الثلاثاء 8 أكتوبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

"سانت جان أنتيد" بالإسكندرية

«لعبت المدرسة دورًا مهمًا وأساسيًّا فى حياتى،  وكان لها دور كبير فى تنمية وعيى»، بهذه الجملة بدأت السفيرة نبيلة مكرم عبدالشهيد وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين فى الخارج، حديثها عن مدرستها «سانت جان أنتيد» وهى إحدى أعرق مدارس البنات فى مدينة الإسكندرية.



 أسسها راهبات المحبة (البيزنسون) سنة 1934م، التى كان لها أكبر الأثر فى تكوين وصقل  شخصيتها  وتنمية مهاراتها ومواهبها للدخول فى معترك الحياة بقوة وعزيمة. وتمضى الوزيرة:  المدرسة بشكل عام هى المسئولة عن تربية وتكوين شخصية الفتاة حتى تصبح أمًا ومربية فاضلة، ومدرستى رسمت تاريخًا مليئًا بالمحطات المضيئة فى حياتى، بل وتفعل ذلك مع باقى طلابها، فهى تعلم نحو ألف طالبة من مرحلة الحضانة حتى الثانوية العامة باللغة الفرنسية. يقضى الطالب معظم وقته بالمدرسة، وبالتالى فهى تؤثر عليه بشكل كبير، فيتعلم الطالب كل القيم الإيجابية من خلال تعامله مع مُعلميه وزملائه، فالمدرسة تعتبر الجزء المُكمل للمنزل، فالطالب منذ اللحظة الأولى لدخوله المدرسة يصبح أمام مجتمع كبير، يتعلم فيه احترام الكبير وتجليل المُعلم والعطف على الصغير، والتعامل بقواعد الأدب، كما يتعلم أثناء تواجده بالمدرسة قيمة التعاون، من خلال مشاركته فى الأنشطة والألعاب الجماعية، التى تنظمها المدرسة، الأمر الذى يزيد من ثقتهم بأنفسهم. أحرص دائمًا على زيارة مدرستى كلما سنحت الفرصة، لأتذكر القيم التى ذرعتها هذه المدرسة فى نفوس كل من تعلم بها، فعلاقتى بأصدقاء الدراسة لم تنقطع إلى اليوم، بل الجميع حرص على الحفاظ على الصلة والتواصل بين بعضهم بعضًا وبين مدرستهم، تكريمًا لفضل هذه المدرسة التى قامت بتشكيل ملامح شخصية كل من تعلم بها. حرصت على المشاركة مؤخرًا فى الاحتفال بمرور 85 عامًا على إنشاء مدرستى، لأتذكر القيم الإنسانية السامية التى غرستها بى، إلى جانب حرصها على تعليم طلابها أحدث المناهج العلمية، بما يأهلهم ليكونوا أشخاصًا ذوى أماكن مرموقة علميًا ومجتمعيًا.

«سير بولين»

 كما أدين بالولاء لمعلمتى القديرة «سير بولين» التى ساعدتنى فى تكوين شخصية متميزة علميًا وإنسانيًا ووطنًيا، قادرة على الإبداع والنقد البناء وقبول الرأى الآخر ومواجهة التحديات والعنف، فقد كان لها الفضل فيما وصلت إليه، وأتمنى من الطالبات ضرورة الحفاظ على هذه المبادئ لأنها رصيدهن فى الحياة بعد ذلك.

قيمة الحزم

كان للمدرسة مواقف عديدة تؤكد مدى الحزم وقوة إدارة المدرسة، «لا أنسى كيف صادرت مديرة المدرسة جاكت كنت أرتديه مخالفًا للون اليونيفرم ولم أسترده حتى الآن، رغم أنى قمت بشرائه خلال رحلة مدرسية كانت لمدينة بورسعيد، وتحت إشراف المديرة ذاتها، حيث رفضت أن يكون هناك تميز لأحد فهناك نظام ينفذ على جميع الطالبات دون استثناء»، فقد كانت المدرسة شريكة أساسية فى تربيتى وفى غرس قيم ومبادئ أساسية بشخصيتى إلى جانب دور الأسرة.. المدرسة صرح يعلم الطالب الكثير من الخبرات التى ربما يحتاج إلى سنوات طويلة حتى يصل إليها، ولكن المدرسة تقدمها له على طبق من ذهب، فدور المُعلم لا يقتصر على شرح المنهج المقرر على التلاميذ فقط، ولكن يعطيهم من خبراته الحياتية التى تساعدهم على فهم الحياة وعدم الوقوع فى مشكلات». هناك أيضا الدور الوطنى الذى تنمية المدرسة فى الطالبات وحبهن واحترامهن للوطن، بدءًا من احترام العمل، خصوصًا عندما تكون الأسرة متوافقة ومتماشية مع تعليمات وقواعد المدرسة، وهذا شيء مهم فى تنشئة الأطفال.