الخميس 4 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

قطاع الإنتاج خارج الخدمة

قطاع الإنتاج خارج الخدمة
قطاع الإنتاج خارج الخدمة


هل تتذكرون زمن «الريادة الدرامية» ذلك الزمن الذى كان فيه النجوم يتهافتون للصعود على خشبة المسرح ولو من خلال حصولهم على شهادة تقدير فى حالة عدم حصول أعمالهم على أى جوائز بمهرجان الإذاعة والتليفزيون.، هذا الزمن كان فى العصر الذهبى للدراما عندما كان ممدوح الليثى رئيسا لقطاع الإنتاج، وللأسف هذا الزمن ذهب و«ولى» تدريجيا بداية من رئاسة المخرج يحيى العلمى رحمه الله ونهاية بعادل ثابت رئيس قطاع الإنتاج الحالى.
 
 والطريف أن هذين الاسمين يجمعهما سبب مشترك جعل أيديهما مرتعشة فى التوقيع على أى أعمال درامية جديدة فالمخرج يحيى العلمى جاء خلفا لممدوح الليثى الذى خرج من القطاع بقضية شهيرة، مما دفع العلمى للاستعانة بمستشار قانونى قبل التوقيع على أى عقود للأعمال الفنية وعادل ثابت يخشى من الوقوع فى نفس ورطة أسامة الشيخ رئيس التليفزيون السابق الذى أنقذ الدراما المصرية وجعلنا لا نلهث خلف الفضائيات المشفرة التى تذيع مسلسلات كبار النجوم مع الفارق طبعا بين رجل له رؤية مستقبلية «أسامة الشيخ» وبين آخر ليست لديه «ملكة» إقناع المسئولين بأهمية دوران عجلة الإنتاج الدرامى بالقطاع الذى يرأسه ولا يملك حتى خطة قريبة يطرق بها الأبواب للحصول على سيولة تمكنه من تنفيذ خطته حتى لا يبدو الأمر وكأن له علاقة بوزير الإعلام، والمؤكد أن أى وزير لا يريد الفشل فى منصبه حتى إذا كان إخوانيا المهم إيجاد من يقنعه بأهمية قطاع الإنتاج وأنه صمام الأمان للدراما المصرية، وعندما تكون مهمة رئيس قطاع الإنتاج بالتليفزيون محصورة فى الحفاظ على الأمن والاستقرار وعدم جلب صداع للمسئولين بطلبات العاملين فهذا لن يحسب له بقدر ما سيذكره التاريخ فى حقه إذا ساهم فى إنعاش حركة الإنتاج الدرامى بالقطاع، ففى الوقت الذى أعلن فيه رئيس قطاع الإنتاج بالتليفزيون باكتفائه بالأعمال الفنية التى تم الانتهاء من تصويرها العام الماضى وهى بالمناسبة ثلاثة مسلسلات فقط نرى رجل الأمن السابق بالتليفزيون سعد عباس الذى تولى رئاسة مجلس إدارة شركة صوت القاهرة يقدم 11 مسلسلا بميزانية 051 مليون جنيه وجميع أبطال هذه المسلسلات خفضوا أجورهم، وهذا يعنى أننا أمام رجل ذى عقلية متفتحة ويعى جيدا قدر المنصب الذى يشغله صحيح شهدت صوت القاهرة قلة فى الإنتاج، لكن لم يصل الأمر للتوقف، أيضا ممدوح يوسف، المسئول عن قطاع الإنتاج فى مدينة الإنتاج الإعلامى فهو أخيرا أعلن عن خطته الدرامية لهذا العام من خلال إنتاج 7 أعمال فنية ثلاثة منها سيت كوم بنجوم صف ثان، والأربعة الأخرى مسلسلات بنجوم صف أول جارى التعاقد معهم مثل ليلى علوى وعمرو سعد، وطبعا عدد المسلسلات التى تنتجها مدينة الإنتاج هذا العام «يكسف» مقارنة بالأعوام السابقة، لكن على الأقل فيه خطة وتحضير فعلى لهذه الأعمال.
 
وأخيراً
 
 قطاع الإنتاج لن يخرج من أزمته إلا بالعمل واستيعاب أهمية منصب رئيس قطاع الإنتاج الدرامى بالدولة فالتاريخ لن يمحو تقصير أى جهة، جعلتنا يا حول الله بلا ريادة إعلامية ولايحزنون، وليس مفهوما على الإطلاق أن يكون أكبر صرح إعلامى تابع للدولة غير قادر على الإنتاج حاليا، والمُتصدر للإنتاج حالياً هم بعض المنتجين الذين لهم تاريخ مُشرف فى الإنتاج مثل صفوت غطاس ومحمد فوزى وجمال العدل، لكن فى النهاية القطاع الخاص مهما بلغت نجاحاته فى الإنتاج إلا أنه فى النهاية ليس بثقل وأهمية جهات الإنتاج التابعة للدولة «قطاع الإنتاج» و«مدينة الإنتاج الإعلامى» و«شركة صوت القاهرة» هذا الثلاثى حافظ على تصدرنا للريادة الدرامية بفضل الأعمال الدرامية المتنوعة، لسنوات وليس مفهوما على الإطلاق تقاعسه عن أداء دوره سواء بغياب الإنتاج أو قلته فى مثل هذه الظروف الصعبة بمبررات غير منطقية.
 
أذكر أن مسلسل «الزوجة الثانية» لسعاد حسنى وصلاح منصور وشكرى سرحان عرض منذ أكثر من عام على رانيا يوسف وكانت هى أول المرشحين لهذا العمل، وبعد اعتذارها قلت خير ما فعلت فقيامها ببطولة مسلسل مأخوذ عن فيلم سينمائى ناجح لعب بطولته أسماء لها وزنها وتخض أى أحد يفكر بالاقتراب منها أمر لن يكون فى صالحها على الإطلاق، والدليل قائمة الأعمال السينمائية والدرامية التى تمت إعادتها بأسماء ممثلين من هذا الجيل، ولم تلق نجاحات تذكر حتى وإن ادعى أصحابها عكس ذلك. المهم أننا اعتقدنا خطأ أن الموضوع سقط من حسابات المنتج، وبدأنا نسمع مؤخراً عن إحياء هذا المشروع فى الأسابيع القليلة الماضية. من خلال ترشيح لـنيللى كريم لدور سعاد حسنى فى فيلم «الزوجة الثانية» ووقتها قلت لنفسى لماذا تورط نفسها فى عمل يخصم من رصيدها الفنى وبعد اعتذارها تأكدت أن المخرج خيرى بشارة رشح بشكل نهائى آيتن عامر لتجسيد نفس الشخصية التى جسدتها سعاد حسنى بينما ستجسد علا غانم دور الزوجة الأولى الذى سبق وجسدته فلتة زمانها سناء جميل طيب بالذمة ده كلام! طبعا سنجد أصحاب المسلسل يخرجون علينا بتصريحات من عينة رؤية معاصرة للفيلم ولا ده بعيد عن الفيلم المهم أنك ستخرج فى النهاية أن الموضوع كله سبوبة وأكل عيش بدل القعدة فى البيت فى شهر رمضان مع المتفرجين.