيق».
 
وبسؤاله عن تعليقه وتفسيره لما حدث معه، أجاب «برهامى»: «تفسيرى أنه موقف سياسى، ولى حق فى الدستور ولا أسمح بذلك وسأصعد الأمر على جميع المستويات».
 
كما كان لرئيس حزب النور- الدكتور يونس مخيون - موقف سريع حيث أكد فى تصريح خاص لـ«صباح الخير» أن الحزب والدعوة السلفية سيقفان أمام عودة الممارسات القمعية لأى فصيل سياسى والتى كانت السبب فى إسقاط النظام السابق. وعن دعوته لثورة جديدة ردا على ما حدث مع الشيخ برهامى يقول مخيون: إننى لم أدع لثورة جديدة بهدف الفوضى لأننا من ندعو دائما إلى الاستقرار، ولكن لو لزم الأمر واستمر التجاهل لأبناء التيار السلفى فهذا بلا شك ينبئ بثورة جديدة، لأنها ليست المرة الأولى التى يتم فيها إيقاف رموز سلفية حيث قد حدث سابقا مع الدكتور عمرو مكى، مستشار الحزب للشئون الخارجية، ولسنا فى ميدان لنستعرض قوتنا ولكننا لم نعد نحتمل تلك التجاوزات.
 
بينما يقول الدكتور سيد مصطفى خليفة نائب رئيس حزب النور، إنه حاليا تجرى الاتصالات على جميع المستويات لمعرفة المسئول عن إدراج اسم الدكتور ياسر برهامى، نائب رئيس الدعوة السلفية على قوائم ترقب الوصول بمطار برج العرب بالإسكندرية، لأن هذه سقطة الهدف منها النيل من صورة التيار السلفى خاصة بعد أن أثبت وجوده وحضوره على جميع المستويات الداخلية والخارجية، ولن ترهبنا مثل هذه الأفعال ولن توقف مسيرة الحزب نحو البناء والريادة.. مضيفا: أعتقد أنه ليس هناك عاقل يقتنع بما يقال من أنه مجرد «لخبطة» أسماء لأن الشيخ ياسر يعرفه الجميع وليس واردًا الخطأ فى شخصه.
 
أما عن الدعوة السلفية وموقفها تجاه ما تعرض له الشيخ برهامى فيقول الدكتور أحمد فريد، عضو مجلس أمناء الدعوة السلفية، إن الدعوة السلفية لا تدافعفقط عن حقوق أبنائها من التيار السلفى ولكنه أيضا يرفض الممارسات القمعية ضد الناشطين السياسيين وأن الدعوة كانت بصدد الدعوة لمليونية سلفية، ولكن لم يتم الحسم فى هذا الأمر حتى الآن، وعن المسئول عن هذه التجاوزات يقول فريد إن الجهاز الأمنى الذى تعامل مع الشيخ بهذا الشكل هناك من يصدر إليه التعليمات وعليه التنفيذ.
 
بينما جاء رد جماعة الإخوان المسلمين على لسان متحدثها الرسمى الدكتور أحمد عارف فى تصريح لـ«صباح الخير» بأن إيقاف الشيخ برهامى بمطار برج العرب لم يكن متعمدا لشخصه، وإنما هى سياسة لا يزال يتبعها جهاز الأمن الوطنى فى تعقب الإسلاميين حتى بعد انتهاء النظام السابق، فالجهاز لا يزال يتعامل تلقائيا مع القيادات الإسلامية بالشكل الأمنى فى ملاحقتهم ومتابعتهم وهو ما نرفضه جميعا بعد ثورة 25 يناير.
 
أما عن موقف حزب الحرية والعدالة فيقول أحمد سبيع المتحدث الإعلامى لحزب الحرية والعدالة إن الحزب ليس له يد فى القضية المثارة الآن والتى تخص الشيخ ياسر برهامى ونحن مع رفض إيقاف أى سياسى مصرى طالما أنه ليس لديه حكم قضائى يمنعه من السفر، ولكن ما يحدث للأسف هو نتيجة فوضى الأجهزة الأمنية التى هى فى حاجة إلى إعادة ترتيب ومنها جهاز الأمن الوطنى الذى مازال على سياسته القديمة وعندما أردنا تصحيح الأوضاع بالداخلية أثيرت الشائعات حول أخونة الداخلية لذلك، فالأمر لا يقصد به الشيخ برهامى بعينه وإنما يحدث هذا مع كثيرين وأنا شخصيا كنت قادما من تركيا منذ شهر تقريبا وتم إيقافى فى المطار، وبسؤاله عن حالة الاحتقان التى يعيشها التيار السلفى والتى يتهمون فيها الإخوان بإشعالها يقول سبيع ليس للإخوان علاقة بذلك، ولكن الأمر دخل فى إطار الحالة السياسية بمعنى قرب الانتخابات البرلمانية والتى تتنوع فيها وتتعدد أساليب الدعاية الانتخابية.
 
والآن تتهيأ معالم الصورة، ما بين صفعة إخوانية -يراها السلفيون- ردا على الزيارات الأخيرة للوفود السلفية إلى الولايات المتحدة الأمريكية دون الرجوع إليهم وما بين نفى إخوانى للمشاركة فى مثل تلك «الأقاصيص»، واتهام أجهزة الداخلية بالتقصير. يدور السؤال داخل حلقة من اتهام سلفى ونفى إخوانى ومظاهرات على الأبواب فى 30 يونيو فى حاجة إلى الحشد والتجييش وتهيئة النفوس، اللقطة التى بها تكتمل الصورة.