الإثنين 20 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

روايات وسينما «إحسان».. عابرة للزمان محفورة فى الوجدان

روايات وسينما «إحسان».. عابرة للزمان محفورة فى الوجدان
روايات وسينما «إحسان».. عابرة للزمان محفورة فى الوجدان


على هامش مهرجان الإسكندرية لدول البحر المتوسط فى دورته الخامسة والثلاثين يحتفل المهرجان بمئوية أديبنا الكبير إحسان عبدالقدوس، الأب الروحى لكل كاتب تَعَلَّقَ به وبقلمه وكتاباته، وتَعَلم منه واتخذ من مَدرسة إحسان فى الكتابة نهجًا له، ولكل قارئ وجد تشابهًا بين كتابات إحسان وواقعه أو وجد فيها ملاذًا عن قسوة واقعه، الأب الروحى لكل فتاة عَبَّرَ بقلمه عن مشاعرها ولسان حالها مشجعًا لها على كَسْر كل القيود.
إنه إحسان عبدالقدوس صاحب المَدرسة الساحرة الخاطفة للأنفاس، الذى تتحول رواياته إلى واقع وأبطاله وبطلاته إلى شخوص من لحم ودم على الشاشة، يحملون أفكاره ومنطقه ومبرراته، يترك فى كل شخصية منهم جزءًا من روحه..
أفكار وروايات عَرَّتْ أفكارًا مجتمعية عقيمة، وحطمت تابوهات، بتحويلها إلى أفلام أصبح مرحلة من أهم مراحل السينما المصرية، التى أثرتها وزادتها كتاباته ثراءً وعمقًا، كذلك كانت المشاركة فى أعمال تحمل توقيع إحسان هى مرحلة هامة ومنعطفًا فى حياة وتاريخ كل فنان شارك فيها، أفلام بثت الروح فى شخوص إحسان، فى فتيات إحسان الحسناوات بأحلامهن وآمالهن وصراعاتهن الداخلية فى «سينما إحسان» الساحرة العابرة للزمان ومحفورة فى الوجدان.
عدد كبير من روايات إحسان واجهت أزمات صمدت أمامها ولم تتغير قناعاته ولم يرضخ لأى ضغوط، مثل رواية «لا أنام»  التى أثارت ضجة كبيرة فى هذا الوقت فى مجلس الأمة، ولكن هذا أمر طبيعى لصاحب الفكر والقلم المتمرد، صاحب الإسقاطات السياسية الهامة.
قَلَّ ما يجمع كاتب بين جناحَى الأدب والسياسة، ولكن إحسان دومًا استثناء، فهو خُلِقَ ليكون دائمًا استثناء... ذلك الرومانسى المُحب المرهف القلب أيضًا سياسى مُحنك، صحفى لا ينكسر له قلم مشاكس وجرىء من خلال مقالات سياسية جريئة كطرحه أيضًا لقضايا الأسلحة الفاسدة فى حرب فلسطين.
وبعين واعية ناقدة مدركة لكل أبعاد مجتمعها كان كل فيلم لإحسان مُعبرًا عن سلبيات المرحلة التى يُقدم فيها على سبيل المثال فيلم «يا عزيزى كلنا لصوص»، و«لايزال التحقيق مستمرًا» عن مرحلة الانفتاح وانهيار القيم، «الراقصة والسياسى» وغيرها من أفلام أخرى كثيرة لإحسان قدمت هذه الرؤية.
فى مئوية إحسان عبدالقدوس تحية إلى روحه التى لمست وأثّرَت فى أرواحنا وفى قلوبنا وعقولنا، شكلت أفقًا وأفكارًا وغيرت مسارات.•