الأحد 28 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

الإخـوان والإعـلام.. غــرام وانتقـام!

الإخـوان والإعـلام.. غــرام وانتقـام!
الإخـوان والإعـلام.. غــرام وانتقـام!


بعد الانتهاء من سلسلة أفلام العملاق عمر الشريف فى صراعاته فى النيل، الوادى والمينا، نعاصر الآن فيلما آخر وسيناريو صراعياً وهو صراع فى مدينه الإنتاج الإعلامى وصراع مع الصحفيين.. فالصراع على الإعلام هو فيلم الموسم الذى يشارك فى بطولته شباب الإخوان الذين تم تحريضهم على سحرة فرعون الكفرة الداعرين إعلام قوم لوط!! وسيناريو وإخراج مكتب الإرشاد.. أما المشاهدون فهم دائما من يدفعون الثمن وهم المواطنون الغلابة الذين أجبروا على أن يروا مشاهد هذا الفيلم الهابط والذى أكد النقاد من الإعلاميين والصحفيين على فشل الفيلم فشلاً ذريعاً ولن يستمر فى الأسواق طويلاً.. السطور القادمة تكشف كواليس الفيلم الحالى عن سبب التحول والعداء الذى ربما لم يكن مفاجئاً على الإعلام بعدما كان منبرا لهم ومساعدا ومؤيدا من بعض الإعلاميين حتى تقلد الإخوانمناصب الحكم ليتركوا مالهم وما عليهم ويتفرغوا لإخراج وتمثيل أفلام هابطة لا تناسب الذوق الإعلامى والصحفى..
 

 
والبداية كانت بضبط وإحضار باسم يوسف والكاتب الصحفى جمال فهمى.
 
 فبعدما كانت شاشات التلفزيون هى ملاذهم الأول ويظهرون فى كل القنوات أصبحت هذه القنوات مغرضة، كاذبة ومحرضة.. وأصبحت الصحافة متواطئة لقلب الحكم وليست شارحة لسياساتهم الفاشلة ومعبرة عن أدائهم السيئ، وبالتالى الفاشلون تعودوا على إلقاء فشلهم على شماعة الآخرين والشماعة هنا هى الإعلام.
 
 

 
 
∎جذور العداء
 
ومن أهم الإعلاميين الذين كانوا يساندون الإخوان فى فترات ضعفهم أمام النظام السابق هو الإعلامى حسين عبدالغنى، وهو أول من انقلب عليه الإخوان!
 
