هبة توفيق فراشة فى عالم الموضة

صباح الخير
أفكار جريئة، ألوان بمزيج خاص تصميمات بعذوبة ورقى، تركيبات من خامات مختلفة، كل هذا ما قدمته هبة توفيق مصممة الأزياء الشابة التى لم تكمل عامها السادس والعشرين بعد، فى أول مجموعة تطلقها لربيع وصيف 2013، والتى أطلقت عليها Foulard أى الوشاح أو الحجاب بالتركى، فقد أصبح التركى يفرض سطوته ليس فقط على عالم المسلسلات، بل أيضا فى عالم الأزياء خاصة للمحجبات، وإليكم المزيد من التفاصيل عن عالم هبة توفيق.
هبة توفيق رغم أنها اختارت ملابس المحجبات لكى تتخصص فيها إلا أنها ترى أن الحجاب فى القرن الواحد والعشرين يجب أن يكون محتشما، لكن مختلف يحمل بين طياته العصرية والشبابية والتجديد والمزج بين الثقافات والحضارات المختلفة، فمرة تذهب إلى الحضارة الهندية بألوانها القوية المستوحاة من قرص الشمس فتقدم تصميما يمزج اللون البرتقالى القوى مع لونالسماء الزرقاء الصافية فى تصميم انسيابى وجرىء، ومرة تقدم تصميما فضفاضا يحاكى القفطان الشرقى فى ألوانه الدافئة وقصاته، لكن تبتكر قصة دائرية فى ذيله تشابه قباب الجوامع الإسلامية العتيقة.
مصممة الأزياء الشابة هبة توفيق تشبه الفراشة رقيقة حالمة، لكنها فى نفس الوقت كلها حيوية وتحلق دائما فى عالم الأناقة والجمال والألوان، تحلق دائما مثل الفراشات على الشموع والشمس ولا تخشى لهيبها أو حرها، وهو ما تعبر عنه هبة بقولها: أريد أن أقدم شيئا جديدا ومختلفا ومميزا، أريد أن أرى كل فتاة أو سيدة فى قمة أناقتها ودائما ما أدعو السيدات للمزج بين الألوان والأفكار والدخول إلى عالم الابتكار، فكل سيدة يمكن أن ترتدى من دولاب ملابسها بأكثر من أسلوب وبأكثر من فكرة، وهو ما أقوم به دائما، فأنا أحب أن تكون الملابس التى أرتديها أو ترتديها إحدى زبوناتى غير تقليدية وغير مفهومة وتتسم بالابتكاروتضيف هبة: أعشق الذوق الإيطالى فى الملابس والأحذية والشنط وأتمنى أن نصل بصناعة الملابس فى مصر إلى المستوى الإيطالى.
∎شروق
تبدأ رحلة التصميم بفكرة أو مجموعة أفكار تتبلور فى شكل تصميمات وتركيبات وتكوين مجموعة من الخطوط والتفاصيل لننسج فى نهاية الرحلة مجموعة أزياء كانت حلما فى الخيال، وهبة توفيق التى درست الإعلام وكانت تخطط للعمل كمذيعة فى إحدى القنوات الفضائية كمقدمة برامج اختارت الشروق بطلته الندية وألوانه القوية ليكون مصدر إلهام لها، فأخذت تجمع الأقمشة فى تصميمات بسيطة توحى بشروق شمس يوم جديد ثم أضافت إليها لمساتها الجريئة أحيانا، والحزينة أحيانا أخرى!
