السبت 4 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

سرطان الثدى .. ليس «وصمة عار»!

سرطان الثدى .. ليس «وصمة عار»!
سرطان الثدى .. ليس «وصمة عار»!


 للأسف الشديد إن (سرطان الثدى) هو أكثر أنواع السرطان حدوثا بين نساء مصر والمنطقة العربية، والمحزن جدا أن الوقاية والعلاج منه عندنا حسب التساهيل!!.. لماذا (الوقاية والعلاج) من سرطان الثدى فى أوروبا وأمريكا تبدأ مبكراً وبصفة دورية ومنتظمة، وعندنا فى مصر والبلاد العربية تبدأ متأخرة حسب التساهيل ؟! لماذا سرطان الثدى هو أكثر أنواع السرطان حدوثا بين نساء مصر والدول العربية ؟
 
لماذا صحة المرأة عندنا مقدسة وعندنا لو نملك أن نئدها وندفنها ونخلص منها يكون أفضل ؟! لماذا سرطان الثدى عندهم (وصمة عار)، ومنطقة محظورة، ولابد أن يكتنفه الغموض، وأن يظل غارقا فى عالم من الأسرار المجهولة، وأن تحيط به جدران وأسوار من الصمت، ولا يكون الحديث عنه إلا همساً وغمزا لأنه (المرض اللعين) و(المرض الخبيث)؟.. بذمتكم هل هناك (مصيبة) أكبر من ذلك ؟ ! إننى حزين لهذا التخلف والجهل الذى نعيش فيه !! عموما السطور التالية تحمل كل الأمل والتفاؤل والشفاء والوقاية والعلاج لملايين النساء.
 
 أهم شىء للوقاية من (سرطان الثدى) هو كسر حاجز الصمت حوله خاصة فى مصر والمنطقة العربية، وكشف الغموض الذى يحيط به، وتحطيم فكرة أنه (وصمة عار) تصيب النساء، والتوقف فورا ونهائيا عن وصفه بأنه (المرض اللعين) و(المرض الخبيث)، لأنه أصبح مرضاً عادياً قابلاً للعلاج ونسبة الشفاء منه عند الاكتشاف المبكر مرتفعة جدا وأكيدة، مما يساعد فى إنقاذ حياة الآلاف من النساء ومن ثم الانتصار فى المعركة ضد سرطان الثدى، ولكن المشكلة الخطيرة للمرأة المصرية والعربية هو عدم اهتمامها ببرامج التوعية بخطورة سرطان الثدى بل الكارثة الاستخفاف به، ولذلك تنجح التوعية بخطورة هذا المرض فى أوروبا وأمريكا، وللأسف تفشل فشلا ذريعا عندنا، فهم بدأوا قبلنا بأكثر من (25 عاما) بالتوعية والكشف المبكر عن سرطان الثدى ونحن دائما وكالعادة متأخرين !!
 
فى أوروبا وأمريكا تقوم ملايين النساء بعمل أشعة الثدى (الماموجرام) بصفة دورية كل سنة أو سنتين على الرغم من أن غالبية حالات الإصابة بسرطان الثدى عندهن تحدث ما بين (60 إلى 56 سنة)، أما فى مصر والدول العربية فسرطان الثدى يبدأ بعد الأربعين وقد تحدث الإصابة قبل ذلك، بسبب عدم الاقتناع بالوعى الصحى بخطورة هذا المرض أو الخوف والرعب الشديد منه، وإذا دار حوار بينك وبين أى امرأة فى المنطقة العربية عن سرطان الثدى، تكتشف وهذه هى الصدمة الأولى أنها لا تعرف أى شىء عن سرطان الثدى!! ثم تقول تبريرات واهية لعدم اتخاذ سبل الوقاية والحماية من هذا المرض اللعين، مثل لا توجد عندى مشكلات فى الثدى لذلك لم أذهب إلى الطبيب !
 
كما أننى لم أفكر مطلقا فى عمل أشعة الثدى (الماموجرام) لأنها غير ضرورية !!
 
 وقد تفاجئك بأكذوبة كبرى فهى مشغولة وليس عندها الوقت الكافى لعمل أشعة (الماموجرام)!! أو أنها خائفة جدا ومرعوبة من أن يكتشف عندها سرطان الثدى لهذا لن تعمل أشعة (الماموجرام) !! وتبريرات أخرى كثيرة كلها واهية للأسف الشديد وتؤخر الاكتشاف المبكر للمرض مما يجعل علاجه وفرص الشفاء منه قليلة.
 
