الأحد 16 يونيو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

دعاية بلقمة الغلابة

دعاية بلقمة الغلابة
دعاية بلقمة الغلابة


يقولون «اللى ييجى على الغلابة مايكسبش».. لكن هذه المقولة لاتنطبق على الإخوان المسلمين.. لأنهم جاءوا على الغلابة وربحوا من ورائهم !! فقد استغل الإخوان لقمة عيش الفقير.. وانتهزوا أزمة طوابير رغيف العيش للدعاية لأنفسهم، فهم كعادتهم ينتهزون كل فرصة أو أزمة لصالحهم حتى أزمة رغيف الغلابة. 
 
فهم لم يساهموا مثلا فى زيادة حصة الأفران من الدقيق لزيادة الإنتاج أو حتى ساهموا فى فكرة فصل الإنتاج عن التوزيع بعمل مشروع توصيل العيش للجميع بكرامة وإنسانية.
 
ولكن على طريقة تفكيرهم المحدودة قاموا فى منطقة وادى حوف بحلوان بالاستيلاء على حصة من أحد الأفران لتوصيلها للمنازل مقابل عشرة جنيهات حق التوصيل وأيضا مقابل كتابة اسم الحرية والعدالة على الأكياس التى تحتوى على العيش على طريقة كوهين ينعى ولده ويصلح راديوهات).
 
.. وفى المقابل يقف الفقراء أمام الفرن لساعات طويلة أملا فى الحصول على رغيف.. وهذا ما حدث فى المخبز الآلى بوادى حوف... الإخوان مستفيدون فى كلتا الحالتين.
 

 
فقد تحدثت مع بعض الناس الذين رأوا هذه الواقعة أمام أعينهم.. فتقول إسلام عزام - أحد سكان منطقة وادى حوف ويقع بيتها أمام فرن العيش المعروف باسم «مخبز وادى حوف الآلى»: هذا المخبز يصرف 2500 رغيف عيش لجمعية تسمى «سمبو».. وتأخذ الجمعية العيش وتقوم بتوصيله للمنازل.. وذات يوم كنت هناك فى الفرن منتظرة خروج العيش، فوجدت مدير المخبز يتشاجر مع صاحب الجمعية وأخبره أنه لن يستطيع أن يسمح له بأخذ 2500 رغيف إلا بأمر من مفتش التموين.. كما يجب أن توفر إدارة التموين دقيق 2500 رغيف.. والغريب أننى عندما رأيت أكياس العيش وجدت مكتوباً عليها اسم حزب الحرية والعدالة وجمعية ائتلاف المساجد وليس جمعية سمبو.. ذهبت بعدها إلى مدير الجمعية وهو بالمناسبة اسمه «محمد مرسى» كى أفهم منه ما يحدث بالضبط.. فسألته قائلة: «هل ما تفعله قانونى»؟ فأجاب : «ارجعى للمحافظة».. فقلت له: «أنتم تقومون بتعطيل الناس وتأخذون حصة الفقراء فى العيش».. فأجاب: سنقوم بتوزيع العيش على الناس بمعرفتنا.. فقلت له: أنا كمواطنة لا أريد أن آخذ من هذا العيش.. وبعدها قلت له: كيف سآخذ منك العيش؟.. فقال لى: اذهبى إلى جامع عمر بن الخطاب أو جامع الأمين وسجلى اسمك ونحن سنقوم بتوصيلالعيش إلى منزلك.. ولكن مقابل 10 جنيهات زيادة ثمن العيش كل شهر!!.. فمثلا لو أخذت بـ 30 جنيها عيش يأخذ هو 40 جنيها.
 
ثم تضيف إسلام قائلة: المشكلة ليست فينا لأن معظم الطبقة الوسطى لا تشترى هذا العيش.. فتذهب للمخابز الخاصة.. لكن المشكلة فى الفقراء، ماذا سيفعلون.. هذا العيش سعره فى متناول أيديهم.. فمن المفترض أن تكون هذه الجمعية جمعية خيرية وتقوم بعمل تطوعى.. فلو حسبنا ما يفعله الإخوان سنجد أنهم يأخذون مكسبا كبيرا وراء هذا العمل.. فهم يأخذون 2500 رغيف عيش ويأخذ 10 جنيهات على التوصيل.. فهم يحققون ربحا 400 جنيه فى اليوم.. ولو قمنا بضرب الـ400 جنيه فى الـ30 يوماً سنجد أنهم يحققون ربح 1200 جنيه فى الشهر.. فالموضوع مربح بالنسبة لهم.. فأين تذهب هذه الأموال؟ وماذا يفعلون بها؟ وستدخل فى خزنة الجمعية تحت أى مسمى!!.. ومن الذى سيقوم بمراقبة هذه الأموال؟ كل هذه الأسئلة حاولناكسكان المنطقة أن نجد لها إجابة.. ولم نجد.
 
