الأحد 30 يونيو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

فى الذكرى الأولى لمذبحة بورسعيد.. أهالـى الشـهداء: دم ولادنا مارحش هدر

فى الذكرى الأولى لمذبحة بورسعيد.. أهالـى الشـهداء: دم ولادنا مارحش هدر
فى الذكرى الأولى لمذبحة بورسعيد.. أهالـى الشـهداء: دم ولادنا مارحش هدر


مشاعر متناقضة بين الحزن والفرح عاشها أهالى شهداء مذبحة بورسعيد بعد النطق بالحكم وإحالة 12 متهما لمفتى الجهمورية لأخذ الرأى الشرعى بشأنهم ليطفئ بعض الشىء من نيران الحزن التى التهمت قلوبهم وخطفت ذويهم فى المذبحة لتخفف آلام عام كامل امتزج بالحسرة والمرارة.. التقت صباح الخير معهم لترصد حجم المعاناة طوال الفترة الماضية وكذلك اللحظات الصعبة التى مرت بهم داخل مقرات النيابة وساحات القضاء.

∎ محيى الدين عبد الرحمن والد الشهيد أنس اعتبر أن حكم القاضى الصادر بإحالة 21 من المتهمين فى مذبحة بورسعيد بمثابة الماء البادر الذى أطفأ نيران أهالى الشهداء بعد عام من التنقل بين النيابة وساحات القضاء طلبا للقصاص من قتلة أبنائهم.

وقدم محيى الدين اعتذاره للهيئة القضائية التى أصدرت الحكم بشأن ما قاله بإنها حصلت على الكثير من الوقت فى الإجراءات التى اتبعتها خلال القضية مما تسبب فى زيادة الألم لأهالى الشهداء.

وأشار محيى الدين إلى أن الأيام القادمة ستكشف عن الكثير من الأسرار حول هذه المذبحة التى تحدث عنها العالم بأسره معتبرا أن أطراف المؤامرة لم تظهر تحت الشمس حتى الآن.

تحدث «محيى الدين على الرحمن» أن القضية قد تم تسييسها فتفرغت من مضمونها الحقيقى فعلى سبيل المثال قامت حركة 6 أبريل بدعم ألتراس الأهلى من أجل المطالبة بحقوق شهداء المذبحة، ولكن الغريب فى الأمر أنها عادت مرة أخرى ووقفت بجوار ألتراس جرين إيجلز والسوبر جرين إيجلز وألتراس مصراوى المنتمين للنادى المصرى فى صورة تعبر عن انفصام الشخصية فلا موقف موحد يمكن فهمه أو استيعابه وقياسا على ذلك كثير من مواقف السياسيين خاصة من المنتمين لبورسعيد، فهناك حالة من التعاطف نحو المتهمين، وفى الوقت نفسه هناك تجاهل تام منهم لأهالى شهداء المذبحة حتى طال ذلك أهالى الشهداء من المقيمين فى بورسعيد والغريب فى ذلك أن أى نشاط لهم داخل المدينة يواجه باستياء وغضب من ألتراس جرين إيجلز.

وشدد محيى الدين أنه على يقين تام أن مَنْ بالقفص ليسوا المتهمين الحقيقيين بل منهم عدد من المنفذين فقط ولكن المحرضين الحقيقيين طليقو السراح ومنهم أعضاء بالحزب الوطنى وكذلك والدة لاعب كرة شهير من بورسعيد وللأسف المتهمون داخل القفص يبدو أنهم تعرضوا لضغوط كى لا يفصحوا عن هذه الأسماء كذلك لو أن لجنة تقصى الحقائق داخل مجلس الشعب قد قامت بتسليم تقريرها النهائى لأفصح عن أدلة جديدة تدينهم ولكن تم حلها قبل قيامها بذلك وأصبح لدى النيابة العامة فقط التقرير المبدئى.

