الجمهـور «شـبع سياسـة»

مى الوزير
أثبت خلال سنوات قليلة أن موهبته وقدرته على تقديم أى شخصية وتطويعها، غير معتمد على شىء سوى أدواته كممثل كما فاجأنا بأدائه لشخصية «بكر» فى فيلم كف القمر، يعود للسينما بتجربة مختلفة فى فيلم «نظرية عمتى».. محظوظ فنيا بدايته مع كبار النجوم وضعته على طريق سار فيه وأثبت قدرته على الاختيار والانتقاء من بعدها.
بسيناريو لعمر طاهر سيقدم حسن الرداد نظرية عمتى فى ثانى تجاربه الكوميدية فى السينما، ومسلسله الجديد «آدم وجميلة» وعودة للمسلسلات الدرامية الطويلة وعن أهمية خلق موسم عرض مواز لشهر رمضان، وحدثنا عن الشارع المصرى ورأيه بأن الناس «شبعت» سياسة وأن الكوميديا هى الحل.
∎ بداية نرى أن «نظرية عمتى» هو فيلم لايت كوميدى هل الدافع وراء هذه التجربة مرة أخرى هو نجاح فيلم «الآنسة مامى»؟
ـــ منذ أن بدأت التمثيل وهذه النوعية من الأعمال هى المفضلة لدى وما أردت أن أبدأ به ومن أكثر الموضوعات التى تستهوينى من الناحية الفنية سواء فى السينما العربية أو فى السينما الأمريكية، ولكن عندما بدأت التمثيل عرضت على نوعية معينة من الأدوار المختلفة إلى حد ما مثل دورى فى احكى يا شهرزاد أو فى فيلم كف القمر، فأصبح مجهوداً علىّ كفنان أن أسعى وأن أحاول ألا يتم وضعى فى قالب محدد وأن أبتعد عن النمطية فى الأدوار التى أقدمها وأن أغير جلدى فنيا وحاولت ذلك فى الدراما عندما قدمت «ابن الأرندلى» مع الفنان يحيى الفخرانى وبعدها لم أجد أعمال لايت إلى أن عرض علىّ «الآنسة مامى»، الذى كان نقطة تحول.
∎ ولكنك فى حوار سابق صرحت لى إنك تستهويك الأعمال ذات الطابع السياسى؟
ـــ بالطبع هذه الأعمال مهمة فنيا وتحمل رسالة أو إنذارا ما وأنا بطبعى أهتم بالسياسة بشكل عام وما يدور حولنا ولكن أنا لن أقدم نوعاً فنياً واحداً، لا أريد تقديم أكشن فقط أو رومانسى فقط، لا، أنا أريد تقديم شخصيات مختلفة طوال الوقت، فى احكى يا شهرزاد قدمت شخصية صحفى انتهازى، فى كف القمر الصعيدى الفقير المقهور من كل ما حوله، الآنسة مامى شخصية مختلفة تماماً لذلك مقياسى الأول والأخير هو التنوع.
∎ وماذا عن دورك فى نظرية عمتى، وما التنوع الذى سنشاهده؟
ـــ مذيع شهير لأحد برامج التوك شو شاب عازب يعيش حياته بلا حسابات، ويقابل فتاة تقلب له حياته وتحدث بينهما مفارقات فى إطار كوميدى وهى حورية فرغلى، والفيلم للكاتب عمر طاهر المعروف بكتاباته الساخرة فهو يضع المضمون أو الرسالة فى إطار كوميدى وهذا ما جذبنى فى السيناريو، فهو كاتب مميز ولديه رؤية قريبة للجمهور حتى من خلال مقالاته وكتاباته.
