الثلاثاء 12 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

«الإعلام الأســود».. يكشــف: فضائيات حرق الوطن

«الإعلام الأســود».. يكشــف: فضائيات حرق الوطن
«الإعلام الأســود».. يكشــف: فضائيات حرق الوطن



 
صدر للزميل «حسام عبدالهادى» نائب رئيس تحرير مجلة «روزاليوسف» الأسبوع الماضى كتابه العاشر «الإعلام الأسود» - فضائيات حرق الوطن فى 061 صفحة، وفيه يرصد حالة الإعلام المتردية فى جميع القنوات سواء على مستوى الإعلام الخاص أو العام أو حتى القنوات الدينية سواء الإسلامية أو المسيحية وخطة تلك القنوات ليس لإسقاط نظام فقط، بل لإسقاط الدولة.الكتاب يكشف بالأرقام والمستندات فساد إمبراطورية الإعلام التى تشكلت من المتأعلمين المتلونين وأصحاب القنوات الفاسدين والذين لا يهمهم الحفاظ على الوطن ومحاولة إخراجه من النفق المظلم الذى يمر به، بقدر اهتمامهم بالحفاظ على الملايين التى تعود عليهم من هذه القنوات.
 
 
 
الزميل «حسام عبدالهادى» الذى كشف كثيرا من الأسرار والتفاصيل فى الكتاب يعترف أن الإعلام الخاص حرك الماء الراكد فى المجتمع بإثارة الرأى العام حول مناقشات كثيرة وقضايا متعددة كان فى بعضها محايدا وفى بعضها محرضا، والتحريض هنا - وهو ما يؤخذ عليه - لم يكن تحريضا لطريق الصلاح والقيم والنفع المجتمعى، بل كان تحريضا نحو إشعال الحرائق وزرع الفتن التى هى فى أصلها أشد من القتل! القضايا التى كان يشعلها الإعلام الخاص.. صحيح أن كثيرا منها لم يكن يعلم المواطن البسيط عنها شيئا مما أشعل معها المنافسة بين تلك القنوات وصنعت لها قاعدة جماهيرية، لكن لم يدم الحال طويلا بعد أن انكشفت نواياهم، وأن هذه القنوات صنعت فى ظل النظام البائد بفلوس رجال الأعمال الفاسدين الذين نهبوا ثروات مصر من أجل إظهار صورة الديمقراطية الزائفة فى صورة أشبه بالمعارضة الحقيقية، وما كانت تلك القنوات إلا مجرد آلهة عجوة يأكلها النظام - الذى صنعها بيديه - وقتما يريد ويوقفها عن حدها وقتما يشاء، إلى أن رحل النظام وبقى رجال النظام المالكون لتلك القنوات ليدافعوا عن نظامهم الذى كان ولايزال وسيظل يجرى فى عروقهم وشرايينهم مجرى الدم لأن «لحم أكتافهم من خيره».
 
«عبدالهادى» يكشف فى كتابه أن رحيل النظام حَوّل المنافسة بين هذه القنوات إلى صراع وتناحر.هذه القنوات كانت تصنع التمثيليات بالاتفاق مع النظام القديم حسب توجيهاته، فمثلا إذا غضب النظام على وزير أو مسئول أو شخصية ما، يتم إطلاق إشارة الغضب إلى هذه القنوات المأجورة لشن حملة شرسة ضد هذه الشخصية لتقليب الرأى العام ضده، تؤدى بعدها إما إلى استقالته، أو إقالته، أو وفاته!
 
كذلك الأمور التى يريدون تمريرها للشعب تكون وسيلتهم إليه تلك القنوات، مثلما فعلوا من أجل انتشار التعليم الخاص، فأطلقوا حملة لصالحه بشكل غير مباشر، أوهموا الناس من خلالها أنهم ضد المساس والاقتراب من التعليم المجانى، فى نفس الوقت ظلوا من وراء الكواليس يفسدون التعليم المجانى ويظهرون مساوئه عبر هذه القنوات فى حين راحوا يظهرون محاسن التعليم الخاص ليتجه الناس إليه! وهكذا فى كثير من الأمور الحياتية التى كانت تعود عليهم وحدهم سواء النظام أو أصحاب القنوات وإعلامييها بالنفع، وليذهب الشعب إلى الجحيم!
 
عندما تولى المجاهد الإسلامى «نجم الدين أربكان» رئاسة الحكومة التركية من عام 6991- 7991 انشغل بالاقتصاد عن الإعلام فظل محرضو الإعلام ينهشون فيه حتى كان مصيره السجن، أما رجب الطيب أردوغان فلم يخل عليه مكر الثعالب ولم يترك الفرصة للمتأعلمين أن ينهشوه، فاهتم بالإعلام وطهره قبل أن يبدأ مشواره فى النهوض بتركيا.
 
كما يكشف عن الطابور الخامس فى الإعلام الذى ركب الثورة من أمثال عماد الدين أديب وعمرو أديب ولميس الحديدى ومحمود سعد وإبراهيم عيسى ووائل الإبراشى ومجدى الجلاد وخيرى رمضان وتوفيق عكاشة وعمرو الليثى وخالد صلاح وهالة سرحان، ويؤكد أن جميعهم ضربوا «كرسى فى الكلوب» لحرق الوطن، فخريطة طريقهم واضحة وضوح الشمس، وحملتهم المسعورة لا تحتاج إلى تفسير أو مزيد من التفاصيل، وفى النهاية - للأسف - هم يجلسون فى أبراجهم العاجية والغلابة من المواطنين الضحايا هم الذين يدفعون الثمن ويشربون الهم والمرار وينزفون الدماء، هم الذين يقولون: سنعارض حتى آخر جنيه فى احتياطى النقد المحلى بالبنك المركزى المصرى.. ثم يقولون: مصر أفلست!
 

 
ويقولون: سنعارض حتى آخر نقطة دماء هاتنزف من مواطن مصرى.. ثم يقولون: مرسى اللى قتلهم!ويقولون: سنعارض ونقاطع الانتخابات.. ثم يقولون عليها مزورة ولا تعبر عن إرادة الشعب!ويقولون: سنعارض حتى نسقط الدستور الذى اختاره الناس.. ثم يقولون: الوطن بلا قانون!
 
لقد دأب الإعلام الخاص على الاهتمام بالأحداث الفردية والإلحاح على تكرار عرضها من أجل الإيحاء بأنها ظواهر عامة. الكارثة أن بعض مقدمى برامج «التوك شو» توهموا أنهم زعماء وأنهم أوصياء على الشارع المصرى، وعلى الرأى العام أن يستجيب لما يقولونه، ففيه - من وجهة نظرهم - الخلاص، وهم لا يدركون أنهم بما يفعلونه يحرقون الوطن وأصبح مكشوفا عند الناس، وهو ما جعل المصداقية تغيب عنهم، فأساس المصداقية فى العمل الإعلامى هو التوازن من خلال عرض الرأى والرأى الآخر بشفافية دون النفخ فى النار، ولكن ما تفعله الفضائيات تحاول استنطاق الضيوف بما تريد أن تصدره للناس وتلقنه لهم، وإذا تصادف أن المتحدث فى قنواتهم عبر المداخلات الهاتفية لا يتوافق مع ما يقوله مع سياساتهم يسارعون بالقطع عليهم متحججين أن العيب فى الخدمة التليفونية، هذا إن لم تكن المداخلات فى الأصل متفقا عليها وعبارة عن تمثيلية للضحك على ذقون المشاهدين، كل هذا يتم من أجل استمرار الحفاظ على مكاسبهم الشخصية التى يغلبونها على مصلحة الوطن بأكمله!