 قال حسين عبدالغنى الإعلامى والمتحدث الرسمى لجبهة الإنقاذ: إن أسباب العداء تاريخيا تتعلق بالإخوان المسلمين أنفسهم وعلاقتهم بالإعلام، فالمنهج الفكرى للإخوان المسلمين يقومعلى مبدأ السمع والطاعة والإعلام يقوم على فكرة النقد والمساءلة، فالمبدآن متعارضان لهذا من أول لحظة كان الشيخ حسن البنا يقول: إن الإعلام قاصر ولابد من توجيهه، فهم يتعاملون معه على أنه لابد من توجيهه والسيطرة عليه، فالبنية الفكرية للإخوان الإسلاميين بنية معادية بطبيعتها وتركيبتها لفكرة حرية الإعلام.. والأمر الثانى من الناحية الفكرية، فالإخوان نجحوا تنظيميا نجاحاً باهراً وكان الشيخ حسن البنا عبقرية فى التنظيم لكن كان لديه دائما حسرة هو وصالح عشماوى وكل الناس فى الإخوان المسلمين فيما يتعلق بالصحافة والإعلام حاولوا عشرات المحاولات من «النذير» و«الدعوة» وكلها كانت محاولات فاشلة.. فعلى قدر نجاح الإخوان فى التنظيم بحيث لا توجد قرية فى مصر ليس بها أحد من الإخوان المسلمين، إلا أنهم فشلوا فشلاً ذريعاً فى أن يكون لهم منبر إعلامى محترم يعتد به وله قدرة واسعة على الانتشارأو التأثير فـ «البشير والنذير والدعوة» كلها فشلت فشلاً ذريعاً.. كما أنه لم يخرج منهم إعلاميون لهم وزن أو صحفيون لهم وزن، وبالتالى دائما الإعلام موجود فى التيارات الوطنية الأخرى التى لا تنتمى إلى جماعة الإخوان المسلمين أو التيار الإسلامى وهى التيارات الثلاثة الكبرى الأخرى وهو التيار القومى والتيار الاشتراكى والتيار الليبرالى، هذه أسباب العداء الواضح من الإخوان للإعلام من الناحية التاريخية والفكرية.. أما من الجانب السياسى أنا كتبت مقالاً منذ أكثر من أربعة شهور اسمه «الإعلام فى مرمى نيران الإخوان» ومقال آخر اسمه «انتهاكات الإعلام فى عهد مرسى انتهاك كل 84 ساعة» وكتبت فى صفحة كاملة «أكاذيب الإخوان فى إغلاق دريم» كل هذه المقالات كنت أتعامل فيها مع هذه الفكرة.. فالإخوان لهم مشروع سياسى لا علاقه له بالثورة المصرية، فهم يريدون أن يقوموا بالاستحواذ على مفاصل الدولة المصرية وفقا لما يطلقون عليه مشروع التمكين لهذه الدولة الشريفة مصر من أيام محمد على كانت تقوم على «3» أسس الأول: المواطنة بين المسلمين والأقباط، والثانى: المساواة بين النساء و الرجال، والثالث: عدم إخضاع السلطة السياسية للسلطة الدينية فهذه الأسس الثلاثة هى قوام الدولة الحديثة وهم لديهم مشروع معاد للدولة الحديثة يحاولون به استرجاع دولة الخلافة وهدم كل هذه القواعد التى قامت عليها مصر لأن هذه هى روح مصر الحقيقية، هل سيستطيعون فعل هذا المشروع بدون أن تحدث مقاومة؟! بالطبع لا، ستحدث مقاومة وصدامات والمنبر الرئيسى هنا للمقاومة وسائل الإعلام، فلابد من التخلص من وسائل الإعلام لذلك كان هدفهم الأول الإعلام ويليه القضاء فى محاولة هدم مؤسسات الدولة الحديثة وهدم حصون المقاومة التى يمكن أن تتصدى لعملية هدم الدولة الحديثة.. فهم يكرهون الإعلام بشكل فكرى ولديهم فشل تاريخى فيه والتيارات المنتمى لها معظم الإعلاميين غير منتمية لهم ومشروعهم فى التمكين وهدم الدولة الحديثة ولأن الحصن الرئيسى فى المقاومة هو الإعلام، فلابد من هدمه.
 

 
∎ شماعة لأخطائهم
 
كما قال الكاتب الصحفى عبدالحليم قنديل وعضو جبهة الإنقاذ: أسباب العداء الموجه إلى الإعلام يكمن فى إحساس الإخوان بالعجز وإدمانهم للفشل مما يجعلهم يعلقون هذا الفشل على أى شماعة، وعادة تكون شماعتهم الإعلام، فالإخوان لن ينكروا جميل الإعلام لهم لأنهم من الأساس لن يعترفوا بجمايل الإعلام ومساندته لهم وذلك لأن الكذب عندهم تحول من عادة إلى عبادة، القضية أبعد من كده، إدراك غريزى للفشل وإدراك غريزى كمان لأن الأرض تميل من تحت أقدامهم ومعدلات انخفاض شعبية الإخوان متسارعة جدا فوق أى تخيل مسبق.. وهذه جماعة بيزنس بامتياز يعنى تفهم فى التجارة فهم تجار مانفاتورة لا علاقة لهم بالشرعية ولا الإسلام ولا السياسة وهمبدائيون إلى أبعد حد بمعنى آخر أنهم يتعلمون «الحلاقة» فى رؤوس اليتامى «مصر» وأنا أتوقع أن الهجوم على الإعلام وفكرة القوائم الجاهزة للاعتقالات من خلال نائب معين بصفة غير شرعية، أن كل هذا بداية النهاية وعلامات نهاية الإخوان، فقرب نهاية السادات كان شيئا من هذا النوع وقرب نهاية مبارك كذلك سرت نفس الظاهرة. أعتقد أنه لن تفلت جماعة الإخوان من القانون ذاته والحل للخروج من مما نعيشه الآن لن يتم إلا بإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية متزامنة للخروج من مأزق اكتشاف عجز الإخوان الخلقى.. مرسى أضاف إلى ديون مصر الخارجية فى خلال 10 أشهر 15 ملياراً يعنى مبارك حمل البلد 30 مليار دولار ديون خارجية فى خلال 30 سنة وهم فى 01 أشهر أضافوا إليها 15 مليار دولار باقتصاد التسول.
 