∎ وهل الأجواء السياسية المشحونة والحراك المستمر يشجع على الاتجاه للأفلام اللايت كوميدى خاصة أن الجمهور «شبع سياسة»؟
ـــ الناس الآن فعلا تحتاج إلى ما يخرجها من الحالة النفسية السيئة فالإحباط الآن منتشر والأجواء مشحونة وهذا أثر بشكل كبير على المزاج العام للمجتمع والمتفرج العادى يعتمد اختياره للفيلم الذى سيشاهده على حالته النفسية، أغلب الناس الآن تفضل الفيلم الكوميدى الذى يجعلهم ينسون الهم والضغط النفسى والناس فعلا شبعت سياسة وملت وطوال اليوم، أمام النشرات الإخبارية وبرامج التوك شو وتحليلات سياسية.
∎ وهل تعتقد أن الإنتاج السينمائى تأثر يشكل كبير بتلك الظروف وأصابه كساد انعكس بشدة على المواسم السينمائية الفترة السابقة؟
- السينما المصرية تعانى من فترة طويلة وليس مؤخراً فقط فلو عدنا بالزمن 21 سنة تقريباً كانت من أزهى الفترات للفنانين لتحقيق نجاحهم وتقديم أعمال من أعظم ما يكون حيث كان العدد على الساحة قليلاً جداً فمن كان يجتهد كان يثبت نفسه فنيا، وكانت هناك ثورة فى شكل الإنتاج ونوعيته والقنوات الفضائية التى بدأت فى الانتعاش بالإضافة إلى دور العرض الحديثة وإمكانياتها، أما الآن نواجه أكثر من أزمة أثرت على صناعتنا نحن حتى الأزمات المالية العالمية تأثرنا نحن بها وعانينا منها، وأخيراً بعد الثورة تأثر الإنتاج بشكل واضح وأصبحت نية أى منتج يتجه لتقديم عمل فنى مغامرة كبيرة ورهان لذلك قل الإنتاج السينمائى والدرامى بشكل ملحوظ ولمسنا هذا فى المواسم السينمائية الماضية وشهر رمضان، بالإضافة إلى أن المزاج العام نفسه تغير وأصبح الذهاب لدار عرض لمشاهدة فيلم رفاهية وسط كل مانعيشه من حراك سريع وغلاء وانعدام أمنى ولكن الحياة لن تتوقف هذا المبدأ هو ما يدعونا للاستمرار والحياة والعمل لأننا لو توقفنا فالمسألة لا تتوقف على الفنانين فقط ولكن هناك فنيين وعمالاً وصناعة كاملة وبيوتاً مفتوحة وأحيى المنتج الذى لديه شجاعة وحب لمهنته يدفعه للمغامرة والنزول بأفلام فى هذا الوقت الحرج.
∎ هل لمست فارقاً ما بعد مشاركتك فى لجنة تحكيم «ديو المشاهير»؟
- البرنامج كان تجربة أكثر من رائعة ولعل الفارق الذى لمسته هو أننى شعرت بعده باتساع القاعدة الجماهيرية الخاصة بى، فالجمهور اللبنانى بشكل خاص لديه ردود فعل مختلفة تجاه أى نجم يتعلق به ولعلى لم أكن معروفاً بلبنان بهذا القدر قبل البرنامج ولكن مع بداية عرضه حتى الآن حققت جماهيرية كبيرة هناك لذلك أعتبر مشاركتى فيه هذا العام مكسباً لى لأن البرنامج منتشر فى الوطن العربى ونسبة مشاهدته مرتفعة وهذا مهم جداً بالنسبة لى كفنان.
∎ مسلسلك الجديد «آدم وجميلة» 60 حلقة ألا ترى أن هذه جرعة كبيرة غير معتادة وموضة جديدة على الدراما المصرية؟
ـــ بالعكس ففكرة الدراما الطويلة كانت الأساس لدينا منذ سنوات طويلة، الدراما التى يكتبها المؤلف ليس لمجرد كتابة سيناريو 03 حلقة، لدينا الشهد والدموع وليالى الحلمية ورأفت الهجان والدالى كان ثلاثة أجزاء ولكن الفكرة أنها لم يتم عرضها بشكل متصل، الجديد فى فكرة الـ 06 حلقة أنها يتم عرضها بشكل متصل.