∎ الاكتشاف المبكر.. ينقذ حياتك
 
 الثدى.. من أكثر الأعضاء فى جسم المرأة تعرضا للأورام، ولهذا فإن الاكتشاف المبكر هو أفضل وسيلة للوقاية والعلاج من مرض سرطان الثدى، وعلى كل امرأة تجاوز عمرها (25 عاما) أن تقوم بـ (الفحص الذاتى) لنفسها شهريا، وذلك بالنظر إلى ثدييها أمام المرآة أو أثناء الاستحمام وأن يتم ذلك بعد انتهاء الدورة الشهرية بأسبوع، حيث يعود الثديان إلى وضعهما الطبيعى ويكونان فى حالة هدوء، ويكون الكشف براحة الكف ومع وجود الماء والصابون يسهل (الفحص الذاتى)، وبذلك تطمئن المرأة إلى سلامة الثدى بمراقبة أى تغير يظهر على شكله مثل إحمرار للجلد الخارجى، أو دخول الحلمات لتصبح غائرة، أو اكتشاف أى ورم صغير أو (كلكوعة) أو نتوء أو بروز غير طبيعى، فإذا شعرت بأى شىء من هذا عليها استشارة الطبيب فورا، وفى الغالب سيكون الورم حميدا نتيجة غدة لبنية أو دهنية أو خلل بسيط، ومن فضل الله ورحمته أن (08٪) من أورام الثدى تكون حميدة.
 
أما فى حالة اكتشاف الأورام الخبيثة بالثدى فى وقت مبكر بعمل أشعة (الماموجرام) والتى تعتبر الطريقة المثلى للفحص المبكر للنساء فى أى عمر، فإن نسبة الشفاء تصل إلى (59٪)، كما أن الأورام الصغيرة الحجم تستأصل مع الإبقاء على الثدى، ومعروف عالميا أن معدل الشفاء فى الحالات المبكرة لسرطان الثدى التى يقل فيها حجم الورم عن (51 مم) يصل إلى 98٪)، وينخفض تدريجيا كلما زاد حجم الورم ليبلغ (70٪) فى الدرجتين الثانية والثالثة، وأقل من (50٪) فى الدرجة الرابعة، وهنا تظهر الأهمية القصوى للكشف المبكر لسرطان الثدى.
∎ الطماطم والسمك والجرجير.. للوقاية من سرطان الثدى
 
لابد أن تعرف كل امرأة أن هناك (أغذية) تحمى من سرطان الثدى والسرطان عموما، (فالجرجير) مثلا للوقاية من سرطان الثدى، وهذا ما أكده البروفيسور (جراهام بيكام) من جامعة ساوث هامبتون البريطانية فتناول (الجرجير) يوميا له أثر فعال فى محاربة سرطان الثدى وله القدرة على إنتاج مستويات فعالة من مركب (فينيثيل إيسوثيسيانت) الذى يعطى الطعم اللاذع للجرير ويوقف نمو أورام السرطان، كما وجد الباحثون البريطانيون أن الجرجير يساعد على (إغلاق) الإشارات التى تبعثها الخلايا السرطانية للجسم ليمدها بالدم والأكسجين، وكلما ارتفعت مستويات هذا المركب فى الدم كلما كان التأثير فعالا فى محاربة كل أنواع السرطان.
 
 
فى دراسة أمريكية حديثة تنصح الدكتورة (إيميلى وايت) أستاذ علم الأوبئة بمعهد أبحاث السرطان فى سياتل بواشنطن، أن على النساء تناول الأغذية منخفضة الدسم والأطعمة الصحية التى تحتوى على المكونات الغذائية الضرورية، وترى أن تناول (السمك) أفضل من (زيت السمك) وإن كان الاثنان مهمين للوقاية من سرطان الثدى، كما أن الكثيرين يتناولون (زيت السمك للحفاظ على صحة قلوبهم وللوقاية من التهابات المفاصل والتوتر والعصبية والاكتئاب. كما أن الإكثار من تناول ثمار الطماطم أو صلصة الطماطم أو الكاتشب لما تحتويه من مادة (الليكوبين) التى تميزها باللون الأحمر فإنها تقى من سرطان الثدى والجهاز الهضمى والبروستاتا.
 
