السبت 18 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

المسرح والمسرحيون فى زمن الإخوان

المسرح والمسرحيون فى زمن  الإخوان
المسرح والمسرحيون فى زمن الإخوان


عن مصير المسرح المصرى فى ظل حكم الإخوان ووسط تساؤلات عن إقبال الجمهور المصرى على المسارح وسط كل الظروف الأمنية والسياسية المتوترة، وانطلاقا من مقولة «رأس المال جبان» هل سيقبل المنتجون على خوض تجربة إنتاج أعمال مسرحية فى هذا التوقيت الحرج وكذلك الأمر بالنسبة لمسرح الدولة وإيراداته، كل هذا وسط تصريحات متشددة من شيوخ الفضائيات بتحريم الفن ومريديه.. طرحنا تساؤلاتنا على مسرحيين ومخرجين لنعرف تصورهم عن المسرح المصرى ومستقبله فى ظل حكم الإخوان والتيارات المتشددة والتوتر فى الشارع المصرى بوجه عام.
 
وبعيدا عن عالم الفن الاحترافى أيضا علمنا بما واجهه فريق المسرح بكلية العلوم جامعة القاهرة من تعسف من قبل اتحاد الكلية ذى الأغلبية الإخوانية وتهديدهم بإلغاء نشاط الفرقة، وتحكمهم فى ميزانية الأنشطة الفنية ومحاولة تهميش الفرقةبحجة عدم أهمية هذا النشاط للكلية.
 
وصلت تخوفاتنا من محاولات القمع والتهميش إلى أقصاها ووصلت إلى فرق الهواة، فطرحنا أسئلتنا على مجموعة من كبار المسرحيين.
 
∎سيدة المسرح فاجأتنا بتوقعها الذى لم تجمله و الرؤية التى لم تزيفها، فتقول السيدة سميحة أيوب: هناك تساؤلات كثيرة والزمن وحده هو الذى سيجيب عنها ونحن فى مرحلة لا نستطيع فيها التكهن بأى شىء وذلك بسبب كثرة المتغيرات حولنا والتى قد تودى بالأمور للأسوأ أو للأحسن ولا أحد يعلم. حتى أنا متشائمة جدا من كل المتغيرات والتناقضات التى تدور حولنا وما يحدث أجهض أمانينا وليس لدى ما أقوله سوى تمنياتى للبلد أن تلملم أحوالها، فمصر هى منارة العالم العربى كله وأتمنى أن نعود لموقعنا وريادتنا فى الفن والمسرح والأمن والأمان.
 

 
∎الفنان أشرف عبد الغفور- نقيب المهن التمثيلية يقول: نحن فى خطة عمل مستمرة وبداية 2013 كانت بعرض منإنتاج القطاع الخاص للفنان الكبير جلال الشرقاوى وهو مسرح خاص ويعمل برأسماله الخاص وليس مسرح الدولة ولكنه تجرأ وشارك فى الموسم وهذه بادرة جيدة جدا، والمسرح لن يغلق والدنيا لن تقف والفن لن يتوقف، والفنون لن يستطيع أحد أن يوقفها ومن سيخاف مرة لن يحبس نفسه فى منزله للأبد، وخلال العامين الماضيين وجدنا أن الناس أصبح لديهم جرأة ووعى ونضجوا بشكل غير مسبق، وتحرروا من أشياء كثيرة. ولن ينجح أحد فى تحريم الفن، ولعل المحاولات موجودة ومستمرة ولكن لن ينجحوا لأن الفن بالنسبة للمصريين أكبر بكثير من أن يحاول أحد إلغاءه أو تحريمه أو تقليصه.
 
∎المخرج المسرحى مراد منير يقول: « مصر كبيرة جدا وأكبر من أى حدث قد يحدث ،ومن أى فصيل يهدد وينادى بما لا يقبله عقل، مصر مازالت بخير وهى أرض الحضارات وأرض الفنون ومهدها، والمسرح المصرى هو أبو الفنون فى العالم العربى كله، وعندما كانيهتز المسرح فى مصر كانت تهتز الدنيا كلها، والمسرح المصرى سيقوم مرة أخرى ،سيقف بشموخ ،والإخوان سيعودون إلى جحورهم مرة أخرى والفن المصرى بشكل عام والمسرح بشكل خاص سيستمر، وأنا عن نفسى انتظرونى فى عمل مسرحى سيكون مفاجأة للجميع وأتحدى أن الجمهور سيضطر لحجز تذكرته قبلها بشهر.
 
