الأربعاء 30 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

«الاحترام»

عندما طُلب منى كتابة شىء تعلّمته من مجلة صباح الخير لم أستغرق كثيرًا من  التفكير؟!  أول ما  قفز لذهنى اسمان تعاملت معهما بشكل مباشر عندما  خطت قدماى مجلة «صباح الخير»،  لا أنكر أننى تعلمت من الأساتذة الذين تعاملت معهم بشكل مباشر بحكم رئاستهم لقسم الفن وقتها، أولهم الأستاذ محمود سعد ثُم الأستاذ ماجد رشدى الذى يتقارب معى فى العمر.  لكننى أود التوقُّف فقط عند أهم قيمة تعلمتها على أيدى أساتذة صباح الخير الكبار الذين تولوا رئاسة التحرير ألا وهى «الاحترام»، ما أقصده هنا الاحترام المهنى «كقيمة».  بداية عملى فى  مجلة صباح الخير كانت بترشيحى من قبل الناقد السينمائى  الكبير أحمد صالح- رحمه الله - للأستاذ رؤوف توفيق رئيس تحرير «الصبوحة» وقتها، وكان الأستاذ رشاد كامل مدير التحرير، ومن حسن حظى أن الأستاذ رؤوف له علاقة وثيقة بالسينما؛ سواء ككاتب سيناريو أو مؤلف فى النقد السينمائى.  معه تعلمت شيئًا مهمًا جدًا لاأعتقد إطلاقًا أنه يتذكره حاليًا، المفروض  بجانب عملى الأساسي  بقسم الفن كان يسمح لمن يجد لديه حماس لفكرة ما أن  ينفذها بقسم التحقيقات ووقتها تحمست لفكرة «آباء لايعرفون أبناءهم» واعتمدت على الانحرافات السلوكية للأبناء الذين هم من وجهة نظر آبائهم «ملائكة تسير على الأرض» ولايعرفون شيئًا عن الحياة الأخرى لأبنائهم. وقتها  دعمت الموضوع بقصص واقعية أعرفها جيدًا عن قرب، وكان من ضمنها اسم لأحد بنات مشاهير الوسط الصحفى، ذهبت له وسلمته الموضوع وذكرت له الأسماء التى لم أفصح عنها صراحة فى الموضوع، واعتقدت أنى حققت انتصارًا صحفيًا، ومرت الأسابيع دون نشر الموضوع، سألته عن السبب رغم أنه مدعم بقصص حقيقية، فقال بالحرف هى فعلا قصص حقيقية لكن فى النهاية لانستطيع تعميمها ونقول أن هذه  النماذج سائدة فى مجتمعنا،  غضبت وبعد فترة اكتشفت أنه على حق،  وأن عدم نشره للموضوع كان قرارًا صائبًا، وتعلمت  أنه ليس كل ما نعرفه يكون مُباحًا للنشر.  «الإنسانيات واحترام خصوصية الآخرين» أهم من السبق الصحفى، تعلمت أيضًا على يد الأستاذ رؤوف  توفيق- متعه الله بالصحة- أن كرامة تلاميذه من كرامة المجلة، وأى إهانة توجه لصحفى لديه يعتبرها إهانة لمجلة «صباح الخير»، فى إحدى المرات دخلت مكتبه وحكيت له موقف من فنانة شهيرة  تطاولت على المجلة، بعدما استفزها سؤال وجهته لها قائلة لى بسخرية «ودى صباح الخير يامصر ولا إيه؟» واتخذ قراره سريعًا بعدم  نشر الحوار ولم ينشر للفنانة أى حوارات فى مجلة صباح الخير، قال لى إذا صادفك مصدر ما وأساء لك أو للمجلة انسحبى فى هدوء،  وكان رفض الإساءة  لى وللجهة  التى أمثلها». هو الدرس الثانى من  أستاذي  «المُحترم» رؤوف توفيق. الالتزام الأستاذ رشاد كامل بحكم أنه كان «مدير تحرير»  كان يتعامل مع كل الصحفيين عن قرب وبذكاء كان يستطيع قراءة شخصياتنا، الصادق والكاذب، الحقيقى والمزيف، تعلمت منة أشياء كثيرة؛ أولها احترام الزملاء الذين سبقونى مهنيًا، ومتقاربين معى فى العمر، والأساتذة الكبار قيمة ومقامًا ، تعلمت منه عندما يتحدثون وأنا فى حضرتهم عليَّ الإنصات فقط لأنهل من حديثهم ما لم سأحصل عليه من مصدر آخر- وبالمناسبة رشاد كامل واحد من أفضل الحكائين. وثانيًا «الالتزام بالكلمة» مُتمثلًا بتسليم الموضوعات فى مواعيد مُحددة. وثالثًا وليس آخرًا «التواضع»، نعم يا سادة  تواضعه  الذى لم يهتز مللى متر واحد، سواء  قبل رئاسته تحرير صباح الخير أو بعدها. نفس التواضع والمحبة النصائح التى لم يكن  يبخل بها على أحد. لا أذكر أننى وجدت مكتبه مُغلقًا أبدًا، بابه مفتوح للجميع فى أى وقت وهاتفه متاح دائمًا للرد. أضف لذلك محاولته الدائمة لتفتيح طرق وتطوير أفكار أى زميل وحثه على ترجمة ذلك لمؤلفات،  لذلك لا تندهش عندما تجده محاطًا بكل هذا الحب من مختلف الأعمار بمجلة «صباح الخير». ورغم ما اكتسبته مهنيًا وإنسانيًا من الأساتذة الكبار أمثال رمسيس ومحمد حمزة ومحمد رفاعي  ورؤوف عياد وفوزى الهوارى رحمهم الله، وزينب صادق وغيرهم من الأسماء اللامعة بمجلة صباح الخير، فإننا نعيش  حاليا مع جيل مختلف يمثلون زمنهم. شكرًا لكل أستاذ التقيت به فى مجلة «صباح الخير» تعلمت منه شيئًا، سواء مهنيًا أو إنسانيًا، والمؤكد أننى كنت سأتعلم المزيد  إذا كنت موجودة وقت تولى أساتذة بحجم  مفيد فوزى الذى يُذكر اسمه للآن كُلما التقيت بأحد يعلم أننى من أبناء صباح الخير، وكذلك  أحمد بهاء الدين» رحمه الله  وصاحب شعار «للقلوب الشابة  والعقول المُتحررة» على غلاف المجلة، المستمر حاليًا فى عهد طارق رضوان أصغر وأشطر رئيس تحرير بعد أحمد بهاء الدين.