«أراب أيدول» يصلح ما أفسدتـه السياسـة

صباح الخير
أربع حلقات أخرى ينتهى الأرب أيدول وبالتحديد يوم 22/6 وكان قد أحيا الحلقة الأخيرة الشاب خالد وتوترت الأعصاب لخروج أحد المتسابقين.
بقى معنا أحمد جمال من مصر، زياد خورى من لبنان، محمد عساف من فلسطين، فرح يوسف من سوريا، برواس حسين من كردستان فى العراق، سلمى رشيد المغرب.
وللأسف وحسب قوانين وقواعد البرنامج فقد غادرنا عبدالكريم حمدان بروح رياضية.. وصوت لا ينسى.. تلقى كلمات الثناء من لجنة التحكيم لأنه بالفعل صوت قوى وشجى جميل، وفى الأسابيع القادمة ستقل الأعداد وسيغادرنا آخرون ليبقى اسم واحد هو حامل اللقب.
وعلى الرغم من مغادرة هذه الأصوات للمسابقة إلا أنها أصوات جميلة لا غبار عليها.
حلّ الفنان ماجد المهندس ضيفاً على «سهرة إعلان النتائج»، فأشعل حماس الجمهور والمشتركين من خلال تقديمه ثلاث أغنيات جمع فيها رومانسيّته المعهودة وصوته الدافئ.
وقد لقى المهندس استقبالاً مميزّاً من لجنة التحكيم، إذ انتقل راغب علامة إلى المسرح لمصافحة الفنان العراقى، وقالت نانسى إنّ الجمهور لم يخطئ عندما أطلق على ماجد لقب «ملك الرومانسيّة»، فيما اعتبرت أحلام أنّ المشتركين محظوظون فى وجود فنان مثل ماجد المهندس بينهم، الأمر الذى أثنى عليه حسن الشافعى مع إشادته بأخلاق الفنان الضيف.
وخلال الحلقة، كما بات معلوماً، انقسم المشتركون على مجموعتين، فضمّت المجموعة الأولى كلاً من محمد عساف من فلسطين، وأحمد جمال من مصر، وفرح يوسف من سوريا ليدخل أحمد جمال «منطقة الخطر» بعد حصوله على أدنى نسبة تصويت مقارنة بزميليه فى المجموعة. أما المجموعة الثانية، فضمّت كلاً من زياد خورى من لبنان، وسلمى رشيد من المغرب، وعبدالكريم حمدان من سوريا، وبرواس حسين من كردستان العراق، ليدخل عبدالكريم حمدان وزياد خورى «منطقة الخطر». وبذلك ضمّت مجموعة «منطقة الخطر» كلاً من أحمد جمال، وعبدالكريم حمدان، وزياد خورى، قبل أن يحسم تصويت النتيجة بخروج عبد الكريم حمدان، وبقاء 6 مشتركين سيتابعون غمار المنافسة خلال الأسابيع القادمة على طريق اللقب.
وكانت الحلقة قد شهدت مفاجأتين تمثّلتا بأداء أحمد جمال أغنية باللغة الإنكليزيّة بعنوان I Believe I can Fly? وتقديم زياد خورى وسلمى رشيد دويتو ريميكسسmashup جمع أغنيتىّ «بحبّك وبغار» لعاصى الحلانى وأغنية «هيدا حكى» لنجوى كرم، المزيج الذى لاقى استحساناً كبيراً من اللجنة والجمهور على حدّ سواء.
∎ فلاش باك
وسط الجبال المحلاة بنباتات خضراء.. الطرق الضيقة.. المنحنيات الكثيرة.
وسط هذا الجمال الخلاب استطاع آراب أيدول أن يجمع ما فشلت السياسة فى صنعه.
مسرح كبير.. متسابقون كثيرون، الليبى والمغربى والتونسى والسورى والمصرى وغيرها من الجنسيات العربية، أصبحت كلها هنا تتنافس على تصويت الجمهور وعلى رأى اللجنة الذى يعتبر بوصلة يهتدى إليها المتسابق راغب علامة بشعبيته والكاريزما التى يمتلكها وحب الجمهور له، نانسى عجرم بصوتها الحنون ورقة شخصيتها كانت مثل بروش ألماظ جميل عتيق وعصرى فى ذات الوقت، المطربة أحلام بقفشاتها التى أثارت ضحك الجمهور ولجنة التحكيم.. حسن الشافعى بشخصيته الرزينة المتأنية التى يخافها المتسابقون فإنه لا يعرف المجاملة.
هذه التوليفة رائعة من لجنة الحكام أعطت للآراب أيدول ثقلا وجدية ورونقا جذابا شديد الانسجام.
