الإثنين 6 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

«عزالدين ذو الفقار»..

«عزالدين ذو الفقار»..
«عزالدين ذو الفقار»..


تُوفىَّ عز الدين ذو الفقار فى عمر الرابعة والأربعين ولكنه خلال عمره الفنى «15عامًا تقريبًا» ترك لمكتبة السينما نحو ثلاثين فيلمًا، مدشنًا مدرسة خاصة باسمه فى تاريخ السينما المصرية، وكما هم النبلاء مر عز الدين مرورًا كريمًا على الحياة تاركًا أثرًا طيبًا وبهدوء شديد رحل مبكرا كالفرسان.
وُلد عزالدين ذوالفقار فى أكتوبر عام 1919 فى فترة كانت مصر قد بدأت تعيش حراكًا فى شتى المجالات سواء على الجانب الفكرى أو الاقتصادى، ونشأ الفتى فى أجواء النهضة الفكرية والثقافية مشحونًا بحب الأدب والسينما والموسيقى منذ سن العاشرة تقريبًا، كان محبًا لمعظم فنون الرياضة التى ساهمت فى تشكيل شخصيته، وكان ذلك منطقيًا لأنه ابن لضابط يتمنى أن يرى أبناءه ضباطًا ويزرع فيهم كل الصفات الطيبة ويدربهم على النشأة العسكرية منذ الصغر، فتدرب على السباحة والجمباز والمصارعة.
تعلق الفتى عز الدين بالسينما عندما كان يذهب برفقة شقيقه الأكبر «محمود ذوالفقار» لمشاهدة الأفلام المعروضة فى السينما -آنذاك، والتحق بعد ذلك بالكلية الحربية لإرضاء والده بسبب تعلقه الشديد به، وكذلك حبًا وإيمانًا منه بأهمية دوره تجاه بلده، وتركها بإرادته بعد تدهور حالته النفسية حزنًا على وفاة والده، وكان وقتها على رتبة «يوزباشى» وبدأ التفكير فى العمل بالسينما بعد تشجيع عدد كبير من أصدقائه لإدراكهم تعلقه الشديد بهذا العالم.
بدأ عمله كمساعد مخرج فى عدد قليل من الأفلام، ليبدأ بعدها فيلمه الأول «أسير الظلام» عام 1947 الذى حقق نجاحًا كبيرًا وقتها، وجعل اسمه فى منطقة مختلفة ممهدا لطريق جديد فى انتظاره، ثم قدم فيلم «أبو زيد الهلالى» الذى تعرف فيه على فاتن حمامة التى تزوجها بعد ذلك أثناء تصوير فيلم «خلود» وأنجب منها ابنته نادية.
• فارس الرومانسية
لم يكن المشوار بعد ذلك ممهدًا بالورود بل شهد مشواره عثرات وكبوات تخللتها نجاحات صنعت اسم فارس من فرسان السينما المصرية، بدأت شخصية عزالدين ذو الفقار الفنية تتبلور عملًا بعد الآخر وبدا الجانب الرومانسى فى أعماله يفصح عن نفسه ليصبح لقب فارس الرومانسية لقبه عن جدارة، بداية من فيلم «سلو قلبى» مرورًا بـ«بين الأطلال»، «نهر الحب»، «إنى راحلة»، «الشموع السوداء»، «شارع الحب» وغيرها من أفلامه المهمة.
• مراحل سينمائية مهمة فى حياة عز الدين ذو الفقار
وكما كان «أسير الظلام» علامة فى حياته باعتباره فيلم البداية، ثم «سلو قلبى» باعتباره تحديدًا لهوية واتجاهًا أسسه لنفسه وأظهر طاقاته كمخرج وميله للاتجاه الرومانسى وتميزه الشديد فيه يأتى فى فيلم «رد قلبى» الذى يعد علامة بارزة فى حياة عز الدين ذو الفقار وفى السينما المصرية بشكل عام.
عبر الفيلم بشكل كبير عن مرحلة فى حياة عز الدين ذو الفقار، خاصة لانتمائه للمؤسسة العسكرية وولائه الشديد لها واحتكاكه وصداقته لعدد كبير منهم، كما عبر عن المجتمع المصرى وسجل من خلاله حدثًا هو الأهم فى تاريخ مصر وانعكاسًا مباشرًا عن تلك الفترة التاريخية، وكذلك فيلم «بورسعيد» الذى سجل العدوان الثلاثى عام 1956.
• صلاح الدين... حُلم لم يكتمل
«الناصر صلاح الدين» كان مشروع عُمرعز الدين ذو الفقار عن البطل صلاح الدين الأيوبى، ولكنه رشح يوسف شاهين للمنتجة آسيا لإخراج العمل بدلًا منه بسبب ظروف مرضه التى منعته من استكمال هذا المشروع.
وكان آخر أفلام عز الدين ذو الفقار فيلم «الشموع السوداء» الذى قدمه عام 1962 عن عمر يناهز الرابعة والأربعين تاركًا إرثًا عظيمًا لمكتبة السينما المصرية مؤسسًا من خلالها مدرسته الخاصة، مدرسة باسم فارس الرومانسية عز الدين ذو الفقار.•