ثم توضح قائلة: الجمعية التى تقوم بكل هذا يجب أن تكون جمعية معروفة.. فأنا أسكن فى وادى حوف من حوالى 11 سنة ولم أسمع من قبل عن جمعية تسمى «سمبو».. ولا أعرف حتى أين يقع مقرها؟!.. يجب أن يكون المقر فى الجمعية نفسها وليس الجامع.. فيوجد خلط وشىء غير مفهوم فى هذا الموضوع.. فما علاقة المسجد بالجمعية؟!.. وما علاقة حزب الحرية والعدالة وائتلاف المساجد بجمعية سمبو؟!.. والخطير أن الحزب يميز أعضاء الجمعية ويوصل لهم العيش للمنزل ويعطل الفقراء ويوقفهم فى طوابير فترة طويلة وبعد طول انتظار لم يأخذوا حتى رغيفا واحد.. وتقول إسلام: وإذا لم يتم توصيل الـ 2500 رغيف للمنازل يحوله الحزب إلى علف للمواشى.. فالإخوان فى كلتا الحالتين مستفيدون.. وهذا يحدث فى مصر فكلنا نعلم أن العيش المدعم «أبو شلن» الذى يقف عليه الغلابه طوابير.. يأخذه التجار الكبار ويحولونه إلي علف للمواشى.. أما بالنسبة لمدير الفرن فقد انزعج وهذا ليس حسابا للفقراء، ولكن لأن الحزب سيأخذ من حصة الدقيق الخاص بالفرن نفسه.. ولكن عندما وفروا له الـ 5 شكائر دقيق.. قام على الفور ببيع العيش لهم.. فالإخوان يرون أن ما يفعلونه فيه خدمة للناس.. ولكن هذا ما يظهرونه.. لكنهم يخفون أنهم يقومون بعمل دعاية لأنفسهم للانتخابات القادمة من خلال طبع شعارهم على كيس العيش.. وهذا ليس بجديد على الإخوان.
 
∎العيش المدعم ليس للفقراء بل للحزب
 
آية شعيب- 25 سنة - من سكان المنطقة تقول: وجدنا أن أكياس العيش مكتوب عليها اسم الحرية والعدالة وهذا لم يكن معتادا على الفرن.. وبعدها علمنا أن هذا الفرن تابع للحزب.. وبدأ يثير أزمة فى المنطقة خاصة عند الفقراء بسبب الكميات الضئيلة التى ينتجها.. ويرجع ذلك إلى أن الحزب يأخذ عيش الفقراء ويقوم بتوصيله للناس فى المنازل مقابل 10 جنيهات.. فقد قمنا بالعديد من البلاغات لكن لم يسأل أحد فينا.. فمن المفترض أن ترسل الوزارة حصة زيادة كى تكفى الفقراء لكنها تكتفى بالحصة التى التى ترسلها للإخوان المسلمين!.. وإذا تبقى من الحصة شىء يعطونه للفقراء .. وهذا طبعا لم يحدث.. وتضيف قائلة: الفقراء يأتون كل يوم فى الصباح الباكر ويقفون بالساعات ينتظرون أن يسأل فيهم أحد من العمال وإذا عارضهم أحد أو تخانق معهم لا يعطونه شيئا.. وكثيرا ما يغلقون شباك المناولة ويقولون لهم إنه لا يوجد عيش فى الفرن.. رغم أنه يوجد بالداخل، لكنه ليس للفقراء بل للحزب.
 
ذهبت لفرن العيش محاولة التحدث مع الناس.. فوجدت هناك الرجل المسن الذى يجلس على الرصيف واضعاً يدة علي رأسه منتظراً الفرج من عند الله.. والأم التى تقف بابنها الرضيع الذى لم يتوقف بكاؤه من شدة التعب.. والشاب المتأخر عن عمله والسيدة العجوز التى تقف بعكازها تتوسل للعاملين داخلالفرن أن يعطوها بربع جنيه عيش.
 
