الإثنين 6 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

الفنان التشكيلى التونسى «مراد شعابة»: المرأة عالم سحرى للإبداع الفنى.. وأدافع عن أنوثتها فى لوحاتى

الفنان التشكيلى التونسى «مراد شعابة»: المرأة عالم سحرى للإبداع الفنى.. وأدافع عن أنوثتها فى لوحاتى
الفنان التشكيلى التونسى «مراد شعابة»: المرأة عالم سحرى للإبداع الفنى.. وأدافع عن أنوثتها فى لوحاتى


كانت بداياته كمصمم أزياء، حيث كان تركيزه الكبير على الأقمشة وتفاعلها مع جسد المرأة، تتلمذ على يد الفنان التشكيلى التونسى الكبير «عادل مقديش»، الذى بدوره لاحظ شغفه الشديد بإبراز المادة فى رسوماته وإحساسه المرهف بجسد المرأة، فعمد على تشجيعه،  ورافقه فى أول لوحاته، للاستفادة من رأيه وملاحظاته القيمة.

• لنبدأ من مرحلة الانطلاق وأبرز ملامحها؟
- كان أول معرض لى فى قرطاج، وكان امتحانًا فى حقيقة الأمر، وذلك لإدراك مدى تأثير لوحاتى على الزوار وكان نجاحًا لافتًا، حيث تم بيع عدد كبير من اللوحات، وتناول المعرض العديد من المقالات الصحفية، وتم بث الحدث من خلال مختلف القنوات التليفزيونية التونسية، فقد جاء هذا المعرض ليمثل الدافع لمواصلة هذه المسيرة.
• ما هى الركيزة الرئيسية فى لوحات مراد شعابة؟
- التناسق هو الركيزة الرئيسية فى لوحاتى، فالتناسق فى الأشكال والألوان والحركة كان هدفًا، وعلى الصعيد الآخر يأتى تركيزى على موضوع المرأة تشكيليًا، بما تمنحه لى من مساحة مهمة من الحرية فى تناول الموضوعات وذلك نظرًا لليونتها، وثراء المادة التى تحيط بجسدها، كالأقمشة والحلى وحركة الشعر، والإطار المحيط بها، كالنقوش والزخارف، فدائمًا ما أحاول أن أجد رابطا بين كل هذه المعطيات، لخلق عالم سحري تكون فيه المرأة هى الموضوع الرئيسى بملامحها، التى تعد من أهم الجزئيات التى اهتم بها، فهى التى تمنحنى الشحنة اللازمة لأتخيل بقية المراحل، لإتمام لوحاتى، فهى أنيقة، فخورة، مسئولة وساحرة.
.. ومن خلال لوحاتى أجدنى أدافع عن أنوثتها، مصدر قوتها، فلا يجوز التخلى عنها لأى سبب من الأسباب، رغم خروجها إلى الحياة ووقوفها جنبًا إلى جنب مع الرجل. فالمرأة التى أرسمها، مسئولة وفخورة بجمالها وأنوثتها وتفرض لنفسها الاحترام، لذلك أحرص على أن يصل هذا الإحساس لكل من يراها.
• ماذا عن واقع الفن التشكيلى فى تونس؟
يعد الفن التشكيلى فى تونس بمثابة رسالة نبيلة، الهدف منها الوصول إلى قلوب الآخرين من مختلف فئات المجتمع، للرقى بالذوق العام، ومخاطبتهم بلغة يدركها الجميع، لا بلغة متعالية فيها نوع من الاحتقار وهو ما يسمى بفن «النخبة» وهذا ينطبق على كل المجالات الفنية، كالمسرح، والرسم والموسيقى، فإذا أردنا الرقى بالذوق العام، فيجب إيصال المعلومة بطريقة سلسة، فنية وبذوق رفيع.
• وماذا عن واقعه اليوم؟
- لا يحيد على أنه فن النخبة منذ سنوات، فهو يقتصر على مجموعة صغيرة لا يتقبلون التجارب الجديدة، ويتهمون المواطن العادى بالتخلف، لأنه لا يهتم بما يعرضون من لوحات، والواقع أن هذا المواطن العادى يزور المعارض عندما يكون المعرض مقنعًا وممتعًا، فيقتنى اللوحات بكل سعادة.
• كيف أثرت الثورة التونسية على الفن التشكيلى؟
- عقب الثورة التونسية شهد الفن متسعا أكبر من الحرية، فلم تعد الساحة مغلقة، بل وُجِدت تجارب جديدة فى كل المجالات بالاعتماد على قوة الإبداع والخلق والإقناع، فلم يعد بالإمكان حجب أى مبدع عن إيصال أفكاره إلى المجتمع، فتنوعت التجارب والموضوعات والتنافس الشريف، فالحرية، وعدم الإحساس بالخوف من أهم دوافع الإبداع، وعلى المستوى الشخصى فعقب النجاح الذى حققته المعارض التى قمت بها، أصبح لدىّ الحافز، الذى لا يزال يبحث عنه بعض الشباب الموهوبين، الذين تم صدهم والمبرر أن اللوحات التى كانوا يرسمونها، قد تجاوزها الزمن، وأن هذا العصر هو عصر الفن التجريدى والانطباعى إلى آخره، وهذا من أكبر الأخطاء الشائعة. فلا يمكن لأى شكل من الأشكال الفنية أن يطغى على بقية الأشكال، فالمجال مفتوح دون استثناء، دون إلغاء الآخر، وهذا ثراء للساحة الفنية، واحترام لكل الأذواق، فالمقياس الوحيد، هو ردة فعل المتلقى، سواء أكان إيجابيًا أو سلبيًا، والسعادة، التى أشاهدها فى أعين الزوار وهم يقفون أمام لوحاتى بكل احترام وتقدير، والأشعار التى يكتبونها استلهامًا من لوحاتى، وينشرونها على صفحتى فى الفيس بوك، هى الحافز الكبير، الذى يدفعنى لمواصلة مسيرتى الفنية.