الألتـراس يهدد قطــار الدورى بالتوقف!
محمد عبد العاطي
أصيب المجتمع الكروى بصدمة مفاجئة بعد واقعة الشماريخ التى أطلقها جماهير الألتراس الأهلاوى، خلال لقاء فريقهم بتوسكر الكينى فى دورى أبطال أفريقيا، والتى أدت إلى حرمان أندية الأهلى والزمالك والإسماعيلى من مؤازرة جماهيرها فى المباريات، مما يهدد عودة الجماهير للمدرجات فى مباريات الدورى والبطولة الأفريقية.
حالة من الغضب فرضت نفسها على الأجهزة الأمنية بسبب ما قامت به جماهير الألتراس خلال المباراة على استاد برج العرب بالإسكندرية، فلم تكن الرسائل التى عكفت جماهير الألتراس وقتا طويلا للعمل عليها لبثها وقت المباراة بمثابة الأفعال العابرة التى يمكن السكوت عنها، فالعبارات اللاذعة التى رفعتها أثناء المباراة أغضبت القيادات داخل القوات المسلحة ووزارة الداخلية.
فالقوات المسلحة اعتبرت ما قامت به الجماهير بمثابة إهانة، خاصة أنالواقعة جاءت على أحد الملاعب العسكرية، فقررت حرمان جماهير الأهلى والزمالك والإسماعيلى من اللعب على ملعب برج العرب وفى المقابل تركت ملعب الدفاع الجوى بالتجمع الخامس مفتوحا للأندية دون أى حضور جماهيرى للمباريات.
وفى المقابل جاء قرار (العامرى فاروق) وزير الرياضة بحرمان الجماهير من حضور المباريات الأفريقية أو المحلية بمثابة عقاب سريع وفورى على ما قامت به بعد حالة الغضب التى انتابت الأجهزة الأمنية، خاصة أن الشماريخ كانت مشتعلة وسط هتافات تمس عددا من رجال الدولة فى محاولة لامتصاص الغضب العارم.
وعلى الفور فتحت إدارة الأهلى تحقيقا موسعا حول الأمر برمته بعد وصول معلومات تؤكد أن الدخلات والشعارات التى قامت جماهير الألتراس برفعها فى المدرجات جرى الترتيب لها وكتابة بعضها داخل الصالة المغطاة بالنادى الأهلى بفرع الجزيرة، وهو الأمر الذى دفع اللواء محمود علام لتقديم استقالته من منصبه كمدير عام للنادى كى يرفع الحرج عن المجلس، وبالرغم من محاولات المجلس لإثنائه عن هذا القرار فإنه أصر على تقديمها كى يرفع الحرج عن مجلس الإدارة، خاصة بعد أن اتصل به عدد من جماهير الألتراس وطالبوه بفتح الصالة المغطاة عقب مواعيد العمل الرسمية من أجل الترتيب للدخلات وهو ما سمح به بدافع التواصل معهم وتوفير سبل الراحة لهم ولم يكن يعلم ما فى هذه الدخلات من لافتات مسيئة.
وتخوف الجهاز الفنى للأهلى من حالة الغضب التى انتابت الجماهير فى المباراة وتأثيرها على مسيرة الفريق مستقبلا، خاصة بعد أن شاهد الجميع واقعة سقوط الألعاب النارية على أرض الملعب.
وصرح محمد يوسف - المدرب العام بالفريق الأول لكرة القدم بالنادى - أن اللاعبين كانوا فى حاجة إلى تواجد الجماهير داخل الملعب من أجل مساندتهم ولكن قرار ابتعادهم عن المدرجات جاء ليعيد المباريات إلى حالة الصمت والركود مرة أخرى.
وأشار يوسف إلى أن الوقت الحالى يحتاج فيه الفريق مزيداً من التركيز من أجل لقاء البنزرتى التونسى فى دورى أبطال أفريقيا، خاصة أن قرار تأجيل مباراتى الأهلى وغزل المحلة والزمالك والاتحاد السكندرى فى الدورى عقب الأحداث التى واكبت لقاء توسكر الكينى أصاب الجهاز الفنى بالقلق والارتباك.
وتأتى أحداث جماهير الألتراس لتلقى بظلالها على المسئولين عن الرياضة، حيث أكد مجدى المتناوى - عضو مجلس إدارة اتحاد الكرة - أن الجبلاية كانت تخطط لعودة الجماهير مع بداية الدور الثانى لمسابقة الدورى العام ولكن بعد الأحداث الأخيرة فى مباراة الأهلى وتوسكر الكينى بدورى أبطال أفريقيا تغير الموقف كثيراً.
وقال المتناوى، إن السؤال الذى يطرح نفسه متى ستعود الجماهير إلى الملاعب، خاصة بعد الأحداث التى تسببت فيها جماهير الألتراس وهل ستكتمل مسابقة الدورى أم لا؟
ومن جانبه أكد اللواء صبرى سراج - نائب رئيس نادى الزمالك - أن الأفعال التى ارتكبتها جماهير الأهلى خلال لقاء توسكر مرفوضة تماما لأنها تهدف فى النهاية لزعزعة استقرار مؤسسات الدولة كذلك فإنها ساهمت فى حرمان جماهير الزمالك والإسماعيلى من مؤازرة جماهيرها لها خلال المباريات المحلية أو الأفريقية.
وأوضح سراج أن حضور الجماهير أصبح يكلف الأندية أكثر من قرار حرمانها.
ومن جهته قال اللواء فؤاد علام الخبير الأمنى: إن الدولة فى الفترة الأخيرة تحتاج إلى تكاتف جميع مؤسساتها مع المواطنين كى نستعيد الاستقرار الأمنى من جديد ولا يمكن الاستمرار فى رفع لافتات تسىء للشرطة أو غيرها داخل المدرجات.
وأشار علام إلى أنه يجب منع الجماهير من دخول الملاعب بمثل هذه الأشياء التى من شأنها إهانة مؤسسات الدولة ويجب التصدى بالقانون لمثل هذه الحالات قبل أن تتفاقم الأمور وتتوالى الأزمات ويؤدى ذلك إلى انتكاسة أمنية .