∎ والد الشهيد محمد أحمد سرى أكد أنه تفاجأ بالعدد الكبير الذى أحاله قاضى المذبحة لمفتى الجمهورية حيث توقع إحالة 15  متهماً على أقصى تقدير وتوقيع حكم الإعدام عليهم معتبرا اليوم عيدا بالنسبة له لأن الحكم أقتص لابنه الذى استشهد.

وتابع سرى: أنه فور سماع الحكم فقد الوعى تماما فلم يصدق صدور مثل هذا الحكم اليوم وقام مدير الأمن المتواجد فى قاعة المحكمة بالاطمئنان عليه وطلب الإسعاف له ولم يرحل قبل استعادته للوعى.

كشف سرى أنه أثناء ذهابه لوزارة الداخلية لمقابلة المسئولين من أجل مطالبتهم بالسماح للمتهمين بالحضور لجلسة النطق بالحكم فى أكاديمية الشرطة تقابل مع أحد نواب مجلس الشعب المنحل والمنتمى لأحد التيارات السلفية، وأكد له أن تقرير لجنة تقصى الحقائق لم يظهر الكثير من الأمور التى توضح المرتكب الحقيقى للمذبحة وأنه وعده بأنه مع انتخاب المجلس الجديد سيقوم بفتح ملف التحقيق من جديد.

وأشار سرى أن هناك بعض الأقاويل التى ترددت بأن التقرير المبدئى جاء ليجامل أكرم الشاعر عضو مجلس الشعب عن حزب الحرية والعدالة ببورسعيد بعد أن زادت الضغوط عليه داخل بورسعيد حول سرعة إنهاء القضية، ويبدو أنهم نجحوا فى ذلك لكنى أؤكد أن حق ابنى لن يضيع مهما طال الزمن، فهل من المعقول أن يتم التعتيم على جريمة ارتكبت فى سبع دقائق راح ضحيتها 72 شهيدا بهذه الطريقة.

∎ الدكتور صالح فودة والد الشهيد مهاب رحب بالحكم القضائى بعد عام من الانتظار مشيرا أنه ينتظر بفارغ الصبر موعد النطق بالحكم فى التاسع من مارس انتظارا لما سيسفر عنه القضاء بشأن القيادات الأمنية داخل القفص.

وأوضح صالح أن ابنه ضحى بنفسه من أجل زملائه وتعرض للقتل والآن قاتلوه سيقتص القانون منهم وهذا هو العدل فمن قتل يقتل.

وأبدى دهشته من حالة الغموض التى تحيط بموقف شهداء المذبحة بسبب رفضهم إدراج أسمائهم ضمن شهداء الثورة بالرغم من حصول وزارة الرياضة على فتوى من دار الإفتاء تجيز ذلك فضلاً عن وعود من المسئولين فى الحكومة بخصوص هذا الشأن.

ورفض الدكتور صالح كل الكلام الذى تردد بأن من استشهدوا كان من ضمنهم بلطجية، فابنه طالب بالفرقة الثالثة بكلية الهندسة قسم ميكانيكا باور جامعة القاهرة، وكان متفوقا فى دراسته، مضيفا أن جلسات المحكمة التى حضرها أظهرت الكثير من الحقائق حول الواقعة ولكن دفاع المتهمين حاول بكل الطرق التشكيك فى كل الأدلة التى جمعتها النيابة لإدانة المتهمين.

∎  استغلال للموقف

وقال «على محسن» والد الشهيد عمر أن هناك من تاجر بدماء الشهداء، فعلى سبيل المثال هناك الكثير من اللاعبين أكدوا أنهم تبرعوا فى الحساب الذى فتحه النادى الأهلى، وهو ما لم يحدث على أرض الواقع، وكانت تصريحاتهم مجرد استغلال للموقف أو للعب على مشاعر المصريين ونحن لسنا فى حاجة إلى أموال أحد بقدر ما يهمنا التكريم المعنوى لهم معتبرا أن الله لن يترك هولاء اللاعبين ينعمون بما فعلوا واستغلوا دم ابنه فى المتاجرة به.

