الجمعة 17 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

إحتفال على إستحياء : حب إيه إللى إنت جاى تقول عليه؟

إحتفال على إستحياء : حب إيه إللى إنت جاى تقول عليه؟
إحتفال على إستحياء : حب إيه إللى إنت جاى تقول عليه؟



 انفلات وبلطجة.. صور تعذيب وسحل وتحرش.. هم وغم وإحساس بالخوف على الوطن والرعب من المستقبل.. هذا هو الحال هذه الأيام وعندما تأتى مناسبة كعيد الحب فى ظل هذه الأجواء تجدها وكأنها تأتى على استحياءفالأجواء يخيم عليها الغضب والقلق والضغوطات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية ولسان حال الناس يقول «مين له نفس يحتفل»؟

نزلنا المحلات والمولات لنتعرف على حال الناس هل سيتم الإعداد للاحتفال بهذا اليوم بالورود والدباديب والهدايا أم أن حبنا لبلدنا وقلقنا عليها قد غطى على أى أحاسيس أخرى.. جانب يؤكد أنه مجرد التفكير فى احتفال فى ظل ما نعيشه هو نوع من التبلد والأنانية حيث تعانى أسر بل محافظات كاملة من آلام نفسية وضغوطا لفقدها أولادها كشهداء أو لحالة عدم الاستقرار بها وهناك جانب آخر يرى أن أى بناء واستقرار يقوم على الحب وتذكر كل المعانى الإنسانية الجميلة التى تجمع بين الناس ولا تفرقهم وتعلو بهم بعيدا عن اختلافاتهم فالحب فى البيت والشارع والعمل هو ما يقوينا نفسيا ويوحدنا لمواجهة أى إحباطات وانهزامات ولعل حبنا لبلدنا بصورة عملية من أسمى معانى الحب وأقواها وهو ما نحن فى أمس الحاجة له.

 هدايا بلا زبائن

المولات مليئة بالناس ولكن يكفى أن تلاحظهم لتدرك أنهم قد جاءوا للفرجة فقط وأن قوة الشراء ضعيفة جدا حتى فى المحلات التى تمتلئ باللون الأحمر معلنة عن هدايا عيد الحب.. أحمد عبدالله صاحب محل للهدايا فى أحد مولات مدينة نصر كسا اللون الأحمر محله بسبب أعداد من الورود والدباديب سألته عن الإقبال هذا العام على الهدايا واستعداداته لهذا اليوم فأجاب: «من المؤكد أن حالة البلد الاقتصادية وما يحيط بنا من أحداث مؤسفة لها تأثير مباشر على سوق الشراء فنادرا ما يدخل أحد ويشترى وإلى الآن من اشترى هدايا خاصة بعيد الحب أعدادهم لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة وأغلبهم من الشابات الصغيرات والكساد أصاب كل السوق تقريبا ولكنى نظمت المحل ككل عام فى عيد الحب لإضفاء جو على المحل ولكنى أتوقع إقبالا ضعيفا».

نانسى لطفى أيضا من أصحاب محلات الهدايافى أحد مولات منطقة السادس من أكتوبر تقول: «الحب لكل الأوقات ولا يقتصر على الأيام السعيدة الهادئة فقط بل إنى ألاحظ أن بعض الناس فى الظروف الصعبة يحاولون الهروب بالترفيه عن النفس وكأنهم «يتلككوا» ليشعروا بالسعادة ولو سعادة وقتية فأنا استعددت فى المحل لتلك المناسبة ككل عام من ألوان حمراء فى الخدديات والدباديب والشموع والبالونات والهدايا هى نفسها الموجودة طوال السنة ولكن بأجواء رومانسية لطيفة وبالفعل هناك إقبال على الهدايا ولكن بصورة ضعيفة نسبيا على الهدايا القيمة والاتجاه للشموع من قبل الزوجات الشابات».

أما عزيز مجدى فهو صاحب محل ورود بمنطقة الدقى فيقول: «الورد أحلى هدية فى أى وقت خاصة عيد الحب ومع أن السوق كله «نايم» إلا أن الورود ستظل أصدق هدية وأجمل شىء يبعثه أحد لحبيبه خاصة أن هناك أنواعا رائعة من الزهور هذه الأوقات من السنة ومن المؤكد أنه قد لا تكون هناك هذا العام أجواء احتفالية ولكن ستكون وردة أو صحبة صغيرة من الورد هدية مناسبة بين الأجباب والمخطوبين والأزواج لتلطيف الأجواء وتذكر معانى جميلة تقوينا نفسيا على تحمل ما يمر بالبلد وهناك بالفعل «أوردرات» لبوكيهات لتوصيلها فى ذلك اليوم ولكنها ليست بالعدد الكبير وأغلبهم مخطوبين حديثا.

