السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

«جنة» ماتت ولازم نأخذ حقها

«جنة» ماتت ولازم نأخذ حقها
«جنة» ماتت ولازم نأخذ حقها


صدمة اجتماعية بالغة أحدثتها وفاة الطفلة «جنة 4 سنوات» متأثرة بمضاعفات آثار التعذيب الذى لاقته على أيدى جدتها لأمها وأخوالها حسب اتهام والدها لهم، وحسب تقرير الطب الشرعى عن أسباب الوفاة.

تفاصيل مؤلمة يكشفها محامى الطفلة المتوفاة وأختها الأكبر التى تعرضت هى الأخرى لمعاناة أختها، فى السطور التالية:
قال المحامى أسامة أشرف ياسين: «بدأت القصة عندما انفصل الأب «محمد.س» كفيف والأم « أسماء. ع كفيفة» وحكمت المحكمة فى 9/12/2018 بحضانة الجدة من ناحية الأم «صفاء.ع» لكل من الطفلتين «جنة» والبالغة 4سنوات وشقيقتها الكبرى «أمانى» 6 سنوات بالبقاء معها.
فوجئ الأب بإخطار من قسم الشرطة يفيد وصول الطفلة «جنة. محمد. س» إلى مستشفى شربين العام ومقيمة طرف أسرتها بقرية بساط كريم الدين بدائرة مركز شربين بالدقهلية، مصابة بكدمات متفرقة بالجسم، وبها آثار حروق بمنطقة الحوض حول الأعضاء التناسلية، وتورم بالطرف السفلى الأيسر واتهمت فى محضر الشرطة جدة الطفلة لوالدتها وتدعى «صفاء.ع. ع» 41 سنة، ربة منزل، بالتعدى عليها بالضرب، وتسخين آلة حادة واتهم كلاً من أبنائها «س.ع» و«م.ع» و«ر.ع» بالتعدى عليها وعلى أختها جنسيا وهما أخوال الطفلتين، كما احتجزت «جنة بالمستشفى فى قسم عناية الأطفال يوم السبت الموافق 21/9/2019، إلى يوم الأربعاء الموافق 25/9/2019 وتم بتر جزء من قدمها السفلى اليسرى نتيجة إصابتها «بغرغرينا» وتورم فى القدم إثر إصابتها بكسر فى الساق، نتيجة التعذيب الذى تعرضت له، وظلت دون علاج أو رعاية لفترة طويلة والجزء المبتور بثلاجة المستشفى وتم إبلاغ الأهل والنيابة».
أضاف المحامى أن الطفلة «جنى» توفيت صباح يوم السبت28/9/2019 بناء على تقرير الطبيب الشرعى لتصريح الدفن، جاء سبب الوفاة هبوط حاد فى الدورة الدموية والتنفسية إثر تسمم فى الدم بسبب الحروق، وحروق بمناطق متفرقة بالجسد ومن ثم قام أهل الطفلة من ناحية الأم بإرسال الأبنة الكبرى» «أمانى» إلى أهل الوالد وكانت الصاعقة عندما وجد الأهل نفس آثار التعذيب التى كانت موجودة على ابنته الصغرى هى نفس الحروق والكدمات وآثار التعذيب الموجودة على جسد الابنة الكبرى، واستدعت النيابة الطفلة «أمانى» للتحقيق معها بمفردها وأكدت الطفلة أن من قام بتعذيبها مع شقيقتها الصغرى هى جدتها «صفاء.ع» قائلة: « كانت بتضربنى وتحرقنى عشان كنت بافتح التلاجة وبأكل رز بلبن من غيرما أقول لها، وكانت بتضرب أختى علشان بتتبول على نفسها بينما طلبت الجدة من النيابة المواجهة مع الطفلة».
 وأوضح المحامى أنه لا يجب ذكر واقعة الاعتداء الجنسى، لكون تقرير الطبيب الشرعى لدفن الطفلة جنة لم يثبت حالة الاعتداء كما أن الطفلة أمانى عرضت على لجنة من أطباء النساء وأثبتوا سلامة غشاء البكارة، وهم الآن فى انتظار تقرير الطبيب الشرعى كما أن عقوبة تعذيب طفل حتى الموت جريمة أصعب بكثير من الاغتصاب «وأنهى أشرف كلماته قائلا: «بلاش نقتل جنة مرتين وندمر مستقبل أمانى بالادعاءات من غير دليل».
وصباح أمس الأول الأحد أمرت النيابة بوضع الطفلة أمانى أخت «جنة» فى دار رعاية، حفاظا عليها من الخطر الذى تتعرض له.
من جانبه أدان المجلس القومى للمرأة ما تعرضت له الطفلة جنة ذات، ونعت الدكتورة مايا مرسى ببالغ الحزن والأسى وفاة الطفلة جنة، مشيرة إلى أن جميع الكلمات تقف عاجزة أمام بشاعة العذاب الذى تعرضت له هذه الطفلة البريئة التى لم ترتكب اى ذنب تستحق عليه هذا المصير، وهذه الجريمة تدل على انعدام الرحمة والإنسانية فى قلوب الأشخاص الذين ارتكبوها والذين كان يجب عليهم حمايتها والحفاظ عليها.
وناشدت مايا مرسى رئيس المجلس، القضاء العادل بسرعة النظر فى القضية وتوقيع أقصى عقوبة فى حق كل من شارك أو ساهم فى قتل الطفلة جنة، حتى يكونوا عبرة وعظة لكل من تسول له نفسه ارتكاب مثل هذه الجرائم فى حق الأطفال الضعفاء، وأكدت أن المجلس سيقوم بتكليف أحد محامى مكتب شكاوى المرأة بالمجلس بمتابعة الإجراءات القانونية والتأكد من توقيع أقصى عقوبة على من ارتكب هذه الجريمة، والحصول على جزائهم الذى يستحقونه.
ومن جانبها أكدت عزة العشماوى الأمين العام للمجلس القومى للطفولة والأمومة أن المجلسين سيتعاونان فى متابعة إجراءات القضية واتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لحماية الطفلة الكبرى شقيقة الطفلة جنة، فضلاً عن تقديم كافة سبل الدعم النفسى لها، وسيتم تقديم تقرير بحث حالة للنيابة العامة للنظر فى إخراج الطفلة من المكان الذى تتعرض فيه للخطر وفقاً لحكم المادة 99 مكرر من قانون الطفل.