الثلاثاء 30 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

التلفزيون المصرى.. رسب فى «الانفجار»

التلفزيون المصرى.. رسب فى «الانفجار»
التلفزيون المصرى.. رسب فى «الانفجار»


لابد أن يحاسب المسئولين في التليفزيون المصري على تقصيرهم الواضح، والذى استمر لساعات في تغطية أحداث السيارة التى انفجرت أمام معهد الأورام، وأقصد هنا تحديدا قطاع الأخبار وقناة النيل للاخبار التى يفترض أنها متخصصة في نقل الأخبار والاحداث وتغطيتها.
الحدث لا يبعد أكثر من 20 دقيقة عن ماسبيرو عندما يتباطأ سير السيارات الى أبعد مدى، ولا يوجد ما يبرر أبدأ أن تظل قناة متخصصة مثل النيل للأخبار لا تنقل أى مما يجرى في موقع الحدث لخمس ساعات متصلة أو أكثر منذ وقوع الحادث، وتكتفي فقط-هي والقناة الأولي تحديدا-بوضع شريط «عاجل يحمل تصريحات من رئيس جامعة القاهرة ، بأن العاملين والمرضى بمعهد الأورام كلهم بخير، وتصريحات أخرى منسوبة للصحة تقول أن عدد المتوفيين كذا وعدد المصابين كذا في حادث تصادم سيارتين»، وكأن الحدث وقع في دولة أخرى!!
خلال هذه الساعات الطويلة العصيبة من بعد منتصف الليل بقليل وحتى السادسة صباحا، لم يهدأ مؤشر قنوات التلفزيون في يد كل المشاهدين، الذين أرادوا البحث عن أخبار حقيقية ومشاهد حقيقية، وتواصل مع أناس في موقع الحادث، سواء أوفدهم التليفزيون أو كانوا شهود عيان موجودين في موقع الحدث، أو حتى المدير المناوب معهد الأورام أو الأطباء هناك أو أى من العاملين، الذى لابد أن تتوافر أرقام البعض منهم لدى معدى البرامج الاخبارية أو يحاولون الوصول اليها.
وببساطة وجد الكثيرون مثلا ضالتهم في القناة التى لا نمل من لعنها ليل نهار، والتى بدأت تبث صور الانفجار وان كانت من فيديوهات صورت باستخدام الموبايل، نقلتها عن شهود عيان على مواقع التواصل الاجتماعي، والقناة الخاصة الوحيدة التى بثت صورا من موقع الحدث وأوفدت كاميرات صورت أمام المعهد وأجزاء في مدخله وبعض من مشاهد نقل سيارات الاسعاف لمرضى المعهد، كانت قناة الغد.
لا يوجد ما يبرر أبدا أن يترك المشاهدين لمواقع التواصل الاجتماعي والقنوات التى تنقل من مواقع التواصل الاجتماعي، فحتى إن كان على العاملين في قناة النيل للاخبار وقطاع الأخبار، إنتظار أوامر من شخص كان نائما وخشوا ايقاظه أو لم يكن موجودا، ليأخذوا اذن الخروج بكاميرات التليفزيون، لتصوير الحدث ونقله، فلا يوجد ما يبرر أبدا أن لا يوفد مذيع أو حتى معد للموقع للتواصل مع التلفزيون من خلال هاتفه المحمول، حتى إن كان هذا التواصل صوتا هاتفيا فقط، كما كانت الامكانيات قبل عصر الموبايل، على غرار النقل الاذاعي الذى يتميز بوصف ما يحدث دون صورة، لكنه ينقل كل مشاعر المستمعين وعقولهم الى الحدث ويطلعهم على مايحدث .
أى من هذا لم يحدث، ولا أعرف إن كان السبب هو أن الحدث وقع – أو علم به- بعد منتصف الليل، أم هو الروتين والترهل الادارى الذى أصاب هذا القطاع منذ سنوات، أيا كان السبب، فإذا أردنا إصلاحا لهذا القطاع الهام، فلابد من محاسبة المسئولين عن هذا الخطأ الكبير في التغطية الاعلامية، أو بعبارة أدق الخدمة الاعلامية التى يجب على التلفزيون المصري القومي أن يقدمها للمواطنين، ليس فقط لأن هذه هي مهمته الوطنية الأولى مع عظمها وقدسيتها، لكن أيضا لأسباب مادية صرفة، فهو الجهاز الذى ينفق من أموالنا نحن دافعي الضرائب المصريين.
ينفق من أموالنا على أجور العاملين ومكافآتهم وساعات سهرهم التى يفترض أن يبقوا فيهم يقظين لخدمتنا، ويبقى سؤال لابد له من اجابة: لماذا نقل التلفزيون تصريحات وزيرة الصحة في المؤتمر الصحفي من معهد ناصر في حوالي الثالثة فجرا، ولم يرسل كاميرا لموقع الحادث.
أخيرا، فإنه بدون التقييم وتوقيع الثواب والعقاب ونقل المقصرين من أماكنهم الحسّاسة، لن يستقيم حال التلفزيون المصري، فترك الأمور هكذا تمر مرور الكرام يساهم في هدم هذا الكيان في نفوسنا قبل أن تهزمه القنوات الأخرى، فقط لأنها تمتلك إدارة يقظة.