الأربعاء 22 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

البعثة الألمانية والأمريكية بمعبد أبيدوس

البعثة الألمانية والأمريكية بمعبد أبيدوس
البعثة الألمانية والأمريكية بمعبد أبيدوس


أبيدوس مدينة بغرب البلينا بسوهاج وقد كانت إحدى المدن القديمة بمصر العليا. يجمع معظم علماء الآثار على أنها عاصمة مصر الأولى فى نهاية عصر ما قبل الأسر والأسر الأربع الأُول.. ويرجع تاريخها إلى 5 آلاف سنة وتقع بين أسيوط والأقصر بالقرب من قنا. من خلال زيارة محافظة سوهاج سنتعرف على أهم معبد فى تاريخ علم المصريات معبد أبيدوس، والذى يبعد حوالى ساعة ونصف الساعة من سوهاج هذا المعبد الذى يعد أهم الأماكن السياحية والأثرية، ويعد معبد الملك سيتى الأول بمثابة تحفة معمارية فريدة فى تاريخ العمارة المصرية القديمة ويحتوى على مقاصير للعديد من الآلهة المصرية وبدأ الكشف عنه فى 1852م.

وكان يحيط بهذا المعبد أيام ازدهاره حديقة مزروعة بالنباتات المزهرة، والأشجار الباسقة، وقد كشف حديثًا عن واجهة المعبد الأصلية، وأعيد تركيبها، فظهر الصرحان الكبيران للمعبد، أما الفضاء الذى يليها فهو مكان الفناء الأول والفناء الثانى للمعبد، ولقد أصابهما التلف، وهما ينتهيان بواجهة المعبد، ومدخله الحالى بأعمدته وحوائطه التى رسمت عليها بالحفر بعض وقائع «رمسيس الثانى» الحربية، وانتصاراته فى آسيا، كذلك كتب عليها بعض النقوش التذكارية الخاصة به وتعتبر منطقة معبد «أبيدوس» واحدة من أهم المناطق الأثرية فى مصر والعالم، وذلك لمركزها الدينى والتاريخى فى عصور مصر القديمة فهى تحتوى على مقابر ملوك مصر الأوائل فى عهد الأسرتين الأولى والثانية، وبها آثار من الأسرة التاسعة عشرة ولقد اعتبرت أراضى هذه المنطقة مقدسة فى نظر المصريين القدماء، حيث كان لها مكانة دينية سامية فى عقيدة الفراعنة، وذلك بفضل صلتها بمعبود الشعب القديم أوزيريس، وقد كان الفراعنة يعتقدون فى الماضى أن رأس هذا الإله قد دفنت فى هذه المنطقة بل إن بعضهم كان يعتقد أن جسده كله قد دفن فيها وأكمل رمسيس الثانى بناء معبد أبيدوس، بعد وفاة أبيه الملك «سيتى الأول» ولكن الجزء الذى تم تشييده فى عهد «سيتى» كان أعظم بكثير من الناحية الفنية عن الجزء الذى أكمل بناءه رمسيس الثاني.
ويختلف معبد أبيدوس كل الاختلاف عن تصميم غيره من المعابد المصرية التى كان يشيد معظمها على شكل مستطيل، وكانت جميع ردهاتها وحجراتها على محور واحد، أما معبد «أبيدوس فإن تخطيطه فريد جدًا إذ إنه على شكل زاوية قائمة، وتقع مقصورة قدس الأقداس وهى المقصورة الرئيسية بشكل حرف (ل) الحرف اللاتينى عمودى على سلسلة الأفنية، والقاعات المتعقبة للأعمدة وتوجد صالة بها أعمدة كثيرة هى قاعة الأعمدة التى شيدها الملك «سيتى الأول» ولكن زخارفها تمت فى عهد ابنه «رمسيس الثانى» وطول هذه القاعة 55 مترًا تقريبًا، وعرضها حوالى 11مترًا، ويرتكز السقف على أربعة وعشرين عامودًا والأعمدة من أسفل مكونة على شكل حزم البردى، أما التيجان فهى على هيئة زهرة  لم تتفتح بعد، وتنقسم الأعمدة إلى صفين، كل صف به  اثنا عشر عامودًا، وكل صف ينقسم إلى ست مجموعات، وفى كل مجموعة عمودان متقاربان، ثم يوجد ممر متسع قليلًا، ونجد عامودين متقاربين آخرين.. كما يوجد فى القاعة أيضًا سبعة ممرات تتصل بالممرات الأخرى التى تماثيلها فى قاعة الأعمدة الثانية، وتزين جدران وأعمدة معبد أبيدوس بنقوش رائعة باللغة الهيروغليفية. يختلف معبد أبيدوس كل الاختلاف عن تصميم غيره من المعابد المصرية التى كان يشيد معظمها على شكل مستطيل وكانت جميع ردهاتها وحجراتها على محور واحد، أما معبد أبيدوس فإن تخطيطه فريد جدًا، فهو على شكل زاوية قائمة أمت منطقة كوم السلطان الأثرية والتى تقع على بعد عشر دقائق سيرًا على الأقدام شمال معبد رمسيس الثانى وفى نطاق قرية بنى منصور الحديثة وحيث البحيرة المقدسة لمنطقة أبيدوس المحور الأساسى للأنشطة الدينية الأولى ومعبد ما قبل وبداية الأسرات الذى خصص للمعبود خنتى أمنتيو المعبود الرئيسى للمنطقة فى ذلك الوقت تلك المدينة مغطاة تحت مبانى العصور اللاحقة فهناك الكثير من البعثات الأجنبية التى اهتمت بمعبد أبيدوس ومنهم على سبيل المثال البعثة الأمريكية والتى عملت بهذا الموقع منذ عام 1992 بواسطة عالم الآثار الأمريكى دافياكونور وتم الكشف عن 14 مركب مدفونة بالقرب من شونة الزبيب كما عملت أيضًا بعثة ألمانية تابعة لمعهد الآثار الألمانى فى منطقة أبيدوس منذ السبعينيات بقيادة الدكتورة كريسيانا كوهلر وهى أستاذة المصريات بجامعة فيينا. •