أصحاب الهمم يستعدون لـ«ذهبيات أستراليا»
ولاء محمد
تحت شعار «فريق واحد..هدف واحد» يستعد أبطال مصر من ذوى الإعاقات الحركية والذهنية للمشاركة فى بطولة أستراليا للسباحة، المقرر إقامتها خلال الفترة من 10 إلى 20 أكتوبر المقبل.
الهدف والحلم الواحد فى بطولة أستراليا، هو رفع اسم مصر عاليًا فى البطولات الدولية الأوليمبية، بتحقيق الميداليات الذهبية والفضية والبرونزية، وخلال تنظيم الاتحاد الرياضى المصرى للإعاقات الذهنية لمعسكر إعداد منتخب مصر للسباحة بالمركز الأوليمبى، استعدادًا لبطولة أستراليا 2019، التقينا ببعض من أصحاب الهمم الأبطال.
السمكة الذهبية
لبنى مصطفى الملقبة باسم «السمكة الذهبية 26 عاما»لاعبة منتخب مصر ونادى الزمالك، حصدت خلال مشوارها الرياضى أكثر من 170 ميدالية محلية ودولية، ما بين ذهبية وفضية وبرونزية، وتشارك فى بطولة أستراليا لتحقيق حلمها فى استكمال باقى بطولاتها الدولية.
بدأت لبنى ممارسة رياضة السباحة كمرحلة علاجية منذ أن كان عمرها عامين، وشجعتها أسرتها فى الاستمرار بل والمشاركة فى كل البطولات المحلية، وكانت أول مشاركة لها فى عمر 8 سنوات وفازت بالمركز الأول وحصدت الميدالية الذهبية، وعندما كان عمرها 14 عامًا، شاركت فى بطولة إقليمية وحصدت ثلاث ميداليات ذهبية، وبعدها بعام فازت ببطولة العالم، ثم فازت فى البطولة العربية فى سوريا وبطولة أبوظبى بـ4 ميداليات ذهبية، كما فازت لبنى بإحدى ميداليات البطولة الإقليمية التى افتتحها الرئيس عبدالفتاح السيسى عام 2014، وفى بطولة الاتحاد الدولى للإعاقات الذهنية فى إيطاليا عام 2016حصلت على ميدالية برونزية، وفى بطولة المكسيك عام 2018 حصلت على المركز الخامس، فأهلها الاتحاد الرياضى المصرى للإعاقات الذهنية لتكون أول فتاة من فئة «الداون» والوحيدة التى تشارك فى بطولة أستراليا خلال أكتوبر المقبل.
حققت «السمكة الذهبية» أرقامًا قياسية فى وقت قصير جدا فى سباحة «الباك والحرة»، ما أهلها للمشاركة فى بطولة العالم فى إيطاليا والمكسيك وأخيرًا فى أستراليا.
وعن مجال دراستها وحلمها تقول والدة لبنى: «إنها تدرس دراسات حرة فى معهد الباليه، وتُشارك فى كورال الأوبرا، وحلمها الفوز فى بطولة أستراليا ومقابلة الرئيس السيسى، وأن تكون عارضة أزياء، عندما تحين فرصة أن تصبح بنات فئة الداون عارضات أزياء».
شقيقة ومدربة فى نفس الوقت!
تجربة رائعة ومميزة تجعل من حولك من أفراد أسرتك هم أولى وأحق الناس بالمساعدة، تلك كانت تجربة هاجر مع أختها مريم، التى تعانى منذ ولادتها من مشكلة فى المخ بوجود كيس ماء يضغط على الفص الأيمن، ما يسبب حالات صرع وتشنجات، ومع ذلك كانت هاجر كونها المدير الفنى لنادى اتحاد الشرطة، تقوم بدورها الثنائى فى التدريب الرياضى لشقيقتها ومراعاتها، حتى حققت مريم كأسين فى بطولتين إحداهما محلية والثانية دولية فى السباحة وألعاب القوى وكرة السلة أيضا، حتى تخصصت فى السباحة منذ أربعة أعوام، وفازت ببطولة العالم للسباحة فى المكسيك وحصدت الميدالية الذهبية فى سباق 50 مترًا باك، وميدالية أخرى فضية فى سباق خمسين مترًا حرة، وحصلت على وسام الرياضة من الدرجة الأولى.
مريم طارق صاحبة «الـ 18عامًا» ضمن المؤهلين للمشاركة فى بطولة السباحة بأستراليا، وتدعمها المعسكرات الرياضية فى الاستعداد للبطولة، وتخلق منها شخصًا معتمدًا على نفسه فى أمور الحياة، والالتزام بقواعد الانضباط .
وعن حلمها تقول مريم: «أحلم أن أصل إلى العالمية فى بطولة طوكيو 2020 لأنى كنت بطلة على مدار عامين، حيث كانت البطولة الأولى فى لوس أنجلوس والثانية فى المكسيك، وأصبحت الآن مؤهلة للمشاركة فى بطولة أستراليا، وأتمنى أن أحقق حلمى وأكون بطلة للمرة الثالثة، وأنتظر تشجيع الجميع».
بطل التوحد
«محمد أبوجودة» هو الشقيق الأصغر لخمسة من الأشقاء، علمت أسرته أنه مصاب بالتوحد ووالدته بلغت عامها السادس والأربعين، وعانت الأسرة معه فى بداية الأمر بمتابعة الأطباء وجلسات التخاطب وتعديل السلوك، ومارس محمد السباحة وعمره عامين، إلى أن أصبح لاعب منتخب مصر ونادى الشرق.
سارعت أسرته بدمجه فى المدارس، ليحصل على فرصة التعلم كأى فرد فى المجتمع، ويعد محمد من أصغر المشاركين فى بطولة أستراليا المقبلة، بعدما أحرز المركز الأول فى قطع مسافات طويلة من «200 و 400 متر».
مؤمن أحمد «السمكة السمراء»
أما اللاعب مؤمن أحمد الملقب بـ«السمكة السمراء»، صاحب الوجه البشوش المشرق، فقد أحرز العديد من الميداليات الذهبية والفضية والبرونزية، أحمد مصاب بمتلازمة داون، وبدأت أسرته مشوارها معه فى السباحة عندما كان عمره 5 سنوات، وشارك فى بطولات محلية من خلال النادى الأهلى، ثم شارك فى بطولات دولية وعالمية، وحصد أول بطولة له عام 2016، بحصوله على الميدالية الذهبية فى بطولة الجمهورية.
رشح الاتحاد الرياضى المصرى للإعاقات الذهنية مؤمن للمشاركة فى بطولة أستراليا المقبلة، عندما أهله معسكر تدريبات الاتحاد المستمر منذ مايو الماضى، يتدرب خلالها يوميًا من الخامسة فجرًا وحتى العاشرة مساء، وما بينهما أنشطة سباحة وجيم ولياقة مع تدليك وساونا.
يقول والد مؤمن عن دور الأسرة: «تولت والدته الجزء الأكبرفى مساعدته وترافقه فى كل أوقات تدريباته وبطولاته، ونحلم أن يحقق الميدالية الذهبية ويرفع علم مصر عاليا ليكرمه الرئيس السيسى».