السبت 4 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

تونا الجبل

تونا الجبل
تونا الجبل


هرموبوليس ماجنا هى عاصمة الإقليم الخامس عشر، وتقع هذه المدينة فى قلب مصر الوسطى، وتُعرف باسم هرموبوليس الغربية والتى اعتبرت جبانة الإقليم الخامس عشر بالوادى الفسيح الذى يحده النيل شرقًا، وبحر يوسف غربًا، وتبدو آثار معابدها واضحة بجوار قرية الأشمونين التى استمدت اسمها من الاسم المصرى القديم خنوم، حيث تمتد الجبانة على مساحة عشرة كيلو مترات من أسفل الهضبة المعروفة باسم تونا الجبل.
وتعد هرموبوليس من أشهر العواصم الدينية بسبب علو شأن تحوت الإله الرئيسى والذى طابقه اليونانيون بإلههم هرمز ومنه اشتق اسم هرموبوليس وكانت هذه المدينة تهيمن على منطقة ذات أهمية اقتصادية فائقة بسبب خصوبة تربتها الزراعية وقربها من محاجر حتنوب للألباستر، كل ذلك دفع بعض من كانوا يتولون أمرها بأن ينصبوا أنفسهم حكامًا مستقلين فى بعض الأحيان، مستغلين فرصة ضعف السلطة المركزية، وفى أواخر الأسرة السابعة عشرة وقعت هذه المنطقة تحت سيطرة حاكم مصرى يدعى تيان كان متعاونًا مع الهكسوس، وكان يحكم من قبل المدينة المجاورة لنفروس وخلال عصر الانتقال الثالث انتحل العديد من زعماء هذه المدينة المحليون، ومن ضمنهم تحوت أم حات خصائص ومظاهر الفرعون مرة أخرى.
وتونا الجبل وهى إحدى القرى التابعة لمركز ملوى بمحافظة المنيا، كانت الجبانة المتأخرة لمدينة الأشمونين وتضم الكثير من الآثار المهمة التى يرجع معظمها إلى العصور المتأخرة المصرية والعصرين اليونانى والرومانى، وأهمها سراديب الطائر أبو منجل والقردة المحنطة رمزًا للإلهة جحوتى ومقبرة بتوزيريس ومقبرة إيزادورا والساقية الرومانية وإحدى لوحات حدود مدفنه إخناتون عرفت فى النصوص المصرية باسم تاحنت ويعنى البركة أو الفيضان ثم عرفت فى العصر اليونانى بمسمى تاونيس اشتقت الكلمة العربية تونا ثم أضيف إليها الجبل لموقعها فى منطقة جبلية صحراوية وتمييزًا لها عن القرية السكنية التى تُعرف بتونة البلد.وتنقسم تونا الجبل إلى ثلاث مناطق أساسية، ناحية الجنوب جبانة يونانى رومانى والحيوان المقدس والسراديب وفى الجهة الشمالية توجد مدينة مهمة ترجع لعصور مختلفة..وكان هناك تغيير مفاجئ فى أشكال المقابر فى بداية العصر اليونانى الرومانى عندما تم هدم المقابر الموجودة، وتم إنشاء مقابر جديدة فى الجهة الجنوبية.
ولاتزال هناك بقايا من أطلال تونا الجبل ترجع لعصر بطليموس الأول سوتير وكان لتقديس الإله جحوتى البابون وله مقصورتان، ومن ضمن المقصورتين يوجد جداران بهما نقوش، والجداران موجودتان بمتحف بيليسوس موزيوم بهيلدس هيم بألمانيا.
وقد أدمج إخناتون نفسه منطقة هرموبوليس داخل نطاق منطقته الاعتكافية المعروفة باسم إخيتاتون وبغض النظر عن هذه الوقائع والأحداث، وما يمثلها من قوة وسيطرة الحكام المحليين فخلال العصرين اليونانى والرومانى أدى سحر وجاذبية الإله تحوت إلى اجتذاب العديد من الإغريق إلى هذه المدينة، حيث نما وتطور نتاج فريد من نوعه بين الحضارة الفرعونية والثقافية الهلينستية وتعد مقبرة بتوزيريس الشهيرة دليلًا واضحًا على ذلك.
وتحوى المنطقة آثارًا  من الفترة المتأخرة ومنها مقابر من العصر البطلمى ومدافن للطائر المقدس المعبود لمنطقة السرداب، فضلًا عن منطقة المعابد والساقية الرومانية وأهم آثار المنطقة مقبرة بتوزيريس كما يتقدم مدخل المنطقة الأثرية إحدى لوحات حدود تل العمارنة..وقد تم الكشف عن مقبرة بتوزيرس لأول مرة عام 1919م وتشبه واجهتها واجهات المعابد المصرية فى العصرين اليونانى والرومانى، فمن العصر البطلمى تتشابه مع واجهة معبد إدفو ومن العصر الرومانى معبد كلابشة وتتكون المقبرة من صالة أمامية وواجهتها ترتكز على أربعة أعمدة بالتيجان المركبة عليها كورنيش غطيت جوانبة بالنصوص ويتقدم المقبرة مذبح حجرى مستطيل عليه أربع مثلثات فى الأركان.وتتضمن المنطقة آثارًا ترجع للعصرين البطلمى والرومانى فهى تضم السراديب المنقورة تحت سطح الأرض والتى كانت مخصصة لدفن رمزى للإله جحوتى (القرد والطائر أبو المنجل )وتضم مقبرة بتوزيريس ومقبرة إيزادورا والساقية الرومانية والمعبد دار الوثائق (الأرشيف)وغيرها.
وبالإضافة إلى ذلك فإن هناك أثرًا شهيرًا يقع فى مدخل المنطقة وأقصد به إحدى لوحات حدود مدينة آخت آتون التى اتخذها إخناتون مقرًا للدعوة للإله الجديد آتون (تل العمارنة حاليا) كانت تضم ثلاث لوحات حدود إحداها لا تزال فى حالة جيدة وتتضمن منظرًا منقوشًا يمثل إخناتون وأسرته يتعبدون للإله آتون.