 
∎ الإعلام والقضاء
 
عبدالله السناوى الكاتب الصحفى قال عن أسباب العداء والعنف الموجه للإعلام: نحن لدينا قضيتان رئيسيتان فى مصر قضية الإعلام وقضية العدالة بمعنى أنه إذا كان الإعلام حرا ومستقلا ويتبع القواعد المتعارف عليها دوليا، فنحن أمام مجتمع يتيح حق تبادل المعلومات والآراء ويتيح الأخبار أمام الرأى العام بحيث يمكنهم أن يشكلوا نظرة مستقلة عن الأحداث، فنحن أمام التنوع والتعدد للآراء والمعلومات والقضية الثانية هى قضية العدالة، فإذا ما ضمنا رفع يد السلطة التنفيذية عن أعمال القضاء، فنحن أمام حق التقاضى لكل مواطن طبيعى وأن تتوفر القواعد الديمقراطية.. المشكلة الحقيقية الآن فى مصر أن هناك عدواناً مزدوجاً على الإعلام والعدالة.. فالصحافة ليست اختراعاً وهكذا القضاء.. فهنا فى مصر أى نظام فاشى فهو بطبيعته معارض لحرية الصحافة، فإننا أمام ناس تستنسخ وزير الدعاية النازى جوبلز وتستنسخ فكرة أن مصر كلها صوت واحد وإلغاء التعددية فيها وإلغاء التنوع الطبيعى.. فالتنوع يعطى للمجتمع حيويتهويعطيه حريته الإخوان قبل الثورة كانوا عنصراً حقيقياً فى الإعلام الحر المستقل وكنا نستضيفهم فى الجرائد ومنهم من كتب مقالات مثل العريان وأبوالفتوح وكان هذا يعطى مصداقية للجريدة.. وكانت هناك جرائد تدافع عنهم عندما يتعرضون إلى تعذيب أو تنكيل أو محاكمات عسكرية.. لكن الإخوان عندما صعدوا إلى السلطة فهم يستغلون أسوأ ما كان فى النظام السابق.. فالنظام السابق تعامل مع الإعلام على درجتين فمن كان يتصور أن حرية الصحافة تمثل نوعاً من التشويش وأن الإعلام يعمل على الوعى بإصرار وأن برامج التوك شو لما دخلت فى السنوات الأخيرة لمبارك وكان لها تأثير كبير فى توجيه الرأى العام، الإخوان بدأوا من النقطة الأخيرة قبل نظام مبارك.. فهم فاشلون ولكنهم لا يعترفون أن فشلهم فى السياسة وفى اختياراتهم السياسية وفى غلق الدولة وإنما يحملونها على الإعلام.. بمعنى أنهم يحسبون أنهم إذا أغلقوا عدداً منالصحف والقنوات فسيكون هذا الأفضل وهذا كلام خاطئ بمعنى أننا فى عصر السماوات المفتوحة وأن غلق القنوات أو الصحف لن يفيد وهناك مواقع إلكترونية وإنترنت يمكن من خلالها أن يستقى المواطن المعلومة، بالإضافة إلى أنه سيستقيها من إعلام خارج بلده فهذا الفكر والكلام والسياسة التى يريدون اتباعها يناقض العصر ويوضح فشلهم.. بالإضافة إلى أنه إذا أغلق بعض القنوات والصحف، فستطارده السمعة السيئة، حيث سيؤثر هذا على الاقتصاد وعلى العلاقات الدولية وسنكون أمام نظام فاشى بالتعريف الكلاسيكى، فأنا أظن أن النظام يقبل على كارثة لا يدرك عواقبها.. فالإعلام يمثل سمة وقوة العصر الحديث والصدام معه نهايته معروفة وهى هزيمة مرسى والإخوان والنظام.
 