وعلى المسرحيين الآن أن يقفوا كالرجال لحماية مسرحنا وفننا ومستقبلنا.
 
∎الفنان أحمد راتب والذى يستعد لتقديم عرض «المحروسة» تأليف أبو العلا السلامونى وإخراج شادى سرور يرى أن الجمهور المصرى لن يبتعد عن الفن ولا عن الترفيه مهما كانت الظروف السياسية لأن الفن والإبداع يجرى فى دمه ويدخل فى جيناته، ولن تثير أى ادعاءات أو تصريحات مخاوفه، وعلى مسرح الدولة أن يدعم حركة الصحوة تلك بأعمال مميزة ونصوص تجذب المتفرجين وتدعيمها بنجوم كبار يضيفون لها ولقيمتها، وعلى النجوم فى المقابل مساندة تلكالحركة الفنية خاصة فى الفترة القادمة.
 

 
∎دكتور أحمد سخسوخ العميد السابق لمعهد الفنون المسرحية يقول: المسرح المصرى يفتقد جمهوره منذ فترة طويلة جدا فإذا تحدثنا عن مسرح الدولة فمن قبل الثورة والرقابة ساهمت فى ذبحه لأن أى عمل كان يهدف إلى كشف عورات السلطة كان يلغيه وكان مسرحاً خاليا من الجمهور، فالمسرح لم يعد يخاطب هموم الإنسان لكى يذهب إليه ويشاهده والرقابة أيام مبارك كانت شديدة وبعد الثورة أصبحت أسوأ، وبالتالى المسرح المصرى بعد 25 يناير أصبح أسوأ، ومحاولات المتشددين لن تعطل المسرح المصرى بل ستعطل الحياة بشكل عام ولكن المصرى لن يخضع ولن يقبل بهذا الزيف، خاصة أن من يقومون به أبعد ما يكونون فى سلوكهم   عن الإسلام ولن يستمروا طويلا لأن الإبداع أصبح فى جينات الشعب المصرى، ومستقبل المسرح فى 2013 صعب التوقع به الآن لأن الصدام حقيقى ومحتدم من قبل المتشددين، خاصة أن بنية المسرح المصرى أصبحت ضعيفة ووزارة الثقافة أصبحت لا تقوم بأى خطوات إيجابية وأصبحت وزارة افتتاح مهرجانات فقط لا غير.
 

 
∎المخرج المسرحى عصام السيد والرئيس السابق للبيت الفنى للمسرح : هناك أزمة بالأساس فى الإنتاج المسرحى منذ عام 2010 و 2011 و 2012 وليس للأمر علاقة بالثورة ولا باستحواذ الإخوان على السلطة وتصريحاتهم، المسألة متعلقة برأس المال، وهو ليس متوافراً منذ عام 2010 أما بالنسبة للقطاع العام فأنا لست متفائلاً لأن هناك داخل وزارة الثقافة من ينفذ مخططاً لتدمير وذبح المسرح المصرى وعلى الوزارة أن تعود لرشدها ومراعاة الميزانية، فليس للأمر علاقة بالأحداث السياسية فنحن قدمنا مسرحية «فى بيتنا شبح» العام الماضى وسط كل الاعتصامات والإضرابات وكنا نحقق إيرادات عالية وأعدنا بها شعار الشباك كامل العدد لمسرح الدولة ،أما المنتج أحمد الإبيارى فيقول:الحكومة نفسها يجب أن تبدأ أن كان لديها نية للاستقرار ليس من أجل المسرح، ولكن من أجل استقرار البلد بشكل عام ومن أجل السياحة والمشروعات المالية والتدفق، ومع الانضباط الأمنى ستعود الحركة الفنية كما كانت وتعطى للجمهور عملاً محترماً تتوافر به عناصر الجاذبية الفنية من نص وفنانين وإنتاج جيد ستمتلئ المسارح مرة أخرى وصالات العرض.