∎كل ما أريده رغيف عيش يسند معدتى
 
دخلت بينهم فوجدت من تقول لى: تعالى يا بنتى اجلسي هنا على الرصف حتى لا يصيبك التعب.. ذهبت وجلست بجانبها وعلمت أنها الحاجة أم محمد السيدة المكافحة من أجل تربية أبنائها فتقول: انعدمت الرحمة فى قلوب الناس.. أنا كل يوم أنزل من البيت الساعة 7 صباحا وأجلس على الرصيف أنتظر حتى الساعة الواحدة ميعاد خروج العيش من الفرن وهذا ما يقوله لنا العمال.. وأحيانا كثيرة يتحججون ويقولون لنا بعد انتظار أكثر من 3 ساعات أن الفرن لم تعمل اليوم أو أنه لا يوجد دقيق.. ولم يكن لدى كى أقوم بدفع 04 جنيها للإخوان مقابل أنهم يعطون لى رغيف العيش.. أنا كل ما أريده هو رغيف عيش يسند معدتى.. هذا هو الحزب الذى قال رئيسه إن الفقراء والغلابة إخواتى.. طب حد يعمل كده فى إخواته ياريس؟! .. تدخل معنا عم أحمد البواب قائلا: كل يوم تحدث خناقات بين الناس والعمال داخل الفرن.. الناس تعبت من الظلم والقهر الموجود فى كل مكان حتى فى فرن العيش.. الواحد بيتعامل أسوأ معاملة من العمال ومطلوب أننا نعتذر لهم كى لا يقطعوا عنا العيش ويغلقوا الفرن.. الإخوان لم يتركوا شيئا إلا أخذوه.. حتى حصة الفقراء فى العيش أكلها الإخوان.
 
∎أنا مش شحات أنا عايز عيش
 
وأثناء حديثه معى سمعت رجلا مسنا يقول: يارب بصوت عال ذهبت إليه فوجدت عينيه مليئتين بالدموع.. أنا اسمى سيد ومش عايز حاجة من الدنيا غير أن الناس ترحمنى.. أنا تعبت من الذل وقلة القيمة وعدم احترام كبار السن.. هو عشان أنا بشترى بعشرة صاغ عيش الناس تعمل فيا كده!.. أنا بشوف أكياس العيش خارجة مكتوب عليها اسم الحزب ومليانة عيش كتير.. يعنى فى عيش طب ليه حرمنا منه.. مرة جريت عليهم وقلت لهم أعطونى عيش أنتم أخدتوا العيش اللى فى الفرن كله فقالولى أذهب ربنا يسهلك.. أنا والله مش شحات أنا عايز عيش.
 
∎هذا قطاع عام وليس خاصا..
 
تحدثت مع صاحب المخبز - حسنين مدبولى - كى أعرف منه ماذا يحدث داخل المخبز وما علاقة الحزب به فوجدته يقول لى: المخبز ليس له علاقة بحزب الحرية والعدالة.. فقد أتى لى بعض الأشخاص من جمعية تابعة للحزب وقالوا لى إنهم يريدون عيش.. فقلت لهم تريدون كم رغيف .. فقالوا نريد 2500 رغيف عيش .. فقلت لهم الـ2500 رغيف هم حصة مخبز 25 شيكارة.. وهذه حصة الفقراء والغلابة.. فقالوا لى لا تقلق.. رفضت وقلت لهم لن أعطيكم شيئا غير بتصريح من الوزارة.. وبالتالى لم يأتوا بالتصريح وحدثت مشكلة بيننا.. وبعدها بيومين أتوا لى بتصريح من وزارة التموين كى يأخذوا حصتهم.. ووافقت وأعطيتهم العيش وهذا لا يأتى على مصلحة الفقير.. فآتى كل يوم إلى المخبز الساعة الثانية ظهرا وأقف خارجه وأقوم بتوزيع العيش على الناس الغلابة وأقول لهم اللى عايز عيش اتفضلوا.. العيش موجود.. أنا الحمد لله بحب بلدى وبحب ترابها.. و«اللى ميحبش تراب بلده عيشته فيها حرام»!.. أما بالنسبة لاسم الحزب الموضوع على الكيس فقال: هذا قطاع عام وليس قطاعا خاصا أستطيع منعه.