 

∎ الطرق الخبيثة للإخوان
 
علاء ثابت- عضو مجلس نقابة الصحفيين المنتخب ورئيس تحرير جريدة الأهرام المسائى سابقا- يقول: يجب أن نعترف من البداية أن النظام الداخلى للإخوان لايعترف بالإعلام.. واستخدم الإعلام فى فترة من الفترات لدعم أهدافه غير الواضحة وهذه طريق خبيثة جدا استخدمتها الجماعة.. الإعلام كان البوابة الأساسية للإخوان المسلمين أيام مبارك.. كانوا يوصلون وجهة نظرهم ويصنعون شعبيتهم من خلال الإعلام المستقل، الذى كان ولاؤه الأول للناس.. ومع بدايات الثورة راح الإخوان يستخدمون الإعلام فى تشويه المجلس العسكرى وتقليل إنجازاته والضغط عليه وبعد ذلك تكشفت الحقيقة التى هى جزء من إيمان الإخوان المسلمين الذى لايؤمن من الأساس بحرية الإعلام.. بل لديه الطاعة العمياء التى هى جزء لا يتجزأ من مبادئه الأساسية.. وبالتالى سيكون الإعلام شيئا غير مقبول بالنسبة له.. وبالتالى هو لا يؤمن به ولا بحرية الصحافة..والإخوان المسلمون لا يريدون أن يخبروا الشعب بالحقيقة.. وهذه هى أساس الأزمة الكبيرة التى نعيشها الآن.. أن الإعلام يريد أن يؤدىوظيفته والإخوان المسلمون يرون أن الحقيقة إذا وصلت إلى الناس سيكون هناك معوق كبير لمشروعهم فى مصر.. فهذا العداء فى جينات الإخوان منذ القدم.. فهم لديهم مراحل فى مشاريعهم يستخدمون فيها ما يشاءون وبعد ذلك ينقلبون على الناس الذين قاموا بمساعدتهم وإبرازهم.. والقنوات الفضائية أصبحت عدواً لهم الآن.. ووصل الانتهاك مع الإعلاميين إلى تعقبهم ومحاولة كسرهم وتخويفهم وفى نفس الوقت تشويههم.. وهناك محاولات منهم لتشويه الإعلام بشكل كبير.. وهذه هى طريقة الإخوان منذ حسن البنا حتى الآن.. وهذا ليس جديدا عليهم. لكنهم لا يستطيعون خداع الإعلام أو ترويضه.
 
∎ مبدأ السمع و الطاعة
 
أحد أهم إعلاميى مصر هو محمود سعد الذي كان تأييده لمحمد مرسى وهو السبب فى تصويت الكثيرين له.
 
يقول سعد: الإخوان المسلمون تربوا على عدم تقبل النقد.. فلا يوجد أحد عندهم يستطيع أن يقول رأيه أو حتى يفكر ومن يقول رأيه يتم خروجه من الجماعة وكان على رأسهم الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح وثروت الخرباوى وكمال الهلباوى ومحمد حبيب.. هم يجب أن يكونوا سمع وطاعة.. وكانوا يريدون أن يكون الإعلام أيضاً سمعاً وطاعة لهم وهذا لن يصح أبدا!!.. ويريدون كل شىء يسبح بحمدهم.. فهم غير مدركين لدور الإعلام الحقيقى لأنهم لو كانوا مدركين كانوا استفادوا من الإعلام.. لأن الإعلام يقوم بكشف عيوبهم وأخطائهم.. وهم لا يستفيدون من عيوبهم لأنهم لو كانوا مدركين كانوا ناقشونا وقمنا بحل المشاكل.. لكنهم يسمعوننا ويفعلون ما يريدون فى النهاية.. فهم مصدقون أنهم عباقرة هذا الزمان!!.. وهذه العادات تعودوا عليها منذ أن كانوا شباباً.. فهم كانوا متصورين أنهم عندما يعملون تحت مظلة الدين سيقول لهم الشعب سمعا وطاعة.. فهم انكشفوا وانكشفت حقيقتهم وهى أنهم ليس لهم أى علاقة بالدين فهم يلعبون سياسة ولكن باسم الدين.
 
