د. أحمد عبد العليم مدير حملة الرئيس لصحة المرأة: سرطان الثدى مجرد بداية ونواجه العديد من التحديات الاجتماعية
وفقًا للإحصائيات الصادرة عن «منظمة الصحة العالمية»، فإن هناك نحو 1.38 مليون امرأة يعانين سنويًا من الإصابة بسرطان الثدى، وفى عام 2018 وصل عدد المصابين بين نساء العالم بالمرض أكثر من 2 مليون امرأة، وفى مصر يمثل سرطان الثدى الأخطر من بين جميع أنواع السرطانات، فقد أفادت الإحصائيات أن 24 % من نساء مصر يعانين الإصابة به، فى الوقت ذاته يسجل سرطان الثدى النسبة الأعلى فى الوفيات.
• ما أبرز ملامح مبادرة الرئيس عبدالفتاح السيسى والتى تستهدف حماية الصحة العامة لكل سيدة مصرية؟
- هذه المبادرة انطلقت فى الأساس من أجل الصحة العامة للمرأة المصرية، بجميع صورها؛ سواء صحة إنجابية، ومرضى السكرى والضغط، وأمراض السمنة المفرطة، والتى تتطلب برنامجًا خاصًا لمكافحتها، وغيرها من الأمراض التى تعمل الحملة على مكافحتها وبالفعل فنحن نواصل العمل على العديد من التجهيزات والخطط والبرامج لتنفيذ هذا الهدف..
• هل تم اختيار سرطان الثدى ليكون البداية بناءً على الإحصائيات والمؤشرات؟
- السرطانات هى الأخطر على صحة المرأة فى العالم، وقد بدا واضحًا أن سرطان الثدى هو الأخطر من بين هذه السرطانات، ومن هذا المنطلق تم اختياره ليكون نقطة البداية، وذلك لأسباب عديدة؛ أهمها أنه السرطان رقم واحد الذى يهدد صحة المرأة المصرية، حيث إن هناك 24 % من نساء مصر يعانين أعراض هذا المرض اللعين، ووفقًا للإحصائيات الخاصة بالوفيات فهو يمثل أعلى نسبة وفيات من بين جميع أنواع السرطانات، يليه سرطان الرئة والذى يحتل المرتبة الثانية خطورة على مستوى العالم، ووفقًا للإحصائيات أيضًا هناك 2 مليون حالة جديدة سنويًا، وأيضًا فيما يخص الوفيات فالنسب بين كلا النوعين متقاربة، والحمد لله فقد تم تدشين المبادرة فى مرحلتها الأولى لتشمل تسع محافظات، وبالفعل تم الكشف على 1,2 مليون سيدة مصرية، وفى الوقت نفسه تم العمل على توعية 700 ألف سيدة من أجل الفحص الذاتى..
• هل الكشف المبكر هو الحل الأمثل لمكافحة سرطان الثدى وأى مرض يهدد صحة المرأة؟
- اهتمام المرأة بصحتها حفاظ على الكيان الأسرى، وفى وعيها سبب رئيسى لضمان سلامة وصحة جميع أفراد الأسرة، من هذا المنطلق بدا لدينا واضحًا التحديات الاجتماعية التى نواجهها فى تأهيل كل سيدة مصابة لتصبح مستعدة للكشف المبكر وأيضًا التعامل مع المجتمع المحيط بها، وتظل الأولوية دائمًا للكشف المبكر، فالعلاج مرحلة متقدمة وأمر حتمى وبالفعل فقد بدأنا التحرك وفقًا لترتيب محدد وهو الكشف المبكر والتوعية والتشخيص، وفى الوقت نفسه نعمل على منظومة العلاج الجراحى والإشعاعى والكيماوى والهرمونى والحديث «الذكى»، الذى أؤكد على توافره فى المستشفيات الحكومية، ولكن يظل الاكتشاف المبكر للمرض هو الأساس لتحقيق الهدف الذى نسعى من أجله وهو الوصول وفقًا لجدول زمنى للقضاء التام على أى مرض.