عندما وصلنا مطار رفيق الحريرى استقبلنا مندوبو الـ M.B.C على رأسهم مدحت حسن المدير الإعلامى للـM.B.C مصر.. وشخصيات تترك فى نفسك البشاشة اللبنانية زينة طاهبوب والمعاملة الرقيقة من طارق حمزة مدير الإعلام فى المجموعة ومحمود الذى كان مسئولا عن تنقلاتنا.. ثم ربا العابد مديرة العلاقات العامة بالمحطة وعلى رأس هؤلاء هؤلاء مازن حايك المتحدث الرسمى باسم M.B.C.. كلها شخصيات لا تمر عليك مرور الكرام، شخصيات تترك بصماتها بداخلك.
ومن مطار رفيق الحريرى إلى الأوتيل أكرر أننى شعرت للحظات أننى مازلت فى القاهرة.. الجو شديد الحرارة.. وزحام ومرور مزدحم.. يطابق ما نعانى منه فى قاهرتنا العزيزة.. وكلما بعدنا عن المطار وكلما اقتربنا من الأوتيل فى حضن الجبل خفت «عشجة» السير أو الزحام واتجهت بنا السيارات صعودا.. الجبل على شمالنا والبحر على يميننا وباستثناء الجبل الذى تزينه الأعشاب الخضراء فقد تشعر لثوان أنك فى الإسكندرية الجبل بجماله ورونقه هو الشىء المختلف.
لم يتوقف السحر والجمال عند هذا الحد، ففى المساء كان لنا موعد مع الكنج الذى قابلناه قبل الحفل فى الأوتيل.. اجتمعنا حوله، أما هو فإنه يشعر كل منا أنه صديقه الوحيد وهذا هو سر منير.. فالجميع من عشاقه لأنه ربما المطرب الوحيد الذى يحرص على علاقته بالصحافة.. لا بودى جاردز يحيطونه ولا مدير أعمال يتلقى التليفونات عنه ببساطة لا يوجد وسيط بيننا وبينه، وللأسف الشديد فإن هذا حال - لن أقول معظم - كل النجوم.. لكى تصل إليهم فإنك بحاجة إلى أن تعبر حواجز كثيرة تشبه إلى حد كبير حلبة المنافسة فى الفروسية فلكى تصل إلى المركز الأول فإنك بحاجة إلى أن تقفز كثيرا على السدود الخشبية منها والمائية.. هذا هو حال النجوم فى بلادنا للأسف الشديد.
أما منير فإنه عكس كل هذا يرد عليك بنفسه بلا حدود ولا حواجز بشرية.
تركنا منير ليستعد للحلقة وفاجأنا أنه سيتوجه بعد ذلك إلى المغرب لإحياء حفل هناك.. قال أحد الزملاء إنك كثيرا مما تكتبين عن منير وكأنه هو الوحيد الموجود على الساحة، فكان ردى ببساطة أنه الوحيد الذى يغنى ويغنى، الوحيد الذى نجده معنا فى كل مناسبة وطنية كانت أو دينية، الوحيد الذى يعطينا جرعة من الأمل فى غد أفضل، الوحيد الذى لا يتوقف عن التواجد والغناء، لذلك أكتب عنه كثيرا فكل فترة يفاجئنا بشىء جديد مواكب للأحداث.. عمل جديد ممزوج بالمتابعة والأمل، لذلك كانت آخر أغانيه مالك خايفة ليه، كلمات نصر الدين ناجى.
وهذا هو منطق منير فى الحياة.. فكما أنه يغنى ويغنى يرى أننا شعوب يجب أن تظل تغنى حتى فى أحلك الظروف، وغناء المطرب للوطن هو ما يجعله قريبا من الناس، وذلك منذ ثورة 91 عندما غنى سيد درويش للشعب وهذا هو سر عشق الجماهير لعبدالحليم حافظ.. ليس لأنه صوت جميل، بل لأنه كان معهم وقت الانكسار ووقت الانتصار، وأن تواكب الأحداث بأغان جميلة شىء ليس بالسهل.
لذلك فإننى أرى أن هذا هو سر وسحر منير.. وكانت الحلقة التى بدأ الغناء بها بأحدث أغانيه «مالك خايفة ليه«، ثم توقف لتتحدث نانسى عجرم فيداعبها منير لرقتها وروحها الشفافة الحالمة.
أما الحلقة الثانية من آراب أيدول فقد أنارها غناء راغب علامة عندما امتزجت خبرة فنان كبير مثله، بتجارب مجموعة من الشباب إلا أنه كان لابد من خروج أحد المتسابقين، بعد حالة من التشويق والإثارة التى يصنعها أحمد فهمى دائما.. خرج مهند العراقى وبكت الفتيات وحزن الشباب على فراق أحد المتسابقين، فإن حالة التعود غالبا ما تسود مثل هذه التجارب.
وتلك هى شروط اللعبة.
على الرغم من خروج مهند إلا أن صوته جاء حساسا شجيا قويا.. حاله حال كل المتسابقين.
ترى من سيكون الفائز الأخير فى آراب أيدول هذا ما تخبئه الحلقات والأيام.