∎ عدم المهنية
 
أما دكتور عدلى رضا أستاذ الإعلام فقال: أنا ضد محاصرة مدينة الإنتاج الإعلامى أو إغلاق القنوات أو الصحف وضد فكرة التراشق بالألفاظ والسباب، لأن هذا يدنئ من مستوى الحوار وللأسف أقول إن العديد من القنوات لا تعمل بشكل مهنى وتستضيف ضيوفا يتراشقون بالألفاظ ويسخرون من التيار المعارض، وأتحدث عن القنوات كلها الدينية والقنوات التى تعمل بأجندات خاصة ضد أى نظام، وأعتقد أن هذا هو السبب الرئيسى فالإعلام به فوضى تسوده وعدم مهنية وهناك هجوم كبير على الإخوان من القنوات الخاصة وهجوم شنيع من القنوات الدينية على التيار المعارض وبطبيعة الإخوان يواجهون العنف بالعنف والهجوم بهجوم مضاد، وهذا هو السبب فى هجوم الإخوان على الإعلام لأن الإعلام دائم الانتقاد والسخرية منه للأسف نحن نعانى من بيئة إعلامية غير صحية والبعض يتعامل بأجندات خاصة.. فإذا أدى الإعلام دوره بحرفية ومهنية لن يوجه له عداء ولن يستطيع أحد أن يعلق عليه.. فالإعلام أغلبه منفلت وأصبح يسىء استخدام الحريات.
 
∎ نحن بلا دولة
 
الإعلامى جابر القرموطى مذيع برنامج «مانشيت» يتعجب مما يحدث من هجوم على الإعلام قائلاً: نحن لا ندرى أسباب العداء على الإعلام فنحن نسألهم «ليه بتعملوا معانا كده»، والمشكلة أن بعد أى خلاف نرى الإخوان مع الزملاء ضيوفا على شاشات التليفزيون وعلى أرض الواقع العداء كائن فنحن ننقل ما يحدث فى الشارع فالشارع حزين وكل مايحدث فى الشارع أشياء سلبية لها العجب وفى المقابل يريدون ذكر الإيجابيات، فأين الإيجابيات، فأنا أقدم نداء إلى الرئيس بأن يكون رئيسًا فعليًا بأن يفرح ويتعامل مع الهبة والوديعة التى قدمها الله له وهى مصر بشكل سليم وكما ينبغى من الرئيس أن يفعل لها ولكن بلا مزايدة أو إقلال لشأن الرئيس ماذا فعل لمصر؟! فالعداء موجود لأننا ننقل الجانب السلبى ودكتور زياد بهاء الدين كتب فى مقالته بالشروق «ماذا فعلتم أنتم فى مصر» للأسف هناك فشل خطير فى الحكم الحالى للإدارة.. أما عن محاصرة مدينة الإنتاج الإعلامى ومحاصرة الدستورية وما حدث أمام مكتب الإرشاد يعنى أننا بلا دولة فما حدث فى الـ 7 أو 8 أشهر تؤكد أننا دولة لا يوجد بها رئيس، أو رئيس وزراء أو أى مؤسسات سوى الجيش رغم التحفظ الشديد والشرطة على الرغم من وجود عوار به إلا أنهم المؤسسات الوحيدة التى أشعر بها أمام القضاء فهو غريب فنحن أول بلد لديه اثنان نائب عام أحدهما وضع بالقضاء والآخر سيذهب به القضاء واللهم لانسألك رد القضاء.. نحن الإعلاميين والصحفيين كبارنا وصغارنا لن نخشى منهم لأننا لا نقوم بشىء خطأ.. وإن كنا أخطأنا فالجميع أخطأ قبل الثورة وبعد الثورة ووقت الثورة، فالإعلام فقد موضوعيته فأصبحنا جميعنا ثورجية.
 
