هل سننتظر طويلاً لعمليات الإصلاح هذه؟!

كتب: مخلص قطب
ايمكن متابعة ضغوط متناغمة تمارس على مصر مؤخرًا بوتيرة متزايدة من الولايات المتحدة ومنظمات دولية، فضلًا عن كيانات أخرى بغطاء أممى ودولى.
- بيان البرلمان الأوروبى عن وضعية حقوق الإنسان فى مصر.
- محادثة وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية، والتى صرح عنها المتحدث الرسمى الأمريكى بأنها تركزت على حالة حقوق الإنسان فى مصر.
- تصريحات وزير خارجية ألمانيا إبان زيارة لمصر بأهمية مراعاة حقوق الإنسان... إلخ.
القاسم المشترك لهذه العملية هو الإبراز والمغالاة فى تصوير انتهاكات تمارسها السلطات المصرية لحقوق الإنسان بالمسميات المختلفة: اختفاء قسرى، تعذيب، قتل خارج القانون... إلخ، بالتوازى مع ما يعانيه المواطن المصرى من انتهاكات يومية فى تعاملاته مع الإدارة.
تستخدم فى هذه الحملات كافة الوسائل الإعلامية والسياسية... إلخ، لخلق صورة ذهنية على المستوى الدولى، تنعكس بالضرورة على الداخل المصرى لتشويه قياداته ومسئوليه بما يفتح الساحة الداخلية ويدخلها فى عمليات «زعزعة الاستقرار» تطرح خلالها مطالب «مشروعة ولا يختلف عليها» وتلقى التأثير من الكيانات الخارجية، ويكون محورها دومًا وقف انتهاكات حقوق الإنسان للارتقاء بها بما يلزم ضرورة توفير المناخ لذلك، فتكون الحرية المتلازمة بالديمقراطية هى المطلب الشرعى للجميع، لاحترام حقوق الإنسان والتى تلقى فورًا الدعم الخارجى وتدخل الخارج إن لزم.
المشكلة فى مصر أن الجميع على وعى تام بذلك بدءًا من المواطنين إلى جهات الإدارة والتى تمتلك وسائل معرفة تجعلها تزن الأمور بكل دقة، بما يجعلها فى موقع تقدير سليم وتنبؤ للقادم.
ومن ناحية أخرى، فالوجه الآخر للمشكلة هو الاستمرار فى الجهالة واللاإدراك لدى شريحة مهمة من القائمين على تنفيذ السياسات والتوجيهات العامة، فهذه الشريحة بالوعى أو بدونه تساعد على تهيئة المناخ بما يتوافق والمصالح الخارجية.
ونستغرب من تردد فى اتخاذ إجراءات عاجلة وضرورية وتتفق والدستور ومصالح الدولة، فما الضرر والتردد فى ضرورة احترام وإنفاذ القانون وإعلائه وحده على سائر الممارسات وأساليب وموروثات قبلية... إلخ؟.
وما الضرر أن يلزم بذلك تمامًا وبمهنية محترمة رجالات الشرطة لفرض القانون، مع ضرورة تحديث النظام القضائى برمته، بحيث يصب ذلك كله فى إطار تكامل يحفظ قيم العدل والعدالة؟.
وما الضرر فى سرعة اتخاذ الإجراءات الفورية لتصويب إعلام وخطاب دينى، يعملان بعدم الوعى فيما يساعد على نشر الثقافة الظلامية.
فهل سننتظر كثيرًا لعمليات التصويب هذه؟!