وأشار محسن أن ابنه تخرج فى الجامعة الأمريكية حيث كان يدرس الاقتصاد، وفى اليوم التالى لاستشهاده استلم شهادة تخرجه فى مشهد مؤلم وأن حق ابنه لن يتركه فمن فى القفص هم جزء من سلسلة طويلة من المتهمين والمتآمرين على الثوار والألتراس وكانت مذبحة بورسعيد فخا لهم لتصفيتهم.

∎ فوزى عطوان والد الشهيد أحمد قال  إن الحكم أرضاه بشكل جزئى انتظارا لما ستسفر عنه بقية الأحكام القضائية خاصة على القيادات الأمنية المدانة فى الأحداث، والتى تورطت فى قتل ابنه معتبرا أنه بدأ يشعر بأن ثأر ابنه استطاع الحصول عليه.

وأشار عطوان أنه يدعو كل من يملك أى دليل على تورط أى شخص فى هذه المذبحة الدامية عليه التقدم به إلى الجهات القضائية من أجل فتح الباب لدخول متهمين جدد كى لا يختل ميزان العدل وأنه تفاجأ بالقاضى الذى أصدر أحكاما رادعة ليس فقط على المتهمين الحاليين فى القضية وإنما لكل من يفكر فى ارتكاب مثل هذه المذابح.

وقال «فوزى عطوان» إن ابنه أحمد كان ينتظر نتيجة تخرجه فى كلية الهندسة وكانت هناك مؤامرة لجمع الثوار فى هذه المذبحة من خلال مباراة لكرة القدم وقد توجهت مع عدد من أهالى الشهداء إلى قصر الاتحادية وقابلنا الدكتور محمد مرسى رئيس الجمهورية ولكن لم يثمر هذا اللقاء عن جديد فكان الحديث عن وعود بأن دماء الشهداء لن تضيع، وانتهى الأمر وخرجنا من القصر وانتهى الأمر تماما ولم يتحقق وعد اعتبار شهداء المذبحة ضمن شهداء الثورة.
∎ فتحى والد الشهيد عبد الرحمن: يرى إن الحكم أراحه بعض الشىء فقاتل ابنه نال جزاءه فلحظة النطق بالحكم كانت فاصلة فى حياته بعد عام من التحرك بين النيابة وساحات القضاء للبحث عن حق ابنه.

وأوضح فتحى أنه يعيش الآن مشاعر متناقضة بين الحزن والفرح بسبب حزنه على ابنه كذلك صدور الحكم بإحالة أوراق 21 من المتهمين لفضيلة مفتى الجمهورية لأخذ الرأى الشرعى بشأنهم.
وأكد أن هناك أدلة جديدة ستورط الكثير من المتهمين خارج القفص مع أحد المحامين وهى عبارة عن تسجيلات صوتية توضح عددا من مرتكبى الحادث وأن حق ابنه لن يضيع مهما طال الزمن لأن الله هو العدل ولا يمكن أن يظل ميزان العدالة مختلا بهذه الطريقة فأهالى الشهداء معذبون طالما القتلة لم ينالوا عقابهم العادل.

∎ أشار «عوض المرسى شقيق الشهيد علاء» أن أخاه مجند فى القوات البحرية ويسكن فى مدينة بورسعيد، وأنه جاء فى إجازة من أجل حضور حفل زفافه وأثناء سيره فى طريقه إلى المنزل دخل مدرجات الأهلى من أجل مشاهدة المباراة ولم يكن هناك أى من قوات الأمن المشرفة على تنظيم دخول الجماهير والدليل على ذلك أنه دخل المدرجات بملابسه العسكرية لأنه ممنوع حضور المجندين ، وكان عائدا من المعسكر لتوه ولم يتناول طعام الغداء فأحضر معه بعض البسكويت لتناوله، وعندما انتهت المباراة شاهد جماهير المصرى تجرى نحو مدرجات الأهلى فسارع ووجد الباب مغلقا وأستشهد مختنقا فى المدرجات.