∎ كره الحقوق والحريات
 
بينما الأستاذ جمال فهمى وكيل أول نقابة الصحفيينيقول: هذا العداء له سببان الأول أنهم باعتبارهم جماعة يمينية متطرفة وفاشية تكره عموما الحقوق والحريات.. وتتشدق بها لأغراض الدعاية ولكن عندما تتمكن ترتد إلى حالتها الأصلية المعادية لكل الحقوق والحريات.. وهذا أمر ثابت فى أدبياتها وسلوكها السياسى.. لكن عندما وصلت إلى السلطة فى سياق كله ظلام وخداع ومقاتلة وتزوير انكشفت حقيقتها بوضوح شديد.. وهنا يظهر السبب الثانى أنها فاشلة فهى ليست فقط جماعة فاشية بل وفاشلة أيضا.. وتقود البلاد من كارثة إلى مصيبة ثم إلى مأساة مثل كل النظم الديكتاتورية الفاشية الفاشلة.. وهم أيضا يتوهمون أنهم إذا أخرصوا الألسنة وإذا أطفأوا نور الإعلام الحر سيفلتون بجرائمهم وفشلهم.. لكن الحقيقة أن كل هذه أوهام.. وكل ما يفعله الإعلام هو أنه يسلط فقط الضوء عليهم لكن المعاناة التى يعانيها الناس من هذا الفشل وهذا الإجرام أمر ليس من الممكن إقناع الناس بعكسه!! وبالتالى من الصعب إقناع الناس عكس ما يشعرون به.. وهناك جانب آخر من الوهم هو أن الإعلام الحر والمتنوع لم يستجب لهذا الإرهاب والتخويف ولن يستسلم أمام البلطجة التى وصلت إلى حد القتل واقتحام مقرات الصحف مثلما حدث فى بعض الصحف.. وتكسير عظام الصحفيين مثلما حدث أمام قصر الاتحادية وأمام مكتب الإرشاد.. هذه أوهام لن يكون لها أى أثر فى الواقع.. فهم يزودون فقط سجل جرائمهم ويقربون يوم النهاية.. وهناك ملحوظة مهمة وهى أنهم يسيطرون على 90٪ من أخطر وسائل الإعلام.. ورغم فشلهم فالناس منصرفة عن هذا الإعلام الهائل الذين قاموا بالسطو عليه سواء صحافة أو إعلام أو إذاعة وتليفزيون.. وكل ما يرعبهم ويزيد توترهم وقلقهم هو الـ10٪ من وسائل الإعلام بحرية.. فجماعة الإخوان المسلمين مازالت عايشة فى الوهم..
 

 
 
إعلامكم المحترم يفوق الإعلام الداعر بذاءة وتحريضا
 
«كانت أمى تتذوق بول أبى لتعرف مقدار السكر به»! هذه الكلمات الفجة عرضت فى التلفاز على مسمع ومرأى الصغير قبل الكبير.. لم تكن هذه الكلمات يا سيادة الرئيس فى الإعلام الذى تصفونه بالإعلام الداعر أو الفاجر، بل كان فى إعلامك.. إعلام التيار الإسلامى.. على لسان الشخص الذى يلقب نفسه بأنه إعلامى وداعية.. فى قناة الحافظ..
 
هذا هو نفس الشخص الذى أحرق الإنجيل الذى يدين به جزء من شعبك وتبول عليه هو وابنه وتم تصويره والتفاخر بهذا الفعل، والحقيقة أننى لا أعرف ما قصة أبو إسلام مع البول والتبول! وهو نفس الشخص الذى وصف الوقفة الاحتجاجية لنساء مصر رفضا للتحرش بأن 9 أعشارهن نصرانيات والباقيات عاريات! لم نسمع عن اعتراض عليه أو محاصرته أو ضبطه وإحضاره بتهمة الفتنة الطائفية مثلا! لم يكتف الأخ أبوإسلام بتلك البذاءة بل تطاول على الله ورسوله وزعم أنه يسب أسوة بالله ورسوله!.
 
ترى هل هذا هو الإعلام المحترم الذى تبتغونه ؟! قال لى ذات مرة الأستاذ حسن البرنس القيادى الإخوانى عندما سألته عمن يتحدثون باسم الرئيس وتؤدى تصريحاتهم إلى الكثير من البلبلة والتوتر فى المجتمع المصرى: ولماذا لا توقفونهم عن هذا، فرد قائلا: إذا كنا لا نحاول أن نكتم صوت المعارضين فكيف لنا أن نكتم صوت المؤيدين ؟! كان هذا فى الشهور الأولى بعد تولى الرئيس مرسى.. الآن وصل الوضع أنهم يريدون كتم صوت المعارضة دون النظر لما تفعله أصوات مؤيديهم من ضرر لهم قبل أن يكون لمعارضيهم. . سأستعرض لكم سريعا بعضا مما يذاع فى القنوات التابعة المؤيدة ولكم الحكم فى وصفها بالإعلام المحترم أو العكس.. ومن هم بالضبط سحرة فرعون!
 
