الجمعة 3 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

العيد فى مكالمة فيديو

العيد فى مكالمة فيديو
العيد فى مكالمة فيديو


 العيد فى مصر فرحة، ربما لا ندركها سوى عند فقدانها.. هذا هو ما أبدته «إيمان آقجمچى» حين تحدثت عن مصر والعيد بعد أن جربت أعياد المغتربين فى كلٍ من دبى وتركيا. «إيمان» شابة مصرية فى العشرينيات من عمرها تعمل كمترجمة حُرّة ومتزوجة منذ أربع سنوات، وكما قالوا «الزواج قسمة ونصيب» كان نصيب إيمان فى أن تتزوج «محمد» شاب تُركى الجنسية وقسمتها أن تعيش خارج مصر.
4 سنين عيد هنا وعيد هناك
مع بلوغ عدد المصريين بالخارج نحو 9.5 مليون وفقًا لإحصائية الجهاز المركزى للتعبئة العامة لعام 2017 أكاد أجزم أنه لا توجد عائلة مصرية بلا فقيد فى العيد، على كل مائدة شخص ما غائب يفتقد أحاديث الأسرة التى ربما كان يمقتها ويحسب ساعات الغربة كطفل ينتظر جرس المدرسة.
 «إيمان» أيضًا حسبت ساعاتها فى الاغتراب وأطلعتنا على ما يجول فى نفس مغتربة فى العيد: «تخرجتُ فى كلية اللغات والترجمة وأعمل كمترجمة حُرة، منذ 4 سنوات و8 أشهُر تزوجت من «محمد» مترجم تركى الجنسية. عشت فى مصر 8 أشهُر بعد الزواج ثم سافرت وأصبحت أقضى عيدًا هنا وآخر هناك وفقًا للأوقات التى تناسبنى».
عيد بلا صلاة عيد
لا تختلف تقاليد الأعياد فى البلاد ذات الأغلبية المسلمة، فمَهما اختلفت الثقافات والتقاليد يظل العيد هو العيد بصلاته وتكبيراته وفرحة البلالين المتطايرة فى هواء ساحات الصلاة. تقص علينا «إيمان» عيدها فى تركيا قائلة: «العيد هناك بلا صلاة عيد للنساء، فلا مصلى لهن وحتى التكبيرات تقتصر على الصلاة فقط، وكما جرت العادة فى مصر بصيام الأيام التسعة الأولى من ذى الحجة، ويوم عرفة لا يصوم هناك إلّا قلة، لكنهم يضحون كما هو الحال فى مصر بجميع خطوات التضحية ويهتمون جدّا بزيارة الأقارب».
روح العيد المصرى
فى مصر لا يمكن أن يمر عيد الفطر من دون تلك السيدة العجوز اللطيفة التى تجلس فى أوائل صفوف المصلى على كرسيها الصغير، الذى غالبًا ما تكون ابتاعته منذ دهر لمساعدتها على أداء مراسم الحج فى وقت ما، تُخرج من حقيبتها التى لا تفارقها يومًا ما شاء الله من تَمْر وكعك وبسكويت وأرواح كما كانوا يطلقون عليها فى زمنها.. تشير إلى أقرب طفلة تلهو بأن تحمل مما أخرجته شيئًا لتطوف به على المصلين لتوزع فرحة العيد من حقيبتها التى لو نظرت فيها سترى أنها تحوى وطنًا بأسْره.  كان يبدو أن هذا المشهد هو ما كان يجول بخاطر «إيمان» وهى تخبرنا عمّا تفتقده فى أعياد الفطر التى قضتها خارج مصر: «العيد بالخارج مختلف، فبدلًا من الكعك والبسكويت المعتاد فى مصر توجد شيكولاتة وحلويات تشبه الجُلاش، زوجى لا يرى اختلافًا بين العيد فى مصر وخارجها، وابنى أحمد لايزال صغيرًا ليدرك هذا، لكن أرى أن العيد هنا يتميز ببهجة كبيرة لم أجدها بالخارج».
 فى مصر حاجة تانية
لم تقتصر تجربة «إيمان» فى غربة العيد على البلاد غير العربية فقط، بل تحكى لنا عن عيدها فى الإمارات: «الإمارات هى البلد العربى الوحيد الذى زُرته، قضيت هناك عيدًا العام المنصرم، ولم أكد أشعر ببهجة العيد سوى وقت الصلاة ثم ذهبت مع أصوات التكبيرات فى الساحة.  فى مصر العيد فعلًا فرحة  وحاجة تانية». قديمًا كان بإمكان المغترب إرسال جواب يطمئن فيه عن حال الأسرة والأحباب، وبالطبع خطابات الأعياد على قدر بساطتها وجُمَلها المحفوظة، لكن كان لها أثرها على ثغر أمّ اشتاقت لطفلها أو زوجة تنتظر رفيق حياتها، أمّا اليوم فتحولت الخطابات الورقية إلى رسائل «واتس آب» و «ماسنجر» أو بإمكانك التحدث مع من افتقدت صوتًا وصورة كما شئت من الوقت مادمت تملك البلّورة السحرية التى تُدعى هاتف ذكى، هكذا تتواصل «إيمان» و9 ملايين مصرى مغترب مع عائلاتهم فى مصر أثناء الأعياد تنال شيئًا من فرحة يقتسمها الأهل فى الديار ويخبئون لابنتهم البعيدة نصيبها.