وأضاف عوض أنه حمد الله كثيرا بعد ذلك أن الزى العسكرى الذى كان يرتديه شقيقه كان واقيا له أثناء وفاته ووفر له الحماية بأن يموت بكرامة، فهناك الكثير من الجماهير ماتت وهى عارية من ملابسها وهناك حالات تمثيل حدثت لجثث الشهداء وآثار الدماء كانت تغرق الأرض والمدرجات ،بعد أن قام المجرمون بتجريد الشهداء من ملابسهم ومتعلقاتهم الشخصية وهوياتهم والنقود التى معهم وتركوهم عراة فى الشوارع.

∎  خارج القفص

وأوضح «مصطفى شقيق الشهيد سعد الأرناؤطى» والمقيم فى مدينة بورسعيد أن المتهمين الحقيقيين خارج القفص ومنهم الضابط المسئول عن تأمين الاستاد والضابط الذى كان خارج المدرجات حيث وصل إليه عدد من الشباب وأكدوا له ان هناك إعتداءات على جماهير الاهلى فى المدرجات إلا أنه لم يهتم بذلك وقال «سيبوهم يتربوا»، وللأسف تم الاكتفاء بنقله خارج بورسعيد دون أن يدخل دائرة الاتهام إضافة إلى ضابط آخر كان مسئولا عن المدرجات ولم يحاكم.

وأشار مصطفى أن المتهمين الحقيقيين هم وزارة الداخلية وأن هناك كثيرا من المتهمين داخل القفص هم أبرياء وليس لهم علاقة بالمذبحة ومع ذلك تم القبض عليهم ومنهم من كان عمره 14سنة.

وتابع مصطفى: من المواقف الطريفة التى تعرض لها أن شقيقه سعد كان اسمه مدرجا ضمن قوائم المطلوب القبض عليهم فى أحداث المذبحة وبعد فترة اكتشفوا أنه أحد الشهداء وليس من المتهمين وتم تصحيح الخطأ داخل وزارة الداخلية والاعتذار عن ذلك.

وتحدث مصطفى عن شقيقه قائلا إنه كان طالبا فى كلية التمريض ببورسعيد وكان أهلاويا وفى اليوم الذى استشهد فيه ظهرت نتيجته وحصل على تقدير جيد جدا وكان يبلغ من العمر 18 عاما.

وأكد والد الشهيد« محمد عبدالله» وهو بالمعاش بعد أن خرج من القوات المسلحة حيث كان ضمن القوات الجوية أن ابنه كان طالبا بالسنة النهائية بكلية الهندسة قسم مدنى، وفى يوم المباراة أخفى ذهابه إلى ملعب بورسعيد وقال إنه سيذهب لقضاء بعض الوقت مع أصدقائه خشية أن يعترض والده على سفره.

وأشار عبدالله إلى أن هناك حربا نفسية تم شنها على أهالى الشهداء منها على سبيل قيام أحد المتهمين بالاشتباك اللفظى مع المحامى خالد أبو كراع والد الشهيد محمد قائلا له انه هو من قتل ابنه فلم يتمالك الرجل أعصابه من هذا التصرف.