∎   قناة مصر 25
 
قناة مصر 25 إذا حاولت واحتملت متابعة برنامج «توك شو» بها فالمتعارف أن هذه النوعية من البرامج يجب أن يكون طرفا النقاش حاضرين للمناظرة وتلقى أسئلة المذيع، ولكنك ستجد أن جميع الأطراف من الجانب المؤيد للنظام أو للتيار المتأسلم.. والمذيع يشاركهم الرأى وإن كانوا يسخرون من شخص معارض كحمدين مثلا.. لا مانع أن يشترك المذيع فى السخرية.. هل هذه هى الحيادية التى تطلبونها من الإعلام؟!
 
ودائما الحقائق مغلوطة ومعكوسة فحين مات زميلى الصحفى المصور الحسينى أبو ضيف أعلنوا فور موته أنه مؤيد من الإخوان ومع اعتراض من يعرفون الحسينى قالوا إنه ليس منهم ولكنه مؤيد ثم انتهوا بأنه كان يقف بجانبهم، لذا أصابته الطلقة التى كانت مصوبة لهم وأصابته خطأ! فعلا يتمتعون بمصداقية وحيادية!
 
∎   الحافظ..
 
«البنات اللى بتنزل التحرير لا مؤاخذة بنات عايزة الرجالة تغتصبها.. هم عايزين كده وعشان كده بينزلوا التحرير»! كلمات للشيخ الإعلامى عبدالله بدر من قناة الحافظ، وهذا كان قبل حادثة التحرش لـ 25 بنتا فى الميدان .. لن أناقش أنه أعلن عن الحادثة قبل الإبلاغ عنها وأن أسأل من أين تنبأ بحدوث ذلك ولكن.. هذا شيخ يتحدث فى قناة ويصور برنامجه فى جامع وهو يجلس فوق منبر! هذا الرجل كان يحرض الشباب فى التليفزيون بالنزول للجهاد وقتل المعارضين.. وقال بالحرف: قتلانا فى الجنة وقتلاهم فى النار.. حتى إن أحد الشباب انفعل وقال له: «عايزين نطلع عين ..... يا شيخ» فرد الـ.. شيخ قائلا: وحياتك ليحصل! فعلا إعلام محترم!
 
∎   أمجاد ..
 
برنامج اسمه الإرهابى.. لفت نظرى عنوان حلقة وهو «فضيحة وائل الإبراشى» فدخلت على الفور لمعرفة الأسرار الخفية عن الإبراشى .. وإذا بهم يعرضون فيديو له وهو يقول: «أنا ليبرالى وأحترم الحرية الشخصية»! ويعود المذيع ليعلق أترون هو الذى يقول إنه ليبرالى ويحترم الحرية الشخصية! ثم ينتقدونه لأنه ينتقد المحافظ سعد الحسينى فى برنامجه لنزوله بالجلباب فى جولة فى محافظته.. واتهموه بأنه يتجرأ على الزى الإسلامى! وبأنه بذلك يكره كل شىء إسلامى! وغيره من التهم الساذجة المصاحبة بفيديوهات لا علاقة لها بهذه التهم وليس الإبراشى فقط، بل أيضا إبراهيم عيسى وغيرهما من المعارضين لهم وللنظام.
 
لن أذكر التليفزيون المصرى.. وسأكتفى بوصفه بالتليفزيون المصرى سابقا.. الإخوانى حاليا.. ترى هل هذا هو هدفكم أن نصبح جميعا مصريين سابقا! الحقيقة هذا هدف صعب.. وتحقيقه أيضا مستحيل لمن يعى طبيعة الشعب المصرى.. فى النهاية لا نطلب أن تتركوا الإعلام الذى تسمونه بالإعلام المحرض أو الداعر ولكن نطلب ألا يكون هناك خيار وفاقوس.