∎ مشروبات.. تحمى من سرطان الثدى
 
هناك أيضا (مشروبات) تحمى من سرطان الثدى، فالإكثار من تناول (عصير الجزر) مهم جدا للنساء حيث ثبت أن مادة (البيتاكاروتين) وهى ضد الأكسدة، لذلك تحمى من الإصابة بالسرطان، وتناول (الشاى الأسود والأخضر) (لأن الشاى يحتوى على مادة ( الكاتشنز) التى تحمى من سرطان الثدى والجهاز الهضمى والبروستاتا والجلد والسرطان بصفة عامة، والشاى (الأخضر) أفضل من الأسود لأنه يحتوى على نسبة أكبر من هذه المادة، كما أن الإكثار من شرب (عصير الطماطم) يحمى من سرطان الثدى لاحتواء الطماطم على مادة (الليكوبين) المضادة للسرطان، وشرب (اللبن الحليب) بكثرة يقى من سرطان الثدى والرحم للسيدات ومن سرطان المعدة والمثانة والصدر عموما.
 
فى بحث مهم عن سرطان الثدى بعنوان (المقاومة والعلاج) قدمته الدكتورة (أمانى محمود مرجان) لمعهد البحوث الطبية بجامعة الإسكندرية، أكدت فيه ضرورة الإكثار من تناول فيتامين (أ) المضاد للأكسدة والمسئول عن نمو الخلايا لأنه يقلل كثيرا من التحول السرطانى فى كثير من الأنسجة، وجد أن فيتامين (أ) يلعب دورا مهما فى تثبيط نمو خلايا سرطان الثدى الذى يعد من أخطر السرطانات وأكثرها إصابة للنساء.
 
∎ ممارسة الرياضة والريجيم القاسى.. يحمى من سرطان الثدى
 
 يجب أن تعلم النساء أن الذى يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بسرطان الثدى، هو ممارسة أسلوب حياة صحى بالتقليل من تناول الوجبات السريعة عالية الدهون، واتباع نظام غذائى قليل الدسم وغنى بالألياف، كما أن (ممارسة الرياضة) بانتظام بما لا يقل عن ثلاث إلى أربع مرات فى الأسبوع لمدة لا تقل عن نصف ساعة يحمى من سرطان الثدى ومن السرطان عموما، ومعروف عالميا أن (الرضاعة الطبيعية) تقلل من مخاطر الإصابة بسرطان الثدى خاصة إذا استمرت عامين، كما أن السيدات اللاتى ينجبن عدداً أكبر من الأطفال وبالتالى تستمر فى (الرضاعة الطبيعية) لسنوات طويلة تقل نسبة إصابتهن بسرطان الثدى.
 
كشفت دراسة بريطانية أجراها الباحثون فى أحد مستشفيات مانشيستر، أن النساء اللاتى اتبعن (ريجيم قاسى) لمدة يومين أسبوعيا يعتمد على الخضار والفاكهة والحليب قد يمنع الإصابة بسرطان الثدى، خاصة اللاتى خفضن كمية السعرات الحرارية خلال اليومين إلى (650 سعر حرارى) انخفضت لديهن معدلات الهرمونات المسببة للسرطان، وبالتالى تراجع لديهن خطر الإصابة بسرطان الثدى، ولأن زيادة الوزن والسمنة تزيد من احتمالات الإصابة بسرطان الثدى، نصحت الدراسة النساء الأكثر تعرضا لمخاطر الإصابة بالسرطان اتباع هذا النظام الغذائى وهذا الريجيم طوال حياتهن للوقاية من سرطان الثدى والسرطان عموما.
 
 
 وبعد..
 
أحدث ما قرأته لعلاج سرطان الثدى هو بحث للجمعية الأمريكية لعلوم السرطان الإكلينيكية، يوصى بضرورة تعريض منطقة الثدى كلها (للإشعاع) لغالبية النساء المصابات بمراحل السرطان المبكرة اللواتى يخترن جراحة استئصال (الورم المصاب فقط) من الثدى وليس استئصال الثدى كاملا، والهدف من هذا الإشعاع هو القضاء على أى خلايا سرطانية متبقية بعد إزالة الورم، حيث يقلل هذا العلاج من خطر عودة المرض ويحسن من معدلات النجاة من السرطان