وتابع عبدالله قائلا إن الدولة لم تقف بجوار أهالى الشهداء كذلك المحافظات، حيث يوجد فى كل محافظة صندوق للكوارث ولم يحدث أن قام محافظ بالذهاب لأهالى الشهداء أو أرسل مندوبا عنه.
وأكد عدد من أهالى الشهداء أن أبناءهم تعرضوا لمؤامرة كبيرة داخل تحقيقات النيابة وتوجد تقارير تشير إلى وجود مواد كيميائية ومواد مفرقعة أدت إلى سرعة اختناق الشهداء والقضاء عليهم سريعا والهروب من المسئولية ولكن حقوقهم لن تذهب هباء كذلك فإن جماهير الألتراس عندما تتظاهر من أجل حقوق الشهداء تدرك تماما مدى الغدر الذى تعرضوا له فمن ماتوا ليسوا بلطجية فهم متفوقون دراسيا وعلميا.

وهناك الكثير من شهداء المذبحة ليس لهم أى دخل بأى عمل إجرامى ومنهم على سبيل المثال «محمد مصطفى» الطالب بكلية هندسة قسم مدنى والبالغ من العمر 19 عاما قرر الذهاب إلى بورسعيد فى إجازة منتصف العام لكنه عاد من هناك شهيدا وكان مشهودا له بحسن الخلق.
وكذلك «محمود الغندور» قائد ألتراس رد ديفيلز فى الإسكندرية وهو الذى قام بتأليف النشيد الشهير للألتراس «يوم ما أبطل تشجيع حأكون ميت أكيد».

وهناك الشهيد «محمود سليمان حسن» طالب بكلية الهندسة جامعة الزقازيق قسم كهرباء وشارك فى الثورة وكان ضمن فريق صناع الحياة الذى يقوده الداعية «عمرو خالد» والذى يقدم أعمال الخير عن طريق المتطوعين والمتبرعين واستشهد فى مذبحة بورسعيد وكان عمره 19عاما، والغريب أنه قبل المذبحة بأربعة أيام وضع صورة له على موقع التواصل الاجتماعى فيس بوك ووضع عليها شريطًا أسود، وعندما سأله أحد أصدقائه عن هذه الصورة أجاب محمود بأنه عندما يموت لا يريد أن يرهق أحدًا بعمل صورة له فقرر أن يضعها بنفسه بشريط الحداد.
كذلك «إسلام حسن» البالغ من العمر 16عاما والطالب بمدرسة غريانى انترناشونال بالتجمع الخامس وكانت المرة الأولى التى يسافر فيها لمشاهدة مباراة الأهلى وللأسف كانت الأخيرة له.
وأيضا باسم الدسوقى الطالب بكلية الهندسة والذى استشهد فى المذبحة وأيضا محمد جمال محمد توفيق الطالب بالصف الأول الثانوى والبالغ 15 عاما.

∎  زوجى مات قبل أن يعلم أنه أب

حنان هو اسم الطفلة التى قتل أبوها فى مذبحة بورسعيد والذى كان يعمل أمين شرطة فى مصلحة الجوازات بمجمع التحرير.. ذهب بعد أن أوصى زوجته بالحفاظ على نفسها دون أن يعلم أنها تحمل بداخلها جزءا منه.. فتقول زوجة الشهيد يوسف حمادة: الحمد الله الفرحة لم تسعنى بعد النطق بالحكم.. وشعرت وكأننى زوجة جديدة تتلقى التهانى والفرحة.. ثم تضيف قائلة: بجد شعور مش عارفة أوصفه.. بس أتمنى أن يحكم على مدير الأمن وكل المسئولين عن أمن الاستاد أن يحكم عليهم أيضاً بالإعدام.. لأنهم هم من ساعدوا هؤلاء البلطجية على الدخول.. وهذا الحكم يثبت نزاهة القضاء المصرى.. أما بالنسبة لاعتراض أهالى بورسعيد فهذا غير مقبول بالمرة.. وبصراحة لولا ألتراس الأهلى لما كنا أخذنا حقوق الشهداء.. فأنا فخورة بهذا الشباب.. والآن أستطيع أن أقول بأن يوسف الآن سعيد وفرحان معنا.