تقول هبة توفيق: أنا زوجة وأم ولى ولدان محمد وأدهم، وهما مازالا فى عمر صغير يحتاجان الحركة والمجهود، لذلك كان هدفى من المجموعة الأولى أن أقدم مجموعة أزياء للمرأة العصرية المتحركة التى نراها صباحا فى العمل وبعد الظهر مع الأولاد فى النادى تجرى معهم وتلهو وتعلمهم وتتعلم معهم، وهو أسلوب حياة لمعظم الفتيات اللاتى اخترت أن أقدم لهن تصميماتى فى الشريحة العمرية ما بين العشرين إلى الأربعين، هذه الفترة العمرية الديناميكية فى حياة كل امرأة فهى المرحلة التى تريد فيها أن تثبت ذاتها وتحقق طموحاتها العملية والأسرية معا، لذلك حرصت أن تكون التصميمات عملية واعتمدت على البنطلون «الشروال» الذى يتميز بالانسيابية فى الحركة، وفى نفس الوقت محتشم بشكل يتناسب مع المرأة المحجبة. تؤكد هبة توفيق أن جميع تصميماتها للمحجبات وأنها لن تقدم تصميمات للمرأة غير المحجبة، فهذا هو اتجاهها، لكنها فى نفس الوقت ترى أن المرأة المحجبة فى القرن الواحد والعشرين أنيقة فى ذوقها بحكم العالم المفتوح الذى نعيشه، وأن دور مصممى الأزياء للمحجبات أن يطوعوا خطوط الموضة العالمية فى تصميمات تناسب الحجاب والحشمة للمرأة الشرقية، وتضيف هبة: الذوق الإيطالى وخطوطه تعجبنى بشدة وعن نفسى أشترى تصميمات إيطالية لغير المحجبات، لكن لدىّ من القدرة والذوق أن أوظفها وأرتديها بشكل يتناسب مع الحجاب العصرى.
∎البوت
منذ أن ظهر البوت فى موسم الشتاء وهو قاسم مشترك للموضة والأناقة والدفء، ومصممة الأزياء الشابة هبة توفيق رأت فيه أناقة مضافة للمحجبة العصرية وبدأت فى عمل تجارب وأفكار لكى يكون البوت قاسما مشتركا لملابس المحجبة شتاء وصيفا، وبعد عدة محاولات قدمت مجموعة من التصميميات للبوت لكى يتم ارتداؤه فى الصيف واستخدمت خامات مختلفة من الجلود ومن الأقمشة، تصميماتها جاءت من الأمام على شكل صندل عادى مفتوح بأشكال مبتكرة وألوان مختلفة، لكن رقبة الصندل مرتفعة كأنها بوت، وقدمت مجموعة من التصميمات لهذا الصيف من القطيفة والقماش، بل إنها استخدمت قماش «الدك» وهو القماش الذى يستخدم كشراع للمراكب، لكنه معالج لكى تتم تطريته فأعطته أشكال مرنة تناسب الصيف، وحرارته وجملته بشرائط من الجلد أو قصاصات من قماش الصاعقة.
∎ميرفت وهبة
كثيرا ما تتلاقى أفكار الفنانين والمصممين معا وفنانة الحلى ميرفت رضوان فنانة لها ثقلها وتصميماتها المتميزة التى لا تخطئها العين، وقد اختارت المصممة الشابة هبة توفيق مصممة الحلى ميرفت رضوان لكى تقدم مجموعة من الحلى تتكامل مع تصميمات الملابس التى تقدمها وتداخلت قطع الحلى التى صممتها خصيصا لهذه المجموعة مع الشنطة والحزام وعلى البوت، إضافة للعقود والأساور، فالمرأة المحجبة كما تراها هبة توفيق لابد أن تكون مكتملة الأناقة والأنوثة متناغمة فى تفاصيلها ومتميزة فى كل شىء.
وأخيرا
ما أجمل البدايات المبشرة من أجمل الأغصان اليافعة، وما أجمل خلق الله وإبداعاته.. هبة توفيق أحد إبداعات الخالق بأفكارها وروحها وأحلامها.. إنها فراشة فى عالم تصميم الأزياء، تدفعنا لتدبر خلق الله وملكوته! سبحان الله، فالقدر لم يمهل هبة أن تشهد نجاحها أو حتى أن تقرأ هذه السطور المتواضعة، فبعد أن صممت «53» تصميما وقامت بتصويرها وافتها المنية إثر هبوط حاد فى الدورة الدموية، رحمها الله وأسكنها فسيح جناته.