الدرامـا التركيـة جذابـة ولكننا أصحاب الريادة!
مى الوزير
«كريم فهمى» فنان شامل، مؤلف وممثل صاحب كاريزما وأداء هادئ غير مفتعل، منذ بدايته وهو صاحب تجارب مختلفة ومميزة «عرض خاص، المحكمة، حكايات بنات» أما تجاربه فى الكتابة بفيلمى «بيبو وبشير، مستر اند مسز عويس»، طبيب أسنان عشق عالم الفن ويتقدم فيه بخطوات ثابتة، تابعناه فى رمضان من خلال شخصية «عاصم» فى مسلسل «حكايات بنات» وهو نوعية جديدة تماما على المشاهد العربى من المسلسلات، أبطاله جميعا شباب، قصص واقعية لمجموعة بنات تتناول أدق التفاصيل فى حياة أى بنت.
كانت مغامرة لتقديم شخصية الشاب الجان الوسيم دون أن يقع فى فخ النمطية ولكن المشاهدين تعلقوا بحكايته مع البنات وأصبح «عاصم» حلم الفتيات مؤخرا خاصة فى أحاديثهن على «فيسبوك» وتمنوا صدفة تجمعهم بقصة حب مماثلة كما حدث فى المسلسل.
∎شخصية «عاصم» ما الذى جذبكلتقديمها خاصة أن شخصية «الجان» قد تكون تقليدية، وما الذى أضفته لتخرج مميزة بهذا الشكل؟
- عرض على دور «عاصم» فى حكايات بنات، وفكرت كثيرا وكلمت طارق الجناينى وأنا متأكد من نجاح العمل لأن معظم أعمال طارق الجناينى تحقق نجاحاً كبيراً، وقرأت الدور واكتشفت مشكلة عاصم أن الدور غامض وغريب ومشكلته هى كيف سأتناوله، إذا نظرنا للشكل التقليدى لشاب شكله وسيم ، مهتم بشكله وأناقته وتقع البنت فى غرامه إلى الآن لا جديد، الفكرة فى كيفية تناوله لنصل بالمشاهدين أنهم يتعلقوا به وبقصة حبة مع البنت وشكل العلاقة بينهم، ومن هنا كانت صعوبة الدور بالنسبة لى، ولكنى ذاكرتها بشكل جيد واشتغلت عليها، وعندما بدأنا إلى آخر يوم لم أكن أعرف كيف سيكون الانطباع وكان لدى تصور بأننى لم أقدمه بالشكل المطلوب لدرجة أننى لم أشاهد أي مشهد بعد تصويره.
∎ما تفسيرك لانجذاب المشاهدين إلى المسلسل بهذاالشكل حتى مع إعادة عرضه بعد شهر رمضان، هل الحوار البسيط والبعيد عن التعقيدات الدرامية، بشكل أقرب إلى تفاصيل حياتنا اليومية؟
- الحوار وقربه للناس بهذا الشكل، يعود إلى مهارة المؤلف والمخرج معا، فالمؤلف وضع طريقاً واتجاهاً للحوار وللمشهد والمخرج نفذه بشكل مناسب وحتى إن فتح طريقاً للارتجال فهو محكوم و الارتجال له مميزات وله عيوب، وفى المسلسل استفدنا منه وكان ميزة فى المسلسل وأضاف له، يجب فى كل الأحوال أن نكون ملتزمين بالورق لأن المؤلف تعب فيه وله رؤيته وقرب الحوار للناس ولأحاديثهم اليومية وتحديدا البنات يحسب للمؤلف طبعا إنه اقترب بهذا الشكل الواقعى.
∎وهل أغنية التيتر التى غنتها نانسى عجرم ساهمت فى زيادة شعبية العمل؟
- لا أستطيع أن أضع سبباً واحداً لنجاح العمل فهى خلطة متعددة العناصر فنحن لدينا تيتر غنته مطربة مثل نانسى عجرم كسر الدنيا، وتأليف أيمن بهجتقمر وتلحين وليد سعد، بالإضافة إلى تسعة أبطال أربع فتيات وخمسة شباب والمسلسل فى الأساس قصته تدور حول بنات ومشاكلهم وأحاديثهم اليومية فهو بذلك جذب شريحة كبيرة من متابعى الدراما وهم النساء والفتيات، فهم يشاهدون أنفسهم وأحاديثهم الجانبية وهذا ما قرب المسلسل للناس جدا.
∎البطولات الجماعية للشباب حققت مشاهدة أعلى من أغلب مسلسلات النجوم، ما تفسيرك لهذا؟
- السقا كسر الدنيا، وناجى عطا الله كسر الدنيا والمقارنة بين مسلسلات النجوم والشباب هذا العام غير منصفة لأن لكل منهم مذاق واتجاه، بل بالعكس أنا سعيد بنزول هؤلاء النجوم إلى السباق الدرامى، فنحن ظللنا نردد لفترة حول تراجع الدراما المصرية وأكتساح السورية أو التركية، ولكن الآن بعودة نجوم السينما للدراما بأفكار جديدة ودم جديد وإنتاج كبير لنعود إلى الخريطة.
∎الصورة الجذابة وتناول طبقات اجتماعية مرتفعة قد تكون بديلاعن الدراما التركية خاصة أن هناك استياء من انتشار مشاهد العشوائيات فى الأعمال المصرية مؤخرا؟
- احنا نزلنا فى مصر نموذج الصورة الجيدة قبل التركى والطبقات الاجتماعية المرتفعة، ولكن الناس لم تتقبله وقتها لأسباب متعددة منها أن الموضوع جديد عليهم بالإضافة إلى أن ظروف عرضه لم تساعده لأنه كان يعرض مرة واحدة فى الأسبوع بالإضافة إلى أن كل أبطاله وجوه جديدة وهو مسلسل عرض خاص، فهو المسلسل الوحيد الذى تم تصويره بكاميرات سينما 61ملم ، ولكن الناس تعلقت بعدها بالدراما السورى والتركى، وأما بالنسبة للشكل المرفه قد عرض أيضا من قبل فى مصر ولكنه تعرض للانتقاد بحجة أن هذه النماذج لا تشبهنا ولكن مشكلتنا أننا نناقض أنفسنا ونتقبل الجديد من الخارج فى حين أننا قد نكون أصحاب الريادة والخطوة الأولى فكما عرض فيلم «السلم والثعبان» وانتقده البعض لأنه يستعرض حياة طبقة اجتماعية مرتفعة بعيدة عن واقع الكثير من المصريين، فى الحين أننا الآن مبهورون بالدراما التركية التى تستعرض الفيلات والقصور وننتقد مشاهد العشوائيات والحارة المصرية.
∎ألم تتخوف من جرأة الحوار أحيانا فى المسلسل خاصة فى حوارات البنات؟
- أليست هذه هى حوارات البنات وأحاديثهم الخاص.
وجلسات البنات كثيرا ما تدور فيها هذه الأحاديث والأفكار نحن فقط استعرضناها لذك كانت واقعية ولكنها قريبة جدا وليست صادمة فبنات كثيرين قد تجد كل واحدة نفسها فى البطلات خاصة أن أعمارهم صغيرة فعلا لذلك الكلام كان واقعيا ويخرج منهم بواقعية شديدة. وأنا لم أتناقش فى الحوار مع المؤلف إطلاقا فلا أستطيع مناقشته فى الاسكريبت فأنا أقول اقتراحات مثل أى ممثل ولكن كمؤلف لم أتدخل فى عمله إطلاقا.