• ما دور المبادرة فى التوعية بالمرض؟
- أولًا للتشجيع على الكشف المبكر عن المرض، وثانيًا فيما يخص نظرة المجتمع للمرأة المصابة، والعمل على التغيير الجذرى فى تلك النظرة السطحية، وقد بدا واضحًا ما يستوجبه هذا التغيير من عمل حتى يبدأ المجتمع والسيدة المصابة فى التعامل مع هذا المرض كما يتم التعامل مع أى مرض آخر، خصوصًا إذا تم الكشف عنه مبكرًا وتم استيعابه والتعامل معه علاجيًا كما ينبغى، وفى هذه الحالة يحق لكل سيدة مصابة أن تمارس حياتها كما اعتادت، دون أن تشعر بالخجل أو الإحباط أو اليأس من قبل المحيطين بها. فالمختلف فى سرطان الثدى هو الآثار الجانبية المصاحبة للعلاج، فقد تواجه السيدة بعض المشاكل، التى تتطلب فقط أن نساهم جميعًا فى التعامل معها وتجاوزها.
• مرحلة العلاج تمثل المرحلة الأصعب فى بعض الأحيان، نظرًا لعدم توافره أو ربما صعوبة الحصول عليه من قبل البعض؟
- نقص المعلومات وتداول بعض المعلومات غير الدقيقة التى تجاوز حجم المشكلة الحقيقية التى نواجهها، والتى نعمل على القضاء عليها، نؤكد أولًا أنه لا صحة لأى شائعات تفيد نقص أو عدم توفر العلاج. فالعلاج متوفر لدى التأمين الصحى، وبأحدث صوره، ولكن للأسف المشكلة فى طريقة صرف الأدوية والتى تستوجب تحديث وتحسين الصرف بطريقة مؤسسية تضمن وصول العلاج للجميع، ولكى يصل إلى أكبر شريحة من المجتمع، ويبدو جليًا دور التأمين الصحى الشامل، الذى ينص على توفير العلاج للجميع، وعلى مستوى جميع المحافظات، وهذا هو هدفنا الذى نعمل وفقًا له خلال عام من الآن، وهو إعادة منظومة علاج سرطان الثدى، ومن المقرر أنه خلال العام الأول سيتم الانتهاء من هذه المرحلة على أن نواصل العمل من ثلاث إلى خمس سنوات لتصبح لدينا منظومة تنافس عالميًا، ولتطبيق هذا النظام فنحن بحاجة إلى الكثير من العمل والوقت، ومن أجل الوصول إلى أهدافنا تم التفكير فى إطلاق المبادرات، فكانت البداية من خلال المبادرة الأولى «مكافحة فيروس سى» والتى نتج عنها الكشف على 70 مليون شخص، ومن المنتظر القضاء على فيروس سى، خلال أعوام، بعد أن استطاع أن ينتشر ويمثل الخطر الأكبر لأعوام طويلة على صحة المصريين.... وقد أكدت منظمة الصحة العالمية على مدى قوة وأهمية ما قامت به مصر فى هذا الشأن.
• ماذا عن مشاركة مصر فى فعاليات إطلاق المبادرة الإقليمية لمكافحة سرطان الثدى بالتعاون مع جامعة الدول العربية؟
- تمثل هذه المبادرة خطوة إيجابية وفعالة ليس فقط على صحة المرأة العربية، بل المجتمع العربى بجميع أفراده، وذلك لما تهدف إليه من تشجيع الاستثمار وتأمين جميع الموارد لتوفير خدمات الكشف المبكر عن سرطان الثدى والتوعية وتوفير العلاج، وأيضًا بناء الموارد البشرية وتأهيلها لمكافحة هذا المرض، وقد أصبح لدينا فى مصر النواة من أجل عمل كبير خلال الفترة المقبلة، وأصبح لدينا تجربة أثبتت مدى قوتها وتستحق أن يطلع عليها الجميع ويتخذ منها نموذجًا.
• فى ظل وجود عدد من اللاجئات من مختلف الجنسيات فى مصر، ماذا عن إمكانية احتواء هذه المبادرات للمرضى منهن؟
- نحن لا نمانع الكشف على أى فرد جاء طالبًا للعلاج، ولكن فى الوقت نفسه الأمر يستلزم اتباع نظام محدد فى طريقة الكشف نظرًا لأهداف محددة نعمل وفقًا لها من خلال البرنامج، من أهمها قاعدة البيانات، التى يتم وفقًا لها بناء معلومات لتغيير المنظومة الصحية والوصول إلى أفضل صورة للتأمين الصحى الشامل.