لطفى فايز يؤجر محل هدايا من عدة سنوات بمصر الجديدة يقول: «للأسف فإن الزبائن قلت جدا ولم يعد الحال كالسابق، وفين وفين عندما يأتى من يطلب شراء هدية قيمة ويلفها مما سيجعلنى أبحث عن محل بإيجار أقل لأنى أصبحت أخسر فلا بيع والحالة أصبحت سيئة وأنتظر أن تكون مناسبة كعيد الحب «وشها حلو» لكن بالمقارنة بسنوات سابقة كان هذا الوقت الذى يسبق عيد الحب موسما لبيع هدايا ودباديب وشموع على عكس الحال هذا العام والعام السابق أيضا».

ماحدش له نفس يحتفل

سألنا الناس هتحتفلوا بعيد الحب إزاى؟ فاختلفت الإجابات.. أميرة مجدى زوجة وأم لطفل تعمل محاسبة تقول: «ومين له أى نفس للاحتفال فحال البلد مقلق طول الوقت أخبار مزعجة موت وإصابات وحرائق والإنسان الآن مشغول بالتطورات كل دقيقة، وحاطين إيدينا على قلبنا وبصراحة كل الناس بتقول «حب إيه إللى أنت جاى تقول عليه»، عن نفسى ليس لدى أى نية بالاحتفال بأى مناسبة فقد شاهدت منظر البلطجية والعنف فى الاتحادية وقت الأحداث المؤسفة ومن يومها وأنا محبطة وقلقة من دخول أولادى للمدرسة لأنها فى منطقة التحرير وقد نعود للاحتفالات عندما نطمئن على أنفسنا وأولادنا ونعود للاستقرار كوطن.

شادية محمود 52 سنة بائعة فى أحد المحلات تقول: «من المؤكد أن خطيبى سيحضر لى ورودا ولكنى طلبت منه عدم إحضار هدايا فهو فى حالة اقتصادية سيئة هذه الأيام بسبب عمله فى مطعم من مطاعم وسط البلد والتى أصبح الشغل فيها «نايم» وستكفى كلمة رقيقة منه لهذه المناسبة».
سامية وائل 03 سنة موظفة بإحدى الشركات تقول: «للأسف الحوادث والأحداث متلاحقة وكلها تسد النفس ولولا أن عيد الحب يوافق عيد زواجى ما كنت احتفلت به ولكن بالفعل أى احتفال الآن تجده يأتى على استحياء فبكاء أم على ابنها الشهيد وتألم مصاب من تعذيب أو سحل تجعلك تكرهى الدنيا كلها ولا تودى ولا ترغبى فى أى احتفال.

ليلى عبدالله 23 سنة تقول: «الحياة الصعبة التى نعيشها وتضغط على أعصابنا أصبحت فوق المستطاع فما نراه يوميا من زحمة مرور ومشاكل عمل واعتصامات ومظاهرات وتصريحات مستفزة وكاذبة من مسئولين ومشاهد تعذيب وقتل على شاشات الفضائيات تسد نفس أى إنسان وتصيبه بالإحباط وكلنا كمصريين وصلنا للأسف لمرحلة من الانقساملجزء محبط وجزء عنيف وكله رد فعل لما نعيشه لذا يصبح من الصعب جدا الشعور بفرحة هذه الأيام ومع هذا فعيد الحب مناسب جدا لالتقاء الأسرة فأنا أزور أمى واجتمع مع إخواتى وحماتى وهدية بسيطة لزوجى وعشوة رومانسية حلوة تهون كل الأشياء المؤلمة والمحبطة التى نعيشها.

أما مها نبيل 92 سنة وتعمل مدرسة لغة إنجليزية فتقول «طبعا سأحتفل بهذه المناسبة فما أحوجنا فى هذه الظروف التى نعيشها من نسمة تلطف علينا ما نعيشه ونراه يوميا فسأصنع تورتة على شكل قلب لزوجى وأولادى خاصة أن هذا اليوم يوافق عيد ميلاد ابنتى وسأحضر هدية لزوجى ولابنتى فلو استسلمنا للظروف والكآبة لن نستطيع أن نعيش وستسوء الحالة أكثر وأكثر».

يوافقها الرأى المهندس محمد الشيمى 43 سنة فيقول: «تعودت كل عام أن أدعو زوجتى للعشاء فى أى مطعم تختاره فى هذه المناسبة وصحيح أن الحال هذه الأيام «لا يسر» ولكن هذا مدعاة أكثر لنحاول أن نخلق حالة من الهدوء ونهرب من سخونة البرامج والأخبار والتليفزيون والجرائد ولن تكون هناك مناسبة أجمل من ذلك.