عندما سافر يوسف إلى استاد بورسعيد لم نكن قد أتممنا الشهرين بعد.. فى البداية كنت رافضة  سفره إلى بورسعيد وعارضته كثيرا.. لكنه أصر على الذهاب.. وقبل سفره طلب منى الذهاب إلى والدتى حتى أكون وسط أهلى أثناء سفره لكن قبل السفر بيوم غير تفكيره تماما وأخذنى وعاد بى إلى البيت.. وقال لى: انتظرينى حتى أعود إليك.. واستيقظ هذا اليوم مبكرا وحاولت منعه لكنه ودعنى وكأننا لن نلتقى مرة أخرى.. وقبل نزوله أوصانى  الوصية الأخيرة.. وبعدها ذهب إلى بورسعيد ولم أعرف عنه شيئا.. وأثناء المذبحة حاولت الاتصال به لكنه لم يرد على.. وبعدها وجدت شخصا غريبا يرد علىّ وعندما طلبت منه أن يصلنى بصاحب الهاتف قال لى إنه وجد الهاتف تحت أحد المدرجات.. فحاولت الاتصال بأصدقائه إلا أن أغلب تليفوناتهم كانت مغلقة عدا اثنين منهم.. أحدهما قال لى إن يوسف بخير ويساعدنا فى حمل الجثث والآخر قال لى الحقيقة.. أن يوسف قد مات.

∎  السر عند المسئولين.. وحق أخى لن يضيع

وأما من فقد أخاه فلا شىء فى الدنيا يستطيع أن يعوضه عن دمه ولحمه.. فقد فقد خالد أخاه رشدى 32 سنة وهو أخوه الأصغر ولم يترك له إلا الذكريات وألما يعتصر قلبه.. لم يبحث عن تعويض أو تكريم بل هو يبحث عن ثأر أخيه.. ورد عن سؤال يسأله عقله وقلبه «لماذا يكون عمر أخى وشبابه ثمنا للعبة سياسية قذرة؟!».

يقول: لا أخفى عليك أننى فرحت.. وأحسست بأن حق أخى قد جاء.. لكن هل هؤلاء هم الجناة الوحيدون فى هذه الجريمة؟! ربما يكونون هم الأداة التى تمت على أيديهم الجريمة لكن المخطط، والمحرض مازال غائباً!. ولكن حتى لا يتكرر هذا الحدث مرة أخرى يجب أن نعرف من القاتل الأساسى الذى حرض وخطط لهذا العمل الإجرامى ثم استأجر هؤلاء البلطجية المسجلين خطرا لتنفيذ مخططهم الإجرامى!.

∎ ابنى جاء للمشرحة مكتوباً على صدره مجهول

فقد صابر يوسف ابنه محمود 21 سنة كان محمود ابنه الأوسط بين بنت وولد أصغر منه.
يقول صابر: قبل النطق بالحكم كان قلبى على وشك الوقوف خوفاً من أن يخذلنا القضاء.. ويعطى للمتهمين أحكاماً مخففة.. لكن بعد هذا  بالحكم فقدت وعيى للحظات وبعدها وقفت أصرخ وأصفق فرحاً لسماع الحكم.. فنحن كأهالى الشهداء راضيين بالحكم.. لأن هذا يعتبر أقل واجب.
ثم يضيف قائلاً: إحنا ولادنا معملوش حاجة.. كل اللى عملوه أنهم راحوا يتفرجوا على مباراة كرة قدم وغدر بهم هناك.. أما بالنسبة لأهالى بورسعيد فنحن غير راضين عما يقومون به من تخريب وتدمير وقتل.. فهم من قاموا بقتل أولادنا.. فهذا أمر طبيعى بأن يحكم عليهم بالإعدام.. فماذا كانوا ينتظرون، البراءة؟!.. ربنا مع كل مظلوم.. وهم أخذوا جزاءهم.. وبنشكر شباب الألتراس الذى بذل جهدا كبيرا من أجل الأخذ بحقوق الشهداء.